المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القلب الحيّ و علاماته!



االزعيم الهلالي
22-11-2013, 10:10 PM
إذا كانت الأمور في هذه الحياة و التي تخصّ الإنسان من كنوز و متاع و أولاد أو غيرها تنفع الإنسان إذا اهتم بها و اتّبع بها النهج القويم في الحيَاة و تضرّه إذا أهملها . فالورود تفيد الناس بشذاها الفوّاح متى وجَدت الاهتمام,وبعد فترة تذبل وتموت .إلا أن المؤمن المخلِص و المتعلق بالله تعالى يكون قلبه حيَّا لا تزعزِعه المصائب و لا تجْرِفه الشهوات ثابتًا يهدي جوارحه إلى الخير , فيبادر إلى الطاعات ويفرح بفعلها ويتجنب المعاصي و ييتحسّر على التقصير في العبادات و ينْدم على فعل بعض الذنوب. فالجوارح تنتفض خوفًا من الله تعالى . فاللسان لا يقول إلا خيرًا من الأذكار و يبتعد عمّا يُغضب الله , قال صلى الله عليه و سلم (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان اللَّه تعالى ما يُلقي لها بالاً يرْفعه اللَّه بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط اللَّه تعالى لا يُلقي لها بالاً يهوِي بها في جهنم)رَوَاهُ البُخَارِيُّ. والعين ترى ما حولها ، لكنها لو رأت حرامًا ردعها القلب الحي , و الأذن ترتعِد عند سماع الحرام . فأحياء القلوب إذا تليت عليهم آيات الرحمن خرُّوا سجذدًا وبكيًّا . فالقلب مضغة إذا صلُحت صلُح الجسد كلّه , و إذا فسَدت فسَد الجسد كلّه قال صلى الله عليه وسلم : (أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ًإِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ ) متفَق عليه. و للقلب الحيّ علامات كثيرة كسلامته من الأمراض المعنوية كالحقد والغل والحسد و البهتان و الإثم و البغي و العدوان , و يكون مطمئنًّا مسلّمًا لأمر الله و قضائه و قدَره , و يتذكر الدار الآخرة و أنه راحلٌ كمَا رحَل الآباء الأولون مهما تعاقبت الدهور و السنون والقلب الحيّ يذكّر صاحبه بربّه , فلا يكون غافلًا في الحياة فلا نعيم ولا سرور يدوم إلا برضى الله , و ألا يفغل و يفتر عن ذكر الله , فالذكْر حياة و طمأنينة للقلوب قال تعالى : ( الذين آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)الرعد , 28, و أن يكون متعلّقًا بالله , و يطبّق ذلك سلوكًا بأقواله و أعماله في الحيَاة ,قال تعالى ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) 162, 163, الأنعام . و أن يكون ورِعًا و يستشعر عظَمة الله قبل صغائر الذنوب أو الكبائر, ويكون مخلِصًا في أعماله الدينية أو الدنيوية ابتغاء مرضاة الله . فالقلب الحي سدّ منيع و حاجز رفيع بيْن صاحبه و ممّا يغُضِب الله من الأخلاق السيئة و هو نُور لصاحبه .
عبد العزيز السلامة ـ أوثال