المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملاحظات الشيخ عبدالله القرعاوي حفظه الله على شرح الشيخ ابن عثيمين على ثلاثة الأصول وغيره



أهــل الحـديث
14-11-2013, 10:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ملاحظات الشيخ عبدالله القرعاوي حفظه الله على شرح الشيخ ابن عثيمين على ثلاثة الأصول وغيره

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


من عبد الله بن إبراهيم القرعاوي إلى... وفقه الله تعالى لطاعته.

السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياك لقبول الحق واتباعه، وأن يثبتني وإياك على الإسلام والسُّنَّة، وأن يعيذني وإياك من نزغات الشيطان وتوهيمه، ثم إني أود أن أنبهك على ما لاحظته في فتاويك، وأيضًا في شرحك للأصول الثلاثة، فقد اطلعت على أخطاء في العقيدة فيهما، ولا يسعني إلا أن أكتب لك في ذلك: حيث إن بيان ذلك من النصيحة لك، وتوضيحه من الإحسان إليك، وهذا لا يخفى على مثلك، وهذه الملاحظات هي:

1- قولك في (ص80) من المجموع (مج2)، الجواب: ذكرنا في أول الكلام أن الذي ينزل هو الله «نفسه» هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إلخ.

فأقول: لم يقل رسول صلى الله عليه وسلم «نفسه» فيما أعلم –والله تعالى أعلم- ولذلك لم يأت أحد من أهل السنة والجماعة من السلف والخلف بهذه الزيادة، بل قالوا: إن الله تبارك وتعالى ينزل حقيقة كما يليق بجلاله وعظمته، وقالوا كما قال مالك في الاستواء: «النزول معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة» .

2- قولك في (ص 203) من المجموع (مج2) هذا الحديث -أعني قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق آدم على صورته» - ثابت في الصحيح، ومن المعلوم أنه لا يراد به ظاهره بإجماع المسلمين والعقلاء –إلى قولك-: لكن يحمل على أحد معنيين؛ الأول: أن الله خلق آدم على صورة اختارها وأضافها إلى نفسه تكريمًا وتشريفًا... إلخ كلامك.

فأقول: قد سئل عن هذا الحديث الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن –أبابطين- في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (مج2/ 2ص 221) ومن جوابه قوله: «وقد نص أحمد في رواية يعقوب بن بختان قال: خلق آدم على صورته لا نفسره، كما جاء الحديث، وقال الحميدي لما حَدَّثَ بحديث: «إن الله خلق آدم على صورته» قال: لا نقول غير هذا على التسليم والرضا بما جاء من القرآن والحديث، لا نستوحش أن نقول كما قال القرآن والحديث، وقال ابن قتيبة: الذي عندي -والله أعلم- أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين... إلخ –إلى قول الشيخ عبد الله- فالذي ينبغي في هذا ونحوه إمرار الحديث كما جاء على الرضا والتسليم مع اعتقاد أنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، والله سبحانه أعلم. انتهى.

3- قولك في شرح ثلاثة الأصول (ص55): الرابع: التوكل على الغير فيما يتصرف فيه المتوكل، بحيث ينيب غيره أمر تجوز فيه النيابة، فهذا لا بأس به بدلالة الكتاب والسنة والإجماع إلخ.

فأقول: قال في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد (ص361): الوكالة الجائزة هي توكيل الإنسان الإنسان في فعل ما يقدر عليه نيابة عنه، لكن ليس له أن يعتمد عليه في حصول ما وُكل إليه فيه، بل يتوكل على الله في تيسير أمره الذي يطلبه بنفسه أو نائبه، وذلك من جملة الأسباب التي يجوز فعلها، ولا يعتمد عليها، بل يعتمد على المسبب الذي أوجد السبب والمسبب. انتهى.

وقال الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله تعالى- في الفتاوى والرسائل (مج1 ص170).
س: قول بعض العامة: توكلت عليك يا فلان في كذا؟
جـ: هذا شرك، أما التوكيل فيجوز؛ لأنه استنابة.
س: متوكل على الله ثم عليك يا فلان؟
جـ- شرك، يقول موكلك ولا يقول موكل الله، ثم موكلك على هذا الشيء، هذه عامية، وليست في محلها. انتهى.
4
- قولك في شرح ثلاثة الأصول (ص62): الذبح إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص، ويقع على وجوه (ثم قلت) الثاني: أن يقع إكرامًا للضيف أو وليمة لعرس أو نحو ذلك فهذا مأمور به إما وجوبًا أو استحبابًا.. إلخ.

