المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درر و نصائح لطلبة العلم....نسأل الله أن ينفعنا بها



أهــل الحـديث
02-11-2013, 02:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



نصائح عملية:

- لا تنس أن الغاية هي الله واليوم الآخر. ودليل ذلك لديك، هو عدم اعتبار أي شيء في الحق؛ فإن حسبت حسابا لغير الله في أمورك، كأن تخاف انتقاد إخوانك، أو تخاف البقاء وحدك، فاعلم أنك عبد لما تخشاه من دون الله. واعلم أن عبادة الله على التوحيد مع كل مصائب العالم، خير من أن تحصّل كل رغباتك العاجلة مع مقت الله.
- اعلم أن الله خلق العباد مستقلين بعضهم عن بعض في القرار؛ وإن وقع الاتفاق، فإنما يقع من اجتماع الأفراد على الخيار نفسه، لا من خضوع بعضهم لبعض. لذلك فإن القيادات غير الربانية، لا امتياز لها على باقي العباد، إلا ما تمليه الأنفس في سبيل حب الهيمنة بالباطل.
- إن المواقف لا تتجزأ؛ فمن يرى الباطل في جماعته ويسكت عليه، لا يأتي منه خير لأمته؛ بل عليه أن يسعى إلى التعافي من هذا الداء بأسرع ما يمكن؛ حتى لا يلقى الله وهو عليه غضبان.
- عامل إخوانك المسلمين جميعا بنفس القدر من المحبة والتعظيم؛ وإن فاضلت بينهم، فاجعل مفاضلتك تستند إلى المعايير الإلهية التي تدور على التقوى. واعمل حساب هامش الغيب الذي تجهله من الفاضل لديك، ومن المفضول.
- إذا كان الحاكم مسلما، فلا تضمر له الشر أو تبغضه، وإن كان ظالما؛ بل اكره منه قبيح فعله دون ذاته؛ وإلا فإنك تخاف أن تُغضب ربك بعدم مراعاة حُرمة لا إله إلا الله.
- عامل الناس بما تحب أن يعاملك الله به؛ فإن عذرت وعفوت، عفا الله عنك؛ وإن حاسبت وشدّدت، شدد الله عليك.
- من علامة إخلاصك العمل لله، فيما يتعلق بما هو جماعي، أن تفرح إذا قام آخر به بدلا عنك؛ فإن لم تفعل، فاعلم أن عملك لنفسك لا لله.
- لا تنتظر جزاء على عملك، وانظر أن تجاوز الله عنك فيه، هو أكبر غنيمة. وأما الأجر، فيؤتيه الله لمن يعمل له سبحانه، لا للأجر. وقد انحرف الناس في هذا الأمر، حتى صار الجزاء صنما يُعبد من دون الله.
- لا تسمح لنفسك بالكذب ولو مزاحا؛ فإن من لا صدق له، لا يصلح لشيء، ولا يصلح به شيء.
- لا تر لنفسك فضلا على مسلم ولا كافر؛ واعلم أن الله امتن على عباد دون آخرين؛ فالفضل له سبحانه عليهم جميعا، لا لأحد منهم. وإن أظهر الله عليك نعمة من نعمه، فلا ترها إلا عارية منه سبحانه؛ وإياك أن تنسبها إلى نفسك فتكون من الظالمين.
- اعلم أن المعصية التي يعقبها العفو، خير من الطاعة التي يعقبها الحساب. فلا تقطع بفضل طاعة على معصية منك أو من غيرك، وأنت لا تعلم حكم الله فيها. فإن فعلت فإنك تكون من الجاهلين.
- إياك أن تظن أن عملك ضمن جماعتك، مفيد للإسلام والمسلمين، مهما فعلت؛ واسأل الله أن لا يعاقب جماعة وأمة أنت فيها، بسبب بعدك وحجابك. فإن عملت شيئا مما يبدو نافعا، فاشكر الله على ستره لحالك عن الناس؛ وإلا لكانوا رجموك.
- عود نفسك أن تصاحب من لا يَكْذِبك ولا يعظمك، حتى يكون مرآة صادقة لك، ترى فيها عيوبك. وفر ممن ينفخ في نفسك، ليتحكم فيك عند انتفاخك؛ ثم يلقيك غير آبه، إن فرغ منك.
- كل أمر له جوانب نفع وإن كان ظاهره الضرر؛ وكل شر لا يخلو من خير؛ فاعمل جاهدا أن ترى جانب الخير في كل شيء، وإن كان لا يجوز البوح به دائما؛ فتكون من الحكماء. ولا تكن ممن لا يرى إلا المساوئ فتحرم خير ما تنظر إليه.
- إذا رأيت في العالم عدوا لك شرا من نفسك، فاعلم أنك من أتباع قارون وهامان.
- لا تنس أن الشيطان يترصدك عند كل حركة، وقد يأتيك بوجه يظهر عليه الصلاح، وقد يأتيك ناصحا مستدلا بآية قرآنية أو حديث نبوي. فاصحب من يكون على بصيرة، أو اعمل بما تتيقن صحته؛ ولا تسارع بالسقوط في حباله.
- لا تنس أن الدين، جُعل ليصلك بربك؛ فمتى أهملت صلتك به سبحانه، فلا دين لك؛ وإن كنت في الظاهر من أعبد العابدين.
- لا تعامل ربك بطريقة آلية؛ وإنما عامله معاملة حية، تعرف معها متى يكون راضيا عنك، ومتى يكون غاضبا. ولا تغتر منه بحال، فإنه سبحانه يفعل ما يشاء، وأنت مقيد المشيئة. {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23].
- أَحِبَّ لكل الناس ما تحب لنفسك؛ وإلا كنت من المتكبرين. وارفق بالناس على قدر شدتك على نفسك؛ ولا تعكس فتظلم نفسك وغيرك.
- اعلم أن الله خلقك لترى جماله فيما حولك، فلا تشح بوجهك عنه، وأنت تظن أنك على فهم صحيح للدين. واعلم أن مشاهدة الجمال تورث الرفق، وعدم مشاهدته تورث العنف؛ فاختر لنفسك.
- عود نفسك الخضوع للحق، وإن صدر من كافر أو صبي أو سفيه؛ ولا تأنف منه، فتكون ممن تأخذه العزة بالإثم.
- لا تتبع فتاوى فكرك أو فكر أمثالك من الناس، واعلم أن العالم له رب يدبر أحواله في كل طرفة عين. وإن كلفك أمورا قد تخالف ما قضى به سبحانه، فإنما ليختبر رجوعك إليه في ذلك؛ لا لتصير منازعا له في ملكه. فاحذر أن تهلك، وأنت تظن أنك له تعمل.

وصلى الله على سيدنا محمد الرؤوف بنا والرحيم، من لم يترك شيئا من الخير إلا ودلنا عليه، ولا شيئا من الشر إلا وحذرنا منه؛ وعلى آله وصحابته وسلَّمَ تسليما. والحمد لله رب العالمين.

الشيخ عبد الغني العمري