المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النمو والتطور الحركي



ناهده الدليمي
11-03-2007, 02:39 PM
النمو والتطور الحركي
أستاذ مساعد دكتورة ناهده الدليمي

* مفهوم النمو الحركي
هو احد أبعاد النمو الهامة التي تهم المربي الرياضي بصفة خاصة ويعني مجموعة من التغييرات المتتابعة التي تسير حسب أسلوب ونظام مترابط ومتكامل خلال حياة الإنسان ولكن وجه الاختلاف هو مدى التركيز على دراسة السلوك الحركي ( النمو الجسمي – المهارات الحركية – القدرات البدنية )والعوامل المؤثرة فيه وعندما،ويعرف النمو الحركي كنوع من التغييرات التي تطرأ على السلوك الحركي مع مرور فترة زمنية معينة – فن التركيز يوجه نحو الأداء الحركي وينظر للنمو الحركي عندئذ باعتباره نوع من النواتج ، مثال ذلك قياس الوثب لدى التلاميذ خلال مراحل العمر المختلفة .
إن النمو الحركي هو عملية فسلجية تحتوي على التغيير العضوي والوظيفي للأجهزة المختلفة لجسم الإنسان وعملية النمو ليس فيها توقفات وإنما بروز وظهور علامات مثل زيادة في الوزن والطول والحجم أو ظهور نمو حركي كالمسك والجلوس والوقوف والمشي ، والنمو عملية دائمة لا يمكن تحديدها من مرحلة إلى أخرى أو فصلها ولكن لها إطار معين في النمو الجسمي والنفسي والحركي والوظيفي والاجتماعي ،وقد جاء تعريف " أكاديمية النمو الحركي " المنبثقة عن الجمعية الأمريكية للصحة والتربية البدنية والترويح مفاده إن النمو الحركي " التغيرات في السلوك الحركي خلال حياة الإنسان ، والعمليات المسؤولة عن هذه التغيرات .



النمو



مجالات السلوك
الجوانب النفس حركية
الخبرة الجوانب المعرفية النضج
الجوانب الوجدانية



التكيف

الشكل (1)
تفاعل العوامل المؤثرة في نمو مجالات السلوك الإنساني

خصائص التغيرات التي تطرأ على النمو البدني والحركي :*
أهم الخصائص المميزة لتلك التغيرات التي تطرأ على النمو البدني والحركي هي :-
أولا :- الإضافة :
يعتبر التغير من حيث هو نوع من الإضافة Addition عبارة عن ظهور سلوك (1) في زمن معين ، ثم يظهر سلوك (2) في وقت لاحق ، ويساهم نوعا السلوك (1) ، (2) في استجابات أكثر تنوعاً .
ومثال ذلك عندما يستطيع الطفل القبض على الأشياء باستخدام الإبهام بدلا من الاقتصار على استخدام راحة اليد أو الأصابع الأخرى فقد ويعتبر استخدام الإبهام هنا نوعاً من ظهور سلوك جديد بالإضافة إلى السلوك الموجود فعلاً ( القبض على الأشياء براحة اليد أو الأصابع فقط ) ، ويسمح هذا السلوك الجديد بأداء مهارات متنوعة للقبض على الأشياء ، لم تكن موجودة من قبل ، مثل القدرة على تغيير وضع الأشياء أو محاولة طي الأوراق .

ثانياً :- الإحلال :
يعتبر التغير من حيث هو نوع من الإحلال Substitution عبارة عن إحلال سلوك (2) مكان السلوك (1) على أن يتم ذلك تدريجياً فيحدث إن يوجد السلوكان لفترة زمنية قد يعملان معاً وقد يكمل احدهما الأخر ولكن ما يلبث أن يحل السلوك الجديد (2) مكان السلوك (1) ومثال ذلك إحلال الحركات الانتقالية من الوضع كالمشي ، مكان الحركات الانتقالية من الوضع الأفقي مثل الزحف والحبو.

