المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة إمساك الشيخ الألباني رحمه الله عن الطعام أربعين يومًا للعلاج



أهــل الحـديث
03-11-2013, 05:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم







قصة إمساك الشيخ الألباني رحمه الله عن الطعام أربعين يومًا للعلاج

يقول الشيخ الألباني رحمه الله في ((سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة))(1/418): (( 252ـ (البِطْنَةُ أصلُ الدَّاءِ، والحِمْيَةُ أصلُ الدَّواءِ، وعوِّدوا كلَّ جسمٍ ما اعتادَ).

لا أصل له. وقد أورده الغزالي في ((الإحياء) مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم! فقال الحافظ العراقي في ((تخريجه)): ((لم أجد له أصلًا)).

وأقره الحافظ السخاوي في ((المقاصد الحسنة)) (1035)، وقال المحقق ابن القيم في ((زاد المعاد)) (3 /97) :

((وأما الحديث الدائر على ألسنة كثير من الناس: الحمية رأس الدواء، والمعدة بيت الداء، وعوِّدوا كل جسم ما اعتاد. فهذا الحديث إنما هو من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب، ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قاله غير واحد من أئمة الحديث)).

لكن ذكر السخاوي أن الخلال روى من حديث عائشة:

((الأزم دواء، والمعدة داء، وعوِّدوا بدنًا ما اعتاد)).

وظاهره أنه مرفوع، وقد صرح بذلك السيوطي في ((الدرر)) كما في ((كشف الخفاء)) (2 / 74 / 1788)، وأورده في ((الجامع الكبير)) (1 / 320 / 2)، ولكنهم لم يذكروا إسناده لينظر فيه، وغالب الظن أنه لا يصح، والله أعلم.

ثم رأيت ابن القيم ذكره في ((الزاد)) (3 / 102) من كلام الحارث بن كلدة أيضًا بهذا اللفظ وهو الأشبه.

ثم قال ابن القيم:

((والأزم: الإمساك عن الأكل، يعني به: الجوع، وهو من أكبر الأدوية في شفاء الأمراض الامتلائية كلها، بحيث إنه أفضل في علاجها من المستفرغات)).

وبهذه المناسبة أقول: لقد جوعت نفسي في أواخر سنة 1379 أربعين يومًا متتابعًا،لم أذق في أثنائها طعامًا قط، ولم يدخل جوفي إلا الماء! وذلك طلبًا للشفاء من بعض الأدواء، فعوفيت من بعضها دون بعض، وكنت قبل ذلك تداويت عند بعض الأطباء نحو عشر سنوات دون فائدة ظاهرة، وقد خرجت من التجويع المذكور بفائدتين ملموستين:

الأولى: استطاعة الإنسان تحمل الجوع تلك المدة الطويلة، خلافًا لظن الكثيرين من الناس.

والأخرى: أن الجوع يفيد في شفاء الأمراض الامتلائية؛ كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى، وقد يفيد في غيرها أيضًا؛ كما جرب كثيرون، ولكنه لا يفيد في جميع الأمراض على اختلاف الأجسام؛ خلافًا لما يُستفاد من كتاب ((التطبيب بالصوم)) لأحد الكتاب الأوربيين، وفوق كل ذي علم عليم)).

سياق القصة التي وقعت للشيخ الألباني رحمه الله.

يقول رحمه الله كما في((سلسلة الهدى والنور))(رقم: (627ـ 628) فقرة (14)كلمة حول العلاج بالحمية)(الدقيقة:43:06.2) : ((دكتور قلت لك أنفًا هذا علاجه عندي، لي تجربة وقعت هناك في دمشق، هذا علاجه الصيام الطبي، صيام أربعين يومًا على الماء فقط، هذا طبعًا لا يؤمن الطب المعاصر اليوم بهذا العلاج كنظام طبي، أكثرهم لا يؤمنون به، بعضم آمنوا به.

التجربة وقعت لأحد معارفنا هناك في دمشق، والذي كان له فضل التبرع بمقر لإلقاء دروسي هناك، كان بنى بنيانًا فجعل الطابق الأرضي وقفًا مؤقتًا لإلقاء دروسي في هذا المكان، ولم يرفع البنيان إلا الأعمدة فقط.

هذا رجل أصيب بنحو ما ذكرت تمامًا، كان يكون بين أهله وهو حديثه عذب ومزوح ودعوب ووو من أحسن ما يكون، (…)(1)تراه تحول إلى مجنون، فلا يدع شيئًا حوله إلا ويكسره، يخرج عن طوره تمامًا، تعالج في مستشفى ابن النفيس عندنا خارج دمشق قريبًا منها، ثم ذهب إلى الجامعة الأمريكية في بيروت وتعالج هناك بالصدمات الكهربائية، فما أفاد شيئًا.

بعد تجربتي التي أحدثتها في دمشق، بل في سورية، بناء على اقتناعي من قراءتي لكتاب اسمه (التطبيب بالصوم) لاحد النمساويين، ألفه طبعًا باللغة الأجنبية، ثم ترجمها إلى اللغة العربية قسيس ماروني.

لما قرأت هذا الكتاب اقتنعت بتجاربه التي حكاها، وكنت أنا لا اشكو شيئًا مزعجًا كثيرًا، ولكن لا يخلو عن كونه مرضًا، كنت اشكو من وضع غير طبيعي هنا في صدري، ثم في بطني، لي طبيب كما يقال اليوم (طبيب العائلة)، خارج دمشق في قرية (دومة)، تبعد عن دمشق نحو 15 كيلو متر، فكنت اتردد عليه، عندي دراجة نارية يومئذٍ، قبل أن أستعمل السيارة، أو تيسر لي السيارة، كنت أركب وأقطع المسافة ذهابًا وإيابًا يعالجني، فيعطيني كما تعلم راشيتات أطبقها أسبوع، ويقول لي راجعني أراجعه، كان يقول لي: في معاك هنا مراكز للقلب فيها وعك، كان يقول هو: اسمع صوت غير طبيعي، في ثلاثة مراكز فيها يعني شيء من المرض، لما استعمل العلاج وأرجع إليه يقول لي: هاك الشفي ملتك باقي اثنين، يجدد الراشيتات مرة ثانية، ثم كما تعلم من أكثر المرضى وأنا منهم يومئذٍ أَكَلّ وأَمَلّ خاصة أنه هو بعيد عن البلد، فاترك المعالجة، تروح سنة سنتين يعود الشكوى نفسها.

لما قرات الكتاب اقتنعت تمامًا أن هذا العلاج يعالج كثيرًا من الأمراض التي استعصت على الأطباء، ويذكروا حوادث عديدة جدًا.

صمت، وصمت وفي عندي الحمد لله يعني كما قال تعالى و: {إِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}[آل عمران:159].

خلاص بدي أصوم أربعين يوم، لا يدخل جوفي شيء اطلاقًا حسب وصف الكتاب إلا الماء الصافي، ومع ذلك كنت نشيطًا، وكان من عادتي كل شهر أسافر من دمشق طبعًا بالسيارات بالباصات الكبيرة، إلى حلب، وإلى اللاذقية، وبينهما إدلب، في سبيل الدعوة الحمد لله.

فما غيرت عادتي.

يمكن في اليوم 22 أو 23 سافرت على الباص من دمشق إلى حمص، هناك كراج بينزل ويركب الزبائن جدد، حتى يوصل إلى حلب، أنزل بعض الركاب، وقال: بعد نصف ساعة ننتقل نسافر نتابع الطريق، فلا يتأخر أحد، هذه النصف ساعة نزلت من الباص، سبحان الله لأول مرة أُمتحن، بعد الإمساك عن كل ملذّات الطعام والشراب، حوالي الكراج مقالي للفلافل والكبدة ونحو ذلك، يعني فوجئت بدخول الرائحة في أنفي، أكاد أنفجر، الله أكبر، أما لما كنت في الدار كانت حياتي طبيعية جدًا، فعللت نفسي (بالكزدرة) المراوحة ذهابًا وإيابًا، بس أشبع بإيش بالروايح، قضيت هل نصف ساعة بصورة عجيبة جدًا من مجاهدة النفس، ومشينا، والقيت محاضراتي ودروسي يومين ثلاثة هناك في حلب ثم يمنت شطر إدلب، هناك يوجد شباب مثقف جدًا، كانوا يدرسون في الجامعة السورية في دمشق، منهم من كانوا يدرسون الطب، شافوني متغير، ولا كتغير أبو يحيى، كل يوم كنت أنزل من وزني نصف كيلو، بهل عشرين يوم نزلت نحو 10 كيلو وأكثر، شافوني متغير خير إن شاء الله، ذكرت لهم ما أنا في صدده من التطبب بالجوع، وهذا هو التعبير الصحيح، ليس بالصيام لأني متى شئت أن أشرب أشرب، وأنني مصمم ومستمر لأنفذ الراشية الطبية في هذا الكتاب 40 يومًا.

قالوا إياك.

خير.

