المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تريد معرفة الكثير عن عالم الجن ؟تفضل بالدخول



أهــل الحـديث
06-11-2013, 06:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الباب الثاني :العقيدة الإسلامية في الجن والشياطين:

الفصل الأول : من هم الجن؟ ومما خلقوا ؟ ومتى خلقوا؟

الجن: مخلوقات مكلفة مثل الإنسان خلقوا من نار السموم من مارج من نار.
قال تعالى (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ)الحجر27.
وقال تعالى (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ)الرحمن15.
فالجن خلقوا من نار السموم من مارج من نار، أي من طرف لهب نار السموم.
والمقصود بنار السموم: نار شديدة الحرارة لا دخان لها.
والمقصود بمارج من نار:من طرف اللهب الخالص .
والجن خلقوا قبل الإنس بدليل قوله تعالى(وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ) ، ومتى خلق بالضبط لا يعلم ذلك إلا الله فليس فيها دليل.

الفصل الثاني : الجن مكلفون ومنهم المسلم ومنهم الكافر والبار والفاجر:

فالجن مكلفون بالعبادة مثلهم مثل الإنس ، قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)الذاريات56.
والجن منهم المسلم ومنهم الكافر ، فمنهم المسلم السني والشيعي ، ومنهم الكافر اليهودي والنصراني والملحد وغيرهم ، فهم مثل الإنسان طوائف شتى مثلهم مثل الإنسان ، و قد قال تعالى عن الجن(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا*وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا)الجن 14 – 15.
والمقصود بالقاسطون : الظالمون الجائرون عن طريق الإسلام بالكفر أي الكافرون.
وقال تعالى (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا)الجن11.
ومعنى الآية : وأنا منا الأبرار المتقون ، ومنا قوم دون ذلك كفار وفساق ، كنا فرقًا ومذاهب مختلفة.
وهم مكلفون فمسلمهم يدخل الجنة وكافرهم يدخل النار.

الفصل الثالث : الفرق بين الجن والشياطين :

الجن :اسم يطلق على النوع فكل ما خلق من النار يطلق عليهم الجن ، فكما أن الإنس خلقت من الطين فالجن خلقوا من النار فهو اسم يقابل اسم الإنس وعالم الجن يقابل عالم الإنس.

الشياطين ينقسموا إلى شياطين الجن وشياطين الإنس :

قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ )الأنعام112.
فدلت الآية : أنه كما أن هناك شياطين من الجن فهناك شياطين من الإنس يعادون دعوة الأنبياء ويصدون الناس عن سبيل الله .
فالشيطان: من فعل شطن ومعناها بعد وخالف : فكل عات متمرد من الإنس والجن والدواب شيطانا ، والعرب تسمي الحية شيطانا.
شياطين الجن :هم كفار الجن الذين بعدوا عن طريق الله ويصدون الناس عن سبيل الله ، ويطلق لفظ الشيطان خاصة على إبليس وجنوده ، وهم ذريته وجنده الذين يبعثهم كل يوم لفتنة الناس ، فعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صصصقال (إنَّ إبليسَ يضَعُ عرشَه على الماءِ ثمَّ يبعثُ سراياهُ فأدناهم منهُ منزلةً أعظمُهم فتنةً يجيءُ أحدُهم فيقولُ فعلتُ كذا وَكذا فيقولُ ما صنعتَ شيئًا قال ثمَّ يجيءُ أحدُهم فيقولُ ما ترَكتُه حتَّى فرَّقتُ بينَه وبينَ امرأتِه قالفيدنيهِمنهُويقولُ نِعمَ أنتَ)صحيح مسلم.
وقال تعالى (وإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ)الكهف50.
فدلت الآية : أن إبليس وهو الشيطان الأكبر من الجن ، فالشياطين من صنف الجن وهم كفارهم .

الفصل الرابع :ما هو حكم التكذيب بوجود الجن؟

الجن موجودون ولكننا لا نراهم وهم من الغيب الذي حجب عنا كما حجب عنا رؤية الله والملائكة وعذاب القبر ونعيمه وغيره من الغيبيات ، والإيمان بالغيبيات واجب طالما أنها ثابتة بالقرآن أو السنة ، وخبر الجن ثابت بالقرآن والسنة فهناك سورة كاملة في القرآن تسمى بسورة الجن وذلك غير الآيات الكثيرة والأحاديث المستفيضة الصحية التي تتكلم عنهم ، فمن كذب بوجود الجن فهذا كفر لأنه مكذب بالقرآن وهو من نوع كفر التكذيب ، والتكذيب بوجود الجن كفر ولكن لا يكفر المعين إلا إذا توافرت شروط التكفير في حقه وإنتفت موانعه ، فليس كل من كذب بوجود الجن كافر ولكنه قد أتى بما هو كفر ولكن لا يكفر إلا بتوافر الشروط وإنتفاء الموانع.

الفصل الخامس :أشكال الجن :

الجن ليست على شكل واحد كما الإنسان ولكنهم على ثلاثة أشكال ، فعن أبي ثعلبه الخشني أن رسول الله قال(الجِنُّثلاثةُأصنافٍ ؛ فصنفٌ لهم أجنحةٌ يطيرون بها في الهواءِ ، وصِنفٌ حيَّاتٌ و كلابٌ ، و صِنفٌ يحِلُّون و يظْعَنون)صححه الألباني.

فهم ثلاثة أصناف هي :

1- صنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء :

وهذا الصنف له أجنحة يطير بها في الهواء ويبدو أن هذا النوع هو الذي يستطيع أن يتسمع أخبار السماء ، ويطلق عليه البعض تسمية الجني الطيار.

2- صنف حيات وكلاب :

وهذا الصنف يطلق عليه الصنف الحيواني أو الشكل الحيواني لأنه في شكل كلاب وحيات ، والحيات مسوخ الجن فكما أن بني إسرائيل مسخت قردة وخنازير فكذلك مسخت بعض الجن إلى حيات ، فعن عبدالله بن عباس أن رسول الله صصصقال (الحيَّاتُمَسْخُالجِنِّ صورَةً ، كَما مُسِخَتْ القِردَةُ و الخنازِيرُ من بَنِي إسرائِيلَ)صححه الألباني.

