المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القوام



ناهده الدليمي
25-03-2007, 03:15 AM
مفهوم القوام:-
اهتم الإنسان بالقوام منذ آلاف السنين فكانت له في ذلك محاولات عديدة حاول من خلالها تقويم شكل الجسم الخارجي ووضع معايير نموذجية تحدد تراكيبة وابعادة الهندسية فكان آنذاك الضخامة والكتلة العضلية الكبيرة هي المعيار الأول للقوة والقوام الجيد وبمرور الزمن تطور هذا المفهوم فأصبح التناسق واتزان أقسام الجسم واستقامتها هو المعيار الأول والمهم وليس الفخامة والعضلات الكبيرة كما إن فكرة وجود مواصفات مثالية للجسم يسعى الناس للوصول بأجسامهم إليها أصبحت فكرة قديمة ،إذ يعتمد الفكر الحديث في هذا المجال إلى ما يأتي :
1- كل قوام له مواصفات خاصة وهو يختلف عن القوام الآخر .
2- القوام أساسه بناء الجسم واتزان أقسامه والتركيب البدني .
إن النظرة العلمية إلى القوام والى عهد ليس بالبعيد كانت تقوم من خلال وضع الوقوف فقط إلا انه لوحظ إن كثير من الناس يملكون قواما سليما معتدلا في وضع الوقوف ولكن عند الحركة تظهر عيوب وتشوهات خطرة في القوام .
لذلك ظهرت قياسات حديثة للقوام تتضمن قياس الجسم في الوقوف والجلوس والرقود والحركة والجري ويعتقد البعض إن مفهوم القوام قاصر على شكل الجسم وحدوده الخارجية فقط ولكن هذا الاعتقاد لا يعبر عن كل الحقيقة فضلا عن ذلك فان القوام الجديد هو العلاقة الميكانيكية بين أجهزة الجسم المختلفة العظمية والعضلية والعصبية والحيوية وكلما تحسنت هذه العلاقة كان القوام سليما .
ويعرف القوام بأنه " تناسق حركة الجسم نتيجة التوازن بين أعضاء الجسم الأساسية وهي الهيكل العظمي والجهاز العضلي " ، والقوام الذي تترابط فيه أجزاء الجسم محدثة توازنا في كل حركاته والسؤول عن التوازن هو الهيكل العظمي والجهاز العضلي فضلا عن المجاميع العضلية العاملة مع المفصل .
تأثير الحركة على القوام :
إن تأثير الحركة كبير وواضح على النمو البدني والتكامل الوضيفي للجسم حيث إن الغذاء يصل إلى الجسم كله وأجزائه بواسطة الدم الذي يعد المغذي الأساسي لأجهزة الجسم جميعا وتتوقف عملية التمثيل الغذائي داخل خلايا الجسم أيضا على أوجه النشاط ألبدني الذي يقوم به الطفل .
إن الحركة المستمرة تنشط أجهزة الجسم جميعها وتعمل على صيانة وتقوية عمل أجهزة الجسم الوضيفية المختلفة فمن دون الحركة لايمكن أن تتم الحياة والحركة في الجوهر فمن دونها لا ينمو الجسم وبالتالي يحدث الضمور والانحلال للجهاز العضلي وعن طريق الحركة يحتاج الإنسان إلى الكثير من سد احتياجاته من الطاقة والى تصريف بقايا الحوامض المجتمعة في العضلة والى عملية إعادة الشفاء وهذا جميعه يحفز من عمل أجهزة الجسم الوضيفية ، كما إن تأثير الحركة على الجهاز الدموي والتنفسي كبير وبالغ الأهمية فهي تزيد نشاط عمل القلب والأوعية الدموية وتزيد كفاءة الرئتين وتحسن من السعة الحيوية وتسهم في رفع كفاءة اللياقة البد نية والعضوية للجسم من خلال زيادة عمليات التنفس والتبادل الغازي وتحسين من كفاءة سريان الدم .