قال: أطبائنا بيقولوا لا يمكن للإنسان أن يصبر عن الطعام والشراب أكثر من ثلاثين يومًا.

مداخلة: الكتب الطبية 72.

الشيخ: لا بالنسبة للكتاب تبعي 40 يومًا، أما هؤلاء الشباب قالوا بس 30 يومًا، المهم والله أنا شايف بأنه طاقتي طبيعية جدًا، وما تغير مني شيء، سوى هذه الشهوة هذه، وأنا ماضي إن شاء الله.

حذروني وما باليت بهم، لأني مقلب الكتاب، وعامل تجارب بالعشرات، إن لم نقل مئات ومني شاعر بشيء يزعجني.

كما يقولون: (بلا طولجي كملت المشوار)، أربعين يومًا ما دخل جوفي إلا قليل من الطعام.

الشاهد مو هون.

لكن تمام القصة في الواحد والأربعين رجعت لطبيب العائلة في (دومة)، ركبت الدراجة النارية.

مداخلة: معذرة يا شيخ على المقاطعة دخل في جوفك الطعام أو لم يدخل.

الشيخ: أقول ما دخل جوفي أي شيء.

مداخلة: أي شيء.

الشيخ: أي شيء.

مداخلة: إلا الماء.

الشيخ: ولا شراب، ولا شاي، ولا أي شيء، إلا الماء الصافي هذا.

مداخلة: أربعين يوم.

الشيخ: هذا بس. نحن بنحكيها الآن مشان تجربة هالشخص هذا، وأنا أعتقد أنها ستكون ناجحة إن شاء الله.

رحت لعند الطبيب، طبيب العائلة، أربعين يوم يعني نازل عشرين كيلو، شافني متغير، خير إن شاء الله.

قلت له: أتفضل أفحص.

لأول مرة بيقول: كل الأماكن مرابط القلب ما فيه شيء اطلاقًا، التلبكات التي كنت اشكو منها، قال لي: أحسن بكثير، بس باقي بقايا، وفعلًا أنا كنت أشعر بالرغم من هذا أنه في لا يزال أشياء.

الشي الذي أريد أن أذكر به الإخوان، كعلاج ملموس فائدته، أربعين يوم ما دخل جوفي طعام ولا شراب إلا قطرات من ماء، لأننا كلنا نعلم بالتجربة أن الانسان كلما أزداد طعامًا أزداد شرابًا، والعكس بالعكس تمامًا، ما بياكل ما فيه حاجة للشرب من الماء، ولذلك كان شرابي من الماء قليل جدًا، مع ذلك لما أُخرج يطلع هناك فضلات.

هنا الشاهد.

مؤلف الكتاب يُفلسف الموضوع ويعلله، بأنه كثير من الأمراض التي يصاب بها الناس سببها: تراكم فضلات الطعام على جدران الأمعاء والمعدة ونحو ذلك؛ فحينما يُجوع نفسه ويقتصر على الماء، بتصير الجدران إيش، تنظف.

فبترجع الأمعاء طبيعية جدًا، لما بيرجع للطعام بيصير الطعام بيوزع الغذاء النافع وبيتركب منه الدم وبيأخذ مجراه الطبيعي. وإلى أخره.

وأنا فعلًا كنت بشوف فضلات، كلما تأخر الزمن كلما قلة، فأتساءل منين هذه الفضلات يا جماعة، وأنا معكل وبشرب، هي الجواب بالكتاب، الرواسب التي ترسبت مع الأيام، عم تتحلل وعم تخرج.

هذا هو سبب كون هذا التجويع علاج ناجع ونافع.

المهم بعد شهرين أظن أو ثلاثة، أيضا التلبكات ما عاد شعرت فيها اطلاقًا.

الشاهد بقى يأتي.

كلما واحد شكالي قضية أقوله: يا أخي جرب حالك بالصيام، صاحب الدار التي كنا نلقي فيها الدرس، يصرع كما ذكرت لكم، جالس بين أهله، تجي النوبة هذه ويخسر كل شيء في المحل، وتعالج في مستشفى ابن النفيس، وجامعة أمريكيا، وبدون فائدة.

قلت يا أبو سليمان هو اسمه: يا أبو سليمان جربت كل شيء، شو بيمنعك تجرب حالك، تجوع حالك، قال والله ما في عندي مانع، صام ست أيام ما قدر يصبر صوم الألباني كَمّل أربعين يوم، لكن الذي شجعه ـ أنه إيش صارـ وجد فيه فايدة، وجد فيه فائدة، صام ست أيام، أعاد الكَرّة، كل مرة يتشجع ويصوم أكثر وأكثر، … أخر صوم صامه أظن بلغ نحو 30 – 32 يوم، وما عد شاف هالصرع هذا إطلاقًا.

