المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمات عن خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام



أهــل الحـديث
03-12-2013, 01:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم



كلمات حول خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة و السلام



بقلم: عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله



المصدر:



مدونة عبدالعزيز بن محمد (http://abdulaziz-mohammed.blogspot.ae/)



بسم الله الرحمن الرحيم, الحمدلله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد, فهذه سلسلة فيها كلمات عن أمور متعلقة ببعض أخبار آخر الزمان وبالأخص خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة و السلام, قررت أن أنشرها في المدونة...


المقدمة


الكلمة الأولى

الموضوع يمس بعض المسلمات عند المسلمين, والحقيقة أنا لا أريد بهذه الكلمات مخاطبة عوام طلاب العلم فيتعجلوا ويكفرونني أو ما شابه ذلك فلذلك هذه الكلمات أوجهها فقط لأهل العلم الذين سلموا من التقليد. وعملا بأمر الشارع بأن أسأل أهل العلم في مثل هذه المسائل فإني بهذه الكلمات أخاطب أولا أهل العلم المخلصين الذين يبحثون عن الحق و الذين أوتوا الحكمة ولهم سعة صدر ولا أزكي على الله أحدا.



الكلمة الثانية

أرجو منكم أيها القارئ الكريم الذي أحسبه من أهل العلم أن تجعل هذا مناقشة هذا الموضوع بيني وبينكم للوصول إلى الحق, فإن كنت مخطئا فأسألكم أن تعلموني فإني والله أحب الحق و الوصول إلى الحق, و أسألكم أن تستروا على جهلي وتذروا السب والوقيعة في شخصي إن كنت قد جهلت في ما كتبت. ولعل العوام من الناس يُفتنون بكلماتي وإني أحذر أي عامي ليس من أهل العلم أن يقرأ كلماتي, وإن وقع عليها فإني أنصحه أن يعرضها على أهل العلم الثقات عنده قبل أن يقرأها. ثم أحب أن أنوّه أني لا أصنف نفسي من العلماء أو شيء من هذا القبيل و لكن أحيانا وأنا أقرأ القرآن أو الأحاديث النبوية أفكر بأمور قد تكون مختلفة نوعا ما عن طريقة تفكير عوام الناس وأهل العلم ((وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبّكَ مَحْظُوراً))



الكلمة الثالثة

قرأت أحاديث خروج الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة و السلام مثل الجسّاسة, والملحمة وغيرهما من الأحاديث, وقد أشكل علي أمور كثيرة ولا أخفيكم بأن الشك والإنكار دخل قلبي من هذه الأحاديث. اعلم أخي القارئ الكريم بأني والله لا أشك في شيء ثبت قطعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن دخل في قلبي الشك من هذه الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليهم وسلم المحكومة لها بالصحة أو بأنها أحاديث حسنة والله أعلم بحقيقة الأمر. إني أعرف حكم من ينكر أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في نفسه يقطع بصحتها, لكني لا أنكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم لكني أشك في الحكم على هذه الأحاديث بالصحة, أقصد هل فعلا قالها الرسول صلى الله عليه وسلم أم هناك أمورا خفيت علينا وعلى من سبق!؟



الكلمة الرابعة

تركت هذه الأحاديث خشية أن لا أشك أكثر كونها أحاديث حكموا عليها بالصحة ولكن في نفسي منها شيء بالرغم من ذلك. مرّت الأيام إلى أن وجدت أن الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله سُئل عن حديث الجسّاسة وقال: "في نفسي منها شيء" فرحت بذلك فرحا شديدا, ليس لأن ابن عثيمين قال في نفسي شيء عن حديث حكم العلماء عليه بالصحة, ولكن لأن عالما كبيرا كابن عثيمين شعر كما أشعر وهو مشهود له بالعلم ورجاحة العقل رحمه الله. بعدها وقعت على رسالة للشيخ عبدالرحمن السعدي المفسر رحمه الله عن الدجال, والحقيقة وجدته يفسر بعض الأحاديث بخلاف بقية العلماء, ولا أخفيكم أن نفس الأحاديث التي سلك فيها تفسيرا مختلفا هي نفس الأحاديث التي وجدت في نفسي شيء منها. فقررت أن أقرأ أحاديث آخر الزمان وبالأخص أحاديث الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام متحصنا بالله من وسوسة الشيطان و أوهام النفس.