ثالثاً :- التعديل :
يعد التغير من حيث هو نوع من التعديل عبارة عن المظهر الكيفي للتغير ، حيث يرتبط التغير بنوعية السلوك ، وليس نوعه ويتضمن تنقيح السلوك (1) ليصبح السلوك (2) . ومثال ذلك تعديل السلوك الحركي للمشي من حركات تتسم بقصر مسافة الخطوة وتصلب حركات الرجلين ، وملامسة الأرض بجميع أجزاء القدم إلى حركات تتميز باتساع مسافة الخطو ، وانسيابية حركات الرجلين وملامسة الكعب أولا للأرض يتبعها بقية أجزاء القدم .
رابعاً :- التضمين:
عبارة عن استخدام السلوك (1) كمكون للسلوك (2) بحيث ينتج عن ذلك سلوك متطور ، مع احتفاظ السلوك (1) باستقلاليته .و يعد التغير من حيث هو نوع من التضمين،ومثال ذلك عندما يربط الطفل بين الأنماط الحركية الوحيدة مثل الجري والقفز فوق عوائق بسيطة او لمسافة قصيرة ، فذلك يتطلب معرفة الطفل بنوعي السلوك (1) ، (2) أي معرفة الجري والقفز ، وبرغم انهما معاً يمثلان أداء متطوراً فان كلا من الجري والقفز يمثل مهارة مستقلة بذاتها .

خامساً :- التوسط :
عبارة عن استخدام السلوك (1) كوسيلة للتأثير على السلوك (2) دون أن يصبح جزءاً منه . يعتبر التغير من حيث هو نوع من التوسط
ومثال ذلك عندما يستخدم الطفل مهارة المشي كوسيلة للتعرف واستكشاف البيئة المحيطة به .
هذا وكلما أصبح التغير أكثر تعقيداً زادت صعوبة معرفة الخصائص المميزة له بل إن هناك أنواعا من التغير قد تشمل الخصائص المختلفة مجتمعه .
كما تجدر الإشارة إلى إن التغير وفقاً للخصائص الخمس السابقة يحدث بنسب مختلفة بل إن هناك اختلافاً في معدل التغير نفسه عبر مراحل العمر المختلفة ، ويقصد بمعدل التغير متوسط ما يتم من تغير في فترة معينة من الزمن ، منسوباً إلى ما كان عليه في بداية الفترة ، ومثال ذلك إذا سجل طفل عمره 6 سنوات في اختبار قوة القبضة 9 كيلو جرامات ، بينما استطاع أن يسجل 27 كيلو جراماً عندما بلغ من العمر 12 سنة

