المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بائعة الورد ...



عميد اتحادي
28-11-2013, 05:40 AM
لمحت هذا الوجه فى ظلام شارع فرنسى يضيئه مصباح واحد بجانب شرفه ، كانت تحمل وردة .. ربما لأبيها المتوفى او لأمها ... أو ربما أُهديت هذه الوردة من مُعجب بجمالها الفتان .. او كانت تحملها الى حبيبها الذى هجرها فى مثل هذا الوقت المتأخر !
كانت الوردة مرصعة بقطرات من الندى او من الممكن ان تكون دموع الفتاة ، لا أتذكر جيداً هل كانت تبكى .. أم لا ! فالظلام أخفى هذه التفاصيل ولكن انا أعشقها .. غامضة !
النسيم العليل يحرك الهواء الراكد فى محيطنا ويبعث فى أنفى رائحتها الأنثوية البريئة .. ويجعل القشعريرة تنتابنى .. هل شعرت بهذه الرجفة مثلى ؟ هل سمعت دقات قلبى ؟ هل رأتنى من الأساس ؟ .. أيمكن ان يكون هذا الحب من أول نظرة ؟ ولكني لم ألمح سوى طيف .. طيف طاهر برئ يحمل وردة حزينة –او هكذا هُيئ لى- ! ... الحب فى النهاية ليس نظرة أو لمسة أو قُبلة تتلامس فيها الشفاة .. بل هو لقاء أرواح و أطياف لا دخل لأجسادنا به !
أختفت ! .. ترى لأين ذهبت ؟ بإمكاني سماع صوت حركاتها الرشيقة وهى تمشى فى الأزقة الضيقة .. من الممكن ان تكون سارقة هاربة من العدالة .. او عاصية خارجة عن الطوع او عاهرة فارة من رجال الحانة السُكارى .. على أي حال .. عليها ان تهرب ، تفر .. فأصبح حالياً من يبحث عنها هو حبيب وقع فى شباك هواها .. او هكذا أظن !
لا ألمح لها أثراُ .. حتى صوت قدمها تلاشى رويداً رويداً وتركتنى وحولى مئات التساؤلات !
هل من الممكن أن تكون هربت ؟ .. هل من الممكن أن يكون هذا هذيان منتصف الليل ؟ هل تكون هذه الفتاة مجرد عبث عقلى لإيقاظ العاطفة والمشاعر ؟ هل تكون الصدفة الغامضة ؟
أحاول ان أتوقع الطريق التى سلكته لتهرب..لعل هذا الزقاق او ذاك..لأتبع هذا فإنه مناسب لشخصيتها .. ولكن توقعى كان فاشلاً .. ككل قصة حب مررت بها ! خرجت من هذا الزقاق الضيق على شارع ملئ بالبشر يتكلمون ويغنون وكأنها أحتفاليةً ما ، وانا انظر حولى بكل إتجاة احاول الوصول ولكن .. بلا فائدة .. لقد تاهت وسط الغرباء ! وتسود لحظة صمت .. يتبعها صوت نسائى ناعم ودافئ من خلفى .. يطلب منى ان أفسح المجال للحركة .. وألتف حولى وأراها ! .. هى .. بوردتها وكل غموضها !!
لن أسمح لها بأن تتوه وسط حشد الغرباء مرة أخرى .. لعلها غريبة هى الأخرى .. ولكنها غريبة عنهم ! فلقد إستطعت ان أُميزها بغموضها عنهم !
وتبدأ الأن قصة غامضة .. هل كانت تبحث عنى هى الأخرى ؟ أم بالنسبة لها انا مجرد .. غريب ؟