المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل من عبد صالح أو أمة صالحة يدعو لهذه الفتاة المغرر بها في هذا النكاح الغير صالح ؟



أهــل الحـديث
04-11-2013, 08:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


يقول أحد أعضاء ملتقى أهل الحديث:



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه ومَنْ تبِعَهُ بإحسان إلى يوم الدِّين، أما بعد:

ابنة خالتي شابة مستقيمة -أحسبها كذلك والله حسيبها- حيية، تناهز العشرين عاماً من عمرها، أنعم الله تعالى عليها بالذكاء والفهم والحفظ، ترتيبها في مراحلها الدراسية بين الأولى والثانية، محبة للطاعة، تصوم وتقوم -ولو أحياناً-، مبادرة بحضور المحاضرات والدروس العلمية متى ما تيسَّر حصول ذلك في بلدتنا، تحفظ من القرآن العزيز شيئاً طيباً، وهي عازمة على إتمام حفظه -بإذن الله تعالى-، لا تحب النظر لشاشة التلفاز ولا الاستماع للأغاني، تحب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دعاها أخٌ لها يوماً لتُحضر له شاحن الجوال فامتنعَتْ وقالت ما معناه: (أنت تستمع به للأغاني ولن أعينك على ذلك) -زادها الله تعالى من فضله وأتم الله عليها نعمته-.

تقدَّم لخطبتها الأخ الأصغر لزوج أختها الكبرى، وهو شاب غير مستقيم، مبتلى بأكل القات والنظر لشاشة التلفاز والاستماع للأغاني والكذب أحياناً، وربما تهاون بالصلاة أحياناً، وغير ذلك، ولا أدري كيف هو في العقيدة لِما ينتشر عندنا من العقائد الفاسدة -نسأل الله تعالى العافية-، لا يُحسن كتابة عدة أسطر كتابةً خالية من الأخطاء الإملائية وبالتالي فلن يحسن تلاوة القرآن العزيز؛ فهو إذن غير كفء لها، لا من جهة الدِّين ولا من جهة العقل.

في البداية هي امتنعَتْ عن قبول خطبته لها، ثم بعد محاولة أمها وأختها معها وأمام عاطفة الأمومة وأمام قلة خبرة الفتاة بالحياة وتغرير أخوات الخطيب لها بأن أخاهم طيب وأنها ستتمكن من نصحه ولعل الله أن يهديه على يدها؛ قبلتْ الفتاة الخطبة متعاطفة مع نسائها وعلى أملٍ واهٍ لا أساس له في الشرع الحنيف.

حاولتُ أنا وأخوها المستقيم -والله تعالى حسيبه- أن نفسخ الخطبة، ولكن لم يكن لذلك جدوى أمام انفعالات أمهم النفسية التي ملأتْ بها البيت حتى أخافتْ جميع أولادها -ذكوراً وإناثاً- من مراجعتها في ذلك، حتى الأخ المستقيم ضعف أمام هذه الانفعالات النفسية، لا سيما وأن أمهم مصابة بمرض السكر -عافانا الله تعالى وإياكم من البلايا-.

اتصلتُ ببعض إخوتها المغتربين لعل بعضهم يتفهَّم الأمر ويبادر بإنقاذ أخته من هذه البلية العمياء، فما كان منهم إلا إبداء الخوف من مواجهة أمهم وأن لها القول في ذلك؛ فهي الأم والأب عندهم بعد موت أبيهم.

لم أفكر في طرح الموضوع هنا إلا مع اقتراب موعد الزفاف، ولكني أعلم أن رحمة الله ولطفه إذا تنَزَّلتا كانتا -بقدرة الله تعالى- أسرع من لمح البصر، (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون)، سبحانه تعالى وبحمده.

إن القلب ليعتصر ألماً وحسرةً، ولا نقول إلا ما يُرضي ربَّنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

فأدعو إخواني وأخواتي في الله تعالى أن يرفعوا أكُفَّ الضراعة إلى الله تعالى العليم القدير في جوف الليل وفي ساعات الإجابة، ومن كان منكم له رحم صالح، كأمٍّ عابدة أو جدّةٍ طائعة أو أب ساجد لربه أو جدٍّ ذاكر لمولاه؛ فليطلب منه الدعاء أيضاً، لعل الله تعالى أن يتغمَّد ابنة خالتي برحمته وأن يتولاها بلطفه ويصرف عنها هذا النكاح الغير صالح، إنه تعالى سميع الدعاء.

اللهم يا كريم يا منان أتمم نعمتك على أمَتِك ( خولة ) واصرف عنها نكاح السوء، وارزقها زوجاً صالحاً تُتمُّ به عليها نعمتك وترشدها به إلى ما فيه صلاح دينها ودنياها، إنك أنت اللطيف الخبير.


الاثنين / 30 / شهر ذي الحجة / 1434 هجرية.