*أهداف دراسة النمو:
تمثل دراسة النمو الحركي احد مجالات النمو الهامة وخاصة خلال مراحل الطفولة والمراهقة ، حيث تمدنا بمعلومات قيمه عن الخصائص النمائية الحركية لكل عمر معين ، ويمكن تحديد أهداف دراسة النمو الحركي من خلال محاولة الإجابة على عدة تساؤلات منها :-
أولا :- ما هي الطريقة التي يسير عليها النمو الحركي .
ثانياً :- ما هي العوامل التي تؤدي إلى تحقيق النمو الحركي بصورة ايجابية .
ثالثاً :- كيف يمكن التحكم بالعوامل المؤثرة في النمو الحركي .
والواقع إن الإجابة على التساؤلات السابقة تعكس تحقيق أهداف الطريقة العلمية السليمة المتمثلة في الوصف الدقيق للظاهرة ،، حيث يساعد ذلك في إمكانية التوصل إلى معايير أو مقاييس مناسبة للنمو الحركي لكل عمر ، بما يفيد تحديد مستوى الطفل بين أقرانه في عمر معين ، هل هو النمو العادي ، أو المتوسط أو البطئ المتأخر ، أم النمو السريع المتقدم من خلال ذلك بالإضافة إلى أن التفسير والتنبؤ يوضحان العوامل التي تؤدي إلى تحقيق النمو الحركي بصورة ايجابية حيث يهتم التغير بمعرفة أسباب حدوث الظاهرة،مثلاً:- ما هي العوامل التي تجعل الطفل يحقق إنجازا في بعض مظاهر النمو الحركي ، وما هي السباب التي تعوق تقدم نموه ، بينما يعنى التنبؤ توقع حدوث الشيء في المستقبل قبل حدوث الفعل ، أي توقع مستوى النمو الحركي أو معدل تقدم النمو .
فعلى سبيل المثال عندما نعلم إن القدرة البدنية للرشاقة يتأثر نموها بالعديد من القدرات البدنية الأخرى مثل القوة العضلية والسرعة والتوافق والتوازن الحركي فأن ذلك يساعدنا في التنبؤ بالقدرة البدنية للرشاقة . فمعرفتنا بالعوامل المؤثرة في النمو الحركي تسمح لنا بالتحكم والسيطرة إلى حداً ما في تطوير عملية النمو الحركي على النحو الأفضل .
*المبادئ العامة للنمو الحركي:
يخضع نمو السلوك الإنساني من حيث كونه ظاهرة يطرأ عليها التغير مع الزمن إلى مميزات أو مبادئ تميزه عن غيره من ظواهر النمو .
هذا والنمو الحركي باعتبار كونه احد مظاهر نمو السلوك الإنساني فانه من المتوقع أن يسير وفقاً لهذا المنحى من الخصائص العامة لعملية النمو ، أما المميزات الخاصة التي تميزه عن غيره من مظاهر السلوك الإنساني المختلفة لكل عمر من الأعمار .
وفيما يلي مناقشة وتحليل المبادئ العامة للنمو بعامه والنمو الحركي بخاصة :-
أولا :- مبدأ الاستمرار والتتابع :-
يعتبر النمو عملية متصلة متدرجة تتجه صوب هدف محدد هو النضج وهو يبدأ بالخلية المخصبة التي تكمل دورة نموها داخل بيئة الرحم على مدى تسعة اشهر لتخرج بعدها إلى بيئة أخرى ، وتأخذ دورة أخرى للنمو ورغم أن النمو عملية متصلة الحلقات مستمرة الحدوث بالنسبة للجانبين البنائي والوظيفي ورغم أن حياة الطفل تشكل وحدة واحدة إلا إن النمو يسير في مراحل يتميز كل منها بسمات وخصائص واضحة .

ويظهر الجداول (1 ) احد التصنيفات المقترحة لتطور النمو الحركي والعمر الزمني المتوقع لكل مرحلة .
جدول (1 )
تقسيم مراحل النمو الحركي والعمر الزمني المتوقع لكل مرحلة
العمر التقريبي بالسنوات مراحل النمو الحركي مراحل النمو
5 اشهر – 1 سنة السلوك الانعكاسي سنوات المهد
الميلاد – 2 سنة القدرات الحركية الأولية سنوات المهد
2 – 7 سنوات القدرات الحركية الأساسية الطفولة المبكرة
7 – 10 سنوات القدرات الحركية العامة الطفولة المتوسطة
11-13 سنة القدرات الحركية الخاصة الطفولة المتأخرة
14 سنه فأكثر القدرات الحركية المتميزة المراهقة
هذا ، وتمثل مراحل النمو الحركي الست السابقة حلقات متصلة في سلم متعاقب الدرجات ، بحيث تعتمد كل مرحلة من تلك المراحل على التي سبقتها وتمهد الطريق إلى ظهور المرحلة التي تليها .
إن اكتساب الطفل للقدرات الحركية الأولية من حيث السيطرة والتحكم في اتزان الجسم ، ومن حيث الحركات الانتقالية مثل الزحف والحبو والمشي ، تمثل أساسا عاماً لاكتساب الطفل القدرات الأساسية مثل الجري أو الوثب أو الحجل ، كما إن امتلاك الطفل للقدرات الحركية الأساسية على نحو جيد يمهد السبيل إلى استخدامها كمهارات خاصة لنشاط رياضي معين .

