عميد اتحادي
22-11-2013, 04:20 AM
*ذكــــر الله في كتابه عدة آيات فيها وصفالقلوب
*بالمرض وبالعمى*
وبالقسوة ، وبجعــــل الموانع عليها من الران ، واﻷ****كنة والحجاب ،*
وبموتها وبحيرتها ، فاعلم أن القلب يكون صحيحا ويكون مريضا ،*
ويجتمع فيه المرض والموانع من وصول الصحة ، وقد يكون لينا*
وقد يكون قاسيا .
فأما القلب الصحيح فهو السليم من جميع هذه اﻵ****فات ، وهو القلب*
الذي صحت وقويت قوته العلمية، وقوته العملية اﻹ****رادية، وهو الذي*
عرف الحق فاتبعه بﻼ**** تردد ، وعرف الباطل فاجتنبه بﻼ**** توقف، فهذا*
هـو القلب الصحيح الحي السليم ، وصاحبه من أولي النُّهى وأولي*
الحجا وأولي اﻷ****لباب وأولي اﻷ****بصار، والْمُخْبت لله والمنيب إليه .
وأما القلب المريض فهو الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو*
العملية أو كليهما .*
فمرض الشبهات والشكوك الذي هو مرض المنافقين لما اختل علمهم*
وبقيت قلوبهم في شكوك واضطراب ، ولم تتوجه إلى الخير ، كـــان*
مرضها مهلكا .
ومرض الشهوات الذي هو ميل القلب إلى المعاصي مخل بقوة القلب*
العملية ، فإن القلب الصحيح ﻻ**** يريد وﻻ**** يميل إﻻ**** إلى الخير ، أو إلى*
ما أباحه الله له، فمتى رأيت القلب مياﻻ**** إلى المعاصي سريع اﻻ****نقياد*
لها، فهو مريض ، وهو سريع اﻻ****فتتان عند وجود أسباب الفتنة،*
كما قال تعالى { فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } اﻷ****حزاب : 32.
وأمـــا القلب القاسي فهو الذي ﻻ**** يلين لمعرفة الحق ، وإن عــــرفــه*
ﻻ**** يلين لﻼ****نقياد لــه ، فتأتيه المواعظ التي تلين الحديد وقلبه ﻻ**** يتأثر*
بـذلك ، إمـــا لقسوته اﻷ****صلية أو لعقائد منحرفة اعتقدها ورسخ قلبه*
عليها ، وصعب عليه اﻻ****نقياد للحق إذا خالفها، وقد يجتمع اﻷ****مران ،*
وأمــا الران واﻷ****كنة واﻷ****غطية التي تكون علىالقلوب
*فإنها من آثار*
كسب العبد وجرائمه، فإذا أعرض عن الحق وعارض الحق، وجاءه*
الحق فردَّه وفتح الله لــــه أبواب الرشد فأغلقها عن نفسه عاقبه الله*
بهذا العمـــل بأن سدَّ عنـــه طرق الهداية التــي كــانت مفتوحة لـــه*
ومتيسرة ،فتكبر عنها وردَّها ، فطبع على قلبه وختم عليه وأحاطت*
به الجرائم ورانت عليه الذنوب وغطت قلبه وجعلت بينه وبين الحق*
حجابا وأقفلت القلب ، فهذه المعاني التي أكثر الله مــن ذكرهــا فــي*
كتابه، إذا عرفت هذه الضوابط المذكورة في هذه الفائدة اتضحت لك*
معانيها ، وعرفت بذلك حكمة الله وعدله في عقوبة هذه*القلوب
*،*
وأن الله وﻻ****هم ما تولوه ﻷ****نفسهم ورضوه لها .
الكتاب : تيسير اللطيف المنان في خﻼ****صة تفسير*القرآن
*
( ص 351 ) للشيخ عبد الرحمن السعدي
*
*بالمرض وبالعمى*
وبالقسوة ، وبجعــــل الموانع عليها من الران ، واﻷ****كنة والحجاب ،*
وبموتها وبحيرتها ، فاعلم أن القلب يكون صحيحا ويكون مريضا ،*
ويجتمع فيه المرض والموانع من وصول الصحة ، وقد يكون لينا*
وقد يكون قاسيا .
فأما القلب الصحيح فهو السليم من جميع هذه اﻵ****فات ، وهو القلب*
الذي صحت وقويت قوته العلمية، وقوته العملية اﻹ****رادية، وهو الذي*
عرف الحق فاتبعه بﻼ**** تردد ، وعرف الباطل فاجتنبه بﻼ**** توقف، فهذا*
هـو القلب الصحيح الحي السليم ، وصاحبه من أولي النُّهى وأولي*
الحجا وأولي اﻷ****لباب وأولي اﻷ****بصار، والْمُخْبت لله والمنيب إليه .
وأما القلب المريض فهو الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو*
العملية أو كليهما .*
فمرض الشبهات والشكوك الذي هو مرض المنافقين لما اختل علمهم*
وبقيت قلوبهم في شكوك واضطراب ، ولم تتوجه إلى الخير ، كـــان*
مرضها مهلكا .
ومرض الشهوات الذي هو ميل القلب إلى المعاصي مخل بقوة القلب*
العملية ، فإن القلب الصحيح ﻻ**** يريد وﻻ**** يميل إﻻ**** إلى الخير ، أو إلى*
ما أباحه الله له، فمتى رأيت القلب مياﻻ**** إلى المعاصي سريع اﻻ****نقياد*
لها، فهو مريض ، وهو سريع اﻻ****فتتان عند وجود أسباب الفتنة،*
كما قال تعالى { فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } اﻷ****حزاب : 32.
وأمـــا القلب القاسي فهو الذي ﻻ**** يلين لمعرفة الحق ، وإن عــــرفــه*
ﻻ**** يلين لﻼ****نقياد لــه ، فتأتيه المواعظ التي تلين الحديد وقلبه ﻻ**** يتأثر*
بـذلك ، إمـــا لقسوته اﻷ****صلية أو لعقائد منحرفة اعتقدها ورسخ قلبه*
عليها ، وصعب عليه اﻻ****نقياد للحق إذا خالفها، وقد يجتمع اﻷ****مران ،*
وأمــا الران واﻷ****كنة واﻷ****غطية التي تكون علىالقلوب
*فإنها من آثار*
كسب العبد وجرائمه، فإذا أعرض عن الحق وعارض الحق، وجاءه*
الحق فردَّه وفتح الله لــــه أبواب الرشد فأغلقها عن نفسه عاقبه الله*
بهذا العمـــل بأن سدَّ عنـــه طرق الهداية التــي كــانت مفتوحة لـــه*
ومتيسرة ،فتكبر عنها وردَّها ، فطبع على قلبه وختم عليه وأحاطت*
به الجرائم ورانت عليه الذنوب وغطت قلبه وجعلت بينه وبين الحق*
حجابا وأقفلت القلب ، فهذه المعاني التي أكثر الله مــن ذكرهــا فــي*
كتابه، إذا عرفت هذه الضوابط المذكورة في هذه الفائدة اتضحت لك*
معانيها ، وعرفت بذلك حكمة الله وعدله في عقوبة هذه*القلوب
*،*
وأن الله وﻻ****هم ما تولوه ﻷ****نفسهم ورضوه لها .
الكتاب : تيسير اللطيف المنان في خﻼ****صة تفسير*القرآن
*
( ص 351 ) للشيخ عبد الرحمن السعدي
*