3- صنف يحلون ويظعنون:

يحلون ويظعنون: أي يقيمون ويرتحلون .
ويبدو لي والله أعلم من الحديث أن هذه الأصناف مقسمة من حيث طريقة الحركة ، فالصنف الأول يطير في الهواء ، والثاني يمشي كهيئة الحيات والكلاب ، والثالث كهئية الإنسان يسير على الأرض فيقيم ويرتحل ، وقد ثبت لنا بالتجربة أثناء الرقية الشرعية لبعض من أصابهم الجن بسحر أو مس أن المصاب يتأثر بنوع الجن المتلبس بجسده ، فإن كان من صنف الطيار كان خفيف الحركة وشرس الطباع ، وإن كان المصاب متلبس بصنف الكلاب تراه يتشكل على وجهه نفس شكل الكلب من حيث الشراسة وقوة الفك وتراه كما لو أن كلبا يريد أن يفترسك ، وإن كان المصاب متلبس بصنف الحيات تجده يتلوى من ذراعيه ورجليه وجسده كما لو كان حية أو ثعبان ، والصنف الثالث الذي يرتحل ويظعن لم يثبت بالرقية أنه يدخل الأجساد وهذا إجتهادي فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمن نفسي والله أعلم.

الفصل السادس :ما هي صفات الجن؟

للجن صفات منها ما يلي :

1) أنهم خلقوا من النار:
وقد سبق بيان ذلك.
2) أنهم أصناف:
وقد سبق بيان ذلك.
3) أنهم مكلفون:
وقد سبق بيان ذلك.
4) أنهم لديهم القدرة على التشكل:
فلهم القدرة على التشكل بأشكال الإنسان والحيوان والطير والزواحف وغيرها .

