المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا المَاحي لكلِّ قصيدةٍ ..



د/مصطفى الشليح
08-03-2007, 10:34 PM
***
**
*



أنـا

المَاحي لكلِّ قصيدةٍ ..








أمنْ طربٍ ينسابُ باللحن موكبُ = كأنَّ به معنى إلى الشعر يُنسبُ ؟
على هودجٍ يزهو بقافيةٍ غوتْ = توهَّجَ، منه، لاهجُ السِّحر يعذبُ
ومنْ أرجٍ كانَ الكلامُ حمامه = إلى أرجٍ ، والمنتهى يتطيبُ
ومنْ سُرجٍ مَسروجةٍ ببهائه = إلى لججٍ ممزوجةٍ تتقلبُ
ومنْ بهجٍ حرفٌ على سَرواته = إلى بلجٍ طيفٌ بها يتأهبُ
وحاذاه لمحًا ثمَّ لوحًا بيانُه = فقدحًا جمارَ القول جُرحًا توثَّبُ
وداناه سفحًا للدنان حييةً = ونادمه لفحًا فناداه يسكبُ
وعاطاه أقداحًا كأنّ قصيدةً = تدثرُها راحًا وللروح موكبُ
وعطله رؤيا ليكتبَ روْحه = وريحانَه، بينَ الرؤى، حينَ يكتبُ
وأسْرى به شعرًا كأنّ بُراقَه = يَرقّ شفوفًا حيثما هبّ غيهبُ
وأجرى عيونًا للبلاغةِ مطلبًا = تشرَّبَ منها ما البلاغة تطلبُ
وما يكتبُ الرائيُّ عند سُفوره = وإنْ تغشَّاه البيانُ المُحجَّبُ
وألقى ستارًا لا مكاشفةٌ له = كأنَّ إذا الواشي رأى ليسَ يرقبُ
وليسَ بسحَّابٍ ذيولَ عبارةٍ = إلى حيثما تلك الإشارةُ تسحبُ
فقالَ وما لانتْ قناةُ كلامِه = ومالَ وما كانتْ مدىً يتسرَّبُ
أمِنْ عجبٍ أمْ مُنتهى طربٍ به = أم الرُّطبُ اللمياءُ ثمة تعجبُ
وهذا قصيدٌ عابرٌ جنباتها = إلى واحةٍ للقافياتِ يُرتِّبُ
وهذا أنا والباءُ ليسَ تدَّني = كأني بها تلهو بما يتعتَّبُ
تضمُّ عليَّ الماءَ من شَرقٍ به = وللضمِّ ألهوبٌ يُطلّ ويغربُ
ويُرهمُ حينا ثمَّ يوهمُ قادحًا = من الحلم أشباحًا ويوشكُ يهربُ
ويتهمُ ألواحًا كأنّ مدادَها = تسنمَّ أرواحًا إذا هو يكتبُ
فقلتُ: أنا الماحي لكلّ كتابةٍ = سوى نبيذِ الروح يسلو ويصخبُ
ويصعدُ أملودًا بكلّ سحابةٍ = إلى الكاتبِ الماحي ولا يتأوبُ
ويَنشدُ حرفا يسترقّ حبابَه = ليُنشدَه شعرًا يطولُ ويُطربُ
إذا ابنُ زيدونٍ يهشّ قصيدةً = ومِروحةٌ للحُبِّ ثمةَ تُسحبُ
وولادةٌ تخطو نسيمًا مُعنبرًا = وتعطو قسيمًا حالمًا يتطيَّبُ
وتسطو ولا حدٌّ لمغناج سطوةٍ = إذا ما وشاحٌ فائحٌ يتوثبُ
فكلّ قصيدٌ والقوافي غدوُّها = وكلٌّ عميدٌ ساهرٌ يتقلبُ
وكلٌّ يُريقُ العمرَ خمرًا لكأسِها = لترشفه ولادةٌ حينَ ترغَبُ
وولادةٌ تخطو بكلِّ شُموسِها = وأقمارها. لا أفقُها يتحدَّبُ
هوَ الألقُ الماسيُّ نورًا وكوكبًا = تأودَ غربيًّا فأشرقَ كوكبُ
هوَ العبقُ الآسيُّ. كلُّ خميلةٍ = مُوشحةٌ ميساءُ تسبي وتسلبُ
ترنحُها بالآهِ أندلسٌ رأتْ = بمشرقِها قلبًا فرفرفَ مغربُ
إذا ما صبا نجدٍ تأوه عاشقا = ترقىَّ له بالقافياتِ معذَّبُ
ولا رقيةٌ فالعاشقون مواكبٌ = بقرطبةٍ ما قامَ ثمةَ موكبُ
وللشعراءِ الواقفين مسافةً = حمامٌ تملاه كلامٌ مذهَّبُ
وأوردَه عندَ اللجَين رسالةً = إذا ابن زيدونٍ يقولُ ويكتبُ
فما للتنائي يَستحلّ مقالةً = وما للتداني لا يستهلُّ ويخطبُ
أحلَّ دمَ العُشاق بينٌ كأنَّه = طويسٌ وللأشواق بحرٌ ومركبُ
وكلٌّ غريقٌ حينَ لا جبلٌ هنا = سآوي إليه .. قالَ للماء مُغربُ
فقيلَ: ولكنْ أينَ منكَ عاصمٌ = إذا معصمٌ يأتي بأمرٍ ويذهبُ
تأولَ معْناك السَّريَّ إشارةً = تكادُ بكلِّ السَّارياتِ تُخضَّبُ
فيا ساريَ البرق السَّنيِّ ستارةً = ألا خفقةٌ لي كلما رقَّ مَذهبُ
لعلي أشقّ الليلَ نجمة شاعرٍ = تضمّ القوافي حيثما تتسرَّبُ
لعلي أراها الخيلَ تعلكُ ضوءَها = صعودًا إلى الرؤيا ولا تتصوبُ
لعلي أراها قولَ شاعرةِ الندى = شهودًا على الدنيا بقولٍ يهذَّبُ
لعلي أرى ولادةً بقصيدةٍ = مُسافرةٍ كالمَشرقيْن تُرتبُ
لعلّي أراني شاعرًا ثمّ ناثرًا = على بُسطٍ خضراءَ ما يَتوثبُ
لعلَّ شذى الأرواح تكتبُ لوحَها = مؤانسةً بائيةً حينَ تكتبُ
لأسألها عنْ قافياتي وكيفَ لي = أقولُ أنا والقافياتُ تسرُّبُ ؟

