المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : - صحيح البخاري ليس كله صحيحا!!



أهــل الحـديث
20-11-2013, 03:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


- صحيح البخاري ليس كله صحيحا!!
________________

لا ريبَ في مكانة صحيح البخاري لدى الأمة الإسلامية؛ وأنه من أصح الكتب التي وضعها علماء الحديث في السنة النبوية، ولكن يجب أن نعلم أمورا كانت مشهورة عند القدامى وهي في خانة التغييب تماما في الأزمنة المتأخرة:
* أن العلماء اختلفوا في الترجيح بين صحيح البخاري وصحيح مسلم؛ فذهب جمهورهم إلى ترجيح كتاب البخاري، ومال آخرون إلى تقوية كتاب مسلم، وهم: عامة شيوخ الحديث في المغرب والأندلس، فمنهم أبو مروان الطبني الجزائري نزيل قرطبة، وهذا القول يُروَى عن أبي عليٍّ الحاكم شيخ أبي عبد الله الحاكم النيسابوريِّ، مع أن في تحقيق نسبته إليه كلامًا.
* أن الذين رجّحوا صحيح البخاري لم يقطعوا بصحة كل ما فيه حرفا حرفا، هذا عند المحققين من أيمة الحديث وفقهائه، وكلام ابن الصلاح فيه محفوظ، بل انبرى بعض الحفاظ إلى نقد مواضع ليست بالقليلة من صحيح البخاري سواء من ناحية الرواة أو الأسانيد، ومن هؤلاء الحفاظ نذكر: إسحاق بن راهويه الحنظلي -فقد انتقد بعض الأحاديث منه لما عرض عليه-، ثم أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وقد أعلَّ كثيرا من أحاديث البخاري وإن كان يصحح بعضها من غير طريقه، ثم أبو مسعود إبراهيم بن محمد الدمشقي، ثم أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الفارسي القرطبي وصاحبه أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النِّمَري القرطبي، ثم أبو علي الحسين بن محمد الغساني، وأكتفي بذكر هذه الكوكبة من مشاهير الحفاظ حتى تتلاشى هالة التقديس في قلوب العامة، لأنه كما قال الشافعي -رحمه الله- (أبى الله العصمة إلا كتابه).
* أن باب النقد في الصحيحين مفتوح كأي عمل بشري، ومن زعم أنهما جاوزا القنطرة فليضرب باجتهادات الدارقطني والدمشقي والجياني عرض الحائط، وليعتقد العصمة في البخاري ومسلم، وهذا ليس من العلم في شيء؛ إنما هو التقليد الذي قال عنه ابن عبد البر (أجمع أهل العلم أن المقلد لا يُعدُّ في العلماء)!!!
* أنه لا فرق بين (صحيح البخاري) و(صحيح مسلم) و(صحيح ابن خزيمة) و(صحيح ابن حبان) في أن كل واحد من أصحابها قد اشترط على نفسه الصحة في كتابه ذاك، وليس البخاري بأولى بالتقديم من ابن حبان، وقد كان أبو بكر ابنُ خزيمة أشدَّ الأيمة محافظة على ألفاظ الحديث، وقد كان يُملي الأحاديث كأن السنة معروضة بين عينيه، وهذه الصفة قد لا تكون ثبتت حتى للإمام البخاري، ومتِّع النظر بترجمة الدارقطني وقد كان أحيانا يشير إلى أخطاء الطلبة -وهو في صلاته- وهم يتلون الأسانيد!
كتبتُ هذا؛ لما وجدتُّ بعض الأفاضل من المثقَّفين يكتفون بالشائعة دون تحقيق... والله وليُّ التوفيق!