المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (سلسلة الفوائد الحديثية لشيخنا المحدث خالد الحايك صاحب الدار الضيائية )



أهــل الحـديث
05-12-2013, 05:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله الذي لولاه ما جرى قلم, ولا تكلم لسان, والصلاة والسلام على سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كان أفصح الناس لسانا وأوضحهم بيانا, ثم أما بعد: فهذه سلسلة فوائد حديثية أحببت أن اكتبها لتعم الفائدة بين طلبة العلم وهي فوائد كنت قد دونتها من دروس شيخنا المحقق المتفنن ابو صهيب خالد الحايك حفظه الله ورعاه وسدده وجعله شوكة في حلوق المبتدعة الغلاة والله أسال ان يوفقنا الى رضاه إنه ولي ذلك ومولاه.وقد أسميت السلسلة ( الفوائد الحديثية لشيخنا المحدث خالد الحايك صاحب الدار الضيائية )
1.هنالك مشكلة عند كثير من المشتغلين بالحديث في زماننا هذا أنهم إذا وقفوا على أجزاء من حديث منكر أو ضعيف في أحاديث صحيحة فإنهم يعدون ذلك متابعات وشواهد، وهذا ليس مبنياً على قواعد وأصول نقاد الحديث؛ لأن الضعفاء والمجاهيل يأخذون ما صح من بعض الأحاديث ويؤلفون بينها ويركبون لها أسانيد فيسوقونها، فيأتي بعض المعاصرين فيحسنها أو يصححها اعتماداً على ورود أحرف من تلك الأحاديث عند أصحاب الصحيح وغيرهم!
2 أكثر الذين يُقدّمون للكتب لا يقرؤون ما قدّموا له!
3.الذي يُعدّ مرسل صحابي ما جاء عن صحابي لم يسمع واقعة معينة، أو لم يكن موجوداً، بقرينة أن هذا الصحابي قد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث أخرى، فهذا نعدّ حديثه مرسل صحابي، كحديث عائشة أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي؟ فهذا السؤال لم تكن عائشة حاضرة فيه، ولهذا أعله بعضهم بالإرسال، لكنه مرسل صحابي، فيقبل؛ لأن عائشة سمعت كثيراً منه صلى الله عليه وسلم، وليست مثل أؤلئك الذين لهم رؤية فقط، وإنما أدخلهم العلماء في الصحابة لشرف الصحبة فقط، لكن أن يكون حديثهم مرسل صحابي فهذا لا يستقيم، ولا يُقبل.
4.لكلام على الأحاديث. إذا أردنا الكلام على حديث من الأحاديث فيجب أن نُعمل فيه ثلاثة أمور مع بعضها البعض بعد تخريج الحديث: 1- النظر في الإسناد، فإذا كان فيه راوٍ هالك فإن ذلك يغني عن النظر في بقية الأمور، فإذا سَلِم الإسناد ننظر في الأمر الثاني. 2- البحث عن علل الإسناد، فإذا سَلِمَ ننظر في الأمر الثالث. 3- نقد المتن، فإن العلماء إذا استنكروا المتن، ولم يكن هناك علة للحديث حملوه على الخطأ والوهم، أو أنه دخله تدليس أو شيء من هذا القبيل.
5.المرسل بحر وأول من أظهر ذلك ابو دواد في كتابة المراسيل ولشيخنا كتاب جديد في ذلك دارسة منهجية تطبيقية في تأصيل الحديث المرسل .
6.تحذير... يبدو هذا أَوان انتشار الأحاديث المنكرة والمكذوبة والباطلة التي في كتاب «الفتن والملاحم» لنُعيم بن حمّاد! لتعلّق كثير منها بالملاحم والفتن في الشام! فالحذر من النّقل من هذا الكتاب وإسقاط ما فيه على الواقع ونشره!
7.رُوِيَ عن الفِربري-راوي الصحيح- أنه قال:" سمع الصحيح من البخاري تسعون ألف رجل، لم يبق من يرويه إلا أنا". هذه رواية غير صحيحة عنه.فقد ضعفها الإمام الذهبي-رحمه الله- في السير في ترجمة الفربري وقال أنها لا تصح.
8.لم يقصد الامام مسلم التشنيع على البخاري في صحيحه انما قصد بعض اهل العلم .
9.قال أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي:" لما ألف البخاري كتاب الصحيح ،عرضه على أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وغيرهم،فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة إلا أربعة أحاديث. قال العقيلي: والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة". أن هذه الرواية منقطعة لا تصح، فلم نعلم متى أتم البخاري صحيحه، هل أتمها قبل أم بعد وفاة هؤلاء العلماء؟ فبين وفاة الإمام أحمد وابن المديني وابن معين-رحمهم الله جميعا-ووفاة البخاري-رحمه الله- زمن طويل يبعد أن يكونوا قد اطلعوا عليه، ثم لم يوجد نص منهم على أنهم اطلعوا على الصحيح ونقدوا ما فيه.
10الفوائد: من الطرق التي ابتكرها أهل الحديث في جمع الأحاديث النبوية وتصنيفها، وهي تحوي في غالبها على الأحاديث الغريبة المنكرة .
11.حديث النهي عن الكتابة والذي رواه الإمام مسلم-رحمه الله- في صحيحه ، من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، الصواب فيه "الوقف" على أبي سعيد-رضي الله عنه- كما قال فيه الإمام البخاري.وقد وقفت على علته في كتاب: "تقييد العلم" للخطيب البغدادي-رحمه الله-، وتصرُّف الإمام البخاري-رحمه الله- في صحيحه يدل على ضعفه؛ بدليل تخريجه لأحاديث الأمر بالكتابة دون غيرها في الصحيح.
