المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لوْحةٌ فنيّةً!! ((طفِل)) ((فتاةٌ)) ((عجوزٌ)) .. [ أُمّةٌ ]!!



أهــل الحـديث
30-11-2013, 08:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





لوْحةٌ فنيّةً!! ((طفِل)) ((فتاةٌ)) ((عجوزٌ)) .. [ أُمّةٌ ]!!


(1)
نَزَّل القَتلٌ والتَّشريد، وحلّ الحُزن وكُلّ مرير، ولم يفُت مِن ذاك قدر قِطمير ..
فرائِحة البارود تَملّئُ الفضاء ..
وألسِنة اللّهب الحارِقة تنتَّشِرٌ في الأجواء ..
عدا عن السّيْل العارِم ، والمطر الّذي هو كالزّخّات الشّديدات ، الّتي لهُنّ الوَقع الشّديد في وعلى الأرض ، مِن تهشيم للأغصان وتفتيت في عضُد كِبّار أجذعة الأشِّجار .. وتحطيم البسمة الظاحكة وشَطِبها من عن شفاه الأزهار ..
هذِه كانت مشهد الرّصاص المصبوب ، والقنابِل الّتي كالمطر المسكوب ..
والصّواريخ الّتي في وعلى رُؤوس الثّكلى تصول و تجوُّل ..


(2)
طِفل قد مُزِجّت أظلاعُه بالضِّعف ، ودبّ بِها وفيها الوُهُن ، وشُطِبت الإبسامة المُتوَهِّجة - كما هى عادتها على وجهِه دائِماً - كومة كبيرة مِن المواجع والمأسى والجوع الّذي هو نتيجة حتميّة لِلفقر ، ولِلفقر أسبّاب ناتِجة عنه لدى طِفلُنا الكسير ، يطول المقام ، ويمل بل يتفطر - وهو تعبير أدُقّ - القلم في نثرِها و التّنصيص عليها !!

على كُلّ حال ، لِنعٌدّ .. لِرسِم هذِه اللّوْحة الكالِحة ، ونُركِّز على ذلِك ، كي لا تخلتلط الحُدود بِالألوان ، وتُعكِّر مِزاج الخُروج عن العمل المُراد الرّيشة والأقلام ...!!!



(3)
هُناك في الجانِب الأخر ، يُسمع صوْت فتاة لم تتجاوَز العشريْن ربيعاً ..
تبكي الدّمع ، وتزفِر بِالدّم ، وتريق الآسى والسّيْل الضّخم الجارِف مِن الحُزن ..
شاحِب وججها ، ومُتعكِّر مِزاجِها ، عيِّنيها السوداوين ، تُغنّيك عن سُؤالِها ، لمّا البُكاء ؟!!
ولِماذا هذا الإنتحاب ؟!!
ففيهُما تَرى كُلّ مرير وتسمعٌ صوْت كُلّ آسى وقِتل وتشاهد عيانا كُلّ مُصيبة وتهجير !!

أسمِعت ؟!! لا داعي لِلسُّؤال ، ما عليك إلّا النّظر في عيْنيِها لِتعرف ما تُريد ! النّظر يا هذا فحسب .. هو كُلّ ما عليك !!

(4)
تخرُج عجوز !! مِن الخيْمة المُرقّعة الجوانِب ، الباليَة المنظر والطّرّاز ، المتهاكلة هى الأُخرى القوّام .. تُكاد أن تخِرّ جزعا بل ألماً ، لا لا بل جوعاً بل يا هذا رُعبا ممزوج بِالمصائِب وطعم الآسى المكسو بِمنظر القتل ومُشاهِد الحُتوف ..!!

تخرُج و منظر الشّعِث و التّعس باد عليها ، مَنظرٌ تحيكه ثيابها ، وترسُمُه لك تِلك الخُيوط والتّجاعيد تحت عيْنيِها ، وترويه لك تِلك الشّفّتانِ المُتطبِقتّان ، كشكل الثّكلى الهائِمة على نفسِها ماذا تقول وماذا (أصلاً)!! تُريد مِنها أن تبوح ، وحالها يغتيك عن كُلّ كلام أو حِكايَة حال أو حتّى نحيب كنحيب الأطفال ..
بل أدهى مصبّيّة هى وأمر ..!!



(5)
في جانِب آخِر .. هُناك أوامر تصدِر ، وقبلها أجتماعات تُعقِد ، وخُطِّط تحاكّ وبلايا تنسُج ..!
ضِدّ مِن ..؟!
سأعتبِر سألك هذا سُؤال شخص قد أتى مِن توه مِن مرقد أهلّ الكهف ، بعد نوم زاد حتّى عن الألف! .. و((أقول)):
خُطِّط رأسُها ومُبلِّغ أملِها ، هدم مباني هذا الدّين ..
ومُؤامرة هدف وضعِها ، أيظا هدم هذا الدّين ..
وأُلعوبة قذِرة ، كذلِك الحال مُنتهى أربِها ، هدم هذا الدّين ..

هذا بإختصار يا صاحِب السُّؤال ، وما عليك إلّا أنّ تنظُّر بِشزر لِواقِع حياتِنا في هذا العصر ، لِترى وتُعايِش ما جاوَبتِك بِه وحدّثتُك عنه ، فلا عناء في ذلِك ولن يكون - بِإذن الله - فيه عليك شقاء ..



(6)
بِصراحة ، لا أخفيّكُم سراً ..
أنني مللتُ مِن إعادة رسم هذِه اللّوْحة ، مرّات ومرّات .. أتدرون!!
حتّى ريشة الرّسم قد تهادت جوانِبُها مِن هذِه الإعادة المُمِلّة المُتكرِّرة ..
القلم ، قد تلاشت مُقدّمتُه وذُهِب روْنقُه ، وكلح وجههٌ ، وتمرّد عليّ ، فلا يُريد أن يُصدِر صرير ، أو يتحرّك ويُنفِّذ ما طلب مِنه وما خلق مِن أجلِه ..

ولا عتب في ذلِك عليْهِم !!
فسأختصِر هذِه اللّوْحة الملئى بِالشُّحوب والشُّجون والمآسى ومنظر الحُروب ، وصور القتلى ، ومُشاهِد الثّكلى ، وبُكاء الصِّبيان ، وفُرِّط الرُّضّع .. وآهات الأُمّهات .. وبُكاء الرّجال ، نعم بُكاء الرّجال .. الرّجال نعم قد بكت الرّجّال..!!

فأرسُم خاتِما هذِه الصّورة المُرعِبة ، بأسولة مِن غوْر القلب :
هل مِن إفاقة يا قوْم ..؟
هل مِن تضحيّة في سبيل هذا الدّين يا شباب ..؟
هل مِن فِداء ..؟
هل مِن مُشاركة لِهذِه الأُمّة الثكلاء بِشيْء ولو صغير مِن العذابات..؟
هل مِن إستيقاظ ..؟
بل أقول هل مِن سُكوت وخرس لِسان - فقط هذا ما نُريد - عن من يضحى لِإعادة البسّمة ونشرّ عبِق الضّحكة ، وبثّ الضّياء ، ورسم ملمحة النّصر ..؟!!
أم سنزيد على أهل الكهف سنون بل سِنّيْن ، بل مئات مِن العصور ، في الإستغراق في النّوْم ؟!!



وكتبه بقلم يقطر آلم/
أبو بكر