المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقوال للإمام ابن حزم تؤكد أنه لا يعذر بالجهل



أهــل الحـديث
10-11-2013, 09:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أقوال للإمام ابن حزم تؤكد أنه لا يعذر بالجهل

يتكلم عن النصاري فيقول ومن جهل الله تعالى ولم يعرفه فهو كافر ، فهم كفار كلهم أسلافهم وأخلافهم
الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم (2/75) .

ولكن العامي والأسوَد المجلوب من غانة ومن هو مثلهم إذا أسلم فقد عرف بلا شك ما الإسلام الذي دخل فيه وأنه أقر بالله أنه إلهه ، لا إله غيره ، وأن محمداً رسول الله إليه وأنه قد دخل في الدين الذي أتى به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ما لا يخفي على أحد أسلم الآن
النبذ في أصول الفقه لابن حزم ، ص 73 .

كل كافر فهو مشرك وكل مشرك فهو كافر ، وكل من لم يكن كافراً مشركاً فهو مؤمن إذ لا سبيل إلى دين ثالث وبالله تعالى التوفيق
الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم (3/283) .

هذه نصوص لإبن حزم في توحيد الألوهية ولا إله الا الله وليست في الأسماء والصفات فيها يجزم إبن حزم بأن
1_الجاهل بالله كافر
2_أن من أسلم لابد أن يكون عرف الإسلام الذي دخل فيه وأقر بعبادة الله وحده
3_ كل مشرك كافر وكل كافر مشرك وكل من لم يكن مشركاً كافراً فهو مؤمن إذ لا سبيل إلي دين ثالث
والنقطة الثالثة هذه تحديداً من أكبر الأدلة التي يستدل بها علي عدم العذر بالجهل وفيها من النصوص الكثير مما يثبت صحتها بما لا يدع مجال للشك إن كان هناك مجال
ثم النصوص التي ذكرها لإبن حزم قسمين قسم خالفه فيه وهو الذي فيه عذر المستهزئ بالله وهذا لا يقول به أحد وأظنه والله أعلم اما مكذوب عليه أو ذلة لها هذا الجبل ذلة شنيعة
أما القسم الأول فكله إما في ضروريات الدين ككون النبي من قريش أو أنه مات إلخ أو من الأسماء والصفات لم يستطع أن يأتي بحرف لإبن حزم في توحيد الألوهية
ومسئلة جسم لا كالأجسام هذه مكن الاسماء والصفات يعرف هذا كل من شم رائحة العلم أو حتي لم يقرأ من مسائل الاسماء والصفات الا كتاب او كتابين
فكما بينت لك هنا كلامه عن إبن حزم (علي الأقل ) فيه تقصير شديد في تحرير مذهب هذا الإمام بل هو يحكم ان كلامه شامل لتوحيد الألوهية في كلام شامل للأسماء والصفات فقط بجرة قلم ويتجاهل النصوص التي أوردتها عنه هنا فأعتقد أن هذا يكفي في بيان خطئه في أول إمام نقل عنه مذهبه !!
ونضيف أقوال أخري لإبن حزم
نقل إبن حزم في كتابه مراتب الإجماع
وأن دين الإسلام حق هو الدين الذي لا دين لله في الأرض سواه ، وأنه ناسخ لجميع الأديان قبله ، وأنه لا ينسخه دين بعه أبداً ، وأن من خالفه ممن بلغه كافر مخلد في النار أبداً .
ابن حزم يقول ان من خالف دين الاسلام ممن بلغه فعبد غير الله كافر مخلد في النار !!
والكلام فيمن بلغه الإسلام لا فيمن لم يبلغه الإسلام أو بلغه ان الرسول بعث وأمر بالتوحيد فأمن به و أتبعه لكنه لم يعلم أنه من مكة مثلاً أو أنه قرشي لأنه ناشئ في بادية بعيدة أو حديث عهد بإسلام ولم تبلغه أحاديث السيرة أو علم أنه مات صلي الله عليه وسلم
السؤال ما علاقة ما ذكره ابن حزم بالتوحيد ؟؟؟؟
ونورد إجماعاً أخر من نفس كتابه
وأتفقوا أن من آمن بالله تعالي وبرسوله صلي الله عليه وسلم وبكل ما أتي به عليه السلام أو شك في التوحيد أو في النبوة أو في محمد صلي الله عليه أو في حرف مما أتي به عليه السلام أو في شريعة أتي بها عليه السلام مما نقل عنه نقل كافة. فإن من جحد شيئاً من مما ذكرنا أو شك في شئ منه ومات علي ذلك فإنه كافر مخلد في النار أبداً .
أنظروا رحكمكم الله لما نقل ابن حزم ان من شك في التوحيد كفر والشاك جاهل لأنه تجويز أمرين بين شيئين لامزية لأحدهما عن الأخر
وجاء في شرح كتاب شرح المحلي على الورقات - تعريف الشك
تعريف الشك

والشك تجويز أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر عند المجوز، فالتردد في قيام زيد ونفيه على السواء، شك.

ونحن ومخالفينا كلامنا في بلغته دعوة الرسول والكتاب والسنة لا في من يجهل الإسلام إبتداءً .
ثم هل من جهل شيئاً وهو يستطيع دفع جهل ما جهله عن نفسه يعد معذور !!