الكلمة الخامسة

لا أخفيكم بعد البحث وجدت تعارضا مع بعض ما أفهمه من القرآن الكريم والسنة النبوية أو مخالف للعقل على قدر عقلي و فهمي. فإن البشر تتفاوت عقولهم ولهذا في هذه الكلمات أريد أن أستفسر وأسأل أهل العلم عن طريق هذه الكلمات المنثورة, لعل الله ينفعني بإجاباتهم في المستقبل, فكما تعلمون لا فائدة في الإيمان بأمر ما و أنا أشك فيه ولا ينبغي ذلك.



الكلمة السادسة

أعترف لكم أن هذا الإنكار أقصد انكار نزول عيسى عليه السلام وخروج الدجال (بمعنى هذا المخلوق الخارق الموصوف في الأحاديث) قد أنكره قبلي أناس قد وصفوا بأنهم من أهل البدع و الزندقة وما إلى ذلك مثل بعض المعتزلة والقاديانية وبعض الشيعة وأيضا الملحدين أقصد الذين لا يدينون بدين. وفي أثناء بحثي وجدت أيضا أن بعض المنتسبين لأهل السنة والجماعة الذين وصفوا بالانحراف والشذوذ وغيرها من قبيح الصفات مثل الشيخ شلتوت و محمد رشيد رضا والطاهر بن عاشور وغيرهم من العلماء ينكرون هذه الأمور وكذلك بعض طلاب العلم الذين وصفوا بالزندقة وغيرها من قبيح الصفات كعدنان ابراهيم ينكرون خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام أشد الإنكار, وكذلك الإمام ابن حزم كأن له رأي يخالف رأي العلماء في بعض هذه المسائل. بالرغم من أن كثيرا من الذين ذكرت من المنتسبين لأهل السنة والجماعة قد رموا بالقبائح إلا أني والله لأحسبهم من أهل العلم ومن تتبع أحوالهم و كتاباتهم وأنصفهم لتبين لهم بأنهم أرفع من ما قيل فيهم, لهم اجتهادات مختلفة عن بقية العلماء ولا بأس في ذلك أما الحكم على النوايا فالله يتولى السرائر.



الكلمة السابعة

لعل بعض الناس يرميني بالزندقة والإلحاد وإني تأثرت بالزنادقة وغير ذلك لكني أحب أن أوضّح لكم أني في الحقيقة لم أقف على كلام هؤلاء أقصد كلام المعتزلة والقاديانية والشيعة فإن مواقع القاديانية محظورة عندنا في الإمارات وإني لا أملك كتب كتبها الشيعة أو المعتزلة ولم أجد مواقع للمعتزلة أو رأي الشيعة في هذه المسائل لكني سمعت في بعض المنتديات أن لهم آراء مختلفة عن أهل السنة والجماعة. فالحقيقة لا أعلم بماذا أنكروا وكيف أنكروا لكني علمت بعض الأشياء التي ينكرونها عن طريق المنتديات في معرض رد الشبهات, وأي شيء أنقلها عنهم أو عن أفكارهم المنتشرة على الشبكة فسأذكر ذلك إن شاء الله وخاصة في أمور لغوية. أما عن الذين ينتسبون لأهل السنة والجماعة كالشيخ محمد رشيد رضا فإني قرأت له وعرفت سبب انكاره لمثل هذه الأمور و الحقيقة لم أنتهي من كل كتاباته, وكذلك كلام ابن حزم والطاهر بن عاشور فإني علمت أن لهم كلمات كثيرة في الموضوع ولكني للأسف لم أقف عليها بعد إلا مجملا ثم معظم ما قرأت ليس فيها هذا التفصيل الذي ستجدونه في هذا الموضوع. فمناقشة الأدلة والرد عليها أو تقرير أدلة جديدة فغالبها من نفسي ولعلي أقوم بتحديث الموضوع والإضافة إن قرأت أقوال هؤلاء واستفدت أشياء جديدة منها.



