المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النصر مكتوب لأهل العلم والإيمان



أهــل الحـديث
16-11-2013, 03:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال تعالى: "وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ" (الروم 56)

العلم قد ينتج عن التفكير والتأمل، وقد ينشره العلماء، وقد يوجد مكتوبا في الكتب. وأحسب أن هذه الآية التي وردت مرتين في كتاب الله جمعت مصادر العلم الثلاثة، قال تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ" (الحج 8، لقمان 15).

والإيمان هو التصديق الجازم المتضمن للإنقياد، ويشمل الإيمان بالله وملئكته وكتبه ورسله واليوم الآخر قال تعالى: "وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا" (النساء 136).

ولعل تعريف العلم والإيمان بالألف واللام للدلالة على العلم المعهود وهو العلم الصحيح، وعلى الإيمان المعهود وهو الإيمان الصحيح. فعلى هذا لايكون الدجل والشعوذة والسحر والخرافات والأساطير من العلوم. وكذلك لاتكون البدع والضلالات والشركيات من الإيمان الصحيح.

ولعل تقديم العلم على الإيمان للدلالة على أن العلم يسبق الإيمان كما قال تعالى: "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ" (محمد 19)، فكل إيمان لايستند إلى علم فهو ضلال، وكل علم لايؤدي إلى إيمان فالجهل خير منه.

هناك دول وجماعات قامت وتقوم على العلم وحده دون إيمان. والعلم عندهم هو العلم التجريبي العقلي فقط ويكون الهدف هو عمارة الأرض وتسهيل سبل العيش فيها. وهؤلاء يصدق عليهم قوله تعالى: "يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ" (الروم 7). هؤلاء قد يعمرون الأرض إلى أجل مسمى ولكن نهايتهم حتمية وقد سمعنا ورأينا كثيرا من الأمثلة على ذلك.

وهناك دول وجماعات تريد القيام بالإيمان وحده دون أن يسبقه علم ونظر وتدبر. ويعتمدون على أنهم من أهل الإيمان وأن الله سينصرهم. وينسون أن الإيمان يحتاج إلى علم يسبقه وقوة تحميه، وهؤلاء لاتقوم بهم الدنيا وقد يقوم بهم شيئ من الدين ولكن لايقوم بهم الدين الكامل. وهؤلاء قد يكونون مأجورين على نياتهم أو قد يكونون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

وهناك دول وجماعات قامت وتقوم على أوهام وأساطير وخرافات وبدع وضلالات ومع ذلك ليس عندهم علم لا في الدين ولا في الدنيا. وفوق ذلك يريدون أن يصدروا خرافاتهم ويفرضوا خزعبلاتهم على من هو خير منهم. وهؤلاء أسوأ الأنواع المتقدمة فلاتقوم بهم الدنيا الطيبة ولايقوم بهم الدين الصحيح. وأعتقد أن نهايتهم أسرع من غيرهم وأشد إيلاما وأكثر تنكيلا.

وهناك دول جماعات قامت وستقوم، إن شاء الله، على العلم الصحيح بكل أنواعه والإيمان التام، والعدل المتجمل بالإحسان. هؤلاء تقوم بهم الحياة الطيبة والدين الصحيح. وهؤلاء هم المؤمنون من الأنبياء واتباعهم. قال تعالى: "إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ" (غافر51).

اللهم اجعلنا منهم يارب العالمين