12.يعتبر كتاب " مناسبات تراجم الإمام البخاري" لابن المُنَيـِّر، من أهم الكتب التي تذكر المناسبة بين الحديث والباب الذي أُورِد فيه، فربما تكون المناسبة بينهما خفية لا تظهر للناقد أو الباحث؛ فتكفل ابن المُنيِّر في كتابه هذا بإظهار المناسبة .
13.ويروى هذا الحديث مرفوعا وموقوفا" ، سئل الشيخ المحدث خالد الحايك -حفظه الله- عن معنى هذا ، وكيف يكون الحديث يروى مرة مرفوعا ومرة موقوفا ؟، فأجاب: قد يختلف الرواة على الشيخ ، فيرويه بعضهم عنه مرفوعا ، وبعضهم موقوفا، ولترجيح الصواب نتبع القرائن في ذلك ، فإن كان الذين رفعوه أكثر عددا؛ فالحكم لهم والعكس، وإن تساوى العدد فنحتاج قرينة خارجية للترجيح ،بأن يروى الترجيح بطريق آخر صحيح عن راو ثقة، فيترجح أحدهما. وإذا كان الموقوف ليس من باب الاجتهاد والرأي فيكون له حكم الرفع ،وهذا له ضوابط، ويُنظر أيضا في الشيخ الذي اختُلف عليه، فأحيانا بعض الشيوخ المكثرين-كالإمام الزهري- يروون الحديث تارة بالرفع وتارة بالوقف، وتارة بالوصل وتارة بالإرسال، وهذا يرجع إلى طبيعة طريقة تحديث الشيخ، فبعضهم كان يقف الحديث أو يرسله في باب الفتوى، وإن كان في باب التحديث في مجالس الحديث فإنه يأتي به كما سمعه.- والله تعالى أعلم-.
14.كثيراً ما كان الذهبي - رحمه الله- يوصف الشاميين بالإرسال في الحديث.. ويقول: «كعادة الشاميين في الإرسال»، ومن تتبع «مسند الشاميين» و«تاريخ ابن عساكر» يجد هذا بوضوح، فلله دره .
15.نكارة حديث! روى الإمام أحمد والترمذي وحسنه من حديث حَنْظَلَة بن عبداللَّهِ السدوسي، قال: حدثنا أَنَسُ بن مَالِكٍ قال: قال رَجُلٌ، يا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدُنَا يَلْقَى صَدِيقَهُ أينحني له؟ قال: فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ، قال: فَيَلْتَزِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ؟ قال: لا، قال: فَيُصَافِحُهُ؟ قال: نعم، إن شَاءَ. قلت: هذا حديث ضعيف؛ لأن راوية حنظلة كان قد اختلط، وتركه يحيى القطان، وقد اختلط حديثه القديم بالجديد، فذكره ابن حبان في المجروحين بعد أن كان ذكره في الثقات. وقد استنكر الإمام أحمد هذا الحديث! قال صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل: قال أبي: "كان حنظلة السدوسي ضعيف الحديث، يروي عن أنس بن مالك أحاديث مناكير، روى: أينحني بعضناً لبعض". فالحديث منكر! وتظهر نكارته بمعارضته لما وقع في حديث الإفك الصحيح عن عائشة: "فقال أبو بكر لعائشة: قومي فقبلي رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم".
16.حديث الطائفة المنصورة ليس حكرا على اهل الحديثفهذه طائفة تدور من مكان إلى آخر لا تستقر في مكان، وفي معنى الطائفة الاجتماع والحفظ، وهذا يشعر بالأمان والستر، ففي قوله سبحانه: {وليشهد عذابهما طَائِفَة من الْمُؤمنِينَ} أراد أن يكون هؤلاء حول من يُقام عليهم الحد ستراً وحفظاُ لهم، مع تحقق مقصد إقامة الحد: فشرد بهم من خلفهم.
فهذه الطائفة تحمل همّ الدّين وتقاتل من أجله، ونصرة شريعته، يطوفون في كلّ مكان، فما من مكان فيه جهاد إلا أتوه وقاتلوا لإعلاء كلمة الله سبحانه، تتردد هنا وهناك، تبدأ في مكان وتعود إليه كما في الطواف حول الكعبة، وكما في قوله صلى الله عليه وسلم في الهرّة: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ، أَوِ الطَّوَّافَاتِ».
وهذا لا يعني أن هذه الطائفة تنتقل كلها من مكان إلى آخر بحيث لا تبقى في المكان الذي كانت فيه من قبل، وإنما قد تكون طائفة هنا، وطائفة هناك، وكذلك يكون لها من ينصرها ممن هم على نهجها دون مباشرة القتال، فكلهم على نهج واحد = نصرة الدِّين.
فالمراد بالحديث طائفة من المسلمين من الشام والحجاز ومصر والعراق والمغرب وغيرها من الأماكن، علماء وغيرهم، لا تزال فيهم بقية الذبّ عن دينهم، والتمسك به وإن انفردوا وخالفهم الغير، وهم الذين يقارعون الأعداء بسيوفهم، ومناصروهم بكتاباتهم والذبّ عنهم، والمراد ببقاء ظهورهم على الحقّ ظهور حجتهم وقوتها إلى أن تقوم الساعة.
واجتماع هؤلاء من أماكن مختلفة يُجسد اللُحمة المسلمة والعقيدة الواحدة = عقيدة التوحيد التي بُعث من أجلها الأنبياء، فيقدّمون أرواحهم في سبيل هذه العقيدة سائرون على نهج الأنبياء وأتباعهم وللشيخ بحث في هذا الباب بعنوان المُعجب في حكم رواية: "لا يزال أهل الغرب" أو "أهل المغرب"، وفقه حديث الطائفة المنصورة.