تحليل : ما هو السبب الأبرز لإصابة اللاعبين

[الاهلي الراقي]

تعتبر الإصابات الهاجس الأساسي للاعبي كرة القدم بجانب تحقيق الانتصارات لأنها قادرة على إنهاء مسيرة كاملة للاعب او على الأقل عرقلتها ..والمشكلة أنها واردة الحدوث في أي حركة مهما كانت صغيرة مما يجعل الوقاية منها صعبة لأنه لا يمكن للاعب أن يتحكم في تحركاته أثناء المباراة رغم أساليب الوقاية الكثيرة التي يتبعها، وفي هذا التحليل نحدد من وجهة نظر فنية ” وليس طبية” أسباب الإصابات الكثيرة التي يعاني منها اللاعبون هذه الأيام .

الالتحامات داخل أرضية الملعب : تعتبر الاحتكاكات داخل أرضية الملعب أحد المسببات الأساسية للإصابات …فمع السرعات العالية التي يتحرك بها اللاعبون وقوة اندفاعهم وتنافسهم فإن احتمالية الإصابة تزداد بشدة ، ومن ضمن هذا البند تأتي التدخلات العنيفة على اللاعبين خاصة النجوم منهم ذوي المهارات الخاصة وهو ما يعلي الأصوات دائماً بضرورة حمايتهم بما في ذلك من حماية لرياضة كرة القدم ككل

ضغط الروزنامة الشديد : اللاعبون المحترفون يلعبون أكثر من 60 مبارة خلال الموسم الواحد مابين دوري وكأس ومسابقات قارية وأخرى دولية …وفي بعض الحالات يلعب اللاعبون المساكين ثلاث مباريات في أسبوع واحد مما يزيد من احتمالية الإصابة بشدة .

إعداد ما قبل المباريات : هو أحد الاسباب الهامة أيضاً، ففي كثير من الحالات لا يتم إحماء عضلات اللاعبين بالشكل السليم قبيل المباريات مما يجعلها أكثر عرضة للإصابات .

طريقة اللعب : كلما كانت طريقة اللعب بدنية أكثر كان الفريق عرضة للإصابات أكثر لأن الالتحامات تزيد …وكلما كان الفريق مهاريا أكثر ويعتمد على تدوير الكرة أكثر قلت الإصابات في صفوفه لأن اللاعب يركز على نظيره المحتفظ بالكرة أكثر من أي شيء آخر، وكلما كان أسلوب الفريق هجومياً أكثر كانت الإصابات فيه أقل والعكس دفاعياً فكلما زاد التركيز على الدفاع تكثر الإصابات لأن الفريق يلعب على تلقي الفعل ورد الفعل أولاً وهو مضطر للاحتكاك مع الخصم لفرض أسلوبه ثانياً

المدرب : وهو من وجهة نظر خاصة أهم سبب في الإصابات اللاعبين من عدمها لأنه الشخص المسؤول عن وضع برامج الإعداد الفني والبدني، فبناء على رؤيته الفنية للفريق يوضع برنامج التدريب ويغلب فيه الناحية البدنية أو الفنية أو المهارية ، ومن أبرز المدربين الناجحين في فترات ما قبل الموسم ومن أكثر المدربين نجاحاً في حماية لاعبيه بيب غوارديولا …فهو يركز على تشكيلة محددة لتلعب بكل البطولات ، وقد لوحظ تماماً أن هذه التشكيلة كانت محمية وبشكل كبير من الإصابات مما جعلها تفوز بالعديد من الألقاب على مر السنوات وهو ما ينطبق أيضاً على السير أليكس فيرغسون الذي كان يعرف تماماً كيفية الحفاظ على لاعبيه وحمايتهم عبر برامج إعداد عالية المستوى …وفي كلا الحالتين يتدخل المدربان في الطواقم الطبية والعلاجية والتي تلعب دوراً كبيراً جداً في إعادة التأهيل …أما المثال الأفشل في هذا الموضوع فهو مدرب ميلان ماسيمليانو أليغري الذي يعاني فريقه بداية كل موسم من كمية هائلة من الإصابات ترافقه على مدار العام وهو ما يعني بشكل واضح مسؤوليته عن هذا الأمر حيث أن برامج الإعداد البدنية التي يتبعها غير متوافقة مع نوعية لاعبيه والأمر نفسه الذي ينطبق على مدرب نادي أرسنال أرسين فينغر الذي يعاني فريقه دائماً من مشاكل معظمها قبل الدخول إلى المباريات .