المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجامع للتصحيفات الواقعة في كتب الرجال



أهــل الحـديث
28-11-2013, 01:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الجامع للتصحيفات الواقعة في كتب الرجال (مما وقفت عليه)
بقلم: د.شادي النعمان

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد أنعم الله علي بسنوات من الاشتغال بكتب الرجال قراءة ومطالعة واستقراء وجعلت اجمع مخطوطاتها الى خزانتي من بلدان شتى، وأنعم الله علي بالعمل على بعض منها كما انعم الله علي بالعمل على مشروع جامع للرجال، وخلال ذلك كله كنت أقف على تصحيفات وتحريفات في كتب الرجال المطبوعة فأعلق على حاشيتي وجه الصواب فيها حتى اجتمع لدي ( آلاف كثيرة) من ذلك.
وجعلت أجمعها في مشروع خاص لدي لكنه سيتأخر بلا شك لأن الباحث يكاد يقف يوميا على تصحيف جديد، لذا فقد رأيت ان أفيد الإخوة – خاصة المشتغلين بهذا الفن- بها، لعلهم يستفيدون من ذلك في أعمالهم.
وأعتذر لشيخنا الكريم محمود الخليل عن تدخلي في ميدانه وتطفلي على موائده فهو فارس هذا الباب.
ورأيت أن أقدم بين هذا الموضوع بمقدمات مهمة مادمت سأتصدى لبيان بعض الأخطاء الواقعة في تلك الكتب أرجو ان ينفع الله بها :
أولاً: من هو منشأ الخطأ؟
تقرر عند كثير من القراء أن منشأ الأخطاء الواقعة في كتب الرجال المطبوعة هو المحقق فقط لا غير فهو من أخطأ فصحف هذه الكلمة وتلك، وهذا أمر غير صحيح!
فالأخطاء الواقعة في تلك الكتب أنواع:
- أن يكون الخطأ وقع من قلم المصنف نفسه فالمؤلف بشر يخطئ ويصيب وتقع له أوهام كما تقع لغيره ويعتريه في تصنيفه ما يعتري أي إنسان من نشاط وفتور أحيانا..إلى غير ذلك من الأسباب التي لا تنفك عنها الطبيعة البشرية.
- وثمة سبب آخر قد يوقع قلم المؤلف في الخطأ وهو متابعة الموارد التي ينقل عنها على أخطائها، كأن ينقل المصنف من موارد اكتنفتها بعض الأخطاء ولم يكن المؤلف بصدد تحقيق كل لفظة مما ينقله فنقلها على ما هي عليه.
- هذه من أهم أسباب وقوع الأخطاء من المؤلفين، وهذا هو القسم الأول.
- القسم الثاني: أن تقع الأخطاء من نساخ الكتاب فيكونوا هم منشأ الخطأ وليس المؤلف، وهذا وأسبابه كثيرة جدا، مبسوطة في مواضعها، ويعرف بقرائن كثيرة كمقابلة المخطوطات للكتاب الواحد فإذا وجدت الأخطاء تكررت في نسخة احدهم بما هو على الصواب في باقي النسخ (مع الاطمئنان بأن النساخ لم يصححوا الفاظ المصنف من عندهم في تلك النسخ) فلا تملك إلا أن تجزم بأن هذا الناسخ هو منشأ تلك الأخطاء، و لا علاقة لها بقلم المؤلف.
- وقد تكثر أخطاء الناسخ جدا وتقع منه أنواع من الأخطاء التي توقع في قلب الباحث مع قرائن أخرى أنه لا يمكن أن يكون هذا النص الذي قدمه ذلك الناسخ هو نص مصنف الكتاب، و قد يقع ناسخ في تصحيفات وتحريفات ثم ينسخ نفس نسخته ناسخ آخر أسوأ منه حالا فيشوه الكتاب أكثر ثم يتتابع نساخ يشوهون الكتاب أكثر فأكثر فيضيعوا ملامح كتاب المؤلف.
