تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رأي في معنى الطاغوت



أهــل الحـديث
03-11-2013, 01:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال العلماء في تعريف الطاغوت : ( كل ما عبد من دون الله وهو راضٍ ) ، وعلى هذا لا يشمل الملائكة ولا الأنبياء ، ولا الصالحين ، كما أنه لا يشمل أيضاً الجمادات ولا الحيوانات .
وقال ابن القيم : (الطاغوت كل ما تجاوز العبد به حده من معبود ، أو متبوع ، أو مطاع )
وهذا يشمل الملائكة والأنبياء والصالحين .
وقد أشكل عليَّ هذا ، فبعد بحثٍ توصلت إلى ما يلي :
أنَّ الطاغوت : اسم لما عُبِدَ مباشرةً ، من إنسان ، أو صنم ، أو وثن .
فالإنسان : كالأحبار والرهبان المطاعون في التحليل والتحريم ، والكهان المطاعون في الأحكام التي يفصلون بها بين الناس .
والأصنام : كل ما صُوِّر على صورة إنسان ، أو حيوان ، من حجر أو خشب ، أو معدن ، ويقال للصنم ( تمثال ) و ( طاغية ) .
وقد يُسمَّى الصنم وثناً من غير عكس .
والأوثان : كل ما كان على غير صورة إنسان أو حيوان ، كالقبر ، والصليب ، والشجر ، والحجر ، وعين الماء ، والسارية ...ألخ
ومن هذا حديث : ( اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد ) .
ومنه أيضاً حديث عدي بن حاتم في البخاري قال : أتيت النبي وفي عنقي صليب من ذهب ، فقال : ياعدي اطرح عنك هذا الوثن )
ومن هذا يتبيَّن أنَّ الأنبياء والصالحين والملائكة لا يدخلون في مسمَّى ( الطاغوت ) لأنهم لم يُعبدوا مباشرةً ، بل كانت العبادة إما للصور التي صُوِّرت لهم ، أو لقبورهم ، فالصورة وثن وصنم ، والقبر وثن ، دون صاحب الصورة أو القبر ، فالعبادة في الحقيقة لها وإن كان في اعتقاد العابد أنها تقع لصاحب الصورة .
فالأنبياء والصالحين والملائكة ليسوا أوثاناً ، ولا أصناماً ، ولا طواغيت ، بل يُقال إنهم جُعلوا آلهة من دون الله بالاعتقاد ، والمعبود هو الصورة أو الوثن .
وهنا سؤال : ما تُسمَّى الحيوانات الحية التي تُعبد من دون الله كالبقر مثلاً ؟
والجواب : أنَّ هذه الحيوانات الحية لم ترض بعبادة من عبدها بل هي غافلة عنها ، ولذا لا تُسمَّى طواغيت ، وليست جماداً لتُسمى وثناً أو صنماً ، فالتسمية الصحيحة لها أنها آلهة لمن عبدها .
هذا ما ظهر لي ، فهل من متعقِّب ، أو مفهِّم ؟