فأقول: قد نص أهل العلم على أن ما ذبح عند طلعة السلطان لا يؤكل بل يحرق، وأن الذبح لقدوم السلطان من الشرك، وأما الذي يفعله المسلمون من الذبح في الولائم ونحوها فإنهم ما يقصدون ما ذكرت في قولك الذبح إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص ويقع على وجوه، ثم قلت: الثاني أن يقع إكرامًا للضيف.. إلخ. وإنما الذي يقصده المسلمون من الذبح في الولائم هو الحصول على اللحم فقط؛ ليتمتعوا بأكله ويقدموه للضيف ونحوه، والذي يوضح أنك ما أردت هذا قولك بعد ما تقدم، «الثالث» أن يقع على وجه التمتع بالأكل أو الاتجار به ونحو ذلك فهذا من قسم المباح.. إلخ.
5
- قولك في شرح ثلاثة الأصول (ص133): الشرط الثاني: أن يتمكن من إظهار دينه بحيث يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع، فلا يمنع من إقامة الصلاة والجمعة والجماعات إن كان معه من يصلي جماعة ومن يقيم الجمعة ولا يمنع من الزكاة والصيام والحج وغيره من شعائر الدين، فإن كان لا يتمكن من ذلك لم تجز الإقامة لوجوب الهجرة حينئذٍ؟

فأقول: إظهار الدين ليس هو ما ذكرت، بل إنما إظهار الدين المجاهرة بالتوحيد والبراءة مما عليه المشركون من الشرك بالله في العبادة وغير ذلك من أنواع الكفر والضلال كما بيَّن ذلك الشيخ العلامة حمد بن عتيق بقوله: وأما مسألة إظهار الدين فكثير من الناس قد ظن أنه إذا قدر أن يتلفظ بالشهادتين وأن يصلي ولا يرد عن المساجد فقد أظهر دينه، وإن كان ببلد المشركين، وقد غلط في ذلك أقبح الغلط، قال: ولا يكون المسلم مظهرًا للدين حتى يخالف كل طائفة بما اشتهر عنها ويصرح لها بعداوته، فمن كان كفره بالشرك فإظهار الدين له أن يصرح بالتوحيد والنهي عن الشرك والتحذير منه، ومن كان كفره بجحد الرسالة فإظهار الدين عنده التصريح عنده بأن محمدًا رسول الله، ومن كان كفره بترك الصلاة فإظهار الدين عنده بفعل الصلاة، ومن كان كفره بموالاة المشركين والدخول في طاعتهم فإظهار الدين التصريح بعداوته وبراءته منه ومن المشركين، إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى.

6- قولك في شرح ثلاثة الأصول (ص136): وقد نص أهل العلم رحمهم الله على جواز دخول بلاد الكفار للتجارة، وأثروا ذلك عن بعض الصحابة رضي الله عنهم.

فأقول: جاء في أجوبة لأولاد الشيخ لما سُئلوا: هل يجوز للإنسان أن يسافر إلى بلاد الكفار وشعائر الشرك ظاهرة لأجل التجارة أم لا؟ الجواب عن هذه المسألة هو الجواب عن التي قبلها سواء، ولا فرق في ذلك بين دار الحرب والصلح، فكل بلد لا يقدر المسلم على إظهار دينه فيها لا يجوز السفر إليها، وقال السائل: هل يفرق بين المدة القريبة مثل شهر أو شهرين وبين المدة البعيدة؟ الجواب: إنه لا فرق بين المدة القريبة والبعيدة، فكل بلد لا يقدر المسلم على إظهار دينه فيها ولا على عدم موالاة المشركين لا يجوز له المقام فيها ولا يومًا واحدًا إذا كان يقدر على الخروج منها، انتهى.

7- قولك في شرح ثلاثة الأصول (ص22): ولكن هناك أشياء يعلمها الإنسان بفطرته؛ كالعلم بأن الله إله واحد، فإن هذا قد فطر عليه العبد، ولهذا لا يحتاج إلى عناء كبير في التعلم. انتهى.

فأقول: ليس ما ذكر بصواب من أن هذا العلم لا يحتاج إلى عناء كبير في التعلم. بل إن هذا العلم يحتاج إلى عناء كبير في التعلم مع إخلاص النية والعزيمة الصادقة والجد والاجتهاد في طلب هذا العلم. فما أرسلت الرسل وأنزلت الكتب إلا من أجل أن يعلم العباد أن الله إله واحد، ثم يُقال إنه لا يحتاج إلى عناء كبير في التعلم. سبحان الله، هذا من التساهل بالتوحيد ومن الخطأ البيِّن؛ حيث إن من كان عنده مسكة من العلم النافع يعلم أنه ما بُنيت الأضرحة على القبور وعبدت ولا سيقت لها الأنعام وذبحت، ولا نذرت لها النذور ولها صرفت، ودان بالشرك بعض من ينتسب إلى الإسلام إلا من أجل عدم الاعتناء بتعلم عِلْم أن الله إله واحد، ولذلك هو أول ما يسأل عنه العبد إذا وضع في قبره يقال له: من ربك؟ أي من إلهك الذي تعبد؟ فأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين، كما في الحديث الصحيح.

وأما قولك: «فإن هذا قد فُطِرَ عليه العبد» . فأقول: إن الله فطر بني آدم على الإقرار بالربوبية وقبول الإسلام والميل إليه دون غيره والتهيؤ لذلك، والاستعداد له بالقوة، لكن لابد من تعلم وتعليم الإسلام بالفعل والاعتناء بذلك، فإن العبد قبل التعليم والتعلم جاهل لا يعرف شيئًا كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً﴾ [سورة النحل، الآية: 78]. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

http://qaraye.com/articles-action-show-id-102.htm