المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ



أهــل الحـديث
06-11-2013, 09:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الموحدين.

وبعد: فقد سَمِعَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ قَائِلًا يَقُولُ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، وَآخَرٌ يَقُولُ: يَا لَلْأَنْصَارِ! فَقَالَ: مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟( 1).

هَذَا، وَهُمَا اسْمَانِ شَرِيفَانِ, سَمَّاهُمُ اللَّهُ بِهِمَا فِي كِتَابِهِ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ, وَأَرْشَدَهُمْ إِلَى أَنْ يَتَدَاعُوا بِـ( الْمُسْلِمِينَ ) وَ ( الْمُؤْمِنِينَ ) وَ ( عِبَادِ اللَّهِ ), وَهِيَ الدَّعْوَى الْجَامِعَةُ, بِخِلَافِ الْمُفَرَّقَةِ كـ( الْفُلَانِيَّةِ) وَ(الْفُلَانِيَّةِ) فَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.

وَقَالَ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_: لِأَبِي ذَرٍّ ( إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ ), فَقَالَ: عَلَى كِبَرِ السِّنِّ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ( 2).

فَمَنْ يَأْمَنُ الْقُرَّاءَ بَعْدَكَ يَا شَهْرُ(3 )؟

وَلَا يَذُوقُ الْعَبْدُ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ، وَطَعْمَ الصِّدْقِ وَالْيَقِينِ، حَتَّى تَخْرُجَ الْجَاهِلِيَّةُ كُلُّهَا مِنْ قَلْبِهِ, وَاللَّهِ لَوْ تَحَقَّقَ النَّاسُ فِي هَذَا الزَّمَانِ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِ رَجُلٍ لَرَمَوْهُ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ, وَقَالُوا: هَذَا مُبْتَدِعٌ، وَمِنْ دُعَاةِ الْبِدَعِ.

فَإِلَى اللَّهِ الْمُشْتَكَى., وَهُوَ الْمَسْئُولُ الصَّبْرَ وَالثَّبَاتَ, فَلَا بُدَّ مِنْ لِقَائِهِ:{وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} [طه: 61] . {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] .

انظر مدارج السالكين: (ج3_ص179).

______________
(1 ) رواه البخاري: (3518), ومسلم: (2584).
( 2) رواه البخاري: (30), ومسلم: (1661).
( 3) هو شهر بن حوشب وكان قد ولي الخزانة في عهد يزيد بن المهلب, فاتهمه الخوارج بسرقة خريطة فيها دراهم فقال القطامي الكلبي:
لقد باع شهر دينه بخريطة فمن يأمن القراء بعدك يا شهر؟
أخذت بها شيئاً طفيفا وبعته من ابن جرير إن هذا هو الغدر