- وهذا أمثلته كثيرة معروفة لمن مارس كتب الرجال ومخطوطاتها، وكمثال يسير وأنا أحقق ذيل لب اللباب لابن العجمي قمت بدراسة نسخة مصرية للكتاب فوقفت فيها على تصحيفات وأخطاء كثيرة جدا في انساب مشهورة وأسماء معروفة فعلقت على تلك النسخة بما ملخصه أنه ظهر لي ان ناسخ هذه النسخة لا علاقة له بالعلم ولا علاقة له بكتب الرجال والأنساب ولا يمكن ان تكون هذه الاخطاء إلا منه فكيف يمكن لمؤلف استقرأ كتاب الأنساب للسمعاني وكتاب اللباب لابن الأثير ليذيل عليهما ثم هو لا يستطيع أن يقيم الأنساب المشهورة في كتابه على وجهها.
- ثم بعد ذلك قمت بدراسة النسخة الظاهرية للكتاب وهي نسخة متقنة كتبها ابن المؤلف وقابلها على أصل ابيه ، فوجدت جميع تلك التحريفات والتصحيفات على وجهها الصحيح في الكتاب.
وهذا هو القسم الثاني من منشأ الأخطاء وهو كثير جدا كما هو معلوم.
-القسم الثالث: القراءة السيئة من المحقق لنص الكتاب وهذا أمثلته كثيرة أكثر من ان تحصى، أما أسبابه فكثيرة أيضا: كأن لا يتمرس المحقق على رسم المخطوط، وكألا يستعين بأصول أخرى أصليه أو ثانوية تعينه على قراءة رسم المخطوط على الوجه الصحيح، ثم القصور الذي يعتري أي عمل بشري...
القسم الرابع: أن يكون الخطأ لم يظهر الا ممن صف الكتاب للمحقق على الكمبيوتر، فبعض المحققين قد يتقن عمله أشد الاتقان ولكنه في مراحل مراجعة الكتاب يكون قد أصابه الارهاق والفتور فلا يدقق مراحل المراجعة كما ينبغي، فيكون صحح بعض الألفاظ ودققها ثم جاء من يصف الكتاب ففاته مواضع من ذلك ثم لم يتقن المحقق المراجعة فيصدر الكتاب بتصحيفات الصفيف!! فيكون لدينا رجل متقن كمحقق ولكنه ضعيف كمراجع!

أردت من التقسيم السابق ان أوضح للإخوة الأكارم أن المحقق ليس دائما هو (منشأ )الخطأ، بل قد يكون الخطأ بدأ من المؤلف، وقد يكون خطأ تواردت عليه النسخ التي بين يديه، وقد يكون الخطأ منه فعلا، وقد يكون أتقن عمله ثم أخطأ من طبع الكتاب، فلا يصح أن نبادر بلوم المحقق ورميه بتصحيف الكتاب كلما وقفنا له على خطأ.
إنما يكون لوم المحقق في حالة ما إذا كان النص الذي بين يديه صحيحا- او أحد النصوص التي بين يديه صحيح- ثم قصر قصورا كبيرا في إثبات ذلك النص على وجهه.
أما في حالة وقوع الخطأ من المؤلف ، فلا حيلة للمحقق في ذلك، بل لا يصح له أصلا التدخل في نص المؤلف. ولا شك ان المحقق لو بين لنا في حواشي الكتاب أخطاء المؤلف وذلك في حالة إذا ما تيقن بمراجعة المصادر والموارد انه أخطأ في لفظة ما فإن هذا يعيننا من ناحية دراسة الكتاب المحقق ودراسة أخطاء المؤلفين وأسبابها، لكن أن نوجب ذلك على المحقق بأن يتتبع كل اسم ورد بخط المؤلف في كتاب من كتب الرجال التي فيها آلاف الاسماء، فهذا بعيد.
ويدخل فيما تقدم ما لو اجتمعت للمصنف نسخ متقنة فيطمئن قلبه أنها تؤدي نص المؤلف.
