المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخريج أذكار الصباح والمساء (( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور ))



أهــل الحـديث
04-12-2013, 09:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عن أبي هريرة  قال : (كان النبي  إذا أصبح قال:(( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور))
(وإذا أمسى قال:(( اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير ))
هذا الحديث رواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة 
ورواه عن سهيل كل من :
1- وهيب بن خالد
2- وحماد بن سلمة .
3- وعبدالعزيز بن أبي حازم .
4- وعبدالله بن جعفر .
5- وروح بن القاسم .

فأمَا رواية وهيب بن خالد
فقد رواها البخاري في الأدب المفرد (1199) من طريق معلى بن أسد وهو ثقة ثبت
وأبو داود (5070) من طريق موسى بن إسماعيل وهو ثقة ثبت
وبن منده في التوحيد (368) والبزار كما ذكر ذلك الهيثمي في مجمع الزوائد (10/114) من طريق منصور بن صقير وهو ضعيف
جميعهم أعني (معلى و موسى و منصور) قالوا : حدثنا وهيب بن خالد قال حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : كان النبي  إذا أصبح قال:(( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور )) وإذا أمسى قال:(( اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير))
وهذا إسناد صحيح ، و لاسيما إذا علمنا أنَّ وهيب بن خالد يؤدي الحديث كما سمعه بلفظه كما قال قتيبة بن سعيد، قال: كانوا يقولون: الحفاظ أربعة: ابن علية، وعبد الوارث، ووهيب، ويزيد بن رريع،وكانوا يؤدون اللفظ.))
وعليه فالذي يظهر أنَّ الاختلاف في حديث وهيب إنَّما أتى من قبل من روى عنه ، فهؤلاء ثلاثة من الرواة - اثنان منهم ثقتان ثبتان والآخر ضعيف لايحتج بحديثه إذا انفرد، وهنا توبع على حديثه هذا – رووه بهذا اللفظ .
ورواه عبدالأعلى بن حماد النرسي واختلف عليه فيه :
فروى النسائي في الكبرى (10323) وفي عمل اليوم والليلة (569) من طريق زكريا بن يحي وهو ثقة حافظ
وروى بن عساكر في معجمه (928) من طريق أبي خبيب العباس بن أحمد بن محمد البرتي وهو ثقة محدث
كلاهما أعني ( زكريا ، و أبا خبيب العباس ) قال : حدثنا عبدالأعلى بن حماد حدثنا وهيب حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي  أنه كان يقول إذا أصبح :(( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور)) وإذا أمسى قال(( بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور))
هكذا روي الحديث موافقاً لفظه لفظ حديث وهيب السابق ، لكن بدون ذكر لفظة (( اللهم )) في المقطع الثاني المتعلق بالمساء ، والاكتفاء بقول :(( بك أمسينا))
وعند النسائي :(( قال : ومرة أخرى :((وإليك المصير ))