× فقد جاء الشيطان الأكبر المشركين يوم بدر في صورة سراقة بن مالك:
ووعد إبليس المشركين بالنصر ولكنه لما رأى الملائكة نكص على عقبية وفر من المعركة ، قال تعالى(وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ)الأنفال48.
× وكذلك تمثل الجني للصحابي الجليل أبا هريرة لما أمره الرسول على مال زكاة الفطر:
فعن أبي هريرة (وكَلني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحفظِ زكاةِ رمضانَ ، فأتاني آتٍ ، فجعَل يحثو من الطعامِ ، فأخذْتُه وقلتُ : واللهِ لأرفعنَّكَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، قال : إني مُحتاجٌ وعليَّ عِيالٌ ولي حاجةٌ شديدةٌ ، قال : فخلَّيتُ عنه ، فأصبَحْتُ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا أبا هُرَيرَةَ ما فعَل أسيرُك البارِحَةَ ) . قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، شَكا حاجةً شديدةً ، وعِيالًا فرحِمْتُه فخلَّيْتُ سبيلَه ، قال : ( أما إنه قد كذَبَك ، وسيعودُ ) . فعرَفْتُ أنه سيعودُ ، لقَولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنه سيعودُ ) . فرصَدْتُه ، فجاء يحثو من الطعامِ ، فأخَذْتُه فقلتُ : لأرفعَنَّك إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، قال : دَعني فإني مُحتاجٌ وعليَّ عِيالٌ ، لا أعودُ ، فرحِمْتُه فخلَّيْتُ سبيلَه ، فأصبَحْتُ فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا أباهُرَيرَةَ ما فعَل أسيرُك ) . قلتُ : يا رسولَ اللهِ شَكا حاجةً شديدةً وعِيالًا، فرحِمْتُه فخلَّيْتُ سبيلَه ، قال : (أماإنهكذَبَك،وسيعودُ ) . فرصَدْتُه الثالثةَ ، فجاء يحثو من الطعامِ ، فأخَذْتُه فقلتُ : لأرفعَنَّك إلى رسولِ اللهِ ، وهذا آخِرُ ثلاثِ مراتٍ تزعُمُ لا تعودُ ، ثم تعودُ ، قال : دعني أعلِّمُك كلماتٍ ينفَعُك اللهُ بها ، قلتُ ما هو ؟ قال : إذا أوَيْتَ إلى فِراشِك ، فاقرَأْ آيةَ الكرسِيِّ : { اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} . حتى تختِمَ الآيةَ ، فإنك لن يزالَ عليك من اللهَ حافِظٌ، ولا يقربَنَّك شيطانٌ حتى تُصبِحَ ، فخلَّيْتُ سبيلَه فأصبَحْتُ ، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ما فعَل أسيرُك البارِحَةَ ) . قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، زعَم أنه يُعَلِّمُني كلماتٍ ينفَعُني اللهُ بها فخلَّيْتُ سبيلَه ، قال : ( ما هي ) . قلتُ : قال لي : إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ ، فاقرَأْ آيةَ الكرسِيِّ من أولِها حتى تختِمَ : { اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } . وقال لي : لن يَزالَ عليك من اللهِ حافِظٌ ، ولا يقرَبُك شيطانٌ حتى تُصبِحَ - وكانوا أحرصَ شيءٍ على الخيرِ - فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أما إنه قد صدَقَك وهو كَذوبٌ ، تعلَمُ من تُخاطِبُ منذُ ثلاثِ ليالٍ يا أبا هُرَيرَةَ ) . قال : لا، قال : ( ذاكَ شيطانٌ))صحيح البخاري.
× ويتمثل الشيطان في صورة الكلب الأسود:
فعن أبي ذر الغفاري أن رسول الله صصصقال (الكلبُالأسوَدُشيطانٌ)صحيح مسلم.
× وتتمثل الجن في صورة حيات:
فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صصصقال (إنَّبالمدينةِنفرًامنالجن� �ِقد أسلموا . فمن رأى شيئًا من هذه العوامرِ فليؤذِنْه ثلاثًا . فإن بدا لهُ بعدُ فليقتلْه . فإنَّهُ شيطانٌ)صحيح مسلم.
والمقصود بالعوامر: الحيات.
ويستفاد من الحديث ما يلي:
1- أنه من رأي حية في البيت يطلب منها الخروج كأن يقسم عليها بالله أن تخرج وإلا قتلت فإن خرجت فبها وإلا يجوز قتلها بعد ثلاثة أيام ، والسبب في قتلها بعد ثلاث أنها لو كانت جنا مسلما لخرج فإن بقى فهو إما حية حقيقية وهي تستحق القتل أو شيطان كافر فهو يستحق القتل لأنه صار معتديا.
2- أن هذا الحكم خاص بحيات البيوت دون غيرها فلو رأى أحد حية خارج المنزل في الحقل أو غيره يجوز قتلها على الفور دون إمهالها وإنذارها.
3- أن هذا الحكم وهو القتل بعد ثلاثة أيام يستثنى منه نوع من الحيات يجوز قتله بدون إنذار ، وهو ما ورد ذكره في الحديث الذي رواه عبدالله بن عمر ، فعن عبدالله بن عمر أن رسول اللهقال(لا تقتلوا الجنان ، إن كل أبتر ذيطفيتين، فإنه يسقط الولد ، ويذهب البصر ، فاقتلوه)صحيح البخاري.
والجنان بكسر الجيم وتشديد النون ، جمع جان: وهي الحية الصغيرة ، وقيل: الرقيقة الخفيفة ، وقيل الدقيقة البيضاء التي تسكن البيوت.
وذي الطفيتين: هو الذي في ظهره خطان .
والأبتر: هو الغليظ الذنب ، كأنه قد قطع ذنبه.
وفي الحديث النهي عن قتل الحيات التي في البيوت ، إلا بعد الإنذار؛ إلا أن يكون أبتر أو ذا طفيتين فيجوز قتله بغير إنذار.
5) لهم القدرة على الولوج داخل أجسام الإنس:
فعن عثمان بن أبي العاص (لمَّا استعمَلني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ على الطَّائفِ جعلَ يعرضُ لي شيءٌ في صلاتي حتَّى ما أدري ما أُصلِّي ، فلمَّا رأيتُ ذلِكَ رحلتُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال:ابنَ أبي العاصِ؟ قلت: نعَم يا رسولَ اللَّهِ. قال: ما جاءَ بِك؟ قلت: يا رسولَ اللَّهِ ، عرضَ لي شيءٌ في صلواتي حتَّى ما أدري ما أصلِّي قال: ذاكَ الشَّيطانُ ادنُه فدنوتُ منْهُ ، فجلستُ على صدورِ قدميَّ ، قال: فضربَ صدري بيدِهِ ، وتفلَ في فَمي وقال: اخرُجْعدوَّاللَّهِففعلَ ذلِكَ ثلاثَ مرَّاتٍ ، ثمَّ قال: الحق بعَملِكَ قال: فقالَ عُثمان: فلعمري ما أحسَبُهُ خالطني بعدُ)بن ماجة وصححه الألباني.
هل بعد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قول وذلك أن أناسا ينكرون أن الجان يدخلون الأجسام ، فلما قال له رسول الله اخرج عدو الله فمن أين يخرج هل من داخل الجسد أم من الخارج؟.
6) أنهم يموتون:
قال تعالى (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)القصص88.
وقال تعالى (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)الرحمن26.
وعن عبدالله بن عباس (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقول " اللهمَّ ! لك أسلمتُ . وبك آمنتُ . وعليك توكلتُ . وإليك أنبتُ . وبك خاصمتُ . اللهمَّ ! إني أعوذ بعزَّتِك ، لا إله إلا أنت ، أن تُضِلَّني . أنت الحيُّ الذي لا يموتُ . والجنُّوالإنسُيموتون)صحيح مسلم.
والشيطان الأكبر أنظره الله إلى يوم الوقت المعلوم وهو وقت النفخة الأولى حيث يُصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله فيُصعق ضمن من يصعق ويذوق الموتة التي كتبها الله على كل مخلوقاته .
7) أنهم يأكلون ويشربون :
عن أبي هريرة (أنه كان يحملُ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إِداوَةً لوَضوئِه وحاجتِه ، فبينما هو يَتْبَعُه بها ، فقال: (مَنْ هذا؟) فقال: أنا أبو هُرَيرَةَ ، فقال: (ابْغِني أحجارًا أستَنفِضْ بها ، ولا تأتني بعظمٍ ولا برَوْثَةٍ) . فأَتَيْتُهُ بأحجارٍ أحملُها في طَرَفِ ثوبي ، حتى وضعْتُها إلى جنبِه ، ثم انصَرَفْتُ حتى إذا فرَغَ مَشَيْتُ ، فقُلْتُ: ما بالُ العَظْمِ والرَّوْثَةِ؟ قال(همامنطعامِالجنِّ ،وإنه أتاني وَفْدُ جِنِّ نَصيبينَ ، ونِعْمَ الجِنُّ ، فسَألوني الزَّادَ ، فدَعَوْتُ اللَّهَ لهم أن لا يَمُرُّوا بعظمٍ ، ولا برَوْثَةٍ إلا وجَدوا عليها طعامًا)صحيح البخاري.
وعن عبدالله بن مسعود (سألتُ علقمةَ : هل كان ابنُ مسعودٍ شهد مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةَ الجنِّ ؟ قال فقال علقمةُ : أنا سألتُ ابنَ مسعودٍ . فقلتُ : هل شهد أحدٌ منكم مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةَ الجنِّ ؟ قال : لا . ولكنا كنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ ليلةٍ . ففقدناه . فالتمسناه في الأوديةِ والشعابِ . فقلنا : استطير أو اغتيل . قال فبتنا بشرِّ ليلةٍ بات بها قومٌ . فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراءَ . قال فقلنا : يا رسولَ اللهِ ! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشرِّ ليلةٍ بات بها قومٌ . فقال أتاني داعي الجنِّ . فذهبتُ معه . فقرأت عليهم القرآنَ قال فانطلق بنا فأرانا آثارَهم وآثار نيرانَهم . وسألوه الزادَ . فقاللكمكلعظمٍذكر اسمُ اللهِ عليه يقع في أيديكم ، أوفر ما يكون لحمًا . وكلُّ بعرةٍ علفٌ لدوابِّكم . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فلا تستنجوا بهما فإنهما طعامُ إخوانِكم)صحيح مسلم.
وفي الحديثين السابقين : أن رسول الله دعا للجن المسلم أن يرزقهم الله في كل عظم ذكر اسم الله عليه أن يرجع عليه لحما أكثر مما كان ، وهذا خاص بالمسلم دون الكافر وخاص بالعظم الذي ذكر الله عليه عند أكله أول مرة.
وأن البعرة علف لدواب الجن.
وعن جابر بن عبدالله أن رسول الله صصصقال (إذا دخل الرجلُ بيتَه ، فذكر اللهَ عند دخولِه وعند طعامِه ، قال الشيطانُ : لا مَبيتَ لكم ولا عشاءَ . وإذا دخل فلم يذكر اللهَ عند دخولِه ، قال الشيطانُ : أدركتُمالمَبيتَ . وإذا لم يذكر اللهَ عند طعامِه ، قال : أدركتُمالمَبيتَوالعَشاءَ)
8) الجن يتكاثرون ويتناكحون:
فالجن يتزوجون وينجبون ، قال تعالى (لمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)الرحمن74.
فطالما يتأتى منه الطمث وهو الوطأ فذلك دليل التناكح والتزاوج.

