المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [لله در مُتعلمه ورحم الله كل مشتغل به]...



أهــل الحـديث
08-11-2013, 07:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم
[وبه نستعين]
الحمدُ للهِ الذي قَبِلَ بصحيحِ النيّةِ حسنَ العملِ، وحَملَ الضعيفَ المنقطِعَ على مراسيلِ لُطفِهِ فاتّصلَ، ورفعَ مَنْ أسندَ في بابهِ، ووقفَ مَنْ شَذَّ عنْ جنابهِ وانفصلَ، ووصلَ مقاطيعَ حُبِّهِ، وأدرجَهُمْ في سلسلةِ حزبهِ؛ فسكنَتْ نفوسُهُم عن الاضطرابِ والعِللِ، فموضوعُهُم لا يكونُ محمولاً، ومقلوبُهُم لا يكونُ مقبُولاً ولا يُحْتَمَلُ.
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَه، الفردُ في الأزلِ. وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ والدينُ غريبٌ فأصبحَ عزيزاً مشهوراً واكتملَ، وأوضحَ به معضلاتِ الأُمورِ، وأزالَ به منكراتِ الدُّهُورِ الأُوَلِ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلمَ ما علا الإسنادُ ونزَلَ، وطلعَ نجمٌ وأفلَ.(1)
وبعد..
هذه بعض الأقوال النفيسة حوت غُرر الفوائد وجميل القلائد، قالها الأئمة الأعلام ففاح عبيرها وأنتشر ريحها الطيب في الأجواء!
قيلت في مدح وتعظيم علم الحديث وتبجيل طالبيه وعلماءه المجدين، وهذه طرف منها (2) :

قال النبي صلى الله عليه وسلم:[ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ، لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ](3)

قال الإمام الناقد علي بن المديني-رحمه الله-: ((هم أصحاب الحديث، والذين يتعاهدون مذاهب الرسول ويذبون عن العلم، لولاهم لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيء من السنن.))(4)
وقال الإمام الترمذي-رحمه الله- عَقب ذكره هذا الحديث:(( قال محمد بن إسماعيل: قال علي بن المديني: هم أصحاب الحديث))(5)

وقال القاضي عياض-رحمه الله-:((وإنما أراد أهل السنة والجماعة، ومن يعتقد مذهب أهل الحديث))

وقال الشيخ المحدث محمد الأثيوبي-حفظه الله- أبيات من الشعر مِلئُها الحُسن وكسائها الرونق الجمال، مادحاً أهل الحديث دائراً في فلك قول سفيان الثوري السابق، فقال:
لَمّا حَمَى اللَّهُ الكِتَابَ المُنْزَلاَ



عن أن يُزَادَ فيه أوْ يُبَـــــدَّلا


أَخَذَ أَقْــــــــوَامٌ يزيدون عَلَى



أخْبَارِ مَن أَرْسَلَهُ لِيَفْصِلاَ


فَأَنشـــــــــــأ اللَّهُ حُماةَ الدِّين



مُميِّزِين الغـــثَّ عن سَمــينِ



قَـــدْ أيَّـــدَ اللهُ بِهِمْ أعْصــــارَا



وَنَـــــوَّرُوا البِلاَدَ، والأَمْصارا


وَحَرَسُوا الأرضَ كَأمْلاكِ السّمَا



أكْرِمْ بِفُرْسَانٍ يَجُولُونَ الحِمى


وقال ســــــفيان: الملائكةُ قَــدْ



حرَسَتِ السَّمَاءَ عن طَاغِ مَرَدْ


وَحَرَسَ الأَرضَ رُوَاةُ الخَبَرِ



عَنْ كُلِّ مَنْ لِكَيْدِ شَرْعٍ يَفْتَرِي


وابـــن زُرَيْعٍ قَال قَوْلاً يُعْتَبَرْ



لِكــُـــــلِّ دِينٍ جَاء فُرْسَانٌ غُرَرْ



فُرْسَانُ هَذَا الدّين أصْحاب السَّنَدْ فَاسْلك سَبيلَهم فإنه الرَّشدْ(6)




وقال الإمام الحافظ ابن الصلاح، في معرض بيان أهميته وفضله وخطورة التقصير في حق تعلمه والإستهانه بأمره، قال-رحمه الله-:((هذا، وإن علم الحديث من أفضل العلوم الفاضلة، وأنفع الفنون النافعة، يحبه ذكور الرجال وفحولتهم، ويعنى به محققو العلماء وكملتهم، ولا يكرهه من الناس إلا رذالتهم وسفلتهم. وهو من أكثر العلوم تولجا في فنونها، لا سيما الفقه الذي هو
إنسان عيونها. ولذلك كثر غلط العاطلين منه من مصنفي الفقهاء، وظهر الخلل في كلام المخلين به من العلماء.))(7)

وقال الحافظ العراقي:(( فعلمُ الحديثِ خطيرٌ وَقْعُهُ، كثيرٌ نفعُهُ، عليه مدارُ أكثرِ الأحكامِ، وبه يُعْرَفُ الحلالُ والحرامُ، ولأهلهِ اصطلاحٌ لابدَّ للطالبِ
منْ فَهْمِهِ فلهذا نُدِبَ إلى تقديمِ العنايةِ بكتابٍ في علمِهِ.))(8)
نشأت على حب الأحاديث من مهدي



