المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي الخصائص التي اختص به النبي صلى الله عليه وسلم على غيره من الأنبياء؟وما الفرق بين معجزات الانبياء وخوارق السحرة ؟وما الفرق بين المعجزة والكرامة؟



أهــل الحـديث
12-11-2013, 08:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم خصائص اختص بها عن غيره من الأنبياء منها ما يلي:
1- أنه خاتم النبيين:

قال تعالى(مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) الأحزاب40 .
فعن ثوبان مولى رسول الله صصصأنه قال (أنا خاتم النبيين ، لا نبي بعدي)صححه بن باز.

2- أنه صاحب المقام المحمود :
وهو الشفاعة العظمى ؛ كما في قوله تعالى:(عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) الإسراء 79.
والمقصود بها الشفاعة لأهل الموقف حتى يقضي الله بين العباد ، ففي حديث الشفاعة الطويل المتفق على صحته ؛ أن الله يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون إلى ربكم؟ فيأتون آدم، ثم نوحا، ثم موسى، ثم عيسى، ثم إلى محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؛ فكلهم يقول: اذهبوا إلى غيري؛ إلا محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ فإنه يقول: أنا لها، فيخر ساجدًا، إلى أن يؤذن له بالشفاعة، وبهذا يظهر فضله على جميع الخلق، واختصاصه بهذا المقام.
3- عموم بعثته إلى الثقلين الجن والإنس:
قال تعالى(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) الأعراف158.
والآيات التي أنزلها الله على محمد صلى الله عليه وسلم فيها خطاب لجميع الخلق الجن والإنس؛ إذ كانت رسالته عامة للثقلين ، وكما كان صلى الله عليه وسلم مبعوثا إلى الإنس؛ فهو مبعوث - أيضا - إلى الجن؛ فقد استمع الجن لقراءته ، وولَّوا إلى قومهم منذرين ؛ كما أخبر الله - عز وجل - وهذا متفق عليه بين المسلمين.
وقد ذكر الله في القرآن من خطاب الثقلين ما يبين هذا الأصل ؛ كقوله تعالى:(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ...) الأنعام130 .
وأخبر الله عن الجن أنهم قالوا: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً) الجن11.
أي مذاهب شتى ؛ مسلمون وكفار، وأهل سنة وأهل بدعة ، وقالوا:(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ...) الجن14.
أي منا المسلمون ومنا الكافرون.
4- أن رسالته القرآن العظيم الذي أذعن لإعجازه الثقلان ، وأحجم عن معارضته الإنس والجان ، واعترف بالعجز عن الإتيان بأقصر سورة من مثله أهل الفصاحة والبلاغة من سائر الأديان.
5- معجزة المعراج إلى السماوات العلى ، إلى سدرة المنتهى ، إلى مستوى سمع في صريف الأقلام ؛ فكان قاب قوسين أو أدنى.
6- أنه أفضل الخلق إلى الله:
7- أن بيده لواء الحمد يوم القيامة :
فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صصصقال (أنَا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يومَ القِيامَةِ و لا فَخْرَ ، و بيدِي لِواءُ الحَمْدِ و لا فَخْرَ ، و ما من نَبيٍّ يومَئِذٍ آدَمَ فمَنْ سِواهُ إلا تحتَ لِوائِي ،وأنا أوَّلُشافِعٍ، و أوَّلُ مُشَفَّعٍ ، ولا فَخْرَ)بن ماجة وصححه الباني.
8- أنه أخشى الخلق وأتقاهم لله.
9- أن الله خصه بالنصر على أعدائه بالرعب قبل الذهاب إليهم بمسيرة شهر.
10- وخصه بأن جعل الله الأرض له ولأمته مسجدا وطهورا فمن أدركته الصلاة ولا مسجد ولا جماعة عنده فإنه يُصلّي كالمسافر أو الرجل في البادية ، والتراب طهور نتيمم به في حالة عدم وجود الماء وكان قبل ذلك الأنبياء وأتباعهم لا يصلون إلا في الكنائس والمعابد.
11- أن الله أحل له الغنائم التي ينالها من الحرب ولم تحل لأحد قبله من الأنبياء فكانوا يجمعونها ثم تحرق.
فعن جابر بن عبدالله أن رسول الله اللهصصصقال (أُعطيتُخمسًا، لم يُعطَهنَّ أحدٌ منَ الأنبياءِ قَبلي : نُصِرتُ بالرُّعبِ مَسيرةَ شهرٍ ، وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا ، وأيُّما رجلٍ من أُمَّتي أدرَكَتْه الصلاةُ فلْيُصلِّ ، وأُحِلَّتْ لي الغَنائمُ ، وكان النبيُّ يُبعَثُ إلى قومِه خاصةً ، وبُعِثتُ إلى الناسِ كافةً ، وأُعطيتُ الشفاعةَ)صحيح البخاري.
