المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جهد البلاء



عميد اتحادي
01-12-2013, 02:40 PM
ما معنى جهد البﻼ****ء ؟*
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَﻼ****َءِ ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ ، وَشَمَاتَةِ اﻷ****َعْدَاءِ ).

⚪فأول هذه اﻷ****مور اﻷ****ربعة,
جهد البﻼ****ء: وهو كل ما أصاب المرءَ من شدة ومشقة, وما ﻻ**** طاقةَ له به.
فيدخل في ذلك: المصائب, والفتن التي تجعل اﻹ****نسان يتمنى الموت بسببها.
ويدخل في ذلك اﻷ****مراض التي ﻻ**** يقدر على تحملها أو عﻼ****جها.*
ويدخل في ذلك: الديون التي ﻻ**** يستطيع العبد وفاءها,
ويدخل في ذلك: اﻷ****خبار المنغصة التي تمﻸ**** قلبه بالهموم واﻷ****حزان والنكد وتشغل قلبه بما ﻻ**** يُصبَر عليه.
ويدخل في ذلك: ما ذكره بعض السلف من : قِلَّةُ المالِ مع كثرة العيال.

⚪ الثاني, درك الشقاء: أي, أعوذ بك أن يدركني الشقاء ويلحقني.*
والشقاء ضد السعادة.
وهو دنيوي وأخروي,
أما الدنيوي, فهو انشغال القلب والبدن بالمعاصي, واللهث وراء الدنيا والملهيات, وعدم التوفيق.
وأما اﻷ****خروي, فهو أن يكون المرء من أهل النار والعياذ بالله.
فإذا استعذت بالله من درك الشقاء, فأنت بهذه اﻹ****ستعاذة تطلب من الله ضده, أﻻ**** وهو السعادة في الدنيا واﻵ****خرة.

⚪ الثالث, سوء القضاء: وهو أن تستعيذ بالله من القضاء الذي يسوؤك ويحزنك,
ولكن إن أصابك شيء مما يسوء ويحزن, فالواجب هو الصبر مع اﻹ****يمان بالقدر خيره وشره, وحلوه ومره.
ويدخل في اﻹ****ستعاذة من سوء القضاء: أن يحميك الله من اتخاذ القرارت واﻷ****قضية الخاطئة التي تضرك في أمر دينك ودنياك. فإن من الناس من ﻻ**** يوفق في اتخاذ القرار المناسب, وقد يجور في الحكم, أو الوصية, أو في العدل بين أوﻻ****ده, أو زوجاته, أو رعيته, أو من تحت مسؤوليته إذا كان وزيرا, أو رئيسا, أو مديرا.

⚪اﻷ****مر الرابع في هذا الحديث, هو اﻻ****ستعاذة بالله من شماتة اﻷ****عداء: والمرء في الغالب, ﻻ**** يسلم ممن يعاديه. وَعََدُوُّكَ يَفْرَحُ إذا حصل لك ما يسوءُك, ويَغْتَمُّ إذا حصل لك ما يُفرِحُك, أو رأى نعمةً مُتَجَدِّدةً لك.*
فأنت بهذه اﻻ****ستعاذة, تسأل الله أن ﻻ**** يفرح أعداءَك وحُسَّادَك بك, وأن ﻻ**** يجعلك مَحَلَّ شماتةٍ وسُخريهٍ لهم.*
سواء كانت عداوتهم لك دينية, أو دنيوية.
واحرص أيها المسلم أن ﻻ**** تكون من الشامتين, فإن ذلك من مساويء اﻷ****خﻼ****ق, وﻷ****ن اﻹ****نسان قد يشمِت بأخيه, فﻼ**** يلبث أن يُبتَلى بمثل ما ابتلي به غيره,
فقد تشمت بمريض فتُبتَلى,
وقد تشمت بفقير فَتُبْتَلَى بالفقر,
بل قد تشمت بمن ابْتُلي بمعصية, فَتُبْتلى والعياذ بالله,
والمشروع أن تسأل الله العفو والعافية في الدنيا واﻵ****خرة.

ففي هذا الحديث: دليل على استحباب اﻻ****ستعاذة بالله من هذه اﻷ****مور المذكورة. فينبغي للمسلم أن يستعيذ بالله منها, وأن ﻻ**** يحرم نفسه من المداومة عليها, لعل الله أن يستجيب له.
وينبغي أن يعلم ذلك زوجته وأوﻻ****ده, وأن يحثهم على حفظ هذا الدعاء والمداومة عليه, فو الله لئن استجاب الله لك فأنت ذو حظ عظيم.
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البﻼ****ء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة اﻷ****عداء..
اللهم إنا نعوذ بك من فجاءة نقمتك وتحول عافيتك وجميع سخطك..*


ملاحظة..

سبق وأن وضعت الموضوع ولكنه حذف