المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة العاشرة من قراءة المعوذات تخريج ودراسة



أهــل الحـديث
02-12-2013, 10:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحلقة العاشرة
رواية عبدالعزيز بن مروان
روى الطبراني في المعجم الكبير (951) والأوسط (1311) و(6049) من طريق عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن عبد العزيز بن مروان قال :((سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول :(( قال رسول الله  :(( إنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز و جل ولا أبلغ من ﴿قل أعوذ برب الفلق ﴾ فإن استطعت أن لا تدعها في صلاة فافعل.))
قال الطبراني عقبه :(( لم يرو هذا الحديث عن عبد العزيز بن مروان إلا كثير بن مرة ولا عن كثير إلا صالح بن أبي عريب تفرد به عبد الحميد بن جعفر))
قلت :هذا الحديث إسناده حسن .
وفي هذا الإسناد صالح بن أبي عريب قال عنه المزي في تهذيب الكمال (13/72-73):((صالح بن أبي عريب واسمه قليب بن حرمل بن كليب الحضرمي الشامي ويقال المصري روى عن خلاد بن السائب وكثير بن مرة الحضرمي ومختار الحميري الحجري ،
روى عنه الحسن بن ثوبان وحيوة بن شريح وعبد الله بن لهيعة وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري والليث بن سعد ، ذكره بن حبان في كتاب الثقات ،روى له أبو داود والنسائي وبن ماجة حديثا وأبو داود آخر)) .أهـ
قال أبو الحسن بن القطان في بيان الوهم والإيهام (4/204) :(( وصالح هذا لا تعرف حاله ، ولا يعرف روى عنه غير عبد الحميد)) .أهـ
وتعقبه الذهبي في ميزان الاعتدال (2/298) قائلاً: ((قلت: بلى روى عنه حيوة بن شريح والليث وابن لهيعة وغيرهم ، له أحاديث وثقه ابن حبان)) .أهـ
ولهذا وثقه الذهبي في الكاشف (2/22) .
قلت : وأمَّا قول الذهبي :«وثقه بن حبان » ففيه تساهل فيما يبدو – والله أعلم – لأنَّه لم يوثقه بن حبان بصريح عبارة دالة على التوثيق ، بل ذكره في ثقاته (6/457) ويعني به أنَّه لم يطلع على جرح فيه ، و لايعد هذا توثيقاً ، والذي يظهر أنَّ من وثقه ابن حبان في كتابه الثقات بعبارة تدل على التوثيق ، أرفع درجات ممن ذكره في كتابه الثقات دون توثيق .
وقد ذكره البخاري في التاريخ الكبير (4/287) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل(4/410) فلم يذكرا فيه جرحاً و لا تعديلاً .
فهو إلى مجهول الحال أقرب ، لكن ترتفع عنه هذه الجهالة بما يلي :
( أولاً ) رواية هذا الجمع عنه و لاسيما مثل الليث ين سعد .
(ثانياً ) تزكية بعض أهل العلم له فقد قال بن منده في كتابه التوحيد (برقم(203)صـ290):
(( صالح بن أبي عريب مصري مشهور)) .أهـ
(ثالثاً ) أخرج له بن خزيمة (2467) وابن حبان (6774) في صحيحيهما ، وقد قال الذهبي في الموقظة (صــ 81) :(( ومن الثقات الذين لم يُخْرَجْ لهم في (( الصحيحين )) خَلْقٌ ، منهم :
من صَحَّح لهم الترمذيُّ وابنُ خزيمة
ثم : من رَوَى لهم النسائي وابنُ حِبَّان وغيرُهما .
ثم : ـ مَنْ لم يُضَعِّفْهم أحد واحتَجَّ هؤلاء المصنِّفون بروايتهم .))
وصالح بن أبي عريب من هذا الصنف إن لم يكن أعلى منهم .
وقال بن الملقن في البدر المنير (12/483) :(( وَأعله ابْن الْقطَّان بِأَن قَالَ : فِيهِ صَالح بن أبي عريب ، وَلَا يعرف حَاله ، وَلَا رَوَى عَنهُ غير عبد الحميد .وَقد غلط فِي كل مِنْهُمَا .
أما الأول : فقد ذكره ابْن حبَان فِي «ثقاته» فقد عرفت حَاله .
وَأما الثَّانِي : فقد رَوَى عَنهُ حَيْوَة بن شُرَيْح ، وَاللَّيْث بن سعد ، وَابْن لَهِيعَة ، وَغَيرهم . كَمَا ذكره ابْن يُونُس والمزي )) .أهـ
وقد قال الذهبي في ميزان الاعتدال (3/426) :(( والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح ))
وعليه فحديثه لا ينزل عن رتبة الحسن
وأمَّا قول الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى في التقريب :(مقبول ) ويعني به إذا توبع .
فقد خالفه قوله في فتح الباري (1/615) :((..وأشار بذلك إلى ما رواه النسائي من حديث عوف بن مالك الأشجعي قال خرج رسول الله  وبيده عصا وقد علق رجل قنا حشف فجعل يطعن في ذلك القنو ويقول:(( لو شاء رب هذه الصدقة تصدق بأطيب من هذا)) وليس هو على شرطه وإن كان إسناده قويا)) أهـ
والحديث الذي ذكره الحافظ وقال :(( إسناده قوي )) في إسناده صالح بن أبي عريب .
وبناءً على ما سبق يظهر أنَّ حديثنا لا ينزل عن رتبة الحديث الحسن إن شاء الله...والله أعلم