د/مصطفى الشليح
26-03-2007, 07:35 PM
والتَّصلياتُ
على خير الورى دررُ
سألتُ عني وقد أسرى بيَ الخدرُ = إليَّ خطوًا كأنيِّ للخطى سَفـرُ
تناثرَ الليلُ مثلي يرتدي شذرًا = من النجوم كلاما، والمدى شذرُ
إذا اشرأبّ حَماما والحِمى خبَرٌ = ما لاحَ بوحا، ولكنَّ الحِمى خبرُ
وقفتُ. يا رجفة الأطلال واقفةً = بيني وبيني طوافا ما به حذرُ
قلبي هنا وترٌ يا قيسَ قافيةٍ = قلبي كناسُ القوافي أيها الوترُ
إذا طربتُ فللناي المهيبِ طُلى = وإنْ تأوَّهتُ كادَ النايُ يندثرُ
خوفي عليّ إذا ليلى تُبعثرني = خوفي على عمُري يلهو به العمُرُ
تركتُ قوسًا رأتْ شمسًا تُؤرقني = أنا لتشربني حدسًا، ولا قمرُ
أدركتُ لبسًا يُساقيني إشارتَه = كأسا لأظمأ معنى حيثما الصَّدرُ
وكنتُ أكنسُ بالتبيان شاردةً = من الزمان ليقفو ظله الشجرُ
وأحرسُ الوثباتِ الغرَّ واردةً = من الجَنان ليأسو جرحَه النهَرُ
وكنتُ أحدسُ أني نابسٌ لغة = وأنني الشعرُ في إيقاعه الخدرُ
وأنني ألبسُ الدنيا عباءتها = إذا القوافي عباءاتٌ لمنْ سمروا
رؤيا تؤولني رؤيا معارجُها = ماستْ هوادجُها والمنتهى خفرُ
كأنني كنتُ أرقاني ولا سُوَرٌ = تأتي على قدر من حيثما السُّورُ
ألقيتني صُورًا مذهولة خبرا = تكادُ تعقلها، منْ وهمها، الصورُ
عبرتُ دنيايَ مهتاجا بزخرفِها = ولاهجا بالذي لمْ تطوه العبرُ
فيا أنا .. تلك لا ليلى ولا عمَرٌ = ويا أنا .. هذه ليلى وذا عمرُ .. !
والتائياتُ جسورٌ منْ مُراوحةٍ = يَشتارُها، بأسيل اللمح، معتبرُ
فهاتِ طرسا لكلّ الحبِّ مقتبسا = فحبُّ طه منَ الأقداسِ منهمرُ
واكتبكَ جرسا لحرفٍ منْ سماوته = أهلَّ شمسًا من الآياتِ تبتدرُ
وارقبكَ طمسا وللأشواق ساريةٌ = تحدوكَ حسا وتحلو عندها السِّيرُ
وسيرة المصطفى موصولة عبقا = محمولة ألقـًا، والسرُّ مُستترُ
إذا ارتشفتَ اللمى منها سلوتَ بها = دنيا تميسُ على دنيا، ولا خبرُ
وإنْ قطفتَ وصالا فالهدى سُررٌ = مرفوعة بوصال ما له سُررُ
وإنْ عطفتَ على آلاء سورته = نهجا تهادتْ بك الآلاءُ والسوَرُ
وإنْ صرفتَ إلى الآياتِ معتكفا = ثملتَ معنى إذا معناكَ يختبرُ
وإنْ طرفتَ عيونا واصلا ثملا = عرفتَ أنَّ كؤوسَ الحبِّ تختمرُ
وإنْ وجفتَ شجونا وانتهى جذلا = شوقٌ فإنكَ بالمحبوب تنصهرُ
وإنْ وقفتَ فتونا شاديا زجلا = فأنتَ في حضرة المختار تعتبرُ
أرقكَ دمعا فلا صوتٌ ولا لغة = إلا السلامُ، وإلا الذكرُ يبتدرُ
إلا الدعاءُ وحبلُ الشكر مئذنة = بالحمد كافورُها يعطو وينتشرُ
إلا الصلاةُ على نور العيون عُلىً = وقد تهدجَ منها الوردُ والصَّدرُ
والمؤمنون وراحاتٌ مهللةٌ = والتصلياتُ على خير الورى دررُ
والعمرُ مني حَماماتٌ مُلوِّحةٌ = بي، والقوافي وشاحٌ ضمه العمُرُ
يا أيهذا، ويا قلبي إذا سَفَـرٌ = إلى البهاء جناحٌ شاقه السَّفـرُ
فالنورُ مندلقُ الأشذاءِ منفتقٌ = والعطرُ يأرقُ رقراقا به الزَّهَرُ
والبشرُ مُستبقٌ بشرًا ومُخترقٌ = سترًا، ومُرتفقٌ أمرًا، فلا عسُرُ
يُسرٌ كظلِّ غمام، والهجيرُ صحا = جمرًا، وكالماء، عند الراح، منفجرُ