وهناك خصائص التي اختص الله بها رسوله دون أمته:
خص الله تعالى رسوله من أحكام الشريعة بمعان لم يشاركه فيها أحد في باب الفرض والتحريم والتحليل ، مزية على الأمة ، وهبة له ، ومرتبة خص بها ؛ ففرضت عليه أشياء ما فرضت على غيره ، وحرمت عليه أشياء لم تحرم عليهم ، وحللت له أشياء لم تحلل لهم ؛ منها متفق عليه ، ومنها مختلف فيه.
ومن هذه الخصائص ، ما يلي:
1- التهجد بالليل :
يقال: إن قيام الليل كان واجبا عليه إلى أن مات ؛ لقوله تعالى(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاّ قَلِيلاً) المزمل: 2 ، والمنصوص أنه كان واجبا عليه ثم نسخ بقوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَك) الإسراء: 79.
2- تحريم الزكاة عليه وعلى آله.
3- أنه أحل له الوصال في الصيام.
4- وأحل له الزيادة على أربع نسوة.
5- أنه أحل له القتال بمكة.
6- أنه لا يورث.
7- بقاء زوجيَّتِه بعد الموت ، وإذا طلق امرأة تبقى حرمته عليها؛ فلا تنكح.
المطلب الثاني : ماهو الفرق بين معجزات الأنبياء وخوارق السحرة والكهان ؟
1- أن أخبار الأنبياء لا يقع فيها تخلف ولا غلط ؛ بخلاف أخبار الكهنة والمنجمين ؛ فالغالب عليها الكذب ، وإن صدقوا أحيانا في بعض الأشياء ؛ بسبب ما يحصل عليه الكهان من استراق شياطينهم للسمع.
2- أن السحر والكهانة والاختراع أمور معتادة معروفة ، ينالها الإنسان بكسبه وتعلمه ؛ فهي لا تخرج عن كونها مقدورة للجن والإنس ، ويمكن معارضتها بمثلها ؛ بخلاف آيات الأنبياء ؛ فإنها لا يقدر عليها جن ولا إنس؛ كما قال تعالى(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)الإسراء88.
فآيات الأنبياء لا يقدر عليها الخلق ، بل الله هو الذي يفعلها آية وعلامة على صدقهم ؛ كانشقاق القمر، وقلب العصا حية ، وتسبيح الحصا بصوت يسمع ، وحنين الجذع ، وتكثير الماء والطعام القليل ؛ فهذه لا يقدر عليها إلا الله.
3- أن الأنبياء مؤمنون مسلمون ، يعبدون الله وحده بما أمر، ويصدقون جميع ما جاءت به الأنبياء ، وأما السحرة والكهان والمتنبئون الكذبة ؛ فلا يكونون إلا مشركين مكذبين ببعض ما أنزل الله.
4- أن الفطر والعقول توافق ما جاء به الأنبياء عليهم السلام ، وأما السحرة والكهان والدجالون والكذابون؛ فإنهم يخالفون الأدلة السمعية والعقلية والفطرية.
5- أن الأنبياء جاؤوا بما يكمل الفطر والعقول والسحرة والكهان والكذبة يجيئون بما يفسد العقول والفطر.
6- أن معجزات الأنبياء لا تحصل بأفعالهم هم ، وإنما يفعلها الله آية وعلامة لهم ؛ كانشقاق القمر، وقلب العصا حية ، والإتيان بالقرآن ، والإخبار بالغيب الذي يختص الله به ؛ فأمر الآيات إلى الله ، لا إلى اختيار المخلوق ؛ كما قال الله لنبيه عندما طلبوا منه أن يأتي بآية ؛ قال(قُلْ إِنَّمَا الآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) ، وأما خوارق السحرة والكهان والمخترعات الصناعية ؛ فإنها تحصل بأفعال الخلق.
والفوارق بين آيات الأنبياء وخوارق الكهان كثيرة واضحة ، ومن أراد المزيد؛ فليراجع كتاب (النبوات) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
المطلب الثالث :ما الفرق بين المعجزة والكرامة؟
المعجزة: هي أمر خارق للعادة ، يجريه الله على يد من يختاره لنبوته ؛ ليدل على صدقه وصحة رسالته.
أما الكرامات: فهي خوارق العادات التي قد تحدث لأولياء الله الصالحين وذلك إكراما لهم ببركة إتباعهم للرسل عليهم السلام .
الكرامات تحدث للأولياء فمن هم أولياء الله؟
أولياء الله عزَّ وجلَّ هم المؤمنون المتقون ؛ كما قال تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)يونس 62 -63.
فكل مؤمن تقي؛ فهو ولي لله عز وجل بقدر إيمانه وتقواه ، وقد يظهر الله على يديه من خوارق العادات ، وهي ما يسمى بالكرامات.
وليس كل ولي تحصل له كرامة ، وإنما تحصل لبعضهم ؛ إما لقوة إيمانه ، أو لحاجته ، أو لإقامة حجة على خصمه المعارض في الحق والأولياء الذين لم تظهر لهم كرامة لا يدل ذلك على نقصهم ؛ كما أن الذين وقعت لهم الكرامة لا يدل ذلك على أنهم أفضل من غيرهم.
