المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : {{ جِئتُكم بالبَحْرِ .... وأعتذرُ عن التأخرِ . }}



أهــل الحـديث
02-12-2013, 01:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم



{{ جِئتُكم بالبَحْرِ .... وأعتذرُ عن التأخرِ . }}

الحَمدُ لله ربِّ العالمينَ ، والصلاةُ والسّلام على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلينَ مُحمَّدٍ – صلّى الله عليه وسلّم – أرسلَه الله بالسّيف رحمةً للعالمينَ ، وقد اختار الله له صحبه فزكَّاهم من فوق السماوات السبع - رضي الله عنهم ورضوا عنه – ثمّ تتابع القرنُ الثاني ثمّ الثالث فكانوا من خيرةِ الخيرةِ في عصرهم – فرحمهم ربّي وأدخلهم الجنّات – وألحقني بهم ومن قرأ وقال آمين :
آمين آمين آمين ، أمّا بعدُ :
أيُّها الأخوة الفضلاء في ملتقى أهل الحديث العزيز على قلبي وروحي :
في هذه الأزمنةِ التي تداعت على أمّتنا المصائب من كل صوب ، ولم أرَ أهل العلمِ يقولونَ ما يجبُ عليهم ، ولا يقومون بواجبهم حقَّ القيام ، حتى أصبحتُ أظنّ أني أعيش في كابوس أنتظرُ لحظة الاستيقاظ منه ، في هذه الأزمنة تعاقبَ على ذهني أحداث وأحداث ، فتنٌ كقطع الليل المظلم ، تخبّط وأيما تخبّط ، فتن ولا عمر لها .
تأبى مقولة ابن جبير لتدخلنَّ بين أسطري :
((عن ابن جبير قال : لقيني راهب فقال يا سعيد في الفتنة يتبيَّنُ من يعبد الله ممن يعبد الطاغوت )) ، هذا من جهة الأعداء الذين يتربصونَ بنا الدوائر ، وأمَّا أحوال أمّتي من الداخل فحصوننا خربةٌ من داخلها – وإنّا لله وإنا إليه راجعون – فالعقل السويُّ المستقيم يقول : إنّ في المصيبة يجبُ على النّاس أن يجتمعوا بعضهم إلى بعض ، ويتراصّوا ليخففوا عن بعضهم ، فالملسمون ربّهم واحد ، ونبيّهم واحد ، ودينهم واحد ، ومع ذلك كلُّ حزب بما لديهم فرحون ، تفرّق وتشتت وشراذم هنا وهناك ، ورائحة الدم تملأ المكان ، فلا ترى إلا شلال من دم المسمين أطفال وكهول وشيوخ ، وأمّا عن الأيامى فتبكي العيون دمًا لذكرهم ، أسأل الله أن يغيّر الحال – وأمّا القلوب فميتة ، وأما عن الحياة فطغت فيها المادّة طغيانًا كبيرًا ، والحضارة حدّث ولا حرج ، كل يومٍ تطور هائل في مجال العلوم والتكنولوجيا ، وكل ذلك يأخذ من وقتنا ، وزيارة أرحامنا ، تقطّع وتفسّخ في العلاقات على جميع الجهات ( أرحام – أقارب – أصدقاء ) وكل ذلك بسبب الحضارة اللعينة !!!– أزالها الله من أصولها - فكانَ الأولى على أهل العلم أن يكونَ همّهم الأول والأخير دعوة النّاس إلى دين واحد ، لا إلى فكر طائفةٍ معيّنة تريدُ تضيق الواسع ، وحصر النّاس في جزء من الدائرة الواسعة ، - وسبحانَ ربّي – فأقول وأصرخُ بها بصوتٍ عالٍ : أنا مسلمٌ وكفى ، ومن سمّانا بذلك الله ( هو سمّاكم المسلمين ) .
أبي الإسلام لا أبا لي سواه ***** إذا افتخروا بقيس أو تميم .
ولكن ليقضيَ الله أمرًا كان مفعولا ، ووالله – ليس لها من دون الله كاشفة - فحُـبّبَّت إليّ العزلة ، وأُشربها قلبي ، وإنّي - يعلمُ ربّي - لم أنساكم ، وهل ينسى الإنسان من اتخذ بيتًا في قلبه دعائمه راسخة ؟؟؟!!!! كيف أنسى من استفدتُ منهم ؟؟؟!! ، وصحبتهم معي ، فكان من أقل الواجب أن أزوركم ، لكن حالت الظروف دون ذلك ، وكل شيءٍ بقدر .

