المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى (أحفظنا للأبواب) ونحوها في كلام النقاد



أهــل الحـديث
22-11-2013, 04:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هذه مليحة من ملح العلم ، لا من صميمه ...

معنى لفظة (الأبواب) الواردة في كلام النقاد

الناظر في كلام النقاد يلحظ هذه الكلمة (الأبواب) في سياقات مختلفة ، فهم يمدحون الشخص بأنه يحفظ الأبواب، أو بأنه عنده في كل باب أحاديث، أو أن فلاناً حسن التصنيف على الأبواب... إلخ ..
قال عبد الله بن أحمد قال لي أبو زرعة: أبوك يحفظ ألف ألف حديث.
فقيل له: وما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الابواب. [1]

وقال ابن أبي شيبَة : قدمنَا بَغْدَاد مُنْذُ أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة الى ابن علية فَمَا كَانَ أحد يقوم فِي وُجُوهنَا يَعْنِي فِي حفظ الْأَبْوَاب إِلَّا أَبُو هَذَا قَالَ عبد الله بن أَحْمد: يعنيني [2]
وقال أبو داود: سَمِعت أَحْمد قَالَ: مُعْتَمرٌ كَانَ حَافِظًا قل مَا كُنَّا نَسْأَلهُ عَن شَيْء إِلَّا كَانَ عِنْده فِيهِ يَعْنِي من الْأَبْوَاب .[3]

* والمقصود بالأبواب : الأبواب الفقهية ، والكلام عليها في نقاط :


1- بينما قد يجمع الرجل حديثه على المسانيد أو الشيوخ [4]، نجد أنه ربما جمع الآخر حديثه على الأبواب ، حيث يجمع المرفوع والموقوف والمقاطيع فما دونها في الباب الفقهي الواحد ، فإذا سأل في مذاكرةٍ عما عنده في باب كذا ، أتى به، وكانوا يعرفون سعة حفظ الرجل بما عنده من الأبواب، وما عنده في كل باب، كما تقدم عن أحمد في معتمر، وعن أبي زرعة في أحمد بن حنبل .
قال أحمد: كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين، وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني، وكان علي أحفظنا للطوال [5]
وقال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: يا أبة من الحفاظ قال يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا.
قلت: من هم يا أبة؟ قال: محمد بن إسماعيل ذاك البخاري ،وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرازي وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك السمرقندي ،والحسن بن شجاع ذاك البلخي، -وفي رواية أخرى- : فقلت يا أبة من أحفظ هؤلاء؟ قال أما أبو زرعة فأسردهم ،وأما محمد بن إسماعيل فأعرفهم، وأما عبد الله بن عبد الرحمن فأتقنهم، وأما الحسن بن شجاع فأجمعهم للأبواب [6]
وقال عمرو الناقد: ما كان في أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد بن حنبل، ولا أسرد للحديث من ابن الشاذكوني، ولا أعلم بالإسناد من يحيى ما قدر أحد يقلب عليه إسنادا قط.[7]
قال أَحْمَد بْن عمرو: سَمِعْتُ أَبَا مسعود الأصبهاني، يقول: كنا نتذاكر الأبواب، قَالَ: فخاضوا فِي باب، فجاءوا فيه بخمسة أحاديث، قَالَ: فجئتهم أنا بآخر فصار سادسا، قَالَ: فنخس أَحْمَد بْن حنبل فِي صدري يَعْنِي لإعجابه بِهِ. [8]

2- وربما تميز بعض الحفاظ بحفظ المسانيد (ترتيب الأحاديث على الصحابة أو الرواة) ، بينما يتميز غيره بحفظ الأبواب :
قال يحيى بن سعيد، يقول: "كان شعبة أعلم بالرجال، فلان عن فلان كذا وكذا، وكان سفيان صاحب أبواب" [9]

3- وربما استطاع بعضهم أن يملي حديثه على الأبواب، وعلى المسانيد، مما ينبئ عن ضبط ودقة .
قَال مسلمة بن قاسم: سمعت ابن الاعرابي يقول: كان أبو قلابة يملي حديث شعبة على الأبواب من حفظه ثم يأتي قوم فيملي عليهم حديث شعبة على الشيوخ وما رأيت أحفظ منه [10]


5- وكان يرتبون محتوى الأبواب على مراتب المسانيد، بدءا بالمرفوع فالصحابة فكبار التابعين .
قال إبراهيم الحربي: الأبواب تبنى على أربع طبقات فطبقة المسند، وطبقة الصحابة، وطبقة التابعين، ويقدم قوم من التابعين كبارهم مثل: شريح وعلقمة والأسود والشعبي وإبراهيم ومكحول والحسن، وبعدهم من هو أصغر منهم وبعد هؤلاء تابعو التابعين مثل سفيان ومالك وربيعة وابن هرمز والحسن بن صالح وعبيد الله بن الحسن وابن أبي ليلى وابن شبرمة والأوزاعي[11]

6- وربما أطلقوا التميز في الأبواب على جودة التصنيف ، وتكثير هذه الأبواب:
قال الرامهرمزي [12] - في بيان المصنفين من رواة الفقه في الأمصار -: " وتفرد بالكوفة أبو بكر بن أبي شيبة بتكثير الأبواب وجودة الترتيب، وحسن التأليف"
والمطالع لمصنفه العظيم يدرك ذلك ، فرحمه الله ..

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على النبي الأكرم وآله وصحبه أجمعين..

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
[1] العلل ومعرفة الرجال لأحمد ، رواية عبد الله (1 / 49)
[2] العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله (3 / 180)
[3] سؤالات أبي داود للإمام أحمد (1 / 348).
[4] تاريخ بغداد (2 / 556)، و (3 / 42)، و الإرشاد للخليلي (3 / 860)
[5] تاريخ بغداد (10 / 55)
[6] تاريخ دمشق لابن عساكر (13 / 113)
[7] تاريخ بغداد (10 / 55)
[8] تاريخ بغداد (5 / 563)
[9] الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (2 / 286)
[10] تهذيب التهذيب (6 / 420)
[11] الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (2 / 284)