وكرامات الأولياء حق بإجماع أئمة الإسلام والسنة والجماعة ، وقد دل عليها القرآن الكريم والسنة الصحيحة ، وإنما ينكرها أهل البدع من المعتزلة والجهمية ومن تابعهم ، وهذا إنكار لما هو ثابت في القرآن والسنة ؛ ففي القرآن الكريم قصة أصحاب الكهف وقصة مريم ، وفي السنة الصحيحة مثل نزول الملائكة كهيئة الظلة فيها أمثال السرج لاستماع قراءة أسيد بن حضير رضي الله عنه ، وسلام الملائكة على عمران بن حصين رضي الله عنه ، ولها أمثلة كثيرة ، ومن أراد الاطلاع على هذه المسألة ؛ فليراجع كتاب "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
وهناك فروق بين كرامات الأولياء وخوارق السحرة والمشعوذين والدجالين منها ما يلي:
1- أن كرامات الأولياء سببها التقوى والعمل الصالح ، وأعمال المشعوذين سببها الكفر والفسوق والفجور.
2- أن كرامات الأولياء يستعان بها على البر والتقوى ، أو على أمور مباحة ، وأعمال المشعوذين والدجالين يستعان بها على أمور محرمة من الشرك والكفر وقتل النفوس.
3- أن كرامات الأولياء تقوى بذكر الله وتوحيده ، وخوارق السحرة والمشعوذين تبطل أو تضعف عند ذكر الله وقراءة القرآن والتوحيد.
4- أولياء الله حقا لا يستغلون ما يجريه الله على أيديهم من الكرامات للنصب والاحتيال ولفت أنظار الناس إلى تعظيمهم ، وإنما تزيدهم تواضعا ومحبة لله وإقبالاً على عبادته ؛ بخلاف هؤلاء المشعوذين والدجالين ؛ فإنهم يستغلون هذه الأحوال الشيطانية التي تجري على أيديهم لجلب الناس إلى تعظيمهم والتقرب إليهم وعبادتهم من دون الله ، حتى كوَّن كل واحد منهم له طريقة خاصة وجماعة تسمى باسمه ؛ كالشاذلية، والرفاعية ، والنقشبندية... إلى غير ذلك من الطرق الصوفية.
و الناس انقسموا في موضوع الكرامات إلى ثلاث أقسام:
1- قسم غلو في نفيها : حتى أنكروا ما هو ثابت في الكتاب والسنة من الكرامات الصحيحة التي تجري على وفق الحق لأولياء الله المتقين ، وهم الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم ؛ فخالفوا النصوص ، وكابروا الواقع.
2- وقسم غلوا في إثبات الكرامات : حتى اعتقدوا أن السحر والشعوذة والدجل من الكرامات ، واستغلوها وسيلة للشرك والتعلق بأصحابها من الأحياء والأموات ، حتى نشأ عن ذلك الشرك الأكبر بعبادة القبور وتقديس الأشخاص والغلو فيهم ؛ لما يزعمونه لهم من الكرامات والخرافات.
وهم العوام وعلماء الضلال؛ حيث أثبتوا الكرامات للفجرة والفساق ومن ليسوا من أولياء الله ، بل من أولياء الشيطان ، واعتمدوا في إثبات ذلك على الحكايات المكذوبة والمنامات والخوارق الشيطانية ؛ فادعوا الكرامات للسحرة والمشعوذين والدجالين من مشايخ الطرق الصوفية والمخرفين؛ حيت عبدوهم من دون الله أحياءً وأمواتا ، وبنوا الأضرحة على قبور من يزعمون لهم الولاية ممَّن حيكت لهم الدعايات العريضة ، ونسب إليهم التصرف في الكون وقضاء حوائج من دعاهم ، وطلب منهم المدد ، واستغيث بهم ، وسموهم الأقطاب والأغواث ؛ بسبب تلك الكرامات المزعومة والحكايات المكذوبة ؛ فقد اتخذت دعوى الكرامات ذريعة لعبادة من نسبت إليه ، وربما سموا الشعوذة والتدجيل والسحر كرامة ؛ لأنهم لا يفرقون بين الكرامة والأحوال الشيطانية ، ولا يفرقون بين أولياء الرَّحمن وأولياء الشيطان ، وإلا؛ فمن المعلوم أنه حتى من ثبت أنه ولي لله بنص من القرآن أو السنة ، وإن جرى على يده كرامة من الله ؛ لا يجوز أن يعبد من دون الله ، ولا أن يُتبرك به أو بقبره ؛ لأن العبادة حق الله وحده.
3- والقسم الثالث: وهم أهل السنة والجماعة توسطوا في موضوع الكرامات بين الإفراط والتفريط؛ فأثبتوا منها ما أثبته الكتاب والسنة ، ولم يغلوا في أصحابها ، ولم يتعلقوا بهم من دون الله ، ولا يعتقدون فيهم أنهم أفضل من غيرهم ، بل هناك من هو أفضل منهم ، ولم تجر على يديه كرامة ، ونفوا ما خالف الكتاب والسنة من الدجل والشعوذة والنصب والاحتيال ، واعتقدوا أنه من عمل الشيطان .


من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية




لتحميل الكتاب أدخل على الرابط التالي - في الملتقى - المرفقات أسفل الموضوع


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807)