أما في حالة اجتماع نسخ سيئة للكتاب إلى جانب قرائن أخرى تؤكد للمحقق أنها لا تؤدي نص المؤلف، وهذه القرائن منها أن تجتمع نسخ سيئة خطية للكتاب على تصحيفات كثيرة في أسماء الرجال، ولكن المحقق وجد أن من المصنفين من نقل نفس هذه التراجم عن نفس الكتاب المحقق لكن من نسخ نفيسة متقنة للكتاب (ولكنها لم تقع للمحقق) ولم يجد هذه الأخطاء عندهم، واطمأن إلى أن التصحيح ليس من المصنفين، فهذه قرينة تسقط الثقة بالنسخ التي بين يدي المحقق، من أنها لا تؤدي نص المؤلف، ففي هذه الحالة التوسع مهم جدا في استحضار ما يسميه أهل الشأن بالأصول الثانوية من الموارد التي نقل عنها المصنف والموارد التي نقلت منه حرفيا، وأصول الكتاب إذا كان مختصراً مثلا، وفروعه إذا كان كتابا شُرح أو ذُيِّل عليه..وغير ذلك مما يقوِّم به نص الكتاب، ويجتهد المحقق في تقويم النص بما يقربه للصواب مع تنبيهه على أنه هو من قوم هذا النص والاشارة الى مواضع هذا التقويم مع توخي الحذر جدا، ويدخل في هذا ما لو حقق الكتاب على أصل واحد سئ.
(ولهذه العلة صرح أهل الشأن بأن تحقيق الكتاب على أصل خطي واحد سئ أو نسخ مختلفة سيئة فإن النص المنشور عن ذلك يُعد مجرد نسخة -تجريبية- للكتاب) ، وهذا من نفيس ملاحظاتهم، وتفريقهم بين العمل على ما تيقن المحقق أنه نص المؤلف والعمل على غير ذلك.

ثانياً : أتقن محققي كتب الرجال:
لا شك أن كتب الرجال المطبوعة المحققة يتفاوت مستواها العلمي لتفاوت مستوى محققيها، إلا أننا نفتخر برجلين اثنين سخرهم الله لهذا الباب، أولهم مفخرة بلادي العلامة المحقق المعلمي اليماني رحمه الله، انصح المشتغلين في الباب بإدامة النظر في اعماله وتحقيقاته ودراستها دراسة متقنة.
والثاني هو المحقق الكبير الدكتور بشار عواد معروف، نسأل الله أن يطيل في عمره على خدمة السنة ورجالها.
ولا شك ان الأعمال المميزة في هذا الباب كثيرة والحمد لله، فجهد الشيخ أبو غدة رحمه الله على اللسان وضبط نصه جهد كبير، والدكتور عبد القيوم عبد رب النبي اعماله مميزة وغيرهم...
ثالثا:
لا يلزم من ضعف التحقيق ضعف المحقق:
تقرر عند كثير من القراء أننا إذا وقفنا على أخطاء لمحقق ما فمعنى هذا أنه محقق ضعيف، وهذا خطأ كبير، فلا يلزم أبدا من ضعف التحقيق أن المحقق ليس من أهل الفن..
شرح ذلك أن ما من محقق –بل ما من إنسان- إلا وتحيطه ثلاثة عوامل:
1- عوامل زمانية.
2- عوامل مكانية.
3- عوامل نفسية.
هذه العوامل الثلاث لها أثر كبير جدا على الكتاب المحقق:
فالعامل الأول عامل الزمن: هل في الزمان والوقت الذي اعتكف فيه هذا المحقق على تحقيق كتاب ما كان الوصول إلى جميع نسخ الكتاب ميسور، هل في ذلك الوقت كانت جميع المراجع التي يحتاجها المحقق متوفرة، وهل وهل وهل...لا شك أنه في فترة زمنية ليست بالبعيدة لم يكن شيئا من ذلك ميسورا..وبناء عليه فلا شك ان بعض الأعمال التي خرجت في ذلك الوقت لم يكن تحقيقها بذاك لكن ليس لضعف المحقق بل لتلك العوامل.
