المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد من رسالة الممتن على القواعد الأربع



أهــل الحـديث
04-12-2013, 05:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين وبعد : فهذه فوائد مستله وفرائد منوعة من رسالتي الممتن على القواعد الأربع التي سبق إنزالها في هذا المنتدى المبارك ومن أحبتي أرجو الدعاء بالسداد والثبات .
الفائدة الأولى : المسائل الثلاث التي هي عنوان السعادة " الصبر والشكر والاستغفار " ، وذلك أن العبد لاينفك عنها بحال من الأحوال ، فهو إما في نعمة واصلة ،أو مصيبة حاصلة، أو سيئة مفعوله
الفائدة الثانية : بيان ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام :
وهي مله جميع الأنبياء ،وطريقتهم وأتباعهم ، وإنما نسبت إلى إبراهيم، لأنه أكمل الخلق تحقيقا لها مع تقدمة في الأبوة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهي قائمة على أمرين هما :
الكفر بالطاغوت . – الإيمان بالله .
الفائدة الثالثة : تعريف الطاغوت : استل ابن القيم تعريفا جامعا من تعاريف السلف المنوعة للطاغوت، فقال :" ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله ، أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لايعلمون أنه طاعة لله فهذه طواغيت العالم ، إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها ، رأيت أكثرهم ممن أعرض عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت ، وعن طاعته و متابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى طاعة الطاغوت ومتابعته "، فهذه طواغيت العالم " ، وعلى فطاغويت العالم : ثلاث طواغيت أتباع وعبادة وحكم ذكره ابن سحمان رحمه الله .
- الفائدة الرابعة : الشرك إذا خالط العبادة فلا يخلو من حالين :
1 - إما أن يكون شركا أكبر،فهذا يحبط سائر العمل ؛ قال تعالى :" ولوا أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون " .
- 2 أو أن يكون شركا أصغر فهذا يحبط ما خالطه من العمل ؛" :لما جاء في مسلم من حديث أبي هريرة في الحديث القدسي :" من أشرك معي غيري تركته وشركه "
الفائدة الخامسة :- أضرار الشرك الأصغر :
1 - أنه كبيرة من كبائر الذنوب ، بل هو من أكبرها بعد نواقض التوحيد .
2 - أن هذا الشرك قد يعظم حتى يؤول بصاحبه إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة
3- أنه إذا صاحب العمل الصالح أبطل ثوابه وأزهقه
الفائدة السادسة : ضوابط في معرفته الشرك الأصغر وتميزه عن الأكبر :
- منها : صريح النص عليه ، كقوله صلى الله عليه وسلم كقوله صلى الله عليه وسلم : " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " قالوا : يا رسول الله ، وما الشرك الأصغر ؟ قال : " الرياء " .
- أن يأتي في النص منكراً غير معرّف ،بخلاف مالو أتى معرفا فإن الغالب أن يراد به الأكبر ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الرقى والتمائم والتولة شرك " " الطيرة شرك ، الطيرة شرك " " من علق تميمة فقد أشرك " ونحوها .
- فهم الصحابي من النص ، فالصحابة هم أعلم الأمة بمعاني نصوص الكتاب والسنة ومدلولاتها، ومثاله حديث :" الطيرةُ شركٌ ،" وما منا إلا ، ولكنّ الله يذهبه بالتوكل " ، فقوله ومامنا إلا .." هذا من كلام عبدالله مسعود يدل على أنه فهم منه أنه الشرك في الحديث المراد به الأصغر وإلا لم يقل "ومامنا إلا "
- شرك الألفاظ الغالب أنه من الأصغر ،إلا إذا قصد القائل تعظيم غير الله ،التعظيم الذي لايكون إلا الله فهنا يكون من الشرك الأكبر .
- شرك الأسباب وهو أن يأتي بسب لم يدل عليه شرع من كتاب أو سنة أو تجربة ، كمن يعلق التمائم والحروز من أجل الشفاء ،أو يتطير ويتشائم بطير أو غيرة .
- التفات القلب إلى الأسباب ، والتعلق بها حال فعلها ،وضابط ذلك "الاعتماد والتوكل عليها ،والثقة بها ورجاؤها وخوفها . فهذا شرك يرق ويغلظ بحسب التعلق . : هذه ظوابط تقريبه للشرك وليست قواعد كليه وإنما هي أغلبية فقط .
الفائدة السابعة : متى ينقلب الشرك الأصغر إلى أكبر :
- إذا صحبه اعتقاد قلبي ، وهو أن يقوم في قلبه تعظيم غير الله مثل تعظيم الله ، كمن يحلف بغير الله ويقوم في قلبه تعظيم المحلوف به كتعظيم الله .
- إذا اعتقد في الأسباب استقلالها بالنفع والضر والخلق والإيجاد ، كمن يعلق ويعتقد أنها تنفع وتضر بذاتها ، أو يتبرك بالبقعة ويعتقد بأنها الجالبة للنفع بذاتها فهذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة .
- إذا كان الشرك في أصل الإيمان أو كثر حتى غلب على أعمال العبد ، كالمراءاة بأصل الإيمان ، أو يغلب الرياء على أعماله الصالحة ،أو يغلب عليه إرادة الدنيا بأعماله الصالحة .
