المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الظلم ُظلماتٌ يوم القيامة



االزعيم الهلالي
30-11-2013, 03:40 AM
ما أعظم الله جل جلاله الذي وصف نفسه بصفات الجلال و الجَمَال و الكمال تقديسًا و تعظيمًا لجلاله فهو العدْل يأمر بالقسط و يحب المقسطين , و لا يرضى بالظلم من عباده و لا بيْن عباده لِما له من آثار سيئة على الظالم و الناس فإن الله تعالى ليملِي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلِته ، و الله لا يظلم الناس قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) 44 , يونس . و قد حرّمه سبحانه على نفسه وعلى عباده ، وتوعّد الظالمين بعذاب أليم في الدارين، فالظلم له عواقب وخيمة كثيرة على الأفراد و الأسر و المجتمعات. قال الله تعالى كما في الحديث القدسي: ( يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرَّمًا فلا تظالموا ) رواه مسلم , وقال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الظلم , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) رواه مسلم . و إن أعظَم الظلم و أخطرها هو الشرك بالله , حيث يظلم الإنسان نفسه , و يجرّها إلى الذنوب و المهالك ، قال تعالى : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )13 , لقمان , أو يظلم الإنسان نفسه ، وذلك باتباع الشهوات و الملذات , وإهمال الحقوق و الواجبات، فيقع في الذنوب و المعاصي إلا ما رحم ربك , أو يظلم الإنسان نفسه عندما يظلم الناس الآخرين , و يتعدى عليهم , فيضرب هذا , و يشتم هذا , و يأكل مال هذا , و يمشي بين الناس بالغيبة و النميمة و البهتان . فالظلم خُلق ذميم ، وذنب عظيم ، و طبع لئيم ، يأكل الحسنات ، كما تأكل النار الحطب , و يورِث بين المسلمين العداوة و البغضاء والحسرات ، و الظلم سبب في عدم التوفيق في الدنيا , و الخسران في الآخرة , و قد يهلك الله الظالمين بظلمهم , أو يسلط عليهم جندًا من جنوده التي لا يعلمها إلا هو , فالقَصَص القرآني قد قصّ علينا ما فعله الله بالأمم السابقة من أنواع النكال و العقوبات لما كفروا و أفسدوا و طغوا في البلاد مثل : قوم نوح و لوط و قوم عاد و ثمود و قوم فرعون و شعيب , و نجى المؤمنين برحمته . لذلك يجب على المسلم أن يتقي الله تعالى , و يتجنب الظلم , و يحذر الشيطان , و يتوب إلى الله , و يرد المظالم إلى أهلها , و يطلب العفو منهم , فالله يعفو عن حقه , و لكن لا يعفو عن حقوق الآخرين و الشاعر يقول :
أما والله إن الظلم لـــــــؤمٌ * ومازال المسيء هو الظلـومُ
إلى ديـان يـوم الدِّين نمضي * وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلَم في الحساب إذا التقينا * غـدًا عند الإلـه من الملــومُ
عبد العزيز الســلامة / أوثال