http://www.9m.com/upload/24-03-2007/0.3621101174693787.jpg

صلاح الأحمدي
09-03-2007, 02:48 AM
د/ مصطفى الشليح


قصيدة جميله ورائع بحق
بالرغم من صعوبة الكلمات فيهااا
وطغيان الفصاحة والاسلوب عليهاا
يأبى الجمال هنا ..
الا وان يفرض نفسه ..


يعطيك الف عافية

تقبل مني كل الاعجاب والتقدير والود

تحياتي لكـ

.

ذو الــنــون
09-03-2007, 07:59 PM
د / مصطفى الشليح


ماذا أقرأ هنا ..

أهو جمال حرفك وقلمك

أم جمال قلبك وذوقك


وتبقى أنت .. الماحي لكل قصيدة




دمت بكل ود أستاذي




.
.
.

تحية .. فذة

أمل عبدالعزيز
10-03-2007, 05:27 PM
,
,
,

حيالله شاعرنا الأعذب :


الشاعر المبدع دوماً ( مصطفى الشليّح )
قصيدة من العيار الثقيل لايأتي بها إلا شاعر بهامتك ياشليّح
ماشاء الله تمتلك نفساً طويلاً فتتعب من يقرأك ولكنه رغم هذا لايملك
ألا أن يثني على هذه الشاعرية المتوقدة في ثنايا روحك
لافض فوك ياعزيزي

ودمت بهذا الحضور البهيّ دوماً,
,
,
,

يتم
09-04-2007, 02:48 AM
اخي الفاضل
شعر ولا اروع

احب الشعر
كثيرا كثير

سبحان البارئ

لك ودي