الكلمة الثامنة

أيها القارئ الكريم, اعلم بأني من أهل السنة والجماعة وتربيت على كتب شيخ الاسلام ابن تيمية وابن قيم الجوزية وابن عثيمين والألباني وغيرهم من العلماء الكبار فأعلم عقيدة أهل السنة والجماعة جيدا ولله الحمد, وأعلم طرق استدلالهم بفضل من الله وإني لأحسب كل من ذكرت من العلماء هم من كبار علماء الإسلام بل أئمة وإني أحبهم في الله. فلا أريد أن أنكر هذه المسائل للكيد بأهل السنة والجماعة أو الحط من منزلة العلماء, وليست عندي أجندة سرية أو خطط ومن أنا لأفعل ذلك! لكني والله إنسان يبحث عن الحقيقة, أخذها أنّا وجدها ثم إني أتبع منهجية أمهات المؤمنين كعائشة رضي الله عنها في انتقادها لبعض ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وكحفصة رضي الله عنها بل منهن من سمعت من الرسول صلى الله عليه وسلم مشافهة وقد وردت بعض الاشكالات عليها فسألت النبي صلى الله عليه وسلم وحاكموا قوله إلى قول الله سبحانه وتعالى: الأول: ((وإن منكم إلا واردها)) ثم أجابها النبي, وكذلك في من نوقش العذاب الحديث. وأنا أؤمن بكل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي ثبتت عنه أنه قالها بلا شبهة. أيضا أتبع الخليل عليه الصلاة والسلام: ((ليطمئن قلبي)) وإني أولا سأحاكم بعض هذه الأحاديث إلى كتاب الله وثانيا إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي حكم عليها العلماء بالصحة ثم العقل.. فليس فيما أقول رد على الرسول صلى الله عليه وسلم ومعاذ الله, وإني أسأل الله أن لا يؤاخذني بما جهلت و يعلم ما في قلبي من نية لمعرفة الحق, وهو أهل أن يهدي لمن طلب العلم خالصا لوجهه سبحانه.



الكلمة التاسعة

أصدقكم القول بأني لولا الخشية لما كتبت هذه الكلمات, فإني منذ أشهر وفي حيرة من أمري. أقول كيف لي أن أرد على أحاديث حكموا عليها بالصحة وبهذا أكون في اعتقاد البعض أني تجرأت على جناب الرسول صلى الله عليه وسلم كما يقوله بعض أهل العلم, ومن أنا لأرد على العلماء الكبار أو أستشكل ما قالوا وحكموا وهم علماء كبار شهدوا لهم بالعلم وأنا من العوام. ولكن كثيرا ما راودتني خواطر استعذت منها كثيرا وخاصة عندما آوي إلى فراشي أقول ماذا لو كنت ما أقول هو الحق, كيف سأقابل رب العالمين يوم القيامة؟ وكيف سأجيب إن سألني, ماذا فعلت فيما علمت وهل دافعت بما علمت عن جناب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ولم اتخذت القرآن عضين وإنك تظن أن هذه الأحاديث تخالف القرآن!؟ فكما يقولون بين نارين, أحلاهما مر. منذ أن وجدت في قلبي هذا الشك لا أجد نفسي يوما ينقضي إلا وأنا أدعو الله أن يريني الحق حقا ويرزقني اتباعه, ويريني الباطل باطلا ويرزقني اجتنابه, و أن يهديني لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وأتضرع إليه كل ليلة من أجل هذا الموضوع ثم إني والله أدعو من قلبي كلما أردت أن أقرأ القرآن بأن يفتح الله علي ولكني كلما أقرأ ازدادت مثل هذه الأفكار فلا أعلم إن هي فتوحات من رب العالمين أو وسوسة من الشيطان الرجيم, فإن كان الأول فأسأل الله أن يزيدني منه, وإن كان الآخر فأسأل الله بأسمائه الحسنى أن يذهبه عني. وما دفعني أكثر إلى الكتابة, هي أني رأيت فيما يرى النائم أربعة أحلام اثنان منها في شهر رمضان الماضي والثالث في صباح يوم العيد, والأخير قبل أسبوعين تقريبا, لا أعلم أهي من الشيطان أو حديث نفس أم غير ذلك. ولكني أذكرها لكم لعلي أجد عندكم علما, للعلم أن هذه الأحلام رأيتها في ليالي لم أكن أفكر في أيامها عن هذه المواضيع.

