المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة [نفيسة] جداً، تبين مدى دقة أئمة العلل وعجيب إستحضارهم وقوة حفظهم!!



أهــل الحـديث
15-11-2013, 11:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



جاء في كتاب الإرشاد للحافظ أبي يعلى الخليلي (2/696) ، ما نصه:
قال: ((أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلْتُ قَزْوِينَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ مَعَ خَالِي مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، وَدَاوُدَ الْعُقَيْلِيِّ قَاضِيهَا، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَدَفَعَ إِلَيْنَا مَشْرَسًا فِيهِ مُسْنَدُ أَبِي بَكْرٍ، فَأَوَّلُ حَدِيثٍ رَأَيْتُهُ فِيهِ
193 - حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ»
فَقُلْتُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، فَقُلْتُ لِخَالِي، لَا أَكْتُبُ عَنْهُ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ عَنْ هَذَا فَقَالَ خَالِي: أَسْتَحِي أَنْ أَقُولَ فَخَرَجْتُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا.)) ا.ه انظر: التدوين في أخبار قزوين (3/1) و سير أعلام النبلاء (17/62-ط دار الرسالة).

وذكر القصة هذه ابن أبي حاتم مختصرة كما في الجرح والتعديل (3/407)، فقال:
((سمعت أبي يقول: داود بن إبراهيم هذا متروك الحديث كان يكذب، قدمت قزوين مع خالي فحمل إلي خالي مسنده فنظرت في أول مسند أبي بكر رضي الله عنه فإذا حديث كذب عن شعبة فتركته وجهد خالي أن أكتب منه شيئا فلم تطاوعني نفسي ورددت الكتب عليه.)) ا.ه


[ قُلت ] موْلِد الإمام أبي حاتِم كان سنة خمس وتِسعين ومائة ، وقدومُه لِقزوين كما في هذِه القِصّة كان سنة ثلاث عشرة ومائِتين ،
فيَكون له مِن العُمر آن ذاك ، ثمانيَة عشر سنة !
فهذِه القِصّة الّتي وقعت لِأبي حاتِم وهو بِهذِه السِّنّ الصّغيرة ، تُبُيِّن لك وتوضِحُ مَدى ما وصَل إليه القوْم مِن سعة حِفظ ، وقوّة إستحضار
مُذهِلة ، ودِقّة نقدّ مُبهِرة ، وصلابة في الحقّ لا تُمَاثِلُها صلابة ، فالحديث وطُرُقه وسِلسلة رجّالِه تجري في عُروقِهُم مجرى الدّم وسَريَّانه ؛ فعِند سماعُهُم الوَهم
وإستشعار الخطأ لا يُقامون الدّافِع الشّرعيّ المُتأصِّل في نُفوسِهُم في ردّ وتصحيح هذا الوَهم وردّ هذا الخطأ ، مهما كانت منزِلة الواهِم والمُخطِئ ،
فلا مُحاباة في الذّبّ عن سُنّة النّبيّ المُصطفى صلّى الله عليه وسلّم ، لا لقريب ولا لِبعيد ، لا لمهين ولا ذو رياسة كبير شريف ، فلّله درهم وعلى الله أجرِهُم .
اُنظُر نحوَه ( موسوعة يعقوب بن شيبة لعلي الصياح ( 2 / 743 ).

فبعد هذِه القِصّة وما أكثرُها مِن قصص ، أيُجرّئ أحد أن يتعالم ويَتجاسر ، ويَرمي هؤُلاء بِالتّقليد ، والتّعصُّب المقيت !
ثُمّ يخطأ ويَهجِم بِقلمِه السّيّال تَعالم ، المليء بِسوء الأخلاق وقِلّة الآداب ، وينبز هذا ، ويوَهِّمٌ هذا ، وكُلّ هذا مبناه
الأوْهام ومُجرّد الظُّنون ، فالله المُستعان ولا حوْل ولا قوّة إلّا بِالله .

و [ آخيراً ] تذكر ولا تنسى /
أنّ عُمره آنذاك (( ثمانيَة عشر سنة ))!!