ثانياً :- مبدأ التكامل :-
يمثل النمو الحركي عملية متكاملة مع جوانب السلوك المختلفة الاخرى ، بل ان العلاقة فيما بين هذه الجوانب علاقة وثيقة ومتداخلة حيث ان النمو الحركي والنمو العقلي والنمو الانفعالي يتأثر كل منها بالاخر ويؤثر فيه واذا كان هناك اهتمام خاص لوصف عملية نمو السلوك او تطوره من جوانب معينة ، فليس معنى هذا ان النمو في كل ناحية من هذه النواحي يتم بشكل مستقل عن النواحي الاخرى وانما يتم هذا التقسيم والوصف للنمو في كل جانب على حدة تسهيلاً لعملية الوصف والتحليل العلمي بل ربما نسير الى ما هو ابعد من ذلك ونقرر هنا اننا لا يمكننا ان نفهم النمو في مظهر سلوكي معين دون ان نفهم النمو في المظاهر الاخرى ، ولنضرب لذلك مثلاً بمهارة المشي حيث تعتبر في حد ذاتها نمواً حركياً ولكن تجعل الطفل اقدر على استكشاف البيئة التي يعيش فيها مما يساهم في تطور نموه العقلي واتساع مداركة ، كما انا تؤثر في نمو السلوك من الجانب الاجتماعي اذ عن طريق المشي تتسع دائرة اتصالات الطفل بالاخرين وتتنوع هذا ويمتد تأثيرها كذلك الى نمو سلوك الطفل من الناحية الانفعالية بطرق شتى اذ انه يساعد الطفل على تقبل المواقف التي تؤدي الى الشعور بالرضا والسعادة والاعراض عن المواقف التي تؤدي الى خبرات الفشل او الالم هذا ويوضح الشكل ( 1 ) الطبيعة المتداخلة لجوانب النمو الحركي والانفعالي والمعرفي .

الجوانب البيولوجية والبيئية للتعلم للحركة

النمو الحركي


مراحل
النمو الانفعالي النمو الحركي النمو المعرفي


الجوانب البيولوجية والبيئية
للتعلم من خلال الحركة
الشكل (1)
الطبيعة المتداخلة لجوانب النمو الحركي والانفعالي والمعرفي


ثالثاً :- مبدأ أختلاف معدل النمو:-
يشير هذا المبدأ الى وجود اختلاف في معدل سرعة النمو البدني والحركي عبر مراحل العمر المختلفة ، فضلاً عن الاختلاف القائم فيما بين المكونات البدنية والحركية في معدل سرعة نموها .

والمعنى المستفاد منه لهذا المبدأ ان هناك فترات معدل نمو سريعة يمر بها الطفل كما ان هناك فترات نمو بطيئة ولنضرب بذلك مثلاً نوضح ما نذهب اليه يقدمه " كيوف " و " سوجدن " عام 1989 لمعدل سرعة النمو لمتغير طول الجسم حيث يوضحان ان هناك فترات اربعاً لمعدل سرعة نمو الطول شكل (2) .

تغير سريع تغير سريع
جداً يتميز بالبطء والانتظام جداً

تغير النمو عدم التغير
الجسمي

الميلاد 3 سنوات البلوغ سن الرشد


الشكل ( 2 )
الفترات الرئيسية الأربع لمعدل نمو طول الجسم
هذا وتبدأ الفترة الأولى كما هي موضحة بالشكل (2) عندما تتكون النواة في رحم ألام وتمتد هذه الفترة حتى بعد ميلاد الطفل بثلاث سنوات وتتميز بالزيادة الكبيرة لسرعة نمو طول الجسم . أما الفترة الثانية فتمتد من عمر 3 سنوات حتى يقترب الطفل من المراهقة ، وتتميز بانخفاض سرعة نمو طول الجسم فضلاً عن الاستقرار النسبي في معدل النمو.

