المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لبنان....و قصة لينا و عدنان



أهــل الحـديث
11-11-2013, 10:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


لمّا قدّر الله تعالى أن أكون نطفة كنتُ أظنّ لبنان مرتعٌ للنّطف...و حتى تكونتْ عظامي و أدركتُ السّمع فسمعتُ عن لبنان و بهائه!!! و بتّ أنتظر والدتي أنْ تلدني...و يا ليتني لم أولد...

لما هاجرتُ بيت الرّحم حيث المطعم و المشرب و الحنان...حللتُ في دنيا حتى الحنان يُشرى بها و يُباع!!!

وسعني رحمٌ بضيقه و لم تسعني دنيا بسعتها!!! كنتُ آمناً و أصبحتُ أبحث عن الأمن.......

لمّا فارقتُ ذاك الرّحم أسمعتُ النّاس صراخي...و كان صدى صوتهم قهقهة!!! أبكي و يضحكون...فعلمتُ وقتها أنّه لا يُشارك فرحي و حزني أحداً...دنيا مكلله بحبّ الأنانيّة..........

أزيدُ بكاءً و يزيدون قهقهةً!!! فأيقنتُ أنّ قومي لا يفقهون لساني ثمّ التقمتُ ثدياً ...فشربتُ حتى تقطّعت أمعائي!!! و ضجّ أركان البيت من بكائي!!! لم أر الراحة حتى بلتُ!!!!...أهٍ لرحمٍ...لا تجد فيه الماً و لا نصباً...ليس هو الاّ جنّة مصغرة...

ظللت أعواماً...لا أحسنُ المشيّ...و كان المشي غايتي...و ظننتُ فيها سعادتي!!!!و لولا المشيّ لصافحتني ملائكة السّماء...

فأقربُ النّاس منّي...إخوة الرّحم كانت تُقاتلني على دميّة لا تُساوي شيئاً...و هكذا هي الدّنيا قتل و سفكٌ لحطام زائلٍ....

و عندما بلغتُ قريباً من الرّشد...خطفتني أفكار بني الصليب!!!و خالطت عقديتي أنّ لله تعالى ابناً!!!! و كدتُ بله آمنتُ بذلك...و لمّا أضاء الحق سماء مخيلتي أحسستُ أنّ جلّ الناس يأخذون بيمينك الى جهنّم...دنيا لا تسلم منها بشهوة و لا شبهة!!!

سبحان الله...منْ أخذ بقلمي لأُدوّن كلاماً يُخالف ما عنونتُ به مقالتي!!! عزمتُ على تسطير عن ربوع لبنان و احتلاله و جماله و قصد قلمي غير ذلك....

واحزناه...حتى عنك يا لبنان...يُصرف الحديث!!!! سأبكيك في دجى الليل و قبيل السّحر, حتى يفكّ الله أسرك و يُطلق سراحك...

لم نجد حلاوة جبالك وصفاء بحارك لكثرة الكربلائليين!!! تالله ليسوا الاّ كرباً و بلاءً...قاتلهم الله تعالى...

كتبه: علي سليم