المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شهوة التصدر للخطابة والإلقاء



أهــل الحـديث
13-11-2013, 06:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



حب التصدر على حساب الدين واللغة والتاريخ والواقع
ليس عارا:
أن تتصدر لإلقاء خطبة أو بيان لتفيد الناس وتقدم لهم ما ينفعهم
إنما العار:
أن تتصدر لهذا وأنت غير أهل لهذا المقام
والعار الأكبر:
أن تتقدم وأنت بين دعاة وعلماء يسوؤهم أن تخطئ في آية قرآنية أو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو جملة في اللغة العربية..
قال صديقي:
حضرت حفلا دينيا في يوم من الأيام....
وتوالى الخطباء كل يستعرض عضلاته على الآخرين
وكنت سأعذرهم لو كانوا مضطرين على ذلك من أجل دعوة الناس في منطقة لا دعاة فيها ولا علماء والناس بحاجة..
لكن الذي آلمني أنهم هم من اختار ذلك التصدر بين وسط علماء ودعاة كثر
- قام أحدهم:
وأمسك اللاقط (المايكروفون) وخطب فينا خطبة "عصماء" لم يصل صوته إلينا فقط، بل وصلت مسافته عدة كيلو مترات من كثرة الصراخ والضجيج..
لكنه لم يترك كلمة تغيظ سيبويه إلا وقالها...من نصب المرفوع وحتى جره، وربما جزمه في بعض الأحيان..
وأنا واحد من الناس ربما أخطئ في بعض الكلمات إذا ألقيت خطبة أو بيانا، لكن عندما يلقي أحدهم بيانا أو خطبة فإن هناك كلمات تخرج صحيحة بالسليقة، ولو أخطأ الخطيب في واحدة منها أشعر بأن مغادرتي للمكان أصبحت خيرا من وجودي، ولولا الحياء لقمت من المجلس..
- وقام الآخر:
من بعده وعليه سيما العلماء من عمامة ولحية وهندام، وبدأ يأتي بالأدلة والبراهين التي تقوي حجته فيما يريد، ولكنه كان أشد إغاظة من الأول، فالأول أغاظ سيبويه، أما هذا فقد أغاظ البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وجميع علماء الحديث، يلتقط الأحاديث من هنا وهناك، أحاديث ليس لها سند ولا متن، اللهم إلا في كتب الوضاعين والكذابين...
- وقام ثالث:
فخلط عباس على دباس - كما يقولون-، ومع أن موضوع الحفل كان محددا، إلا أننا لم نفهم ماذا يريد هذا الخطيب، بل الأكبر من ذلك والله أعلم أنه هو نفسه لا يعلم ماذا يريد...المهم يريد أن يتكلم..
وهكذا تتوالى الاجتماعات، ويتوالى هؤلاء الخطباء وأمثالهم في كل مرة، يؤذون أسماع الناس ومشاعرهم، بقلة علمهم أو ربما قلة تحضيرهم في بعض الأحيان...
علما بأن عندنا الكثير من الكفاءات في هذا الفن، الذين يحببون إلينا الدين، ويجذبوننا إليه، بدون أن يكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودون أن يلحنوا في لغتنا العربية..
فإلى متى يسمح لهؤلاء بالتصدر الذي ليسوا أهلا له؟؟
وإلى متى يستحيي هؤلاء القوم على أنفسهم ويعرفوا قدرهم وحدّهم؟؟؟
أترك الإجابة لكم؟؟