تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : منوعات & عام شيــــخـوخة مشـــــاعر ’’’ ؟؟



الاسهم السعودية
24-11-2013, 03:00 AM
شعور غريب أن تنظر إلى المرآة ولكن لا ترى نفسك في نفس

الصورة التي تظهر بالمرآة فرغم أن السواد يغطي شعرك ،
وأن العمر لم يتقدم بك ، ولكنك تشعر وكأنك شيخاً تجاوز
الثمانين الشيب يكسو رأسك ، و التجاعيد تغزو ملامحك ،
والكهولة تنهك شبابك ، والهرم يحكم قبضته عليك .

















بهت بريق الحياة في روحك ، وجفت منابع الأمل في أعماقك ،



واجتثت جذور الابتسامة من داخلك.














حالة تجعلك تكذب صورتك في المرآة ، رغم يقينك بصدقها ،

تشعر وكأنك كبرت فجأة ودون حساب للزمن ،
ولا اعترف بعجلة الأيام .





شعور غريب أن ترى نفسك كبرت فجأة فلم تعد روحك تأنس




بالحديث مع من حولك ، ولا تلهو بالسمر معهم ،




ولا تستمتع بمرفقتهم .




تفضل الصمت على أحاديث لا تأنس معها النفس،




ولا يسمو بها الفكر ،ولا تحترم فيها الذات




ولا تفك القيود عن مشاعرك .




فاخترت الوحدة على جلسة بلا متعة ، و مناقشة بلا فائدة ،




وحوار بلا هدف ، ولقاء بلا لهفة .




هو شعور دائما يخالج النفس بعد أن تتجاوز عمراً من الزمن

،وتقطع شوطاً طويلاً في رحلة الحياة ، قد يكون زهير أجدى
التعبير عن هذه المرحلة الصعبة من العمر عندما قال :






سَئِمْتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشُ




ثَمَانِينَ حَوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْأَمِ






ولا غرابة أن يعبر زهير عن حالة السآم هذه بعد أن جاوز الثمانين ،




واختلفت عليه الأجيال ، مما جعله غير قادر على التوافق مع من حوله ,

فوجد نفسه وحيداً في مجتمع يألف ما لم يعتاد عليه ،





وينكر عليه ما تعود .




هنا تسأل نفسك لما تفتك بك الغربة ، وحولك الأصدقاء ؟




ولما تمزقك سياط الصمت وسط الضجيج ؟




ولما تلازمك الوحدة في عالم أتقن كل وسائل التواصل ؟




أسئلة كثيرة تتدافع داخل عقلك عندما تجد نفسك في مجتمع

ينكر عليك ما لم تعتاد ، ويألف ما تنكر ، فيبتسم وقت العبوس
، ويرقص عند الألم ، يتألم من غير وجع ، ويصفق من غير نجاح .





يستمتع بالسفاسف ، ويبتهج بالتوافه ،يهتم بالغث ، يجمع المهمل

، ويهمل المهم ،يأخذ الساقط ، ويسقط القيم .





فتجد عقلك لا يستجيب لهم ، ونفسك تائهة معهم ،وكلماتك

شاردة بينهم ، تصرخ فلا تسمع إلا صدى صوتك ، وتبكي فلا

تجد إلا وسادتك ، وتمرض فلا تسمع إلا أنين جسدك .















(شيخوخة المشاعر) يعاني منها العقلاء في عالم يضج بالجنون ،

والمثقفين في مجتمع لا يعتد بالثقافة ، والكُتاب في زمن رخص
فيه الكتاب ، والعلماء في وقت لا أهمية فيه للعلم .






( شيخوخة المشاعر ) وهن يصيب ذوي المبادئ الراسخة ،

ومرض لأهل القيم النبيلة ، وسكين في قلب





أصحاب الضمائر الحية .







ثمة ضوء :



























أحرقـي في غُربتي سفـني




إلاَ نّـني




أقصيتُ عنْ أهلي وعن وطني




وجَرعتُ كأسَ الذُّلِّ والمِحَـنِ




إلا نني أبحَـرتُ رغـمَ الرّيـحِ




أبحثُ في ديارِ السّحـرِ عن زَمَـني










ما راق لي