وتؤثر الحركة تأثيرا بالغا وواضحا على الجهاز العضلي فتقوي العضلات وتنمو ، ويشمل التأثير النقاط التالية :
1-زيادة المقطع العرضي للعضلة أي زيادة سمكها وقوتها .
2-تقوي كمية النسيج الضام داخل العضلة وزيادة حجم الاليف العضلية المكونة لها .
3-تكسب العضلة المطاولة والقوة وتزيد من سمك الألياف العضلية المكونة لها .
4-تسهم في زيادة التمثيل الكيمياوي داخل العضلة وتزيد من كفاءتها .
5-تسهل مرور الإشارات العصبية الكهربائي داخل العضلة وتنشط العصب المحرك في الليفة العضلية .
6-تساعد في زيادة الطاقة الميكانيكية للعضلة وتحويلها من طاقة وضع إلى طاقة حركية كاملة يستفاد منها في أداء الحركات الخطية والد ورانية .
علاقة القوام بالمهارات الحركية والرياضية :
يعد الأداء الرياضي تعبيرا عن قدرة الجسم وان الاختلافات في الأنماط الجسمية له علاقة كبيرة بالقدرة العضلية الناتجة وما يتطلبه كل نشاط رياضي وخاصة بعض الألعاب الرياضية كالفروسية ورياضة الدراجات والحركات على الجهاز المتوازي ستؤدي إلى انحناء كبير للعمود الفقري وبالتالي ستولد تشوها ثم انحراف قوامي ما لم يأخذ الفرد تمارين رياضية يطلق عليها (( تمارين تعادلية أو تعويضية )) أو تواز نية لان التشوه سيؤدي إلى ظهور التحدب وهو ما نطلق عليه ( الكليفوز ) أو الظهر المحدب وبالتالي ستشتت القوة وتقل الإمكانية وتضعف الإنتاجية في المهارة المطلوب أدائها ، فلو نظرنا إلى رياضة الدراجات نرى إن عملية الانسياب للجسم بمقاومة للهواء أو نطلق عليه ( ابروديناميك ) ستؤدي إلى انحناء العمود الفقري وضغط كبير على الأقراص بين الفقرات كما انه يحدث نفس الحالة المرضية في فعالية الفروسية للمسافات الطويلة كذلك في رياضة الجمباز على جهاز المتوازي والحلق تؤدي أيضا إلى تحدب العمود الفقري إن سبب حدوث التحدب هو قصر وتشنج العضلات الأمامية واستطالة وضعف العضلات الخلفية لذا فان الواجب يقع على عاتق المدرب أو المدرس والطبيب المعالج في إعطاء تمارين تعويضية معاكسة للعمل الطويل الذي أداه الرياضي .
القوام والتربية الحركية :
يعد القوام الجيد من العوامل المساعدة العامة في التربية الحركية للطفل عن طريق تيسير أداء الحركات والمهارات المختلفة دون عوائق قوامية وفي نفس الوقت تسهم التربية الحركية من خلال برامجها في تنمية القوام الجيد للطفل وذلك لان فترة الطفولة هي الفترة الرئيسية لظهور التشوهات القوامية , كما إن التربية الحركية تكاد تقتصر برامجها على هذه الفترة (( فترة الطفولة المبكرة )) من حياة الإنسان كما يعتمد القوام السليم للطفل على قوة عضلاته التي تعمل على جعل الجسم في وضع متزن ميكانيكيا في مواجهة الجاذبية الأرضية وهذة العضلات تعمل في استمرار وتتطلب قدرا كافيا من القوة والطاقة للاحتفاظ بالجسم مستقيما متزنا عن طريق النغمة العضلية ( التوتر الحادث في العضلات العاملة والعضلات المقابلة ) التي تعمل على وضع الاتزان العضلي على كلا الجانبين نتيجة ضعف العضلة أو ترهلها يدفع العضلة على الجانب المقابل إلى الانقباض والتوتر مما يحدث الانحناء والتشوه ونتيجة لضعف النغمة العضلية تحدث تشوهات مثل استدارة الكتفين والتجويف القطني والانحناء الجانبي وغيرها ، وضعف القوام في هذه المرحلة ( الطفولة المبكرة ) يدعو إلى زيادة وعي الآباء والأمهات بمفاهيم التربية الحركية للوقاية من أخطار الانحرافات القوامية .