يا أيهذا، ويا دمعي .. ألا لغةٌ = لي أرتديها جراحا والرؤى سُترُ ؟
هام المُحبون قبلي، يا أنا، شرفا = بحبِّ طه وصلُّوا حيثما ذكروا
لكنني يا رسولَ الله قافيةٌ = كلُّ القصائدِ لي بالحبِّ تأتزرُ
كتبتُني نبويَّ الحرفِ شامسَه = عن السِّوى. لي حبيبُ الله والبُشَرُ
لي القافياتُ الرئيَّاتُ انسرابتُها = بالمدح نورا على نور، ولي الصَّدرُ
فيا حبيبي، ويا ذخري، ويا أملي = ويا شفيعي إذا ما الذنبُ لا يذرُ
خذني إلى الدوحةِ الخضراء معتكفا = إنّ المسافاتِ طوَّافٌ بها العثرُ
ما لي سواك حبيبَ الله ملتجأ = والليلُ عسعسَ والأهوالُ تستعرُ
وما تنفسَ صبحٌ. لا أرى عربا = والجرحُ مصطبحٌ تسعى به البكرُ
والنوحُ مغتبقٌ تلهو به دمنٌ = من العروبةِ ما شاءتْ لها الغيرُ
كم استُبحْنا جنابا. لا أرى عربا = عرنينُها شررٌ يهمي به شررُ
كانوا إذا غضبوا تهتزُّ زلزلةً = أرضٌ، وإنْ وثبوا فالشرك مندحرُ
فالنصرُ حادٍ وقد قاموا وما نثروا = إلا المآثرَ إيمانا إذا نثروا
لوحٌ من النور وهَّاجٌ ومُنبلجٌ = للعالمين، ومعقودٌ به الظفرُ
قرأتُ منه أنا ما كان منشذرا = وقد تولى لديه الصارمُ الذَّكرُ
فلا كتائبَ إلا الذاهباتُ إلى = محو بمحو، وإلا الرملُ والأثرُ
ولا نجائبَ إلا غربة بدرتْ = من المتاه، وقد أزرتْ بها البِدرُ
ولا متاهَ سوى جهلٍ بكلِّ يدٍ = تبَّتْ يدا، وسوى ما رَوْحُه سقرُ
فيا حبيبي أغثْ منا بقيتنا = فلا أرى عربا إلا الألى صبروا
عليك مني صلاة الله خاتمة = مختومة بلواء النصر تأتزرُ
http://www.9m.com/upload/24-03-2007/0.3621101174693787.jpg
على خير الورى دررُ
سألتُ عني وقد أسرى بيَ الخدرُ = إليَّ خطوًا كأنيِّ للخطى سَفـرُ
تناثرَ الليلُ مثلي يرتدي شذرًا = من النجوم كلاما، والمدى شذرُ
إذا اشرأبّ حَماما والحِمى خبَرٌ = ما لاحَ بوحا، ولكنَّ الحِمى خبرُ
وقفتُ. يا رجفة الأطلال واقفةً = بيني وبيني طوافا ما به حذرُ
قلبي هنا وترٌ يا قيسَ قافيةٍ = قلبي كناسُ القوافي أيها الوترُ
إذا طربتُ فللناي المهيبِ طُلى = وإنْ تأوَّهتُ كادَ النايُ يندثرُ
خوفي عليّ إذا ليلى تُبعثرني = خوفي على عمُري يلهو به العمُرُ
تركتُ قوسًا رأتْ شمسًا تُؤرقني = أنا لتشربني حدسًا، ولا قمرُ
أدركتُ لبسًا يُساقيني إشارتَه = كأسا لأظمأ معنى حيثما الصَّدرُ
وكنتُ أكنسُ بالتبيان شاردةً = من الزمان ليقفو ظله الشجرُ
وأحرسُ الوثباتِ الغرَّ واردةً = من الجَنان ليأسو جرحَه النهَرُ
وكنتُ أحدسُ أني نابسٌ لغة = وأنني الشعرُ في إيقاعه الخدرُ
وأنني ألبسُ الدنيا عباءتها = إذا القوافي عباءاتٌ لمنْ سمروا
رؤيا تؤولني رؤيا معارجُها = ماستْ هوادجُها والمنتهى خفرُ
كأنني كنتُ أرقاني ولا سُوَرٌ = تأتي على قدر من حيثما السُّورُ
ألقيتني صُورًا مذهولة خبرا = تكادُ تعقلها، منْ وهمها، الصورُ
عبرتُ دنيايَ مهتاجا بزخرفِها = ولاهجا بالذي لمْ تطوه العبرُ
فيا أنا .. تلك لا ليلى ولا عمَرٌ = ويا أنا .. هذه ليلى وذا عمرُ .. !