9) سرعة الحركة:
ويدل على ذلك أن العفريت على عهد سليمان عليه السلام كان يستطيع أن يأتي بعرش ملكة سبأ من اليمن إلى فلسطين حيث نبي الله سليمان قبل أن يقوم من مجلس قضائه ، قال تعالى (قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ)النمل39.
والجن كان يسترقون السمع فيصعدون إلى السماء فلما بعث النبي منعوا خبر السماء وزيدت حراستها بالشهب ، قال تعالى (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا)الجن8.
وعن أبي هريرة أن رسول اللهصصصقال (إذا قضى الله الأمر في السماء ، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله ، كالسلسة على صفوان - قال علي : وقال غيره : صفوان ، ينفذهم ذلك - فإذا فزع عن قلوبهم ، قالوا : ماذا قال ربكم ، قالوا للذي قال : الحق ، وهو العلي الكبير . فيسمعها مسترقوالسمع ،ومسترقوالسمع هكذا واحد فوق الآخر - ووصف سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى ، نصبها بعضها فوق بعض - فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه ، وربما لم يدركه حتى يرمي بها الذي يليه ، إلى الذي هو أسفل منه ، حتى يلقوها إلى الأرض - وربما قال سفيان : حتى تنتهي إلى الأرض - فتلقى على فم الساحر ، فيكذب معها مائة كذبة ، فيصدق فيقولون : ألم يخبرنا يوم كذا وكذا ، يكون كذا وكذا ، فوجدنا حقا ؟ للكلمة التي سمعت من السماء)صحيح البخاري.
وعن عبدالله بن عباس (أخبرني رجلٌ من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من الأنصارِ ؛ أنهم بينما هم جلوسٌ ليلةً مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رُمِيَ بنجمٍ فاستنار . فقال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " ماذا كنتُم تقولون في الجاهليةِ ، إذا رُمِيَ بمثلِ هذا ؟ " قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . كنا نقول وُلِدَ الليلةَ رجلٌ عظيمٌ . ومات رجلٌ عظيمٌ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " فإنها لا يُرمَى بها لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه . ولكنَّ ربَّنا ، تبارك وتعالى اسمُه ، إذا قضى أمرًا سبَّح حمَلَةُ العرشِ . ثم سبَّح أهلُ السماءِ الذين يلونهم . حتى يبلغَ التَّسبيحُ أهلَ هذه السماءِ الدنيا . ثم قال الذين يلون حملةَ العرشِ لحملةِ العرشِ : ماذا قال ربُّكم ؟ فيخبِرونهم ماذا قال . قال فيستخبر بعضُ أهلِ السماواتِ بعضًا . حتى يبلغ الخبرُ هذه السماءَ الدُّنيا . فتخطَّفَالجنُّالسمعَ فيقذفون إلى أوليائِهم . ويرمون به . فما جاءوا به على وجهِه فهو حقٌّ . ولكنهم يقرِفون فيه ويزيدون)صحيح مسلم.
ومن الأحاديث السابقة : يتبين أن الجنة لا يعلمون الغيب ولكنهم يتسمعون أخبار السماء ويسمعون ما تقوله الملائكة حين يستخبر بعضهم بعضا ، فإذا افلتوا بها من الشهب ألقوا الخبر إلى الكاهن أو الساحر فيخلط بها مائة كذبة حتى يصدق الناس هذا الكذب كله بالمعلومة التي أخبر عنها صدقا والتي سمعها فيلبثوا على الناس أمور دينهم من هذا الباب.

الفصل السابع : المبالغة في قوة الجن وقدراتهم:

لقد بالغت الناس في الجن حتى جعلوا منهم أربابا في الأرض تعبد من دون الله واشتهر عنهم القصص والخرافات التي تخوف الناس منهم ومن قدرتهم فظنوا أنه يستطيعون أن يفعلوا أي شيء في كون الله من دون الله وأن لهم قدرات خارقة ولهم علم بكل شيء ونسوا هؤلاء أن الجن مخلوقات ضعيفة ذليلة خاضعة لقدرة الله الواحد الأحد القادر القدير المقتدر فلا يكون في كون الله إلا ما أراد فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، بل إنهم مفتقرون إلى الله كما الإنسان في كل شيء في الرزق والطعام والشراب و الحفظ وغيرها من الأمور فمن ذا الذي يرزقهم طعامهم وشرابهم؟
والجن والشياطين لا يستطيعون أن يضروا أحدا أو ينفعوه إلا إذا أراد الله ذلك وكان موافقا لقدر الله المكتوب في اللوح المحفوظ ، فعن عبدالله بن عباس أن رسول الله صصصقال (يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ ،رُفِعَتِالأقلامُوجفَّتِ الصُّحفُ)الترمذي وصححه الألباني.
ومعنى قوله رفعت الأقلام وجفت الصحف: أي ما قدره الله وكتبه في اللوح المحفوظ قد انتهى فرفع القلم عن الكتابة في اللوح ومن ثم فلا يتغير قضاء الله وقدره ولا يكون إلا ما قدره الله سبحانه وتعالى.
والناس قد إتخذوا الجن أرباب يخافون منهم كخيفتهم من الله بل أشد وظنوا أنهم ينفعون ويضرون من دون الله :
× فمن يريد النجاح في الدراسة ذهب للساحر لكي يصنع له سحرا يقوم بموجبه الجن بمهمة إنجاحه في الدراسة.
× ومن كان مريضا ذهب إلى الساحر لكي يصنع له سحرا يقوم بموجبه الجني بمهمة شفائه وعلاجه.
× ومن خسر في تجارته ذهب إلى الساحر لكي يصنع له سحرا يقوم بموجبه الجني بمهمة إرباحه.
× ومن تأخرت في زواجها تذهب للساحر لكي يصنع لها سحرا يقوم بموجبه الجني بمهمة تزويجيها.
× ومن تأخر إنجابه يذهب إلى الساحر لكي يصنع له سحرا يقوم بموجبه الجني بمهمة إنجابه.
× ومن يبحث عن عمل يذهب إلى الساحر لكي يصنع له سحرا يقوم بموجبه الجني بمهمة تشغليه.
فصارت الأمور كلها تطلب من السحرة والجن والشياطين ولا حول ولا قوة إلا بالله وتناسوا أن الله بيده مقاليد كل شيء وكل شيء في هذا الكون خاضع لأمره وتقديره وقدره.
ونجد الناس قد صرفت كثيرا من العبادات للجن ، قال تعالى (قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ)سبأ41.
ومعنى الآية: قالت الملائكة يوم القيامة: ننزهك يا ألله عن أن يكون لك شريك في العبادة ، أنت وليُّنا الذي نطيعه ونعبده وحده ، بل كان هؤلاء يعبدون الشياطين ، أكثرهم بهم مصدقون ومطيعون.
والجن الذي يطلب الناس منه تحقيق الرغبات وإليه تصرف العبادات يبتغي ما عند الله سبحانه ويعبد الله فيرجوا رحمته ويخافه ويخشى عذابه ، قال تعالى (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا )الإسراء57.
وورد في سبب نزول هذه الآية : أن الناس كانت تعبد مجموعة من الجن وهؤلاء الجن أسلموا لله رب العالمين ويرجون رحمة الله ويخافون عذابه ويعبدون الله و الناس لا تعلم ما حصل ولا زالت تعبدهم وتدعوهم من دون الله سبحانه وتعالى .
فن عبدالله ابن مسعود (في قوله عزَّ وجلَّ : أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ [ 17 / الإسراء / 57 ] . قال : كاننفرٌمنالجنِّأسلَموا . وكانوا يعبدون . فبقِي الذين كانوا يعبدون على عبادتِهم . وقد أسلم النَّفرُ من الجنِّ)صحيح مسلم .
عن عبدِاللهِ بنِ مسعودٍ :( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ . قال : نزلت في نفرٍ من العربِ كانوا يعبدون نفرًا من الجنِّ . فأسلمالجنِّيُّونَ . والإنسُ الذين كانوا يعبدونهم لا يَشعرون . فنزلت : أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ)صحيح مسلم.
ومن أمثلة العبادات التي تصرف للجن ما يلي:
1- دعاء الجن من دون الله فيما لا يقدر عليه إلا الله وهذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة كدعائهم بالشفاء أو الحفظ أو غير ذلك.
2- الإستغاثة والإستعانة بالجن فيما لا يقدر عليه إلا الله.
3- إعتقاد أنهم ينفعون أو يضرون من دون الله وذلك من الشرك الأكبر.
4- الخوف من الجن أكثر من الخوف من الله.
5- الذبح للجن ، فالذبح عبادة ولا تصرف إلا لله.

الفصل الثامن :ما هي أسباب إستطالة الجن على الإنسان؟

إن من أسباب إستطالة الجن على الإنسان بحيث أصبح لهم سلطان عليهم ما يلي:
1- الخوف الشديد منهم وذلك للقصص والأساطير والخرافات التي تشتهر عن الجن وقدرتهم وقوتهم الخارقة حتى صرنا نخوف أبنائنا بالجن والعفاريت.
2- ضعف الإيمان وقلة الطاعات ، فهم ليس لهم سلطان إلا على الذين يتبعونهم من الكفار والعصاة .

الفصل التاسع : الجن مخلوقات ضعيفة:

قال تعالى (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)النساء76.
والشيطان ليس له سبيل على عباد الله الصالحين ، قال تعالى(إنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ)الحجر42.
فالشيطان ليس له سبيل على إجبار الناس على الكفر أو المعاصي ولكنه يزين لهم ذلك فقط فكل مهمته هي الوسوسة والإغواء عن طريق التزيين قال تعالى (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)الحجر39.
والجن والشياطين مخلوقات ضعيفة ومن المظاهر التي تدل على ضعفهم ما يلي:
1- أنها تخاف من الصالحين وتفر منهم:
ومن ذلك أنها كانت تفر وتخاف من عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، فعن بريدة بن الحصيب الأسلمي أن رسول الله قال (إنَّالشيطانُلَيَفْرَقُمِ� �كَ يا عُمَرَ)صححه الألباني.
وعن عائشة أم المؤمنين أن رسول اللهصصصقال (إنِّي لأنظرُ إلى شياطينِ الجنِّ والإنسِ قدفرُّوامِنعمرَ)الترمذي وصححه الألباني.
وهذا الأمر ليس خاصا بعمر رضي الله عنه ولكنه خاص بكل مؤمن قوي بحيث يقهر شيطانه ، وفي الحديث الذي رواه أبي هريرة وحسن الشيخ الألباني إسناده أن رسول الله قال (إنَّ المؤمنَ ليُنضي شياطينَه ؛ كمايُنضيأحدُكم بعيرَه في السَّفرِ) .
ومعنى ينضي شيطانه : أي يأخذ بناصيته فيغلبه ويقهره كما يفعل بالبعير أي يخضعه له ويذله ويتمكن منه ويقوده.
2- تمكن رسول الله من الجن والإمساك بهم :
فعن أبي الدرداء (قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . فسمِعْناه يقولُ أعوذُ باللهِ منك ثم قال ألعَنُك بلَعنَةِ اللهِ ثلاثًا . وبسَط يدَه كأنَّه يتَناوَلُ شيئًا . فلما فرَغ منَ الصلاةِ قُلْنا : يا رسولَ اللهِ ! قد سمِعْناك تقولُ في الصلاةِ شيئًا لم نَسمَعْك تقولُه قبلَ ذلك . ورأَيناك بسَطتَ يدَك . قال إنَّعَدُوَّاللهِ،إبليسَ،ج اءبشِهابٍمن نارٍ ليَجعَلَه في وجهي . فقلتُ : أعوذُ باللهِ منك . ثلاثَ مراتٍ . ثم قلتُ : ألعَنُك بلَعنَةِ اللهِ التامةِ . فلم يَستَأخِرْ . ثلاثَ مراتٍ . ثم أرَدتُ أخْذَه . واللهِ ! لولا دَعوةُ أخينا سُلَيمانَ لأصبَح مُوَثَّقًا يَلعَبُ به وِلدانُ أهلِ المدينةِ)صحيح مسلم.
وهذا قد حدث مع رسول الله غير مره ومن ذلك الحديث الذي رواه أبي هريرة أن رسول الله قال(إنعفريتًامنالجنِّتفلّ� �ت البارحةَ ليقطعَ عليَّ صلاتي ، فأمكنني اللهُ منه فأخذتُه ، فأردتُ أن أربطَه على ساريةٍ من سواري المسجدِ حتى تنظروا إليه كلُّكم ، فذكرت دعوةَ أخي سليمانَ : { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي } . فرددتُه خاسئًا)صحيح البخاري.
ففي الحديث الأول كان إبليس اللعين وفي الحديث التالي كان عفريتا من الجن فانتبه.
3- عجزهم عن الإتيان بالمعجزات التي جاءت بها الرسل:
فعندما زعم بعض الكفرة أن القرآن من صنع الشياطين فكذبهم الله في زعمهم ، قال تعالى (ومَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ* وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ* إنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ)الشعراء 210 : 212.
وتحدى الله بالقرآن الإنس والجن على أن يأتوا بمثله ، قال تعالى (قلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)الإسراء88.
4- عجزهم عن التمثل بالرسول في الرؤيا :
فعن أنس بن مالك أن رسول الله صصصقال(مَنرآنيفي المنامِ فقد رآني ، فإنَّ الشيطانَ لا يَتَخَيَّلُ بي ، ورُؤْيا المؤمنِ جُزْءٌ من سِتَّةٍ وأربَعِينَ جزءًا من النُّبُوَّةِ)صحيح البخاري.
5- أنهم لا يستطعيون تجاوز حد معين في الفضاء:
قال تعالى (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ* فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ)33 : 35.
فالجن مع قدراتهم وسرعة حركتهم لهم مجالات لا يستطيعون أن يتعدوها وإلا أهلكوا بالشهب التي تحرقهم.
6- لا يستطيعون فتح باب أغلق وذكر اسم الله عليه:
فعن جابر بن عبدالله أن رسول اللهصصصقال(إذا كانَ جُنحُ اللَّيلِ أو أمسَيتُم فكفُّوا صِبيانَكم فإنَّ الشَّياطينَ تنتشِرُ حينئذٍ فإذا ذهبَ ساعةٌ منَ اللَّيلِ فخلُّوهم فأغلقوا الأبوابَ واذكروا اسمَ اللَّهِفإنَّالشَّيطانَلاي فتَحُبابًا مغلقًا وأوكوا قِرَبَكم واذكروا اسمَ اللَّهِ وخَمِّروا آنيتَكم واذكروا اسمَ اللَّهِ ولو أن تعرُضوا عليها شيئًا وأطفِئوا مصابيحَكم)صحيح البخاري.
وعن جابر بن عبدالله أن رسول اللهصصصقال (أغلقوا أبوابكم ، وخمروا آنيتكم ، وأطفئوا سرجكم وأوكئوا أسقيتكم ، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ،ولايكشفغطاء، ولا يحل وكاء ، و إن الفويسقة تضرم البيت على أهله)صححه الألباني.
وأوكوا قِرَبَكم:أي أغلقوا قرب الماء بشد الرباط.
وخَمِّروا آنيتَكم :غطوا واستروا أوانكم الخاصة بالطعام وغيرها.
ويستفاد من الأحاديث السالفة الذكر: أن الشياطين لا يفتحون بابا مغلقا ذكر عليه اسم الله ولا يفتحون إناء ذكر اسم الله عليه ولا وعاء ماء ذكر اسم الله عليه وأن الشيطان لا يكشف غطاء ، وأمر الرسول بإطفاء المصباح وهذا كان عندما كان المصباح فيه فتيل يشتعل نارا فكان الشيطان يؤز الفويسقة أي الفأرة فتضرم في البيت النار.
7- قوتهم محدودة:
يقول تعالى (فلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) سبأ14.
فقوله تعالى (مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) تدل على أن قوتهم محدودة فإن الأعمال التي كلفهم بها سليمان عليه السلام كانت شاقة بالنسبة لهم وكانت عذابا يهينهم ، ومن ثم فإن قدراتهم محدودة وعلمهم محدود وليس كما يظن الناس أن قدراتهم مطلقة.