وروى أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي السراج في كتابه (( البيتوتة )) (صـ4) وكان ثقة حافظ
وعنه رواه بن حبان في صحيحه (965) ورواه البغوي في شرح السنة (1319) من طريق محمد بن إسحاق الثقفي أيضاً قال :(( أخبرنا عبد الأعلى بن حماد ، ثنا وهيب بن خالد ، ثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : كان النبي  إذا أصبح قال : « اللهم ، بك أصبحنا ، وبك أمسينا ، وبك نحيا ، وبك نموت ، وإليك المصير » وإذا أمسى قال : « اللهم ، بك أمسينا ، وبك أصبحنا ، وبك نحيا ،وبك نموت ،وإليك المصير »
بذكر لفظة ((وإليك المصير )) في كلا الوقتين الصبح والمساء .
لكن عند البغوي :(( وَيُرْوَى : وَإِلَيْكَ النُّشُورُ ))
وعند بن حبان :(( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير ))
مقتصراً على ذكر الصباح فقط ، وتقييده بلفظة (( وإليك المصير ))
وروى الطبراني في الدعاء (292) عن عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل حدثنا عبدالأعلى بن حماد النرسي بسنده وفيه :(( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير )) مثل لفظ حديث بن حبان السابق .
وبناءً على ما سبق فرواية عبد الأعلى بن حماد جاءت بلفظين :
( الأولى ) من طريق [زكريا ، وأبي خبيب العباس ، ومنصور]:
ولفظه ((اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور)) وإذا أمسى قال (( بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور))
( الثانية) من طريق [محمد بن إسحاق السراج]
ولفظه : كان النبي  إذا أصبح قال:((اللهم بك أصبحنا ، وبك أمسينا ، وبك نحيا ، وبك نموت ، وإليك المصير » وإذا أمسى قال : « اللهم ، بك أمسينا ، وبك أصبحنا ، وبك نحيا ،وبك نموت ،وإليك المصير))
وفي لفظ لعبدالله بن أحمد بن حنبل :(( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير )) مقتصراً على ذكر الصباح .
وفي جميع الأحوال فالحديث بطرقه السابقة إسناده صحيح .
وإذا جئنا إلى الترجيح بين الروايات فلا شك أنَّ رواية الجمع الكثير تقدم على رواية الأقل وذلك أنَ الحديث بهذه الطريق مدارها على وهيب بن خالد وقد روى عنه ثقتان ثبتان بلفظ (( وإليك النشور)) في الصباح وهما : موسى بن إسماعيل ، ومعلى بن أسد ، ويضاف إليهما منصور بن صقير على ضعفه .
كما روى عنه عبد الأعلى بن حماد ، وعنه رواه اثنان ثقتان حافظان بنفس اللفظ السابق في الصباح ((وإليك النشور )) وهما :(( زكريا بن يحي ، وأبو خبيب العباس بن أحمد البرتي)).
فهؤلاء بعددهم ومكانتهم يقدمون لا محالة على اثنين وإن كانوا في المنزلة سواء وهما : عبدالله بن أحمد بن حنبل ، وأبو العباس محمد بن إسحاق السراج .
فحينئذٍ تترجح رواية الحديث بلفظ :(( كان النبي  إذا أصبح قال:(( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور )) وإذا أمسى قال:(( اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير)) . والله أعلم .
وأمَّا رواية حماد بن سلمة
فروى النسائي في الكبرى (9752) وفي عمل اليوم والليلة (8)
من طريق إبراهيم بن الحجاج وهو ثقة ،ولفظه :(( أن رسول الله كان يقول إذ أصبح:
(( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور))

وروى الإمام أحمد (8649) وبن أبي شيبة (29903) من طريق الحسن بن موسى وهو ثقة
وروى أحمد أيضاً (10763) من طريق عبدالصمد بن عبدالوارث وعفان بن مسلم وكلاهما ثقة .
وروى بن حبان (964) والطبراني في الدعاء (18) من طريق أبي نصر التمار وهو ثقة
جميعهم أعني ( الحسن بن موسى ، وعبدالصمد ، وعفان ، وأبا نصر التمار ) بلفظ :(( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ:(( اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ))
وروى الطبراني في الدعاء (18) من طريق علي بن عثمان اللاحقي وهو ثقة وأبي نصر التمار وهو ثقة بلفظ ((اللهم بك أصبحت وبك أمسيت ، وبك أحيا وبك أموت وإليك النشور )) بلفظ المتكلم المفرد .
فروي من طريق حماد بن سلمة على الوجهين في الصباح (( وإليك النشور )) و (( وإليك المصير ))

وللترجيح بين هذه الروايات عن حماد بن سلمة .
نجد أنَّ الذين اتفقوا على رواية (( وإليك المصير )) في الصباح هم:
1- عبدالصمد بن عبدالوارث
2- عفان بن مسلم
3- حسن بن موسى
4- أبو نصر التمار
بينما الذين ذكروا لفظة (( وإليك النشور )) في الصباح هم :
1- علي بن عثمان اللاحقي
2- إبراهيم بن الحجاج
وحينئذٍ – لاشك – تترجح رواية الأكثر على الأقل ، ولا سيما إذا علمنا أنَّ عفان بن مسلم من أضبط أصحاب حماد بن سلمة ، كما قال بن رجب في شرحه علل الترمذي (1/267) : ((قال عبد الله بن أحمد : سمعت يحيى بن معين يقول : (( من أراد أن يكتب حديث حماد بن سلمة فعليه بعفان بن مسلم )) .
وعليه فتترجح رواية (( وإليك المصير )) في الصباح ، من حديث حماد بن سلمة .والله أعلم.