وتتضمن الفترة الثالثة مرحلة المراهقة ، فأذا ما بلغها الطفل انطلق نمو طول الجسم بسرعة كبيرة حتى نهاية مرحلة المراهقة .
وتشمل الفترة الاخيرة سن الرشد وتتميز بعدم وجود تغير او حدوث تغير طفيف جداً لطول الجسم ، ومن المتوقع توقف طول الجسم بعد عمر 20 سنة .
ان لكل جانب من جوانب النمو معدل الذي ينمو به فليست كل مظاهر النمو تتقدم بنفس المعدل في نفس الوقت فالاجهزة التناسلية تتاخر في النمو بكثير عن نمو الامعاء والمخ والجهاز العصبي ومع ان من اعضاء الجسم ما هو كامل النمو الوظيفي منذ البدأ كالرأس والرقبة والجذع لكونها الزم الاعضاء للحياة وان النمو التكويني التالي لهذه الاعضاء يكون بسيطاً اذا قورن بنمو الذراعين او الساقين مثلاً ، فأن النمو النهائي للجسم كل لا يكتمل الا خلال العقد الثالث .
ان دراسة نمو وابعاده والنسب المختلفة لاعضائه تبين ان طول الساقين عند الميلاد لا يتجاوز 33% من طول نموهما النهائي ، وانهما تصبحان عند نهاية السنة الاولى 35% وفي السنة السادسة 45% وفي السنة السابعة 48% وبينما سنوات الطفولة الاولى هي مرحلة نمو الاطراف في الطول فان سنوات المراهقة هي مرحلة نمو القامة والنضج الجنسي .
هذا وتختلف سرعة نمو القدرات البدنية والحركية فيما بينها بمعنى ان مرحلة الطفولة المراهقة قد تشهد نمو واضحاً لبعض القدرات البدنية والحركية ، بينما لا يكون كذلك لبعض القدرات البدنية والحركية الاخرى ، فعلى سبيل المثال تزداد القوة العضلية للاولاد خلال الفترة 7 – 17 سنة بمقدار الضعفين او تزيد بينما لا تتجاوز بالنسبة للسرعة الانتقالية .


رابعاً :- مبدأ اتجاه النمو :-
يسير اتجاه النمو الحركي وفقاً لاتجاهين مختلفين : الاتجاه الاول ما يسمى بالاتجاه الطولي للنمو ويعني ان الاجزاء العليا من الجسم تسبق في نموها الاجزاء السفلي ويتضح ذلك من ان حركات الرأس تثبيت العينين والتأزر بين اليد والعين ، يظهر مبكراً بصفة نسبية ، على حين ان المشي والوقوف يتأخر بعض الشيء كذلك تتمكن الاطراف والعضلات التابعة للجزء الاعلى من الجسم من اداء وظائفها قبل ان تتمكن من ذلك الاطراف السفلى وفي المشي نجد ان التأزر الملائم بين الاذرع يسبق التأزر بين الساقين .
هذا ويجب الا يفهم من ذلك ان الراس ينمو ويكتمل قبل ان يبدأ النمو في المناطق الاخرى بل معناه ان النمو يبدأ في المناطق العليا قبل ان يبدأ في المناطق السفلى ، ثم يكتمل في المناطق العليا قبل ان يكتمل في المناطق السفلى .
اما الاتجاه الثاني للنمو الحركي فهو الاتجاه المستعرض الافقي وبناء عليه يتجه النمو من المحور الرأسي للجسم ( ركز البدن ) الى اطرافه الخارجية وفي هذا الصدد نجد الطفل يمسك الشيء براحة يده قبل ان يتناوله بأصبعه .