الأول: رأيت نفسي وكأني أطوف بالكعبة ولكني لم أرها وكان يطوف بجانبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا نتحدث عن أمور علمية, فوجدت وكأن موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام يطوفان خلفنا أيضا. ففجأة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لو فعل موسى كذا لفعلت كذا – أي يتبعه – ولو فعل موسى كذا لفعلت مثله" فقلت في نفسي هذا عكس الحديث أن لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. فقلت لم قال النبي ذلك ولم خصص موسى عليه السلام ولم يذكر شيئا عن عيسى عليه السلام!؟ فكأني سمعت قائلا يقول: "اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه, وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه" فقلت في نفسي هذا نفس الدعاء الذي دعوته لأعلم حقيقة مسألة خروج الدجال و نزول عيسى عليه الصلاة والسلام, فهمت الأمر وكأن الله أراني النبي وأراني الحق في المسألة. ففي الحلم أولت إني على الحق وليس في الواقع.

الثاني: رأيت نفسي واقفا مع عيسى بن مريم عليه السلام و الأرضية كأرضية الحرم المكي, وكان عيسى بن مريم عليه السلام وسيما كما وصف و كما في اللوحات التي يرسمه النصارى, فأعطيته خبزا أو هو أعطاني خبزا لا أذكر الآن من أعطى الآخر, بعدها قال لي عيسى بن مريم عليه السلام: "إنك على الحق" قلت لم يقول لي ذلك, فعلمت في الحلم إنه قال لي ذلك يقصد مسألة نزوله في آخر الزمان ورأي الشخصي في ذلك وانتهى الحلم.

الثالث:رأيت وكأن الدجال ومن معه هجموا علي وانا كنت في غرفة لوحدي واطلقوا علي الرصاص فأصبت اصابات بليغة، وكل رجل كان يمثل شيء من قصة خروج الدجال، المهم اطلقوا علي ١٦ رصاصة. وبعد تفاصيل لا أذكرها جيدا نقلوني إلى المستشفى بعد عدة أحداث, فقلت لإخوتي الم أقل لكم إن خروج الدجال من الخرافات الذين يريدونكم أن تصدقوها, فاخذ أخي الذي يصغرني بعامين يقرأ في كتابي وهو مصدوم لاكتشاف الحقيقة – أي أن الدجال خرافة - وكذلك أعطى الكتاب لأخي الأكبر فقال انظر إلى كلامه (أي كلام عبدالعزيز) فإن كلامه صحيح، ونظر اصغر إخوتي لأخي الذي يصغرني بعامين وهو مبتسم اي مقر بالحقيقة الجديدة وكأنه اكتشف الحق وأنهم اخطؤوا بأن الدجال سيخرج آخر الزمان. وقلت هذا يوم العيد وكأن الله أنهى القضية وأظهر الحق في يوم العيد وبهذا انتهت مهمتي وانتهى الحلم.

الرابع: رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو جالس (وكأنه كان متربعا لكن لا أذكر جيدا) وأمامه عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم جالس أمامه مطأطأ الرأس كأنه خاشع وعيسى بن مريم كان مثل الذي رأيته في الحلم الأول والثاني, أصد أن شكله نفس الشيء, أما الرسول صلى الله عليه وسلم فلا أذكر كيف كان شكله. المهم وهما جالسان أسمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول بصوت كأن فيه غضب أو انكار ويقول: "أكاااذيب, مواضيييع, أكاااذييب" وهكذا بقي يردد فقلت في نفسي لما يقول مواضيع وأكاذيب؟ فعرفت أنه يقصد أحاديث خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام" فقلت لما يقول مواضيع بدلا من موضوعات؟ فبقي يكررها فقلت في نفسي هو أدرى صلى الله عليه وسلم بحال هذه الروايات. وانتهى الحلم. لم أذكر هذه الأحلام لإثارة العواطف أو لأثبت أمرا ما, ولكني أذكره من باب ما شجعني في الكتابة أكثر ونشر ما كتبت بين الناس. ولا أدعي أن ما سبق هي رؤى فربما تكون وساوس وأحاديث نفس.



الكلمة العاشرة

أيها القارئ الكريم, إني أبحث على رد لكل الإشكالات التي سأوردها في هذا الموضوع, فأرجو منك أن لا تكتفي فقط وتقول هذا خلاف قول العلماء فلن أضيع وقتي بقراءة ما تكتب, وإن شئت اعتبر هذا الملف وصلك من نصراني لا يعترف بالعلماء فعندما ترد أرجو أن تتقيد بما هو ثابت قطعا من المصادر الإسلامية مثل القرآن الكريم والمتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم التي لا شبهة فيها. أما إن الاستدلال فقط بقول العلماء فربما لن يفيد النصراني. أقول هذا لكي أدفعك إلى الرد العلمي بعيدا عن الرد العاطفي.



الكلمة الحادية عشر

إني أرجو بهذه الكلمات التي ستجدها في هذه الصفحات, هي اعادة النظر من طرف العلماء للأحاديث المتعلقة بخروج الدجال أو نزول عيسى عليه السلام, أقصد دراستها دراسة علمية من حيث السند و المتن. والظاهر من مسلك العلماء بأنهم ركزوا على السند أكثر من تركيزهم على المتن لأسباب معروفة وإني لا أدّعي بأنهم أهملوا المتن تماما فكثيرا ما تكلموا عن المتون ورووها لمخالفتها لقواطع القرآن أو السنة أو العقل أو الحس أو التاريخ أو غير ذلك ولا يخفى عليكم ذلك ولكن دعوة لأهل العلم بدراسة متن هذه الأحاديث, فإن دراسة السند طريقتها معروفة لكن دراسة المتن هنا بحاجة إلى كبار أهل العلم بالبحث. باختصار أريد أن أقول أن الحديث قد يكون مكذوبا بسبب أمور تتعلق بالراوي أو أمور تتعلق بالمروي أي بنص الحديث.



الكلمة الثانية عشر

وربما تتساءل أخي القارئ, هل يمكن أن يكون سند الحديث صحيحاً وليس متنه كذلك ، فأترك الإجابة لأحد أئمة الحديث وهو ابن الصلاح حيث قال في المقدمة: "والحديث الصحيح ليس من شرطه أن يكون مقطوعاً به في نفس الأمر، إذ منه ما ينفرد برواية عدل واحد، وليس من الأخبار التي أجمعت الأمة على تلقيها بالقبول.وكذلك إذا قالوا في حديث: إنه غير صحيح، فليس ذلك قطعا بأنه كذب في نفس لأمر، إذ قد يكون صدقاً في نفس الأمر، وإنما المراد به : أنه لم يصح إسناده على الشرط المذكور" ثم اعلم إن هذا الأمر يرجع الى أن الرواة - وإن حازوا شروط العدالة والضبط - فهم غير معصومين والخطأ عليهم جائز وكذا الوهم في بعض ما يروون ، وإن كانوا في الجملة ثقات وأثبات .فأعطيك فائدة, وهي أن نكارة المتن عادة تدل على علة خفية في السند, علمها من علمها, وجهلها من جهلها. وأيضا أحاديث خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام من المتواتر المعنوي وليس اللفظي على حد قول بعض العلماء ولكن حتى التواتر المعنوي لا يسلم فبعض الباحثين المعاصرين زعم بأن على التحقيق غير متواتر. أما مبحث الحديث المتواتر فلي مبحث خاص به ليس هذا موضعه ولكن أقل ما أستطيع قوله الآن أن ليس هناك اجماع على كونها متواترة, فإن قلت هناك اجماع أقول نعم من يدعي الاجماع ربما يكونون كثر ولكن حقيقة الاجماع فلن تستطيع أن تثبت. كما أن بعض العلماء رحمهم الله ادعوا الاجماع بأن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة. ستجد تفصيلا أكثر وفوائد وضوابط حديثية في القسم الأخير من البحث تحت عنوان: "كلمات الأخيرة" بل هناك الآن من يقوم بدراسة جادة لأسانيد هذه الأحاديث مثل الدكتور محمد عمراني وفي الحقيقة أثبت بأدلة يصعب ردها أن كثير من أحاديث الدجال التي حكم العلماء عليها بالصحة أنها لا تفي بشروط الصحة.



الكلمة الثالثة عشر

إن خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام ليس من أركان الإيمان المذكورة في القرآن وحديث جبريل عليه السلام بحيث من أنكرها فيكون كافرا, فإن قيل لكن الإيمان برسله ركن, والشهادة بمحمد صلى الله عليه وسلم تقتضي الإيمان بما أخبر سأقول: نعم إن قطعنا أنه قالها من غير أية شبهة, أما الصحابة رضوان الله عليهم فهم بشر وإن صح الحديث إليهم فربما يهم وربما ينسى وربما كذا وكذا وكذلك التابعي و من يروي الحديث وهذا لا نقص فيه البتة بل ذكرا لحقيقتهم وأنهم ليسوا معصومين. أما من قطع الشك باليقين أن القائل هو الرسول صلى الله عليه وسلم ثم ينكرها فهنا يكون معاندا وينطبق عليه ما يذكره العلماء في مثل هذا الانكار.



الكلمة الرابعة عشر

أحب أن أنوّه أن البحوث الحديثية أو الحكم على الأحاديث معتمدة على أقوال طلاب علم أو موقع الدرر السنية إن لم يكن لي علم بحكم الحديث وعلّته, أما الأدلة العقلية والإشكالات الواردة فمعظمها مما يجول في نفسي منذ فترة وقليل منها ما وجدته على الشبكة خلال بحثي. أما ما قاله الشيخ ابن سعدي, او محمد رشيد رضا أو ابن عثيمين وعلماء الأزهر وابن حزم وغيرهم فلم أطلع على أدلتهم وتصرفهم في معظم هذه الأحاديث ولكني قرأت اليسير مما قالوه بشكل مجمل فمن أراد أن يبحث فليبحث في كتبهم وما كتبوا فإن حصرها أمر صعب واستفدت من بعض المحاضرات في هذا الموضوع ولكن من خلال بحثي بالرغم من اعترافي بالعلم والفضل لبعض من ذهب لمثل ما أنا ذاهب إليه قليل جدا مقارنة بما يخطر لي عن الموضوع. فإن وجدتم استفساراتي غير مقنعة أو ليس فيها شيء فأتمنى أن لا تظلموا العلماء بل اقرؤوا ما قالوا فلعل عندهم أقوال كثيرة غير الذي قلت, وأنا سأبحث فيما كتبوه إن شاء الله إن سمحت لي الفرص في المستقبل. وسأقسم التعليقات على قسمين, قسم خروج الدجال وقسم نزول عيسى عليه الصلاة و السلام.



الكلمة الخامسة عشر

اعلم أيها القارئ أنك ستجد في هذا البحث حوالي 150 كلمة, متعلقة بخروج الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام ومواضيع لها علاقة بالموضوع. و كل كلمة فيها أكثر من دليل أو فيها رد لشبهات قد تصل إلى 5 شبهة, فيكون مجموع الاستدلال كثير جدا يصعب علي أن أحصيها, ثم اعلم إني بهذه الكلمات لم أراجع القرآن بعد, أقصد لم أتدبر آية بعد آية من سورة الفاتحة إلى الناس لاستخراج اشارات فإن ذلك سيطول وإني على ثقة تامة سأجد أكثر من 500 إشارة أو دعم لما أقوله في هذا الموضوع التي قد تكون حقيقة, ولكن هذا يحتاج لمجلد على الأقل. أيها القارئ ستجد في هذا البحث مجرد أصول ومختصرات وشوارد ولم أفصل بعد التفصيل الذي أفعله في مواضيعي الأخرى, أما سبب استدلالي واتباعي المنهجيات المذكورة في أصول الفقه فإني لم أفعل ذلك فلا أريد أن أحوّل البحث إلى دروس في أصول الفقه وقواعد التفسير و أصول تفسير الحديث النبوي فإن هذا يطول. ثم اعلم إني أستدل أولا بالآيات القرآنية وأرد على الشبهات أو أدعم نظريتي بحسب فهمي للآيات فلا يكون هذا تحكيما للعقل على النص. فهناك فرق كبير بين تحكيم العقل وفهم الآية أو النص.



