المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة في رثاء العلامة المحدث عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله



أهــل الحـديث
19-11-2013, 05:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قصيدة الشيخ عبد القادر الخطيب الحسني في رثاء شيخه محدث الشام العلامة الشيخ عبد القادر أرناؤوط رحمه الله ..

قال:

أَخلصتَ تعملُ جاهداً لخُلودِ... فاهْنَأْ قريراً يا أبا محمودِ


هذا هو العيد ُ الذي تاقتْ لهُ... منكَ الجوانحُ حَبّذا مِنْ عيدِ


يا خادمَ السُّنَنِ الشريفةِ أبْشِرَنْ... بدعاءِ أحمدَ خيرةِ الَمْعبودِ


مَنْ كانَ أحيا بَعْدَ موتي سُنّةً... فلهُ مِنَ الأعمالِ أجرُ شهيدِ


أهلُ الحديثِ هم الهداةُ لأمَّةٍ... حَمَلَتْ كتابَ اللهِ دونَ قُعودِ


شرحتْه بالسُّنَنِ الصّحاحِ وأبْطَلَتْ... أهواءَ ضُلّالٍ سَعَوا كالدوّدِ


يَلْوونَ أعناقَ النّصوصِ بجَهرةٍ... وإذا خَلَوْا كَذَبُوا بِغَيْرِ قُيودِ


شرعُ الإلهِ حَياتُها وربيعُها... لا مَنْطِقُ اليونانِ والتُّلْمودِ


أهلُ الحديثِ هُمُ الأكابرُ رفعةً... نُضْرُ الوجوهِ النَّيِّراتِ الصِّيدِ


إنْ لَمْ يَرَوْا نَفْسَ النَّبيِّ فطالما... عاشُوا مَعَ الأنفاسِ عيشَ شُهودِ


نَخَلوا منَ المنقولِ كُلَّ مَزَيَّفٍ... سَلُّوا الهُدى كالشَّعْرِ مِنْ أُخْدودِ


لا تَنْفَقُ البِدَعُ الذميمةُ طالَما... لِلسُّنَّةِ الغَرّاءِ خيرُ جُنودِ


ما كنتَ ترقى للخَطابةِ منبراً... إلا وتَصْدَعُ بالهُدى المعهودِ


ما كُنتَ تَرْجو أنْ تُوَسَّدَ مَنْصِباً... أو أنْ تُحاطَ بزُخْرفٍ وبُنودِ


ما كنتَ تهزُلُ في المَجَامِعِ أو ترى... دَرْبَ النفاقِ ضَرورَةً لصُعود


وحملتَ هَمَّ المسلمينَ جميعِهِمْ... في الْقلبِ منكَ كَلَوْعَةِ الْمكْبُودِ


زَفَراتُ غيرتِكَ الّتي أَطْلَقْتَها... بَلَغَتْ شغَافَ القلبِ دونَ صُدودِ


فَضَحَتْ دعاوى الجاهلينَ وأطلَقَتْ... لُسُنَ الأذى لمنافِقٍ وحَسودِ


ضاعتْ أماناتُ العلومِ لديهِمُ... والعلمُ صارَ مَطِيَّةً لنُقودِ


ومصالح ُ الأشخاصِ فوَقَ مصالحٍ... للدّينِ تُرْعى عندَهُمْ بِحدودِ


كَمْ قَدْ صَبَرْتَ على أذى مُتَعَصِّبٍ ... سَلْطِ اللِّسانِ نَصيرِ كُلِّ جُمودِ


وَجَبَهْتَ جَوّاظاً بعِزَّةِ مُؤْمِنٍ ... صَغُرَتْ بعينَيْهِ مُلوكُ البِيدِ