المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عام أوشك على الرحيل وعام أوشك على الدخول فماذا نحن فاعلون بأنفسنا



الاهلي الراقي
01-11-2013, 05:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



أحبتي أعضاء وزوار هذا القسم الإسلامي النير




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



نحمد لله المبدأ المعيد الذي أسبغ علينا النعم وهو الولي الحميد وهو الفعال لما يريد.والصلاة والسلام على نبينا وشفيعنا يوم العرض الأكبر وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . أحبتي الغاليين هاهي آخر جمعة في هذا العام حلت علينا فأسأل الله العلي العظيم أن يغفر لي ولكم ولوالدينا أجمعين ذنوبنا ويثبتنا على طاعته ويكتب لنا الخير ويجعل العام الجديد 1435هـ عام سعادة علينا وبنور قلوبنا بذكره وأن لا يفجعنا بفقدان عزيز علينا وأن يجعله علينا عام ثبات ودين وبركة وقوة ورحمة ونسأل الله أن يحسن خاتمتنا في الأمور كلها وعلينا بالاستغفار الدائم يا أحبتي فلا نعلم ما بقي لنا من العمر فعام بعد عام ينطوي ونحن لازلنا في غفلة إلا من رحمه ربي منا ولا ندري ما هو بقي من أعمارنا الأجل ولا ندري ما الله قاض لنا فيه. فالكيس الفطين منا هو الذي سيحاسب نفسه بهذه الدنيا الزائلة ويستذكر ذنوبه ويستغفر ربه ويراجع أعماله فمن الخير سيزود نفسه وعن التقصير يقلع . ويقول الحسن البصري رحمه الله : إن أيسر الناس حسابا يوم القيامة الذين حاسبوا أنفسهم في هذه الدنيا ؛ فوقفوا عند أعمالهم ، فإن كان الذي هموا به لله مضوا فيه ، وإن كان عليهم أمسكوا ، وإنما يثقل الحساب يوم القيامة على الذين جازفوا الأمور فأخذوها من غير محاسبة ، فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثاقيل الذر.قال – تعالى - : (( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ))



وما حقيقة الأعمار إلا الأعوام,وما الأعوام إلا أيام,وما الأيام إلا أنفاس, وإن عمرا يقاس بالأنفاس لسريع الانصرام, وحوادث الدهر عدة ,وعبر الأيام جمة ,مدائن تعمر,وأخرى تدمر يصبح ابن آدم معافى في صحته ثم يمسى في أطباق الثرى .يقول النبي صلى الله عليه وسلم:-( ما الدنيا في الآخرة إلا كمثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم ؛ فلينظر بما يرجع)
ولقد ذكر الله سبحانه حقيقتها بقوله تعالى : (( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)) . فنحن أحبتي في هذه الدنيا الزائلة كالغرباء لا نجزع من ذلها ولا ننافس في عزها وكلُ لهشأن. يقول حبيبنا وشفيعنا يوم العرض الأكبر صلى الله عليه وسلم :- (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر))فهل عرفنا أحبتي الدنيا حق المعرفة:بأنها زائلة وعملنا لأخرتنا التي فيها معاشنا لان هذه الدنيا زائلة لا محالة ولا تسوى شيء إلا ذكر الله فيهاوقد قال عليه صلوات ربي وتسليمه :-(( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء )).فيجب علينا أحبتي عدم الاغترار بزهورها فكم من أناس اغتروا بها وتباهوا برونقها بكل حلو فيها من قبلنا ولكنها أوردتهم والعياذ بالله موارد العطب. ولم يفيقوا إلا وهم في عداد الموتى. يقول النبي صلى الله عليه وسلم -: (( أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم)).فهل فكرنا جليا أحبتي الغاليين في مرور الأيام وتعاقب الأعوام وتذكرنا قرب رحيلنا عن هذه الدنيا وهل فكرنا في ليلتان مهمة في حياتنا ألا وهي الليلة التي كنا فيها ببيوتنا منعمين وسعيدين والليلة الثانية التي نكون فيها بقبورنا وحيدين كل واحدا منا في قبره فريدا وحيدا لا ينفعه إلا ما قام به من عمل صالح لهذه الليلة. يقول يحيى بن معاذ : العقلاء ثلاثة : من ترك الدنيا قبل أن تتركه ، وبنا قبره قبل أن يدخله ، وأرضى خالقه قبل أن يلقاه. فالدنيا معبر ينبغي للإنسان أن لا ينافس في لذاتها ، وأن يعبر الأيام بها ولا يا من التحول منها ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:- (( وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)). والعاقل حقا من تغلب على طول الأمل بتذكر الموت. وإن زيارة المقابر وعيادة المرضى توقظ القلوب. وتذكر بالمصير. وإن كؤوس التسويف لن تسقينا سوى الندامة وتجرع المرارة، فلا بد من المبادرة بإطفاء ما أُوقدنا من نيران الذنوب. فدمعة التائب تطفئ نار الغضب. ونمحٍ بالتوبة زلاتنا، وإذا أصبحنا نتأمل ما مضى من ليالينا.قال الله – تعالى -: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) فالكيس الفطين الرشيد منا هو من يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله. والموفق منا هو من اغتنم وقته ، وعرف دواءه من دائه. فالخير كله بحذافيره في الجنة ويجب علينا الاجتهاد بالسير إليها. والشر كله بحذافيره في النار ويجب علينا الاجتهاد أيضا في الهرب منها. والحياة ميدان فسيح لصالح الأعمال ، والسعيد منا من استودع مدة عمره صالحا من عمله ، والشقي منا من شهدت عليه جوارحه بقبيح زلة. هذا وأسأل الله أن يعفي عنا ويغفر لنا ولوالدينا ولمن له حق علينا وأن يتجاوز عن سيئاتنا ويتقبل صالح أعمالنا لعام 1434هـ وأن يجعل عام 1435هـ عام خير وبركة ورزق وأن يجعل أعمالنا مقبولة خالصة لوجه الكريم ولا يحرمنا من عفوه وغفرانه. اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. دعوة خالصة لكم من قلبي طبتم وطابت أيامكم عامرة بطاعة الله وإتباع سنة نبيه عليه صلوات ربي وتسليمه,,,,,,,,,,,,, ,وسامحونا عما قد سلف واذكرونا بجميل دعائكم.




والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته