المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقةالثامنة من قراءة المعوذات تخريج ودراسة



أهــل الحـديث
02-12-2013, 10:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحلقة الثامنة
رواية أبي عبدالله
فقد روى النسائي (5432)في الكبرى (7792) من طريق الوليد بن مسلم قال : حدثنا الأوزاعي .
وروى أحمد (17389) وابن أبي شيبة في مسنده (2/113) وعنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (834) والطبراني في الدعاء (980) من طريق الحسن بن موسى
وروى النسائي في الكبرى (7798) من طريق أحمد بن خالد
كلاهما أعني ( الحسن بن موسى وأحمد بن خالد ) عن شيبان النحوي
كلاهما أعني ( الأوزاعي وشيبان ) عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ ابْنَ عَابِسٍ الْجُهَنِيَّ أَخْبَرَهُ ، أَنّ رَسُولَ اللهِ  قَالَ لَهُ :(( أَلا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ ؟ )) قَالَ :( قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ) قَالَ : ((﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و ﴿قلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾)) . هذا لفظ ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني .
زاد أحمد :(( هاتين السورتين فأتى راحلته فركب ورجع ))
وهذا حديث رجاله ثقات إلاَّ ما كان من أبي عبدالله فقد قال المزي في تهذيب الكمال (34/34) :((أبو عبد الله يعد في أهل المدينة روى عن أبي هريرة وعن بن عابس الجهني في التعوذ بالمعوذتين))
وزاد ابن حجر في التهذيب (12/151) :(( قلت : ذكره ابن حبان في الثقات )).أهـ
قلت : ذكره بن حبان في الثقات (5/578)
وقال الحافظ بن حجر في التقريب :(( مقبول))
قلت :في مسند الإمام أحمد (28/612) الحاشية رقم (1) قال المعلق :(( هكذا في (م) وفي جميع النسخ الخطية » أبو عبدالله » والذي يغلب على الظن أنَّه خطأ قديم في الرواية بدلاً من أبي عبدالرحمن .))
ثم قال في الحاشية رقم (2) :((......ولم يذكر الحافظ بن حجر في « أطراف المسند » رواية أبي عبدالله هذه .))
وما قاله المعلق قد ورد عند الإمام أحمد في مسنده (28/530 برقم 17297) قال : ((حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَابِسٍ الْجُهَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  قَالَ لَهُ :((يَا ابْنَ عَابِسٍ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ الْمُتَعَوِّذُونَ)) قَالَ:( قُلْتُ بَلَى) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ :((﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ))
قلت : ما قاله المحقق فيه بعد وذلك لما يلي :
(أولاً) أنَّ هذا ليس مقصوراً على مسند الإمام أحمد وحده بل هو موجود في جميع المصادر التي سبق ذكرها فيستبعد أن تكون جميع المصادر قد وقع فيها هذا الخطأ من قبل النساخ .
(ثانياً ) أنَّ المحقق قال :(( هكذا في (م) وفي جميع النسخ الخطية » أبو عبدالله »)) .
وهذا مما يزيد بعد هذا الظن بوجود خطأ في هذا الاسم ، لاستبعاد أن تكون جميع النسخ المخطوطة متفقة على هذا الخطأ .
(ثالثاً) أنَّ الإمام بن حبان والمزي بعده ثم الحافظ بن حجر بعدهم ذكروا (( أبا عبدالله )) في تراجمهم المعروفة فيستبعد منهم أن يتفقوا على هذا الخطأ ، و لاسيما أنَّهم عدوه من أهل المدينة وروى عن أبي هريرة  وابن عابس  ، فالرجل يكاد يعرف بذلك .
(خامساً) لا يستبعد أن يكون الخطأ في ذكر «أبو عبدالرحمن » بدلاً من ذكر «أبو عبدالله » ومما يزيد قوة هذا الاحتمال أنَّهما مذكوران بنفس السند تماماً .
(سادساً) بل إنَّ الإسناد الذي فيه (أبو عبدالرحمن ) مما تفرد به الإمام أحمد في مسنده بخلاف الإسناد الذي فيه ( أبو عبدالله ) فإنَّه قد شاركه فيه غيره كالنسائي .

وبناءً على ما سبق يبقى هذا السند من رواية (( أبي عبدالله)) لا من رواية (( أبي عبدالرحمن)) حتى تأتي قرينة قوية تصرف هذا القول إلى غيره .
وإذا كان الأمر كذلك فإنَّ أبا عبدالله في هذا السند مجهول ، وإن قال عنه الحافظ بن حجر ((مقبول )) أي إذا توبع .وهنا لم يتابعه أحد فهذا الحديث إسناده ضعيف لجهالة ( أبي عبدالله)
أمَّا بن عابس فهو الصحابي الجليل عقبة بن عامر  .
وهناك تنبيهان :
التنبيه الأول : ما قاله العلامة محمد علي آدم في شرحه على المجتبى (ذخيرة العقبى ) (39/387) :(( تنبيه : صحح الشيخ الألباني رحمه الله تعالى هذا الحديث في «صحيح النسائي» و«السلسلة الصحيحة » ، ومن الغريب أنَّه جعل ابن عابس هو عقبة بن عامر  صاحب حديث الباب ، ولم أر من قال هذا غيره ، لم يشر في «التقريب» و لا في «أصله » و لا في «تهذيب الكمال» ، ولا في «تحفة الأشراف» و لا في «الإصابة» إلى ما قاله أصلاً )) انتهى كلامه حفظه الله .
وقول الإمام الألباني رحمه الله تعالى هو الصواب وذلك لما يلي :
( أولاً) أنَّ هذا الحديث معروف من حديث عقبة بن عامر يعرف ذلك كل من تتبع طرقه وأسانيده ، وهذا ما فعلته في هذا التخريج .
( ثانياً ) روى النسائي في السنن الكبرى هذا الحديث بالسند المذكور وفيه :(( أن أبا عبدالله أخبره أن ابن عامر الجهني ....)) الحديث ففيه تصريح باسم أبيه .
(ثالثاً ) ويزيد الأمر وضوحاً وروده مصرحاً باسمه في معجم الطبراني الكبير برقم (943)
(رابعاً ) قال أبو عبدالرحمن عبدالله بن الإمام أحمد في مسند والده (28/530) :(( هو عقبة بن عامر بن عابس ، ويقال ابن عبس الجهني ))
التنبيه الثاني :روى الطبراني (943) من طريق الأوزاعي
وروى أحمد (15448) و والقاسم بن سلام في فضائل القرآن (436) والمزي في تهذيب الكمال (34/34) من طريق شيبان النحوي .
وروى البيهقي في شعب الإيمان (2/517) برقم (2574) من طريق علي بن المبارك .
جميعهم أعني ( الأوزاعي و شيبان وعلي بن المبارك ) عن يحي بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم أَنَّ ابْنَ عَابِسٍ الْجُهَنِيَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :(( يَا ابْنَ عَابِسٍ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ)) قُلْتُ :( بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ) قَالَ:﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ وَ ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ هذا لفظ أحمد .
وورد عند الطبراني (( عن عقبة بن عامر )) بدل (( ابن عابس ))
وهذا حديث إسناده منقطع ، لأن محمد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من عقبة بن عامر ، بينهما واسطة وهو فيما يظهر (( أبو عبدالله )) السابق ذكره .
قلت :وقع خطأ في كتابة اسم بن عابس في بعض المصادر:
ففي شعب الإيمان :(( ابن حابس ))
وفي فضائل القرآن لابن سلام والدعاء للطبراني :((ابن عائش )) .
وقد قال محقق كتاب الدعاء (1/706):(( ابن عائش الجهني : لعله عبدالرحمن بن عائش الحضرمي ، وإلاّ لم أقف عليه )) أهـ .
وهذا سبق قلم منه – حفظه الله – والصواب في كل ذلك :(( ابن عابس الجهني )) وهو عقبة بن عامر  . والله أعلم .