ما هو القوام الجيد :
من المعروف إن قوام الأفراد التي تؤكد مبدأ الفروق الفردية وذالك لاختلاف الأفراد في مظاهر النمو كالطول والوزن وتدخل عوامل كالتغذية والحالة الصحية والوراثة وكفاءة الغدد الصماء . ومن الملاحظ إن الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة , تشير أصابع أقدامهم إلى الخارج بشكل واضح سواء عند الوقوف أو المشي , وهي محاولة لخلق اكبر قاعدة للارتكاز أو للاستقرار , كما إن وضع الوقوف يتميز بالمبالغة في تقعر القطن ( تجويف القطن ) , واستدارة الكتفين وميل البطن للبروز إلى الخارج , إلا إن ذلك طبيعي بالنسبة لهذه المرحلة من العمر , وإنما اكبر قاعدة للارتكاز أو للاستقرار , كما إن وضع الوقوف يتميز بالمبالغة , الأمر الواجب الحرص عليه وملاحظته باستمرار هو القدمان والرجلان وبخاصة قوس القدم باعتبار إن القدم هي أساس القوام بالنسبة للطفل .
معايير القوام :-
إن القوام الجيد يتطلب إن يحافظ الطفل على حركة سليمة للرجل والقدمين أثناء المشي والجري والوقوف , فالجري على العقبين أو على الحافة الخارجية أو الداخلية للقدمين يؤدي إلى ضرر كبير بالنسبة لقوام الطفل حيث يحدث تكيف غير ملائم وغير صحيح لأجزاء الجسم وبنيانه وعلاقتة الميكانيكية فيما بعد فالقدم الطبيعي يشير الإصبع الكبير للداخل نسبيا وعند شعور الطفل بالإجهاد من الوقوف أو غيره فقد يؤدي ذلك إلى جعل الإصبع الكبير في الوضع الخارجي كما إن توجيه القدم نحو الخارج أثناء المشي يسبب اضطرا بات في قوس القدم ينتج عنه قيام الجسم بتحميل الأجزاء تحميلا زائدا .
لذلك فان المحك الرئيسي لتقدير القوام الجيد للطفل هو القدمان لان الوضع الصحيح للقدمين يتأسس عليه الوضع القومي لجسم الطفل ككل ، لذا فمن المهم أن تبدأ برامج التربية الحركية للطفل في مراحل الطفولة المبكرة وذلك للتخلص من الإشكال القوامية الضعيفة كذلك الانتقال إلى التقوسات الطبيعية بعيدا عن الانحرافات والتشوه ليتخذ القوام المسار الطبيعي له .
إن المدخل المنطقي لدور التربية الحركية في وقاية الأطفال من الانحرافات القوامية هو التعرف على الإمكانيات الحركية الطبيعية في جسم الإنسان عمة وجسم الطفل خاصة وذلك يتطلب التعرف على ميكانيزمات (معايير) الحركة وأبعادها التشريحية والمورفولوجية والانتبومترية ( القياسات الجسمية ) .
اعتبارات في نمو القوام الجيد :
1-الدافع :
يمكن إن ينمو الفهم والتقدير للقوام الجيد عن طريق توضيح أهمية القوام للطفل وذلك بالاستعانة بالوسائل السمعية والبصرية كالصور والرسوم التوضيحية والأفلام التعليمية والملصقات الجدارية وغيرها من الوسائل التي ثبت بشكل علمي تأثيرها على اتجاهات الأفراد وتمثل دافعا قويا للمحافظة على القوام من خلال المادة المعروضة بشكل جذاب وخاصة إذا كان محتوى الوسيلة السمعية والبصرية يعتمد على مبدأ المقارنة بين القوام الجيد ومميزاته والقوام الضعيف ومواصفاته كما إن عرض فوائد القوام الجيد على الطفل يمثل الأساس المعرفي لاتجاهات الطفل بحيث يكون عرض المادة بصورة مشوقه ونابعة من واقع حياته سواء المنزلية أو المدرسية .