الفصل العاشر :أسلحة المؤمن في حربة مع الشيطان:

1) الحذر والحيطة:
فهذا العدو الخبيث الماكر حريص على ضلال بني آدم وقد علمنا أهدافه ووسائله في الإضلال فبمقدار علمك بهذا العدو وبعلم أهدافه ووسائله والسبل التي يضلنا بها تكون نجاتنا منه أما إذا كان الإنسان غافلا عن هذه الأمور فإن عدوه يأسره ويوجهه الوجهة التي يريد.
2) الإلتزام بالكتاب والسنة:
فالإلتزام بالقرآن والسنة علما وعملا من أقوى أسلحة المسلم تجاة الشيطان فالكتاب والسنة الصراط المستقيم والشيطان يجاهد لكي يخرجنا عن هذا الصراط ، قال تعالى (أَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)الأنعام153.
وشرح رسول الله هذه الآية وبينها ، فقد روى عبد الله بن مسعود عنه (خطرسولالله صلى الله عليه وسلم خطا بيده , ثم قال : هذا سبيل الله مستقيما . وخط على يمينه وشماله , ثم قال : هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه . ثم قرأ : { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله{)صححه أحمد شاكر.
وعن جابر بن عبدالله (كنَّا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فخَطَّ خطًّا ، وخطَّ خطَّينِ عن يمينِهِ ، وخَطَّ خطَّينِ عن يسارِهِ ، ثمَّ وضعَ يدَهُ في الخطِّ الأوسَطِ ، فقالَ: هذاسبيلُاللَّهثمَّ تلا هذِهِ الآيةَ: ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)بن ماجة وصححه الألباني.
فاتباع ما جاءنا من عند الله من عقائد وأقوال وأعمال يجعل العبد في حرز من الشيطان.
3) الإلتجاء إلى الله والإحتماء به:
قال تعالى (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )فصلت36.

ومن ذلك الإستعاذة بالله في كل الأحوال وخاصة في الحالات التالية:

1- عند دخول المسجد:
فعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صصصقال (كان إذا دخل المسجدَ قالأعوذُباللهِالعظيمِوبوج هِه الكريمِ وسلطانِه القديمِ من الشيطانِ الرجيمِ قال أقطُّ ؟ قلتُ: نعم. قال فإذا قال ذلك قال الشيطانُ: حُفِظَ مني سائرَ اليومِ)أبي داود وصححه الألباني.
فهذا التعوذ وهذا الدعاء من قاله عصم من الشيطان سائر اليوم.
2- في دعاء الإستفتاح في الصلاة:
فيتعوذ المرء من الشيطان في دعاء الإستفتاح في بداية صلاته ، وذلك حتى لا يحول الشيطان بين المرء وصلاته ومن ذلك ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم ، فعن أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ( كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا قامَ منَ اللَّيلِ كبَّرَ ثمَّ يقولُ سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ وتبارَكَ اسمُكَ وتعالى جدُّكَ ولا إلَهَ غيرَكَ ثمَّ يقولُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ثلاثًا ثمَّ يقولُ اللَّهُ أَكبرُ كبيرًا ثلاثًاأعوذُباللَّهِالسَّم يعِالعليمِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ من همزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ ثمَّ يقرأُ)أبي داود وصححه الألباني.
والهمز: الخنق-والنفخ : الكبر - والنفث: الشِعر الخبث.
ودعاء الإستفتاح :هو الذي يستفتح به العبد الصلاة وذلك بعد تكبيرة الإحرام.
3- عند دخول الخلاء:
فكان النبي يستعيذ منهم عند دخول الخلاء وذلك لأنه مسكن الشياطين ، فعن أنس بن مالك (كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا دخلَ الخلاءَ قال: اللهم إني أعوذُ بك مِنالخُبْثِ،والخبائثِ)صحي� � مسلم.
والخلاء هو مسكن الشياطين وليس الجن المسلم كما يظن البعض والحديث صريح في التعوذ من الشياطين فليس الجن المسلم من الخبث والخبائث فانتبه.
4- عند الغضب:
لأن الإنسان في غضبه يكون سهل الإنقياد وسهلا على الشيطان أن يقوده حيث شاء وذلك بإرتكاب المنكرات والمحرمات ، فعن سليمان بن صرد (كنتُ جالسًا معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورجلانِ يَستَبَّانِ ، فأحدُهما احمَرَّ وجهُه وانتفخَتْ أوداجُه ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنيلأَعلَمُكلمةًلو قالها ذهَب عنه ما يَجِدُ ، لو قال : أعوذُ باللهِ منَ الشيطانِ ، ذهَب عنه ما يَجِدُ)صحيح البخاري.
يستبان : يتشاتمان أي يسب ويشتم كل منهما الآخر.
5- عند الجماع:
فعن عبدالله بن عباس أن رسول الله صصص قال (لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال : باسم الله ،اللهمجنبناالشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا)صحيح البخاري.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه من قال ذلك الدعاء لا يشاركه الشيطان في إتيانه لأهله فإن الشيطان يلتف حول ذكر الرجل فإن قال هذا الدعاء ذهب وفر وإن لم يقوله الرجل شاركه في جماعه لأهله.
6- عند النزول إلى مكان غريب:
فعن خولة بنت حكيم أن رسول اللهصصصقال (لو أنَّ أحدَكُم إذا نزلَ منزلاً قالَ : أعوذُبِكَلماتِاللَّهالتَّ امَّةِمن شرِّ ما خلَق لم يَضرَّهُ في ذلكَ المنزلِ شيءٌ حتَّى يرتحلَ منهُ)بن ماجة وصححه الألباني.

7- إذا فزع من النوم:
فعن عبدالله بن عمرو(أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ يُعلِّمُهُم منَ الفزَعِ كلِماتٍ : أعوذُبِكَلماتِاللَّهِالتّ َامَّةِ، من غَضبِهِ وشرِّ عبادِهِ ، ومن هَمزاتِ الشَّياطينِ وأن يحضُرونِ)أبي داد وصححه الألباني.
8- عند سماع نهيق الحمار:
فعن أبي هريرة أن رسول اللهصصصقال (إذا سمِعتُم صِياحَ الدِّيَكَةِ فاسأَلوا اللهُ من فضلِه ، فإنها رأَتْ ملَكًا ، وإذا سمِعتُم نَهيقَالحمارِفتعوَّذوا باللهِ منَ الشيطانِ ، فإنه رأى شيطانًا)صحيح البخاري.
9- عند قراءة القرآن:
لأنه يريد أن يحول بين الإنسان وبين تحقيق المراد من القراءة ، قال تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)النحل98.
* تعويذ الأبناء والأهل:
عند عبدالله بن عباس (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يعوذُ الحسنَ والحسينَ ، ويقولُ : ( إنَّ أباكما كان يعوذُ بها إسماعيلَ وإسحاقَ : أعوذُبكلماتِ اللهِالتامةِ، من كلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ ، ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ)صحيح البخاري.
إنَّ أباكما:يقصد إبراهيم عليه السلام.
كلماتالله (http://forum.df66.com/t42594.html)بشكل عام :كاملة تامة لا نقص فيها بأي وجه من الوجوه كما يدخل كلام البشر وتنقسم إلى :
الكلمات الكونية :التي يخلق بها وهي كن فيكون .
الكلمات الشرعية :وهو ما أنزله من الوحي على رسله و أنبياءه.