الفائدة الثامنة : في قول الشيخ ( لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة ) ، تأمل كيف شبه الشرك بالشبكة، لأن الشبكة إذا علقت بها قدم الإنسان فإنه يسقط، ثم قد يتعلق بجميع بدنه إذا حاول فكها، فتعلق بها يده، ثم يحاول باليد الأخرى فتعلق، حتى لا يستطيع أن يتخلص، وهذا تمثيل بديع للشرك، فإن الإنسان إذا تساهل في يسير الشرك أوشك أن يقع في عظيمه، ولذلك قال رسول الله لأصحابه: " أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر "
التاسعة : هل يستوي يسير الشرك الأكبر وكثيرة ؟ يقال لها اعتباران :
1- -: أما باعتبار المآل وهو الوقوع في الشرك والخروج من الملة ، فهما سواء ، لحديث فقالوا لأحدهما قرب قال: ليس عندي شيء أقرب قالوا له: قرب ولو ذباباً، فقرب ذباباً، فخلوا سبيله، فدخل النار، وقالوا للآخر: قرب، فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله عز وجل، فضربوا عنقه فدخل الجنة " .
2- : وباعتبار العقوبة والعذاب وشدته فهو مختلف ، لأن النار درجات ينزل فيها أهله على حسب ذنوبهم ومعاصيه ، قال الله تعالى : إنما النسي زيادة في الكفر " وقال تعالى " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون " .
العاشرة : عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا : ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سُبْحَانَ اللهِ هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ3.
ثانيا : الفوائد المستنبطة من حديث أبي واقد الليثي :
1- أن العبرة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني ، حيث أن النبي عليه الصلاة والسلام جعل طلب أولئك من جنس طلب بني إسرائيل لموسى عليه الصلاة والسلام " اجعل لنا إلهه كما لهم الهه " ، ولم ينظر إلى كونهم سموها ذات أنواط ، فالمشرك مشرك ، وإن سمى شركه ماسماه ، كمن يسمى دعا الأموات والنذر والذبح لهم تعضيما أو محبة ، فإن ذلك هو الشرك ، وإن سماه ماسماه ، وقس على ذلك .
2- فيه خفاء الشرك ،وعدم وضوح بعض مسائلة ، فقد خفي على بعض خيار القوم في عهد رسول الله صلى الله علية وسلم فكيف بمن دونهم ، قال المصنف : وأن قول القائل التوحيد فهمناه هذا من أكبر الجهل ومن مكائد الشيطان .
3- - وقد اختلف في طلبهم من النبي عليه الصلاة والسلام هل هو من الشرك الأكبر أو مجرد المشابهة التي لاتصل إلى حدا الشرك الأكبر ؟
فظاهر كلام المولف في كشف الشبهات ، وقبله ابن القيم ،واختيار سليمان بن عبدالله وابن باز رحمهم الله بأنه من الشرك الأكبر ، لقوله " قلتم كما قالت بنو إسرائيل لموسى ، اجعل لنا إلها كما لهم آلهة " وإنما لم يكفروا لأمرين :
الأمر الأول : أنهم طلبوا ولم يفعلوا " ولم يقع من هؤلاء شرك وإنما طلبوا الإذن أن يجعل لهم ذات أنواط ، وأما من وقع في الشرك فإنه يحكم عليه أنه مشرك ، لأن هذا من الأمور الظاهرة ".
الأمر الثاني : أنهم حدثاء عهد بكفر ،" وأن المسلم المجتهد إذا تكلم بكلام كفر وهو لايدري فنبه على ذلك فتاب من ساعته أنه لا يكفر ، كما فعل بنو إسرائيل والذين سألوا رسول الله " أفاده المصنف .
4- فيه التغليظ بالإنكار ، حيث غلظ النبي عليهم ليكون أوقع في قلوبهم ، وأبعد لهم عن طلبه مرة أخرى ، وتذكيرا لهم بشدته وخطورته 6.
5- الغضب عند انتهاك حرمات الله ، والوقوع في محارمه ، حيث قال عليه الصلاة والسلام :" الله أكبر إنها السنن قلتم كما قالت بنوا إسرائيل لموسى ..".
6- أن المنتقل من الأمر الباطل الذي اعتاده قلبه لابد أن يكون في قلبه شي من تلك الغائلة وهذا يستوجب أمرين :
- تعاهده بالنصح والتوجيه بالرفق واللين ، عدم الضجر إذا بدأت منه تلك الغائلة أو شي من موجباتها لأن مثل يعرض ويزول، ومع التوجيه والتعليم يزول بإذن الله .
7- قال الشوكاني "ولم يكن من قصدهم أن يعبدوا تلك الشجرة ، أو يطلبوا منها مايطلبه أهل القبور من القبور ،ومع ذلك أخبرهم النبي عليه الصلاة والسلام أن هذا بمنزلة الشرك الصريح ،وأنه بمنزلة طلب آلهة مع الله تعالى .."
الحادية عشر : خلاصة القواعد الأربع :
-1 أن الإقرار بتوحيد الربوبية وحده لا يكفي للدخول في الإسلام .
2- أن المشركين إنما دعوا معبوداتهم لتشفع لهم عند الله ، ولم يعتقدوا استقلالها بالنفع والضر ، ومع ذلك كفروا وقاتلهم رسول الله.
3 - أن الشرك ليس قاصرا على عبادة الأصنام ، بل ينتقل إلى كل ماوجد فيه معناه .
4- أن مشركي زماننا أشد شركا من الأولين

دروب التفاؤل
04-12-2013, 06:21 PM
جزاكم الله خيرًا ..

نحن بحاجة إلى من يذكرنا هذه الأمور الهامة

استمروا بارك الله فيكم