أهلَ الحديث وإخوتي :
وها هي حروفي تعودُ إليكم طارقةً أبوابَ حدائق قلوبكم ، لتشمَّ الأرج من روحكم ، ولأسقي الزهور والورود ترياق الأخوة .... ولا أنسى – حتى لا يغضب منّي الأعضاء الجدد الذين سجلوا في هذا المنتدى – أن أبعثَ إليهم مع الرياح العابرة سلامي ، وتحناني ، قائلا لهم : اسأل الله لكم الثبات ( آمين ) وللأعضاء القدماء الذين لهم في القلب مكانٌ لا يتسع إلا لهم ، ولهم في المكان الأبعدِ من الذاكرة ذكريات لا تنسى ، وخاصة أن فصل الشتاء ركبَ إلينا ، حاملا معه غيثه العذب ، الذي – بإذن ربنا – يغسل أمراض القلوب ، ويصفّي الروح من شوائبها ، فللشتاء ذكرياتٌ جميلة جدًا عندي ، وكم أحبُّ هذا الفصل حبًّا جمّا – فأحمدُ الله الذي خلق كلَّ شيءٍ فأبدعه - .
ولا بدّ للزائر أن يأتي بهديّة يقدّمها بين يديِّ المَزور ، لكن جئتكم بهدايا كثيرةٍ جدًا ، وليست هديّةً واحدة بل هي في الأعداد أعدادُ ، سأبسطها على بابِ فكر كلِّ واحد منكم فلينتقِ كلٌّ منكم ما شاء منها ، أقومُ الآن حاملا معي ما أريدُ أن أقدّمه لكم :الهديّة الأولى : الفوائد الفريدة من شرح الأصبهانيّة .

الهديّة الثانية : الفوائد الزمرديّة من الفتوى الحمويّة .

الهديّة الثالثة : لقط المرجان من كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان .

الهديّة الرابعة : انقاذ المستغيث ( قراءة في كتاب الاستغاثة ) .

الهديّة الخامسة : نزع الحائل عن جامع المسائل ... ( المجموعة 7 و8 )

الهديّة السادسة : النجاة من الحميم فوائد من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم .

الهديّة السابعة : الازدياد من الإيمان قراءة في كتاب الإيمان .

ولا أشكُّ أيّها الأحبّة : أنكم عرفتم من صاحب هذه الكتب ، ومن كتبها بمداد قلبه العذب ، وروحه الصافيةِ ، وكأنه معنا يعيش معنا ، لذلك قررتُ أن أسقيكم من نهره ، وإنّ حبّه لدليلٌ على السنّة ومن السنّة ، فحب شيخ الإسلام ، نبيل الأعلام ، فريد عصره ، وعلاّمة وقته الإمام البحر : أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام – رحمةُ الله على الجميع – ذريّة بعضهما من بعض ، خير على خير ، سلامٌ على الجد والأبد والحفيد المبارك الطيّب ، ورزقني الله ذريّة صالحة مصلحة ... وإياكم .
وأمّا باقي الهدايا فلأنّ حقيبتي ضاقت ، وجعبتي فاضت ، ولا بدّ أن أفرغ الحِمل ، لأعودَ إلى الحَمل ...


وستكونُ – إن شاء الله – غدًا الهديّة الأولى على أبوابكم ... انتظروني .

أخوكم ومن أحبَّكم : أبو سُليمان الخليلي .
ليلة الاثنين 27 من شهر الله المحرّم – 1435 هـ . 1-12- 2013 . 10.30 ليلا .