خامساً :- مبدأ الانتقال من العام الى الخاص وبالعكس :-
يسير النمو الحركي من العام الى الخاص ومن المجمل الى المفصل ومن عدم التحديد الى التحديد ، فالطفل يحرك جسمه كله ليصل الى لعبته قبل ان يتعلم كيف يحرك يده فقط ليصل الى نفس اللعبة ، وهو يمسك الاشياء اولاً بكل يده ثم يستطيع بعد ذلك ان يمسك بأصابعه ثم ببعض اصابعه ، وبينما يلاحظ ان الطفل في عمر 2-3 سنوات يحمل جسمه كله عندما يرمي بالكرة الى الامام نجده عند الرابعه يتمكن من رمي الكرة بذراعه فقط . وفي الوقت نفسه لا يقتصر النمو الحركي على ظهور الاستجابات المتخصصة او الجزئية من خلال السلوك العام او غير المميز كما سبق ان اوضحنا بل ان هناك عملية اخرى مكملة هي تكوين وحدات اكبر او اعم من تلك الاستجابات الجزئية او المتخصصة فعلى سبيل المثال فان حركة المشي تمثل حركة كلية ، ولكن لا يتمكن الطفل من ادائها قبل ان يتمكن من اداء العديد من الحركات الجزئية مثل حركات الرجلين وحركات الذراعين والتحكم في اتزان الجسم سواء من وضع الجلوس او الوقوف .
وبأختصار فان النمو الحركي يسير في خطين متكاملين من العام غير المتميز الى الخاص المميز ، او من كل غير المتخصص الى الجزء المتخصص ثم مرة اخرى من مجموع جزئيات اخص الى كليات اعم ، او من مجموعة حركات متخصصة الى مهارات كلية اكبر واكثر تعقيداً .

سادساً :- مبدأ الفروق الفردية :-
بالرغم من ان الاطفال يخضعون في اطوار نموهم البدني والحركي لتتابع منتظم وتأتلف مظاهره في سلم متعاقب الدرجات ، بحيث قد لا تتقدم فيه خطوة عن اخرى ، الا انهم يختلفون فيما بينهم من حيث سرعة النمو كمّا وكيفاً واذا كانت نتائج الدراسات الخاصة بتطور النمو البدني والحركي تعتمد على وصف الطفل المتوسط في سن معينة فأنه ليس من الضروري ان تنطبق هذه الخصائص للطفل المتوسط على كل كفل من نفس العمر بل يلاحظ ان هناك اطفالاً عاديين في نموهم ينتشرون حول الدرجة المتوسطة وهم يمثلون الاغلبية وان هناك اطفالاً يوجدون في الاطراف سواء بالزيادة او النقصان وهم قلة .
لقد اظهرت نتائج دراسات مظاهر النمو عند الاطفال خلال الفترة العمرية من الميلاد حتى الثامنه عشرة وجود فروق فردية كبيرة في نمو كل مظهر منها ، ومن ذلك على سبيل المثال ان اخف الاولاد الذكور وزنا في عمر ذ8 سنه يعادل اثقل الاطفال وزناً في عمر 8 سنوات وان اخف الاطفال وزناً في عمر 8 سنوات يكاد لا يزيد على اثقل طفل في عمر سنتين وبالرغم ان هذه الحالات متطرفه الا انها تعكس مدى الفروق الفردية القائمة ، واهمية عدم الاعتماد على العمر الزمني لقياس كل مظاهر النمو او الاعتماد عليه فقط في تصنيف الاطفال خلال ممارسات الانشطة البدنية والحركية .