الكلمة السادسة عشر

أيها القارئ لا تكن من الذين لا يفقهون أصول الفقه فتقول إنَّ القرآن الكريم طلب اعتبار الحديث وقبوله بقوله تعالى: ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)) وقوله سبحانه تعالى: ((َمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)) فإن من المعلوم أن الكلمات التالية تدور بين المحدثين وهي السنة والحديث الخبر و الأثر فهل هذه الكلمات ذات دلالة واحدة؟ بعضهم يدّعي بأنها ذات دلالة واحدة ، واللغة ترفض ذلك ، والمسألة ـ بين أهل اللسان العربي ، وبين أهل الحديث ـ محصورة بالحديث والخبر ، فعلامات الساعة من الحديث والخبر ، وليست من السنة والأثر. وإني لن أفصل في هذا فإن توضيح ما ذكرت بحاجة إلى صفحات كثيرة وإن أردت الاستزادة فراجع كتب أصول الفقه. وهذه الفائدة وجدتها في منتدى علمي لا يحضرني الآن.



الكلمة السابعة عشر

يا طالب العلم, وأنت تقرأ لا يكن همّك الوحيد دحض ما أقول فكلما قرأت شيئا أول ما يخطر في بالك كيف ترد علي, ولكن فكّر وتدبر ثم افعل ما بدى لك, أي لا تكن كالذين قالوا: "مذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب" فإن هذا دأب الجهّال وإني أعوذ بالله أن تكون من الجاهلين. ثم إن استطعت الرد على عشرة كلمات أو دليل وهناك أكثر من 150 كلمة وفوائد ثم تقول: "كل ما تقوله غير صحيح" بالإجمال! ألا ترى أن النصارى إن زعموا أنهم وجدوا خطأ واحدا في القرآن الكريم يكفرون به وإن كان في القرآن أكثر من 7000 دليل للإسلام!؟ وطبعا حتى هذا الخطأ لا يمكن أن يجدوه. فلذلك لا تكن كالنصارى واليهود تنكر ما أنا ذاهب إليه فقط لرد استنتاج او دليل واحد فقط! بل اعتبر هذه شبهات منتشرة بين العامة.



الكلمة الثامنة عشر

أيها القارئ الكريم, ما ستجده في هذا الموضوع لم أقدم عليه إلا بعد قراءتي لتفاسير كثيرة و أكثر من خمسون كتابا في التفسير في موضوع بحثي, وقرأت آلاف الأحاديث, وقرأت في أصول الفقه وقواعد التفسير ومناهج المفسرين وقرأت كثيرا في كتب ابن تيمية وابن القيم وعلماء السعودية كابن باز وابن عثيمين والفوزان وصالح آل شيخ. فإني أظن بإذن الله أني قد ثبتُّ أصول العقيدة عندي ولله الحمد, و لم أقدم على ما تجدونه في هذا الموضوع من غير سابقة علم وإني لم أكمله بعد, بل أكملت مجمل الكلمات بنسبة 70% وفي جعبتي أكثر من 60 كلمة إضافية لعلي أضيفها عند عرضها على العلماء بشكل رسمي. فاحذر كل الحذر أن تلوي الآيات والأحاديث النبوية ليوافق هواك في دحض ما أقوله وتذكر قول الله سبحانه وتعالى: ((وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ))



الكلمة التاسعة عشر

قبل أن أبدأ بالموضوع أحب أن أوصيكم بوصية نبوية وهي: "لا تغضب" فإن هذه المسائل لعلها تثير غضب الإنسان الغيور على الدين فيتسرع بالحكم, وإن الغضب يعمي ويصم كما أن الحب يعمي ويصم. واستعذ بالله قبل أن تقرأ هذا الملف, فإن الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم وما إن وجد المرء خلاف ما تعوّد عليه وجد في نفسه نفرة منه فإنه عدو ما يجهل والشيطان يزين له هذا الجهل, ولا بأس أن ينصح المفضول الفاضل, والتلميذ المعلم والفاسق الصالح, ولنا في سلفنا الصالح أمثلة كثيرة.



الكلمة العشرون
أختم المقدمة بكلمات قيمة لابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه الضخم الرائع "مدارج السالكين": "استيقظ لنفسك، وقم لله قومة مفكر في نفسه في الخلوة في هذا الأمر، متجرد عن المقالات وأربابها وعن الهوى والحمية والعصبية، صادقا في طلب الهداية من الله، فالله أكرم من أن يخيب عبدا هذا شأنه"