المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرآن الكريم واللياقة



عقيل الخزرجي
25-02-2007, 10:59 PM
كيف نظر القرآن الكريم للقوة البدنية ؟

إن الله سبحانه وتعالى لم يعط قيمة للقوة الجسمية المجردة، بل اعتبر هذه القوة ذات أهمية فيما إذا وظفت في طريق الخير ، أي في نفع الإنسان و الناس .

فهو حينما يحدثنا عن (طالوت) يقول : ( وزاده بسطة في العلم و الجسم ) أي جمع القوتين معا: العلمية و العملية ، ذلك أن القوة العضلية لوحدها هي قوة حيوانية ، فالثور قوي ، و الحصان قوي ، و الأسد قوي ، و الذئب قوي ، و النمر قوي ، و الفيل قوي ، و الجمل قوي ، ولكنها قوة إما لحمل الأثقال ، و قطع المسافات الطويلة ، وإما قوة إفتراسية .. ضارية ..ضاربة .. متوحشة .ولذا فأننا حينما نقرأ قوله تعالى عن موسى (عليه السلام ): ( قال رب بما أنعمت غلي فلن أكون ظهيرا للمجرمين )، نعرف أن القوة الممنوحة لموسى (عليه السلام) كشاب يراد لها أن تكون مسخرة في الدفاع عن المظلومين ونصرة الحق، وليس ألة ضاربة بيد الظالمين وإعزاز الباطل .
وحينما نقرأ قصة (عليه السلام ) مع بنتي شعيب ( عليه السلام ) فتراه يسقي لهما من بئر عليه حشد من الرعاة ،يمارس قوته الفتية في الحفظ على عفاف البنتين ، ولذا فإنهما حين رجعتا إلى أبيهما ، إمتدحتا موسى (عليه السلام ) أمامه في قوته وفي أمانته ( يا أبت إستأجره إن خير من إستأجرت القوي الأمين ) ، فلم فلم تنجذبا إلى قوته البدنية فقط ، بل إلى أمانته الخلقية أيضاً .
والفتى محطم الأصنام (إبراهيم الخليل) (عليه السلام) لم يندفع بقوة البدنية ليجرح هذا أو يقتل ذاك ، أو يتباهى بعضلاته المفتولة أمام الأخرين، بل حمل فأسه ليحطم أصناماً لا تضر ولا تنفع فيجعل قومه يتسائلون عن حقيقة هذه الأحجار التي لم تتمكن عن الدفاع عن نفسها:(فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم لعلهم اليه يرجعون) .
و عندما وجهوا إليه أصابع الإتهام:( قالو سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ) ، لم يرتعد خوفا من التهمه ، ولم يفزع عندما إتخذو قرارا بإلقائه في النار حيث وجه مكدتهم بقوة أخرى ، هي قوته الإيمانية الروحية العالية ، ثقة منه بأن الله سينصره ويخذل الكائدين له ، مما يؤكد أن القوة البدنية ليست سلاح فعال لوحده.
وفي لقائه بين (نمرود الطاغية القوي ) ماديا ، واجهه بقوتين: عقلية و روحية ولم يواجهه بقوة مادية لمعرفته أن قوة نمرود المادية أقوى (قال فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر).
فالقوي في هذا المشهد هو إبراهيم (عليه السلام ) و الغلبة له وليس لنمرود الذي لم يكن قويا و إنما يدعي القوة شأنه شأن كل الطواغيت و الجبابرة .
و نلتقي في صفحات القرآن الكريم المضيئة بإبراهيم (عليه السلام) وابنه إسماعيل (عليه السلام) وهما يتعاونان على بناء بيت الله(الكعبة) المشرفة ، حيث يحمل إسماعيل الأبن الصخر و إبراهيم الأب يبني ، حتى أكتمل البنيان.

وهذا رقم آخر يضاف إلى الأرقام السابقة أن القدرة البدنية في الإسلام يراد بها أن توضع في موضع الخدمة لبناء أي صرح علمي أو ثقافي أو تربوي أو عبادي أو خدمي.

ويذكرنا هذا المثال ببناء المسجد النبوي الشريف ، حينما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة ببنائه ، فهرعالمسلمون من المهاجرين و الأنصار لبنائه بأنفسهم ، فكان كل مسلم يحمل حجرا و عمار بن ياسر رضي الله عنه يحمل حجرين ، فبارك النبي صلى الله عليه وسلم له فتوته وهمته.

ونلتقي في القرآن بالفتى داود عليه السلام الذي ينبري لقتال الطاغية جالوت رغم فارق السن و القوة البدنية بينهما ، فلقد خرج داود وهو يحمل أحجارا ومقلاعا ، وما أن سدد حجرا كبيرا لجهة جالوت حتى شجها وخر صريعا . إنها فتوة الإيمان لا فتوة البدن .
كما نلتقي أيضا بالعبد الصالح (ذي القرنين) الذي استثمر طاقته المبدعة في الدفاع عن المستضعفين ، حيث يصنع لهم سدا يقيهم من هجمات الأعداء (يأجوج ومأجوج) .وقد طلب منهم أن يبذلوا طاقاتهم البدنية معه فيعينوه على ذلك العمل الكبير الذي أنقذهم من عدوان دائم يشنه الأعداء عليهم.
فبناء سد حديدي يحتاج كما هو معلوم إلى جهود كبيرة متضافرة ، ولذا تداعت السواعد الفتية إلى إنجاز لحمايتهم وحماية المستضعفين من أبناء مجتمعهم.
وفي قبال هذه القوة المسخرة في الخير ، نجد في القرآن الكريم القوى المادية المسخرة في الشر والإثم و العدوان (ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد * وثمود الذين جابو الصخر بالواد * وفرعون ذي الأوتاد * الذين طغو في البلاد * فأكثرو فيها الفساد).
فهذه القوة مادية جبارة ،لكنها وضعت من أجل نشر الشر و الفساد في الأرض وتدميرها و تحطيم إنسانها وجعله تابعا ذليلا مهانا فأي القوتين نريد كشباب ؟

قوة الخير ، و دعم الخير ،و الدفاع عن الخير و الخيرين ؟

قوة الشر، وإسناد الشر ، و الوقوف مع الشر و الشريرين ؟

في أي صف نقف كرياضيين أبطال أو كرجال أشداء؟

صف الأقوياء المؤمنين :إبراهيم و موسى وداود وذي القرنين؟

أم ضف الأقوياء الكفرة كنمرود وفرعون وهامان وجالوت ؟

وهذه أهم الألعاب الممارسة في صدر الإسلام:-

1- الفروسية

2- الرمي

3- الصيد

امجاد نجد
25-02-2007, 11:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


عقيل الخزرجي

شكرا لك على مواضيعك المفيدة

الله بعطيك العافية

عاشق الحزن
26-02-2007, 02:33 AM
اخي الفاضل عقيل

بارك الله فيك وتسلم الايادي

تحياتي

أ- منصور
26-02-2007, 02:14 PM
بارك الله فيك وربي يعطيك العافية على هذا الجهد

لك خالص تحياتي

لمياء الديوان
26-02-2007, 04:26 PM
الخزرجي عقيل

كل يوم تعطينا معلومه جديده

أحسنت أخي وبارك الله بجهدك وما يحويه من موضوعات مميزه حقا


لمياء الديوان

عقيل الخزرجي
26-02-2007, 04:39 PM
شكري لكم جميعا ايها الاحبةبارك الله بكم