2-النمو العضلي :
يجب أن يحتوي برنامج التربية الحركية على مستوى مناسب من الأنشطة البد نية بحيث تؤدي إلى لياقة بدنية وحركية عالية فهذا هو الضمان لوقاية الطفل من أخطار التشوهات والانحرافات القوامية حيث تقوي العضلات وتنشط النغمة العضلية وتحقق قدر مناسب من مرونة المفاصل مما يعمل على عدم تصلبه وتيبسها مما يمكنها من الأداء الحركي بكفاءة ويبعد عنها إمكانية حدوث التشوه
3-العناية بالقوام أثناء التعليم :
يجب أن يكون هناك كشف دوري ومستمر على قوام الطفل خلال مراحل المدرسة أو الحضانة وهناك اتجاه يسعى إلى إثراء العلاقة بين المدرسة والبيت يعتمد على إرسال تقرير أو صورة عن الحالة القوامية للطفل إلى والديه مع النصائح الواجب إتباعها والتمرينات الملائمة لحالة الطفل القوامية ، إن التربية الحركية لا تقتصر على المدرسة فقط بل المنزل له دور هام في إنجاح برامجها .
4-الدور العلاجي للتربية الحركية :-
إن دور برامج التربية الحركية دور وقائي من التشوهات القوامية ويبقة ويفوقه وعلى المدرس انم يحدد أي الأطفال بحاجة إلى برنامج يهدف إلى علاج التشوهات القوامية سواء كان هذا البرنامج في شكل جلسات خاصة عقب الدراسة ( البرامج المعدلة ) .
5-البيئة المدرسية الصحية : -
يجب العناية بكافة النواحي الصحية التي تتصل بيئة طفل المدرسة وبخاصة ما يتصل منها بالتأثير على حالته القوامية وعلى سبيل المثال الاهتمام بالجلوس الصحيح الإضاءة الجيدة تجنب التعب الزائد تقليل التوتر مراعاة الخصائص البد نية الحاسبة مثل مستوى الإبصار والسمع وهي كلها امور تتطلب تعاونا من الإدارة المدرسية مع هيئة التدريس .
المصادر
* لؤي غانم الصميدعي : رشاقة القوام , ط1 , الأردن , دار الفكر للطباعة والنشر , 2002 , ص 150 .
* عباس الرملي وآخرون : تربية القوام . دار الفكر العربي للطباعة والنشر , القاهرة , 1981 ص43 .
* أمين الخولي , اسامة كامل راتب : التربية الحركية للطفل , ط5 , مصر , دار الفكر العربي , 1998 , ص187 .

لمياء الديوان
25-03-2007, 05:01 AM
http://sfsaleh.com/9war/uploads/eeb7b7ddec.gif (http://sfsaleh.com/9war/)




جزيتي كل الخير غاليتي !!

بوركتي ،، أسعدكِ الرحمن

لا عدمناكِ !!
***************

طيبه عجام
25-03-2007, 07:33 AM
عاشت ايدج يادكتورتنا العزيزه وبارك الله بيج

nassar1
26-03-2007, 02:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
§¤°~®~°¤§مع الشكر والتقدير§¤°~®~°¤§

عقيل الخزرجي
26-03-2007, 09:15 PM
موضوع اكثر من مفيد وهو مرتبط بعلم التدريب الحركي وعلم النفس ايضا بارك الله بكي ايتها المتألقة دوما

عاشق الحزن
27-03-2007, 01:56 AM
الدكتورة / ناهده الدليمي

الله يعطيك العافية وتسلم يمينك
تحياتي