*طرق دراسة النمو الحركي:
تمثل طرق البحث احدى المشكلات الرئيسية التي تواجه المهتمين بدراسة النمو الحركي والامر هلى هذا النحو لا يختلف كثيراً عن البحث في مجالات السلوك الانساني في المراحل النمائية المختلفة ، وبالرغم من ذلك فان هناك طريقتين اساسيتين لدراسة ظاهرة النمو .
1- الطريقة المستعرضة :-
تعتمد في جوهرها على انتقاء عينات مختلفة من الافراد من مختلف الاعمار ثم نلاحظ فيهم بعض جوانب السلوك موضع الاهتمام او تطبيق عليهم مقاييس لهذه الجوانب من السلوك على ان يتم الملاحظة او القياس في نفس الوقت تقريباً ويقارن اداء العينات المختلفة في كل مقياس على حده وتتم هذه المقارنات في ضوء متوسطات العينات أي ان المقارنة بين مختلف الاعمار يتم في ضوء الفروق بين المجموعات ونفترض هذه الطريقة ان هذه المتوسطات توضح مسار النمو العادي وتقترب بنا الى حد كبير من الدرجات التي نحصل عليها لو اجرينا البحث على افراد من عمر معين ثم اعيد اختبارهم تتبعياً عدة مرات حتى يصلوا الى الحد الاقصى من العمر موضع البحث ومن امثلة ذلك اذا اراد الباحث دراسة النمو العقلي باستخدام هذه الطريقة فأنه يختار عينات من الاطفال والمراهقين والشباب والكهول والمسنين يطبق عليهم خلال فترة زمنية معينة قد لا تتجاوز الاسبوع الواحد اختبارات تقيس الذكاء يفترض فيها انها تقيس نفس الخاصية السلوكية ثم يقارن بين متوسطات ادائهم في هذه الاختبارات .
ورغم ان هذه الطريقة تتميز بأختصار الوقت وتوفير الجهد والمال وتعطي نتائج سريعة وهي كثيرة الشيوع .
2- الطريقة الطولية :-
وفيها تتم ملاحظة نفس العينة من الافراد التي تكون من نفس العمر لحظة البدء في البحث واعادة ملاحظتهم او اختبارهم عدة مرات على فترات زمنية مختلفة وهذه الفترات تختلف حسب طبيعة البحث أي ان هذه الطريقة تتطلب تكرار الملاحظة فأن مدى المستغرق والفواصل الزمنية بين الملاحظات والاختبارات تختلف من بحث لاخر ، وذلك حسب طبيعة موضوعه ففي بحث حول نمو تفضيل احدى اليدين في العمل اليدوي يختبر الاطفال ابتداء من سن 10 اشهر مرة كل شهر حتى يصلوا الى العمر الذي يظهر فيه تفضيل لاحدى اليدين على الاخرى ، وهو عادة ما يكون سن (18) شهراً وفي بحث النمو العقلي قد تحتاج لفترات زمنية اطول ، فالاطفال يختبرون كل شهر عندما يكون عمرهم بين شهر واحد و (15) شهر ، ثم كل ثلاثة شهر بعد ذلك حتى يصلوا الى سن 2.5 سنه ، ثم كل سته شهور حتى يصلوا الى سن الخامسة ، ثم كل سنة حتى سن المراهقة وبعض البحوث تتضمن نظاماً مختلفاً وفترات زمنية اطول وخاصة حين يكون اهتمامها بالنمو عبر مدى الحياة .
والطريقة الطولية توفر امكانات بحث جديدة للباحثين ، وهي تقدم صورة جيدة عن النمو داخل الافراد ثم انها تحدد لنا أي الظروف السابقة او الخبرات السابقة يؤثره في النمو الحركي .
ان هذه الطريقة تسمح للباحثين بتحليل الاستقرار او الاختلاف الذي يحدث داخل الفرد بمرور الزمن ، وهي تستغرق وقتاً طويلاً .


*التنبؤ بالنمو الحركي:
يحتل موضوع التنبؤ بالسلوك الحركي اهية متميزة بالنسبة للمهتمين بدراسة النمو الحركي وحتى يتسنى القاء الضوء على مفهوم التنبؤ بالسلوك الحركي فمن الاهمية بمكان التعريف بمصطلح " الاستقرار " .
ويقصد بمصطلح الاستقرار ( الثبات ) مدى اتساق السلوك الحركي للطفل عبر فترة عمرية معينة ولا يفهم من ذلك الثبات عدم التغير مع تقدم العمر ، حيث كما هو متوقع يتطور ويتقدم السلوك الحركي مع تقدم العمر الزمني ولكن ما يعني به هو الثبات النسبي لوضع الطفل بالنسبة لاقرانه في مجموعة معينة ، عندما يتم اجراء سلسلة من القياسات للاداء الحركي خلال فترة عمرية قد تمتد لعدة سنوات .
فعلى سبيل المثال :- هل الطفل عمر 6 سنوات الذي يحقق افضل انجاز في سرعة الجري لمسافة محددة ، يظل محتفظاً بهذا التفوق عندما يبلغ العمر 9 سنوات ؟
ومفهوم الاستقرار ( الثبات ) على النحو السابق يرتبط الى حد كبير بمعنى التنبؤ أي انه كلما تميز اداء الطفل لواجبات حركية معينة بقدر اكبر من الاستقرار وعدم التغير عندما يتم قياس هذه الواجبات الحركية مع تقدم العمر فانه يمكن التنبؤ على نحو افضل من حيث الدقة والثقة والعكس صحيح الى حد كبير .
وحتى يتسنى فهم التنبؤ بالسلوك الحركي يجب الا ينظر الى مفهوم استقرار السلوك الحركي من وجهه نظر هل يتميز بالاستقرار ام لا ولكن من الافضل ان ينظر اليه كقيمة لمعامل الارتباط بين القياسات المتعددة لنفس الواجبات الحركية عبر فترات زمنية معينة وان ارتفاع معامل الارتباط يعكس زيادة درجة الاستقرار ( الثبات ) ومن ثم يزيد من امكانية التنبؤ بالسلوك الحركي .

