المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزهراني يكتب : «وعدك متى».. قصة اتحادية عمرها خمسة أعوام



عميد اتحادي
14-11-2013, 12:20 AM
«الثراء» كان سمته الأبرز على مدى أعوام طويلة، ثراء على صعيد البطولات، وآخر يوازيه أو يفوقه على صعيد ما يثقل الخزانة من الأموال، فمع بداية الألفية الجديدة أثبت الاتحاد قيمته بصفته رقماً صعباً، وخصماً مزعجاً في المحافل كافة، وخصوصاً بعدما تولى منصور البلوي دفة رئاسته عام 2003، إذ حقق دوري أبطال آسيا خلال عامي 2004 و2005 ما منحه فرصة التأهل لبطولة كأس العالم للأندية في اليابان والحصول على المركز الرابع في «مونديال الأندية»، إضافة إلى تحقيقه البطولة العربية.


الاتحاد حقق من الألقاب المحلية ما يوازي تلك الخارجية في الفترة ذاتها، فتوج بكأس ولي العهد وبطولة الدوري المحلي لكرة القدم، وذلك في ظل تدعيم صفوف الفريق الأصفر بأسماء محترفة لامعة محلية وأجنبية وبمبالغ ضخمة رصدتها لاستقطابهم الخزانة الاتحادية «الغنية» حينها.


في الـ24 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 انتهت رحلة منصور البلوي بالإقالة، بعدها توالت خمسة إدارات على «عميد الأندية السعودية» في الأعوام الخمسة الأخيرة مابين مكلفة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأخرى منتخبة من الاتحاديين، وخلال رحلة الأعوام الخمسة عانت الخزانة الثرية من «الجفاف»، جراء تراكم الديون، في ظل إبرام الإدارات المتعاقبة عقوداً ضخمة في محاولة محاكاة مرحلة «الثراء» وإقناع الجماهير بالعمل المقدم، غير أن النادي وقع في أزمة مالية مازالت قائمة حتى الآن، بعدما عجزت إدارات النادي عن سداد الديون على رغم الوعود التي أطلقتها الإدارات من جهة، ووعود بعض الشرفيين من جهة أخرى بإخراج الاتحاد من أزمته، لكن من دون وفاء، ما حدا بعدد من اللاعبين المحليين إلى تقديم شكاوى إلى لجنة الاحتراف السعودية، فيما لجأ محترفون أجانب تعاقد معهم الفريق في المواسم الماضية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمطالبة بمستحقاتهم المالية.


الأزمة المالية الاتحادية ألقت بظلالها على الفريق الكروي الأول وعلى فرق أخرى في مختلف ألعاب النادي «الثمانيني»، ولم يستطع «العميد» مع نهاية الجولة الـ9 الماضية من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين من مزاحمة فرق المقدمة والمنافسة الباكرة على المراكز الأولى كما كان يفعل في أزمنة ماضية، إذ يقبع في المركز السابع بثلاثة انتصارات ومثلها من التعادلات والخسائر، الألعاب المختلفة لم تكن أحسن حالاً، إذ طالت الأزمة المالية لعبة تنس الطاولة بعد أن كان الاتحاد نجمها الأبرز، عندما انسحب أخيراً من البطولة العربية التي أقيمت في الأردن في غياب الموازنة الخاصة بالمشاركة، كما تراجعت مستويات فرق عدة في ألعاب أخرى.


حاضر «العميد» لا يعكس حتى اليوم صورة قادرة على منح الجماهير فرصة حقيقية للتفائل، فحتى اجتماع أعضاء شرف الاتحاد أول من أمس الشرفي مع إدارة النادي الحالية بقيادة المهندس محمد فايز لم يخرج بأكثر من وعود مماثلة لما قدمته الإدارات السابقة والمتضمنة إنقاذ «العميد» من أزمته المالية وإعادته إلى واجهة المنافسات الرياضية من جديد... من دون واقع يترجمها، لتستمر الجماهير في ترديد مطلع أغنية طلال مداح «وعدك متى».