سلام على أهل الحديث فإنني


وتنقيحها من جهدهم غاية الجهد



همو بذلوا في حفظ سنة أحمد


أولئك في بيت القصيد همو قصدي



وأعني بهم أسلاف سنة أحمد


وأحمد أهل الجد في العلم والجد



أولئك أمثال البخاري ومسلم


وليس لهم تلك المذاهب من ورد



رووا وارتووا من بحر علم محمد


فت قبلهم صحب الرسول ذوي المجد



كفاهم كتاب الله والسنة التي



وقال الإمام الشافعي-رحمه الله-:((من تعلم القرآن، عظمت قيمته، ومن تكلم في الفقه نما قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في اللغة رق طبعه،
ومن نظر في الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه))(9)

وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي-رحمه الله- لافِتاً الأنظار ومهيجاً الأسّمَاع، لأهمية علم المصطلح موضحاً مكانته ولزوم تعلمه، لمن أراد فهم الحديث والولوج فيه: ((إن أصل علوم الإسلام، وقاعدة مباني الأحكام، وشريعة الخاصِّ والعامِّ كتاب الله عز وجلَّ، وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم وأفضل الصلاة والسلام، وليس بعد العلم بالُرآن المعتمد عليه أشرفُ من العلم بالحديث النبوي المشار إليه؛ لأنَّه يسرحُ لطالبيه صُدوراً ويُعَظَّمُ لناقليه اجوراً، ويُلْقي في قلوب حافظيه نُوراً، ويجُلِّلأ وجوههم نضرةً، ويجلُّ لكل منهم منزلتهُ، ويرفعُ قدرهُ مع ما فيه من حفظ الشريعة وأنه ثاني أصولهِ المنيعة ولا سبيل إلى معرفتهِ والدخول في زمرةِ حفظتهِ إلا بعلم أصولهِ وأحكامه، وإتقان مصطلحه وإحْكامهِ والإحاطة بمعرفة أنواعهِ، وما في كلِّ من أشكاله وأوضاعهِ..))(10)
عليك بأصحاب الحديث الأفاضل



تجد عندهم كلّ الهدى والفضائـل


أحن إليهم كلّما هبّت الصّبــا



وأدعوا إليهم في الضّحى والأصائـل


لئن شحّت الأيّام في الجمع بيننـا



سخت بالقوافي بيننا والرّسائــل


وقد تلتقي الأرواح والبون نازح



عن الجمع للأشباح ذات الهياكــل


فياليت شعري والأماني ضــلة



متى نلتقي بعد النّوى المتطــاول


شيوخ حديث المصطفى ومعادن الـ



ـتقى وبدور نورهم غير آفـل


هم القدوة الوسطى وهم خيرة الورى



وهم أنجم للدين غير أوافـــل


شفوا علل الأكباد منه فأصبحـوا



وقد لبسوا منه نفيس الغلائـــل


هم نقّحوا منه الصّحيح وبيّنــوا



معارفه في الممتعات الحوافـــل


فهم في مبانيهم جبالّ منيفـــة



وهـم في مغانيهم شموس المحافـل


يذبّون عن دين النّبيّ محمــــد



بألسنة مثل السّيوف الفواصــل


دليلهم قول الرّسول وفعلــــه



وذلك يوم الفصل أقوى الدّلائــل


ومدرسهم آي الكتاب وإنّــــه

وكتبه؛
أبو بكر
(محب أهل الحديث)

لأقمع برهان لكلّ مناضــــل(11)


______________________________
(1) انتهى من تقدمة الحافظ العراقي لكتابه (شرح التبصرة والتذكرة 1/97) ط- دار الكتب العلمية، تحقيق: ماهر الفحل وعبد اللطيف الهيم.
(2) وقد أقتنصتها من كتابي((مذكرات حديثية)) وسأقوم بنشره قريباً على هذه الشبكة المباركة-بإذن الله تعالى-.
(3) صحيح، أخرجه الإمام أحمد في مسنده، رقم(20361) ط-دار الرسالة(33/472) والترمذي في سننه، رقم(2192)
وابن ماجه في السنن، برقم(6) ت-عصام هادي ص(43) وابن حبان في صحيحه(الإحسان/ رقم(6834)).
كلهم من طرق عن شعبة بن الحجاج عن معاوية بن قٌرَّة عن أبيه به.
(4) أخرجه الخطيب البغدادي كما في شرف أصحاب الحديث، ص(1/30)، ط- مكتبة ابن تيمة، تحقيق: عمرو عبد المنعم سليم.
(5) سنن الترمذي(4/55) ت- بشار عواد.
(6) انظر: قناص الشوارد الغالية وإبراز الفوائد والفرائد الحديثية للحدوشي ص(3-4) ط-دار الكتب العلمية. وإمداد السقاة لدلو الرواة (له إيظاً). ص(13-14) ط-الكتب العلمية.(7)
(7) علوم الحديث ص(5) ط-دار الفكر، تحقيق: نور الدين عتر.
(8) شرح التبصرة والتذكرة (1/97).
(9) سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي (10-24)، ط-دار الرسالة، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وآخرون.
(10) عقود الدرر في علوم الأثر لإبن ناصر الدين الدمسقي. ص(163) ط- دار الكتب العلمية. ت-ضياء المشهداني.
(11) قواعد التحديث للقاسمي. (1/405)