الشاهد مو هون، الشاهد يأتي.

هذا الشاهد أكويس جدًا، وهو المناسب لحالة هالرجل الذي أنت أشرت إليه، هذا نكتي صاحبنا، يوم من الأيام بيزورُ صديق له، يشكو من مرض أمه حيث أصبحت طريحة الفراش، وليس هناك من يعالجها إلا ابنتان لها وهما ممرضتان في مستشفى الوطني، ملتا من معالجتهما لأمهم، والأم طريحة الفراش صار لها أسابيع شهور والله ما عاد أذكر التفاصيل، شو بيقول صاحبنا: صوموها، صوموها.

الصديق الذي هو ابن العجوز يقول: شن صومها وراح تموت هي من قلة الطعام والشراب والبروك وإلى آخره.

بيقول أي حالي: ما أنتو مالكم مصدقين يعني تموت تخلصوا منها، بتقول: بتموت، جيبولها طاولة وحطوا لها أبريق وكاسة، قال: بتصيح وبتعيط، قال: خليها تصيح وتعيط، شو بيهمك أنت ما راح بتموت، نحن مجربين وكتاب ورجل وإلى آخره.

والله فعلًا حطوا هالطاولة وأبريق ماء وكاسة ماء والعجوز تصيح جوعاً جيبولي طعام ما حدى بيرد عليها، ست سبع أيام بدئت تعالج نفسها وتروح تقضي حاجتها ومن أحسن ما يكون وشفيت)).

(بداية شريط628)(إلى: الدقيقة:01:32.0):

((وتجارب من هذا القبيل أخرها الشيخ كفتارو تسمع فيه، هو أعلن في بعض محاضراته، أعلن أنه صام نفس الصيام ما أدري كمل المشوار أو لا.

الحقيقة أن هذا الكتاب الذي يقرئه يقتنع تمامًا، ونعرف نحن أن الصوم الشرعي هو علاج فعلًا، وأنتم أدرى كيف الأطباء الكفار اليوم أصبحوا مقتنعين بفائدة الصيام عمليًا وتجربتًا، فما بالك بهذا الجوع المستمر الذي ينظف الأمعاء تنظيف جيد جدًا، أظن أن هذا الكلام بيوافق عليه الطبيب)).

ـ وقال في فتاوى رابغ عن علاجه بالجوع شريط رقم (4) تحت سؤال: ما هي الفائدة التي استفدتموها من تعالجكم بالماء أربعين يومًا؟

قال رحمه الله: ((أرجو أن يفهم إخواننا الذين قرؤوا قصة صومي أربعين يومًا، أنه صوم طبي ولم يكن صوماً شرعيًا؛ بمعنى أنني كنت إذا شعرت بحاجة إلى الماء شَرِبت، مثل الآن مثلاً أشرب؛ فهذا ليس صيامًا شرعيًّا يُمسك عند طلوع الفجر ويُفطِر عند غروب الشمس.

لا.

إنما هذا تجويع ـ إذا أردنا أن نكون ـ يعني ـ واضحين في التعبير ـ إنما هو تجويع للنفس عن كل شيء يدخل الجوف إلا الماء.

الفائدة ـ طبعًا ـ من باب التداوي؛ حيث كان في أمعائي شيء من الاضطرابات، عالجت نفسي كثيرًا عند بعض الأطباء هناك، وكنت أذهب إليهم يعطوني دواء: أسبوع، أسبوعين، ثلاثة، ومن كثرة المراجعة أملُّ؛ فأدَع، والمرض كما هو، بعد ذلك قرأت بعض الكتب التي تتحدث عن التجويع والتداوي بالجوع؛ فتبين لي أن الأمر كما أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الأحاديث: ((بحسب ابن آدم لُقيمَات يُقمنَ صلبه، فإن كان ولا بد فثلثٌ للطعام، وثلثٌ للشراب، وثلثٌ للنفَسِ)).

وهناك حديث يفيد أن المعدة بيت الداء، لكن من الناحية الحديثية لا يصح؛ لكن الناحية الطبية المعنى صحيح، فالمهم أنا دخلت في التجويع، وما دخل جوفي أربعين يومًا شيء إلا الماء، وكان من وراء ذلك فعلاً معالجة واضحة تمامًا، فهذا الذي وقع مني)).

__________
1) كلمة غير مفهومة. قد تكون (طفرة).

المصدر: http://www.alalbany.net/4964