القاعدة الشرعية دلت على أن كل جهل يمكن المكلَّف دفعه لا يكون حجة للجاهل
وجاءت بخلاف هذا كما هو بين معلوم
والأن ننتقل إلي نصوص بمعني كلمة نصوص لإبن حزم في مسئلة بلوغ الدعوة وعدم العذر بالجهل
قال إبن حزم في كتابه الأصول والفروع طبعة مكتبة الثقافة الدينية .
باب من لم تبلغه الدعوة
قال تعالي ( وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ إئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخري قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد ….. )
وقال تعالي (وما كنا معذبين حتي نبعث رسولا ) فنص تعالي أن النذاره إما تلزم من بلغته ، وأنه تعالي لا يعذب أحداً إلا بعد إرسال الرسل.
فصح بهذا أن من لم تبلغه الدعوة إما لإنقزاح مكانه أو قصر مدته إثر مبعث النبي صلي الله عليه وسلم فهذا لا عذاب عليه ولا يلزمه شئ وهذا قول جمهور أصحابنا .
وأما من بلغه أن محمد صلي الله عليه وسلم دعا إلي أشياء ذكر أن ربه تعالي أمره بها ، فواجب عليه حيثما كان ، البحث عما دعا إليه
فإذا أخبره مخبر أنه عليه الصلاة والسلام أخبر أنه رسول لزمه الإقرار فإن لم يفعل فقد حقت عليه كلمة العذاب ولا عذر بشئ من أشغال الدنيا لمن بلغه ذلك في إشتغاله عن البحث عن ذلك للآية الي ذكرنا ولقيام الحجة .
وذهب قوم من الخوارج إلي أن مبعث الرسول قد ألزمت أتباعه لكل المشرق والغرب وهذا محال لأنه عز وجل قد نص أن النذاره إنما تكون علي من بلغه القرآن ،فإن لم يبلغه فلا حجة عليه تلزمه ولم يكلف الله عزوجل عباده علم الغيب وذهب قوم إلي أن التوحيد يلزمه بمجرد العقل .
ولسنا نبعد أن تارك التوحيد ولكننا ننفي أن يعذب علي ترك التوحيد قبل أن يأتيه رسول لأن الله عزوجل قد نص أنه لا يعذب أحد حتي يبعث رسولا وليس في وجوب التوحيد وجوب التعذيب علي تركه حتي يأتي بنص علي ذلك وبالله تعالي التوفيق والسداد . أهـ
تأمل يرحمك الله في قول الإمام إبن حزم أن من بلغه أن محمد صلي الله عليه دعا لأشياء أمره ربه عليه وجب عليه البحث وإذا أخبره مخبر أن عليه الصلاة والسلام رسول وجب عليه الإقرار فقد حقت عليه كلمة العذاب ولا يعد الإشتغال بأمور الدنيا عذراً له !!
ومعلوم أن التوحيد ليس بالإقرار بالقلب واللسان فقط بل لابد فيه من العمل ولابد من الإقرار ظاهراً و باطناً بدين الله ويستحيل الإقرار باطناً دون ظاهراً أو العكس كما هو في عقيدة أهل السنة والجماعة
ومعلوم أن التوحيد قول وعمل وليس إقراراً فقط
ويبين أيضاً كلام إبن حزم بطلان قول من إدعي كسلطان العميري أن التوحيد يكفي فيه الإقرار ولا يضره أن يقع المقر فيما يناقض إقراره لأن المقر لابد له من البحث وتعلم الدين وأصل الدين وأساسه هو التوحيد
والغريب أن سلطان العميري في كتابه أقتصر في تحقيقه لكتاب ابن حزم علي كلامه في كتاب واحد له وهو كتاب الفصل ونقولات كلها لا علاقة لها بالتوحيد والشرك بل كلها في باب الأسماء والصفات
ونسب لإبن حزم أنه يعذر القائل بحلول الله في الأولياء بعينهم وهذا غلط عظيم
فإبن حزم في كلامه يفهم منه أن من يعتقد أن الله قد يحل في الأجسام فهو حين تكلم عن مثل هذا تكلم عن واحد لم تبلغه الحجة الرسالية ببطلان هذا وإستحالته من جهة بلوغ النصوص إليه فتنبه حيث قال " ولو أمكن وجود من يقول هذا لم يبلغه قط خلافه لما وجب تكفيره حتي تقوم عليه الحجة "
وكلامه هنا في واحدٍ لم يسمع بالنصوص المحيلة لهذا من كتاب الله وسنة رسوله فلم تبلغه الحجة في هذه المسئلة ولا يستطيع البحث لأي عارض
وإن كنا نخطئه في هذا ولا نوافقه فهذا أيضاً لا يسير علي ما قرره سلطان العميري ان ابن حزم يعذر من بلغته الحجة ويقول بالحلول
فكلامنا في من بلغته الحجة وقامت عليه وبلغه القرآن وتمكن من العلم ، ومسئلة الحلول هي في مسئلة الأسماء والصفات في أصلها فلعل إبن حزم أعطاها حكم سابقتها من المسائل وهذا غلطٌ منه