وقد اختلف العلماء في المراد بكلمات الله التامات هنا في هذا الحديث على قولين :

القول الأول: أنها أسماء الله الحسنى وصفاته العليا بأن يستعيذ بأسمائه فيقول: أعوذ بالسميع العليم ، أو بصفاته فيقول: أعوذ برحمة الله وقوة الله وكبرياء الله .
والقول الثاني: أن المراد بكلمات الله هو القرآن الكريم ، فإن القرآن كلامه ، تكلم به سبحانه ونزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم ، ووصفت الكلمات بالتامات لأنها سالمة من العيوب والنقائص التي تعتري أسماء وصفات البشر على القول الأول ، وعلى القول الثاني فالقرآن سالم من النقص والعيوب التي تعتري كلام البشر، لذا أعجز العرب مع فصاحتهم وبلاغتهم أن يأتوا بمثل أقصر سورة فيه.
الهامة : واحدة الهوام وهي كل ما يهيم ويدب على وجه الأرض من العقارب والحيات والوحوش وغيرها من الدواب التي يخشى على الإنسان منها.
عين لامّة : العين وهي ما يصيب الإنسان من نظرة حاسد فتؤثر في المحسود ، ولامّة أي إنها تلم بالإنسان وتصيبه أو تقع عليه .
لميضره (http://forum.df66.com/t42594.html)شيء : من شيطان أوهامة أو سارق أو غير ذلك .

* خير ما تعوذ به المتعوذون:
فعن عقبة بن عامر أن رسول الله صصصقال(ياعقبة بن عامر ! { قل هو الله أحد } ، و { وقل أعوذ برب الفلق } ، و { قل أعوذ برب الناس{ ما تعوذ بمثلهن أحد)صححه الألباني.
4) كثرة الذكر:
وذلك لأن الشيطان يخنس ويضعف عند الذكر ، قال تعالى (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَهِ النَّاسِ* مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)الناس1 : 6.
وعثرت دابة فقال الصحابي تعس الشيطان فقال له النبي صصص (لا تقلتَعِسَالشيطانُ؛ فإنك إذا قلتَ ذلك تعاظمَ حتى يكونَ مثلَ البيتِ ، ويقولُ: بقوتي ، ولكن قل: بسمِ اللهِ ؛ فإنك إذا قلتَ ذلك ، تصاغرَ حتى يكونَ مثلَ الذبابِ)أبي داود وصححه الألباني.
5) لزوم جماعة المسلمين:
فيجب على المسلم أن يلزم جماعة الحق وأن يختار لنفسه الصحبة الصالحة التي تعينه على الحق وتحضه عليه وتنهاه عن السوء وتذكره بالخيرات ، فعن عمر بن الخطاب أن رسول اللهقال (علَيكُم بالجماعةِ وإيَّاكم والفُرقةَفإنَّالشَّيطانَم عَالواحدِوَهوَ منَ الاثنَينِ أبعدُ مَن أرادَ بَحبوحةَ الجنَّةِ فلْيلزَمُ الجماعةَ)الترمذي وصححه الألباني.
بَحبوحةَ الجنَّةِ :سعة الجنة .
وعن أبي الدرداء أن رسول الله صصصقال(ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استحوذَ عليْهمُ الشَّيطانُ فعليْكم بالجماعةِ فإنَّما يأْكلُ الذِّئبُالقاصيةَ)النسائي وصححه الألباني.
والقاصية : أي الغنم البعيدة عن القطيع ، أي أن الشيطان يستحوذ ويسيطر على من هو بعيد عن الجماعة.
6) التوبة والإستغفار:
فبالتوبة والإستغفار والمسارعة فيهما يهدم العبد ما فعله الشيطان به من قبل ، بل إذا استقام العبد على الإيمان والعمل الصالح بعد التوبة بدلت سيئاته حسنات وذلك لا شك يحزن الشيطان ويبكيه أنه بعد العمل الشاق والوسوسة وإستجابة العبد بالمعاصي ثم يتوب منه فتغفر ثم يبدلها الله حسنات فهذا لا شك يحزن الخبيث عدو الله.


الخــــــلاصـــــة


وعن أبي سعيد الخدري (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال إبليس : يا رب , وعزتك لا أزال أغوي بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسادهم . فقال الله : وعزتي وجلاليلاأزالأغفرلهم ما استغفروني)صححه أحمد شاكر.

من أسحلة المؤمن في حربة مع الشيطان ما يلي:
1- الحيطة والحذر من مكر الخبيث وحيله ، ويجب التعرف على حيله ومكائده حتى يتجنبها المسلم.
2- إلتزام الكتاب والسنة ، فهم سبيل النجاة ومن تركهما ضل الطريق فاستحوذ عليه الشيطان.
3- إلتزام جماعة المسلمين فإن الشيطان لا يستحوذ إلا على البعيد الشريد عن الجماعة.
4- كثرة الذكر ، فإن الشيطان لا يتمكن إلا من القلب الغافل عن ذكر مولاه.
5- كثرة الإستغفار والتوبة فإنه يحزن الشيطان ويرهقه.
6- اللجوء إلى الله لحمايته من كيد الشيطان والتعوذ الدائم من الشيطان في كل أحواله من عبادات أو جماعه لأهله أو عند دخول الخلاء أو النزول في الأماكن الغريبة والخربة والخالية وغير ذلك من الأحوال ، ويشرع للمرء أن يعوذ أهله وأبنائه كما كان النبي يعوذ الحسن والحسين ، وأن أفضل ما تعوذ به المتعوذون سورة الإخلاص والفلق والناس.



من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية







لتحميل الكتاب أدخل على الرابط التالي - في الملتقى - المرفقات أسفل الموضوع


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807)