والتائياتُ جسورٌ منْ مُراوحةٍ = يَشتارُها، بأسيل اللمح، معتبرُ
فهاتِ طرسا لكلّ الحبِّ مقتبسا = فحبُّ طه منَ الأقداسِ منهمرُ
واكتبكَ جرسا لحرفٍ منْ سماوته = أهلَّ شمسًا من الآياتِ تبتدرُ
وارقبكَ طمسا وللأشواق ساريةٌ = تحدوكَ حسا وتحلو عندها السِّيرُ
وسيرة المصطفى موصولة عبقا = محمولة ألقـًا، والسرُّ مُستترُ
إذا ارتشفتَ اللمى منها سلوتَ بها = دنيا تميسُ على دنيا، ولا خبرُ
وإنْ قطفتَ وصالا فالهدى سُررٌ = مرفوعة بوصال ما له سُررُ
وإنْ عطفتَ على آلاء سورته = نهجا تهادتْ بك الآلاءُ والسوَرُ
وإنْ صرفتَ إلى الآياتِ معتكفا = ثملتَ معنى إذا معناكَ يختبرُ
وإنْ طرفتَ عيونا واصلا ثملا = عرفتَ أنَّ كؤوسَ الحبِّ تختمرُ
وإنْ وجفتَ شجونا وانتهى جذلا = شوقٌ فإنكَ بالمحبوب تنصهرُ
وإنْ وقفتَ فتونا شاديا زجلا = فأنتَ في حضرة المختار تعتبرُ
أرقكَ دمعا فلا صوتٌ ولا لغة = إلا السلامُ، وإلا الذكرُ يبتدرُ
إلا الدعاءُ وحبلُ الشكر مئذنة = بالحمد كافورُها يعطو وينتشرُ
إلا الصلاةُ على نور العيون عُلىً = وقد تهدجَ منها الوردُ والصَّدرُ
والمؤمنون وراحاتٌ مهللةٌ = والتصلياتُ على خير الورى دررُ
والعمرُ مني حَماماتٌ مُلوِّحةٌ = بي، والقوافي وشاحٌ ضمه العمُرُ
يا أيهذا، ويا قلبي إذا سَفَـرٌ = إلى البهاء جناحٌ شاقه السَّفـرُ
فالنورُ مندلقُ الأشذاءِ منفتقٌ = والعطرُ يأرقُ رقراقا به الزَّهَرُ
والبشرُ مُستبقٌ بشرًا ومُخترقٌ = سترًا، ومُرتفقٌ أمرًا، فلا عسُرُ
يُسرٌ كظلِّ غمام، والهجيرُ صحا = جمرًا، وكالماء، عند الراح، منفجرُ
يا أيهذا، ويا دمعي .. ألا لغةٌ = لي أرتديها جراحا والرؤى سُترُ ؟
هام المُحبون قبلي، يا أنا، شرفا = بحبِّ طه وصلُّوا حيثما ذكروا
لكنني يا رسولَ الله قافيةٌ = كلُّ القصائدِ لي بالحبِّ تأتزرُ
كتبتُني نبويَّ الحرفِ شامسَه = عن السِّوى. لي حبيبُ الله والبُشَرُ
لي القافياتُ الرئيَّاتُ انسرابتُها = بالمدح نورا على نور، ولي الصَّدرُ
فيا حبيبي، ويا ذخري، ويا أملي = ويا شفيعي إذا ما الذنبُ لا يذرُ
خذني إلى الدوحةِ الخضراء معتكفا = إنّ المسافاتِ طوَّافٌ بها العثرُ
ما لي سواك حبيبَ الله ملتجأ = والليلُ عسعسَ والأهوالُ تستعرُ
وما تنفسَ صبحٌ. لا أرى عربا = والجرحُ مصطبحٌ تسعى به البكرُ
والنوحُ مغتبقٌ تلهو به دمنٌ = من العروبةِ ما شاءتْ لها الغيرُ
كم استُبحْنا جنابا. لا أرى عربا = عرنينُها شررٌ يهمي به شررُ
كانوا إذا غضبوا تهتزُّ زلزلةً = أرضٌ، وإنْ وثبوا فالشرك مندحرُ
فالنصرُ حادٍ وقد قاموا وما نثروا = إلا المآثرَ إيمانا إذا نثروا
لوحٌ من النور وهَّاجٌ ومُنبلجٌ = للعالمين، ومعقودٌ به الظفرُ
قرأتُ منه أنا ما كان منشذرا = وقد تولى لديه الصارمُ الذَّكرُ
فلا كتائبَ إلا الذاهباتُ إلى = محو بمحو، وإلا الرملُ والأثرُ
ولا نجائبَ إلا غربة بدرتْ = من المتاه، وقد أزرتْ بها البِدرُ
ولا متاهَ سوى جهلٍ بكلِّ يدٍ = تبَّتْ يدا، وسوى ما رَوْحُه سقرُ
فيا حبيبي أغثْ منا بقيتنا = فلا أرى عربا إلا الألى صبروا
عليك مني صلاة الله خاتمة = مختومة بلواء النصر تأتزرُ
http://www.9m.com/upload/24-03-2007/0.3621101174693787.jpg