المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا حامل القرآن كن من أهل الله و خاصته



أهــل الحـديث
06-11-2013, 09:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


إن المتأملَ في زماننا، الناظرَ في أحولنا، المتأملَ سير الماضين من أسلافنا يرى الأخيارَ قد وُضعت و الأشرار قد رُفعت كما أخبر الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ؛ مصيبةٌ لا يشك مؤمن بصدقِ الله في منبعها، في آيات عديدات من كتاب الله كَثُر تردادها و قل متدبرها؛ قال ربنا جل جلاله :{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} و قال جل ذكره {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وقال عز وجل: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
قال شيخ الإسلام ابن تيميه: ملخصاً ما دلت عليه هذه الآيات الكريمة بتلخيص العالم المتتبع المستقرئ لنصوص القرآن الكريم، يقول رحمه الله: "والقرآن يبين في غير موضع: أن الله لم يهلك أحداً ولم يعذبه إلا بذنب"
كسْب الذنوب و كثرة العيوب أفسدت الجوارح و القلوب فكان ماذا!!
(أن وُضِعنا)
و يا ليت شعري ماذا ذاق حامل القرآن في هذا!!!
الذي هجر القرآن
و نام عنه وآخرون بالمصاحف قيام
فتَلى عليه إبليس من آثار خيرة الأنام
(شغلنا الجهاد عن القرآن و أوتر قبل أن تنام )
بل و يُكثِر اللغوَ الليلَ الطويلَ صحبةَ العوام
متلبسا بما في مجالستهم من طوام
فهذا يغتاب و ذاك يكذب و هو يقص القصص ليضحك الخلان
و لا حول و لا قوة إلا بالله
ثم تراه بعد ذلك يشكو عدم الإهتمام
و ضيق العيش
و قلة الخشوع
و سرعة الوقت
و......
و......
و يتناسى أن هذا من جراء ذنوبه
و في صدره جنة اللذة والنعيم والبهجة والسرور، قد أُخرج منها كما أُخرِج الأبوين منها إلى دار الآلام والأحزان والمصائب
يقول ابن القيم رحمة الله عليه ـ وهو يوضح شيئاً من دلالات هذه القاعدة القرآنية المحكمة {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} قال رحمه الله:
(وهل فى الدنيا والآخرة شرور وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي؟!)

يا حامل القرآن كن من أهل الله و خاصته

نسأل الله أن يتوب علينا و عليكم جميعا
و أن يسترنا و إياكم في الدنيا و الآخرة
و أن يجعلنا من السابقين الأولين إلى الجنة
و ألا يجعلنا من أول تسعر بهم النار