المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعصيَــة



االزعيم الهلالي
04-12-2013, 10:10 AM
عندما خلق الله تعالى هذه الحياة قدّر الله سننَه الماضية على الكون الواسع و على خلْقه من الأمم السابقة و المتغيرة بأحداثها ما بيْن الخير و الشر في كل زمان ومكان. سنن تسِير بتدبير الحكيم الخبير بنظام محكَم دقيق على عظائم المخلوقات أو أدق الكائنات ,مصائب قدّرها الله لحكَم عظيمة و أسرار كثيرة , قال تعالى: (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا ) النساء, 79 , و قال تعالى : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء, 35, و إن قدوتنا محمدًا صلى الله عليه و سلم أفضل الرسل و أشرف الخلق ابتلاه ربه بكثير من الرزايا فزاده ذلك يقينًا و إيمانًا وصبرًا و تعلقًا بالله ربه , فضاعف له الله الأجر و الحسنات , و أعطاه علوًّا في المنزلة و الدرجات في الدارين . و عندما خلق الله تعالى هذه الحياة قدر فيها أنواعًا من كثيرة من المصائب و البلاء . و إن المتأمل في النصوص الدينية يجِد أن الناس في البلاء مختلفون : فِمنهم أهل الإيمان مَن وافق عمله قوله وسريرته لم تخالف علانيته وظهَر إيمانه و صبره على جوارحه فنزول البلاء عليه من باب محبة الله تعالى لعبده و محْو الخطايا كي ينال رِفعة الدرجات والكرامات و تعلو منزلته في الجنة , قال صلى الله عليه و سلم : (فما يبرَح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة). رواه البخاري. و من الناس الذي يكون من أهل الزلات و التقصير في القول والعمل والخائض في الشبهات والشهوات والمتهاون في بعض حدود الله , فيصيبه الله بالبلاء تكفيرًا للسيئات قال صلى الله عليه وسلم: (ما مَا يُصيبُ المسلمَ مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا هَمٍّ ولا حُزْنٍ ولا أَذىً ولا غَمٍّ حتى الشوْكةِ يُشاكُها إلا كفَّر اللهُ بها من خطاياه ) رواه البخاري .وينبغي على المؤمن إذا نزَل به البلاء أن يُكثر من التوبة والاستغفار ويفتّش عن التقصير في حاله , و ألا يقنَط من رحمة الله و مغفرته الواسعة , فهو الذي يقبل التوبة عن عباده و الهادي إلى سواء السبيل . و يعْلم أن أسباب نزول البلاء و المصائب عديدة مثل: كثرة الذنوب والتهاون بها أو المجاهرة بالمعاصي أو ظُلم العباد أو العقوق وقطيعة الرحم و غيرِها .
عبد العزيز السلامة ـ أوثال