المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أجمل ما قرأت



حواء غرابيل
18-11-2013, 11:00 AM
قال بعضهم بينما كنت أبحث عن دابتي التي ضلت مني ، ساقني ذلك إلى ضفاف دجلة
التي كانت تبعد عن قريتنا مسافة أمتار معدودة ـ ومن عادة هذه القرية أنها تنام خارج منازلها في فصل الصيف هربا من الحر ، هذا يفرش على الارض ، وذلك على سرير ، وآخر على صرة من القش وهكذا .
وقد كانت امسية ذلك اليوم من الامسيات المقمرة الجميلة التي يصدر فيها البدر في كبد السماء مرسلا أشعته الفضية على أرجاء المعمورة وقد بدت القرية مكشوفة أمام الأنظار تأخذ الألباب بمناظرها الخلابة ، وجوها الساحر ، وهوائها العليل ، وإن هي إلا لحظات وتطلعت حولي وإذا بدويبة صغيرة عائمة على صفحة النهر قادمة باتجاهي ، لفت نظري هذه المخلوقة وأغراني الفضول وحب الاستطلاع أن اعلم شيئا عن امرها ، وما زالت تجري بحركتها الوثيدة حتى دنت من الضفة فإذا هي ضفضعة وعلى متنها عقرب تشبث بها ، وما ان وصلت إلى اليابسة حتى نزلت عنها العقرب وانطلقت بكل سرعتها نحو قريتنا وكأن مهمة قد اوكلت إليها وعليها قضاؤها في أوانها .
وجريت بدوري خلفها مقتفيا أثرها حتى دخلت في حرم القرية ولم أشأ اقتلها بل تركتها للقدر الذي ولاها هذه الوجهة ، ولكني تبعتها أنظر ماذا تصنع.
واتجهت نحو الصبرة التي فرش عليها حسين ذلك الشاب الصالح وقد استسلم لسبات عميق ، ثم انها توغلت الصبرة ولم اعد اعرف عنها شيئا ، ولكني تريثت لأستجلي الخبر فما
هي الا برهة من الزمن حتى شاهدت اضطرابا في فراش حسين فقلت في نفسي : لابد وأن العقرب قد لسعته ثم رأيتها تخرج من بين ثنايا الصبرة وهي أشد مضاء آئبة من حيث جاءت وما ان وصلت إلى الضفة حتى كانت مركبتها الضفضعة جاهزة لتنقلها إلى مكانها المعهود .
ثم عدت لأرى ما جرى لصاحبي حسين فرفعت الغطاء عنه وإذا بي أرى العجب العجاب ، أن حية عظيمة قد وقعت صريعة إلى جانبه وبوسائلي أبعدت الحية عنه فإذا هي لا تبدي حراكا فعلمت عندئذ أنها هالكة وما أهلكها إلا العقرب فقد كان خط الدماء المنسالة من رأسها يشير الى مكان اللسعة وصاحبي حسين لم يصب بسوء ترعاه ملائكة الرحمة
حقا إن الله سبحانه وتعالى يحفظ الصالحين من البشر حيث انه لايصاب إنسان بأي شيء إلا بأمر الله وهذه القصة القصة دليل على ذلك
وصدق الله تعالى اذ يقول في كتابه العزيز
{ له معقبات من بين يديه ومن خلفه ويحفظونه من أمر الله}
فسبحانه من إله حافظ ستار
http://www.boswtol.com/sites/default/files/10/Sep/37/9.jpg