وأما رواية عبدالعزيز بن أبي حازم
فقد روى بن ماجه (3868) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب
وروى بن السني (36) من طريق محمد بن زنبور
كلاهما أعني :(( بن كاسب ، بن زنبور )) عن عبدالعزيز بن أبي حازم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة  أنَّ رسول الله  قال : (( إذا أصبحتم فقولوا : اللهم بك اصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت ، وإليك لنشور )) هذا لفظ بن السني ، وزاد بن ماجه :(( وإذا أمسيتم فقولوا : اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير ))
وهذا حديث إسناده حسن .
وفي حديث عبدالعزيز بن أبي حازم الأمر بهذا الذكر في الصباح والمساء .

وأمَّا رواية عبدالله بن جعفر
فروى الترمذي (3391) من طريق علي بن حجر فقال :(( حدثنا علي بن حجر حدثنا عبد الله بن جعفر أخبرنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : ((كان رسول الله  يعلم أصحابه يقول:(( إذا أصبح أحدكم فليقل:(( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير )) ((وإذا أمسى فليقل:(( اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور)) و قال الترمذي: هذا حديث حسن.
هذا الحديث إسناده ضعيف بسبب عبدالله بن جعفر بن نجيح المديني ، والد علي بن المديني ، ولعل الترمذي حسنه من أجل أنَّ عبدالله بن جعفر لم يتفرد به ، فقد تابعه على ها الحديث غيره – كما مر معنا - والله أعلم .
وأمَّا رواية روح بن القاسم
فروى بن منده في التوحيد (146) والبيهقي في الدعوات الكبير (25) من طريق يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله  أنه كان يقول حين يصبح:(( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور)) وإذا أمسى قال:(( اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير.))
وهذا حديث إسناده صحيح
مما سبق يتبين لنا التالي :
( أولاً ) أنَّ الذين رووا هذا الحديث بلفظ ( وإليك النشور) في الصباح ، و( إليك المصير) في المساء هم :
1- وهيب بن خالد على القول الراجح –كما مر معنا-
2- روح بن القاسم من رواية يزيد بن زريع عنه ، مع التنبيه إلى أنَّ هذين العلمين أعني ( وهيب و يزيد ) ممن كانوا يؤدون اللفظ كما سمعوه فقد مر معنا قول:(( قتيبة بن سعيد، قال: كانوا يقولون: الحفاظ أربعة: ابن علية، وعبد الوارث، ووهيب، ويزيد بن زريع،وكانوا يؤدون اللفظ.))
3- عبدالعزيز بن أبي حازم.
بينما الذين رووه بلفظ ( وإليك المصير ) في الصباح فهم :
1- حماد بن سلمة على القول الراجح – كما مر معنا –
2- عبدالله بن جعفر وهو ضعيف .
وبناء على ما سبق يترجح القول بأنَّ الحديث على هذا اللفظ :(( .. عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : كان النبي  إذا أصبح قال:(( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور ))
وإذا أمسى قال:(( اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير)) .