وفي هذا الصدد يشير " كوهن " و " مانيون " عام 1980 الى ان التنبؤ يتطلب ارتفاع قيمة الارتباط او على الاقل تكون قيمته متوسطة ، اما قيمة معامل الارتباط المنخفض التي تقل عن + 0.50 فلا يعتد بها كقيمة تنبؤية .
ويرى بعض المهتمين بدراسة النمو الحركي ان قيمة معامل الارتباط + 0.50 تمثل الحد الادنى لتميز السلوك الحركي بالاستقرار لفترة سنة واحدة وان ارتفاع هذه القيمة عن 0.90 يسمح بالتنبؤ بقدر كبير من الثقة والدقة .

المصادر
1-إسامة كامل راتب و إبراهيم عبد ربه خليفة : النمو والدافعية في توجيه النشاط الحركي للطفل والأنشطة الرياضية المدرسية ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1999 .
2-إسامة كامل راتب : النمو الحركي مدخل النمو المتكامل للطفل والمراهق ، القاهرة دار الفكر العربي،1999 .
3-حنان عبد الحميد العناني : علم النفس التربوي : الطبعة الثالثة ، دار الصفاء ، عمان ، 2005 .
4-محي الدين توق وآخرون :- أسس علم النفس التربوي ، الطبعة الثالثة ، دار الفكر ، عمان : 2003 .

5-وجيه محجوب ( وآخرون ) : نظريات التعلم والتطور الحركي ، بغداد ، ط2 ، 2000 .

لمياء الديوان
11-03-2007, 04:08 PM
الغاليه الدكتوره ناهده


بارك الله فيك موضوع غاية الاهميه

لمياء الديوان

نور حياتي
11-03-2007, 04:31 PM
مشكووورة قلبي على الموضوع الراااائع,,

ربي يعطيج العاااافية,,


تحيتي

عقيل الخزرجي
11-03-2007, 10:40 PM
الله الله يادكتورة ناهدة الموضوع منتهى الروعة والفائدة وهو دليل على محبتكي للمهنه الشريفة وبارك الله بكي ايتها الشريفة الطيبة

ناهده الدليمي
12-03-2007, 11:50 PM
الى نور حياتي
اقدر لك كلماتك الطيبة والغالية وبارك الله فيك

د.ناهده الدليمي

ناهده الدليمي
12-03-2007, 11:52 PM
الى عزيزتي د.لمياء
شكرا" جزيلا" لثناءك على موضوعي واتمنى ان اكون عند حسن ظنك

اختك ناهده الدليمي

ناهده الدليمي
12-03-2007, 11:53 PM
الاخ الفاضل عقيل الخزرجي
شكرا" لاطرائك ....بموضوعي وارجو ان نال الموضوع رضاكم

اختك د.ناهده

طيبه عجام
01-06-2007, 09:38 PM
http://q6rr.com/uploads/eff53e243f.jpg (http://q6rr.com)



مشكووووووووووووووووره دكتوره ناهده

التريجاوي
15-11-2007, 12:45 AM
تقبلوا خالص تحياتي
أخوكم][`~*¤!||!¤*~`][الله يعطيك العافية....موضوع مهم][`~*¤!||!¤*~`][

TαlαL
19-11-2007, 03:16 AM
د ناهده

موضوع رائع جداً

تسلم يمينك اختي