العامل الثاني: المكان:
هل كان المحقق يوم حقق ذلك الكتاب الملئ بالأخطاء هل كان في مكتبته العامرة المليئة بكتبه، أم أنه كان في سفر، أو كان متغربا عن بلاده، او لعله كان في السجن! أو أو ...هذه كلها عوامل مكانية تؤثر على مستوى التحقيق والتأليف مهما كانت دقة المحقق.
العوامل النفسية: هي تلك التي تعرض لكل أحد فرُب محقق متقن يعيش في بلد يُلاحَق فيه طلاب العلم فهل ستكون نفسيته جيدة أثناء عمله، رب محقق تواردت عليه الديون والمشاكل الأسرية والاجتماعية فأرهقته وأبعدت عنه صفاء ذهنه.
فهذه عوامل ثلاث لابد ان نستصحبها دائما في إعذار المحققين الجيدين الذين عرف عنهم التفاني في العمل وبذل الجهد في التحقيق ثم وقفنا في اعمالهم على أوهام وزلات.
رابعاً:
لا يلزم أن يكون من صحح أخطاء المحقق أتقن وأعلم منه:
هذا كذلك من الأخطاء المتقررة عند بعض القراء، أنه إذا رأى فلانا من الناس ينبه على أخطاء كتاب معين ظن في نفسه أنه لم ينبه على ذلك إلا لأنه اتقن وأعلم من المحقق، وأخشى ما أخشاه ان يُظن هذا هنا، فيظن القارئ أنني لتنبيهي على بعض الأخطاء أنني أعلم منهم –معاذ الله-فهذا أمر غير مستقيم وغير مطرد ابدًا، وسأضرب لك مثالا لأبين لك ذلك:
المحقق هو كالرجل الذي نزل بجسده في بحر متلاطم الأمواج فهو يصارع هذه الموجة وتلك ويبذل جهده لينجو بنفسه ويخرج إلى بر الأمان، هذا هو المحقق، وهذا شعور لا ولن يعرفه إلا من مارس التحقيق، وغرق بين مخطوطات شتى ومصادر وموارد شتى وكان عليه ان يحقق ويدقق ويراجع ويُفَقِّر ويضبط ويشكل ويعلق ويشرح ويراجع مرة واثنين وعشرة، فتنهار قواه ويفتر عزمه بين وقت وآخر.
أما من تنبه لأخطائه فهو كرجل معه في البحر ولكنه يجلس مستريحا على ظهر سفينة، فهو ينظر إليه يصارع الامواج، ويسهل عليه ملاحظة حركاته وتصرفاته ويقيم ما أخطأ فيه منها وما أصاب....لكن اطلب منه أن ينزل من على ظهر السفينة ليصارع الأمواج كصاحبه هنا يظهر لك عجزه عن أن يتحمل ما تحمله ذلك الرجل.
وهذا ما يدفعني دائما وأبدا لأنصح نفسي وإخواني أن نتريث قبل أن ننبه على خطأ أحد ولا نفعل إلا إذا مارسنا ما يمارسه ودخلنا فيما دخل فيه، هنا اقل ما يقال أنك ستقدر تعبه وجهده وإذا نبهت على زلة له سيصحب ذلك ولا بد اعتذار له عن خطئه وتقدير لتعبه وجهده، وستقر بأنك قد وقعت في أخطاء كالتي وقعت له لما دخلت ذلك الباب الذي دخله.
فإن المحقق بعد أن تخور قواه في سبيل تحقيقه قد يقع كتابه في يد قارئ نشيط الذهن لانه ببساطة لم يعاني ما عاناه المحقق فيتنبه لأخطائه، بل هذا يقع لنا نحن المحققون أحيانا نراجع الكتاب عشر مرات ثم بعد فترة لما يقع في أيدينا مطبوعا وقد عاد إلينا نشاطنا الذهني لا نكاد نمر على صفحات قليلة إلا ونقف على خطأ واضح فيه.
أما أن تمضي حياتك على ظهر تلك السفينة ناقداً ومخطئاً وأنت عاجز عن ان تلامس البحر بجسدك فدع عنك ذلك وانشغل بما ينفعك .

خامساً:
لا ترَ لنفسك فضلا على أحد من المسلمين..
هي كلمة حُفظت عن السلف كابن المبارك أنه ما رأى أحدا من المسلمين إلا ويراه خيراً منه.
ومن مارس العلم والنظر فيه ووقف على أخطاء فلان وعلان سيوقع الشيطان في قلبه أنه افضل وأعلم منه، فإياك أن تقع في تلك المصيدة فتهلك، نسأل الله العافية.
سادساً:
عود نفسك ولسانك على المدح والثناء في موضعه..
ثمة مرض من الأمراض المنتشرة بين طلاب العلم والدعاة نعاني منها أشد المعاناة، وهو أن الإنسان إذا أحسن في عمل ندرت الإشادة به وبعمله بين طلاب العلم فلا تسمع شيئا كهذا إلا ما هو أندر من الذهب الأحمر، من تلك القلوب والنفوس الزكية، فإذا وقع هو نفسه في زلة تصدر عشرات بدعوى النقدات والمراجعات والنظرات إلى آخر تلك العناوين الضخمة ، التي تخفي وراءها تشوهاً وارتباكاً عند الناقد والناظر والمراجِع في أهمية الموازنة بين الثناء والتشجيع وتقدير الجهود ومعرفة الحق لاهله، وبين النقد العلمي البناء.
سابعاً:
لا تصرفك تصحيحاتك لأخطاء غيرك عن تصحيح أخطاء نفسك وزلاتك.
فإذا كان قد تقرر مسبقا أن لا تشغل نفسك بمراجعة أخطاء غيرك إلا إذا كنت أنت نفسك لك مشروعك الشخصي الذي تقدمه لأمتك، فما أجمل أن تعاود النظر في أعمالك فتصحح وتقوم أخطاءك وزلاتك بين حين وآخر، وتنبه عليها وتنشرها مع تصحيحها لينتفع بها من طالع أعمالك، وتطبيقا لهذا سيجد المطالع للموضوع أن الدور سيأتي على بعض الكتب التي حققتها فأنبه على بعض أخطائي فيها نسأل الله العفو عن التقصير.

ثامنا:
هل وجود الاخطاء تستدعي إعادة تحقيق الكتاب:
ما من كتاب إلا وفيه من أخطاء ، فالمحققون والمؤلفون ليسوا ملائكة هبطوا من السماء ليحققوا ويؤلفوا، بل هم بشر يخطئون ويصيبون، أما إعادة تحقيق كتاب مطبوع فتقسيم ذلك في نظري كالتالي:
1- إذا كانت طبعة الكتاب من كتب الرجال نفيسة متقنة قليلة الأخطاء فينبغي تجنب إعادة العمل عليه لأن هذا سيكون في الغالب خطوة إلى الخلف، أي خطوة نحو الوقوع في أخطاء ليست في الطبعة المتقنة.
2-إذا كانت الطبعة متقنة في الجملة لكن فيها أخطاء ليست قليلة فهذا له حال من اثنين:
الأول: أن تكون تلك الطبعة متوفرة في الأسواق سهلة المنال لطالب العلم فلا ارى فائدة كبيرة من إعادة تحقيقها، وإغراق السوق وتكليف الطلاب، بل لو تفرد الأخطاء الواقعة فيها في مقال أو ملزمة وتنشر لطلاب العلم ليصححوا بها نسختهم فهذا أولى.
الثاني: أن تكون هذه الطبعة معدومة من السوق لا تكاد توجد، ولظروف محققها أو ناشرها ليس هناك امل في إعادة طبعه، فهذه علة تؤيدإعادة تحقيق الكتاب مع تصحيح أخطائه ونشره من جديد بين الناس.
3- إذا كانت الطبعة مشوهة مليئة بالخطأ والتصحيف والسقط فلاشك ان إعادة طبعها طبعة متقنة مهم.

فإذا تقرر لدينا ما تقدم سأشرع بإذن الله بسرد ما وقع لي قريبا، واعذروني إذا انقطعت بين وقت وآخر لأني كثير الانشغال، أسأل الله أن ينفعنا جميعا.