ولهذا يقول بن القيم رحمه الله تعالى في حاشيته على سنن أبي داود – المجموعة ضمن شرح المنذري ومعالم السنن - (4/451) بعد هذا الحديث : ((ولفظ النسائي فيه أن النبي  كان يقول إذا أصبح :(( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور)) فقط
ورواه أبو حاتم بن حبان في صحيحه وقال : إن النبي  كان يقول إذا أصبح:(( اللهم بك
أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور)) وإذا أمسى قال (( اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير ))
فرواية أبي داود فيها النشور في المساء والمصير في الصباح
ورواية الترمذي فيها النشور في المساء والمصير في الصباح
ورواية ابن حبان فيها النشور في الصباح والمصير في المساء وهي أولى الروايات أن تكون محفوظة لأن الصباح والانتباه من النوم بمنزلة النشور وهو الحياة بعد الموت
والمساء والصيرورة إلى النوم بمنزلة الموت والمصير إلى الله ، ولهذا جعل الله سبحانه في النوم الموت ، والانتباه بعده دليلاً على البعث والنشور لأن النوم أخو الموت والانتباه نشور وحياة قال تعالى:﴿ ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ﴾ ويدل عليه أيضا ما رواه البخاري في صحيحه عن حذيفة أن النبي  كان إذا استيقظ:(( قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور)) أهـ .
( ثانياً ) كما أنَّ هذا الذكر جاء من فعل النبي  فقد جاء أيضاً من أمره  كم مر معنا في حديث :(( .. عبدالعزيز بن أبي حازم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة  أنَّ رسول الله  قال : (( إذا أصبحتم فقولوا : اللهم بك اصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت ، وإليك لنشور )) هذا لفظ بن السني .
وزاد بن ماجه :(( وإذا أمسيتم فقولوا : اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير )) وهذا إسناده حسن – كما مر معنا -
( ثالثاً ) هذا الحديث :
قال عنه الترمذي :(( هذا حديث حسن )).
وقال عنه الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار (2/331) :(( صحيح غريب))
وقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 68) :(( رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح))
فهو حديث صحيح من طريق سهيل بن أبي صالح
ولم يتفرد به سهيل بن أبي صالح!!!
فقد تابعه عليه عبدالعزيز بن رفيع عند بن السني (51) حيث قال بن السني :(( حدثنا عمر بن سهل ، حدثنا محمد بن أبي غالب ، حدثنا عبد الصمد بن النعمان ، حدثنا عبد الملك بن الحسين ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن ذكوان ، عن أبي هريرة ،  قال : كان رسول الله  إذا أصبح قال : « اللهم بك أصبحنا ، وبك أمسينا ، وبك حياتنا وموتنا ، وإليك النشور ، أعوذ بكلمات الله التامات من شر السامة والهامة ، وأعوذ بكلمات الله التامة من شر عقابه ، وشر عباده » وإذا أمسى قال مثل ذلك ، غير أنه يقول : « وإليك المصير »))
ولكن لا يفرح بها ففي إسناده عبدالملك بن حسين وهو ((متروك الحديث)) كما قال الحافظ بن حجر في التقريب .
وفيه عبدالصمد بن النعمان وثقه يحيى بن معين والعجلي وقال الدارقطني والنسائي ليس بالقوي. انظر ميزان الاعتدال (5/190)
وله شاهدان ضعيفان :
( الأول ) من حديث عائشة رضي الله عنها .
( والثاني ) من حديث علي بن أبي طالب  .
أمَّا الشاهد الأول :
مارواه الطبراني في الأوسط برقم (934) حيث قال :(( حدثنا أحمد قال حدثنا عمرو قال حدثنا أبو معيد عن الحكم بن عبد الله الأيلي عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت : (كنت أسمع رسول الله إذا أدركه المساء في بيتي يقول :((أمسينا وأمسى الملك لله والحمد والحول والقوة والقدرة والسلطان في السماوات والأرض وكل شيء لله رب العالمين اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور))
وهذا حديث ضعيف جداً ،قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10 / 69) :((رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي وهو متروك.))
وأما الشاهد الثاني :
مارواه الطبراني في كتابه الدعاء برقم (290) حيث قال :(( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَلِيٍّ ر ، عَنِ النَّبِيِّ  أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَصْبَحَ قَالَ:(( اللَّهُمَّ بِكَ أُصْبِحُ وَبِكَ أُمْسِي وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ النُّشُورُ)) وَيَقُولُ حِينَ يُمْسِي مِثْلَ ذَلِكَ وَيَقُولُ فِي آخِرِهَا ((وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)) .
وهذا حديث إسناده ضعيف؟
فيه محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى صدوق سيء الحفظ .
وفيه حجية بن عدي :قال عنه علي ابن المديني :(( لا أعلم روى عن حجية إلا سلمة بن كهيل ، روى عنه أحاديث.)) وقال أبو حاتم : ((شيخ لا يحتج بحديثه شبيه بالمجهول )) انظر تهذيب الكمال (5 / 485)
والله تعالى أعلم وأحكم .