المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تود معرفة ما المقصود بالنفاق الأصغر؟وما هو حكمه ؟وما هي خصاله؟؟؟



أهــل الحـديث
31-10-2013, 06:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


المبحث الرابع :النفاق الأصغر:
المطلب الأول :تعريفه وحكمه :
النفاق الأصغر :هو أن يظهر الإنسان أمراً مشروعاً ويبطن أمراً محرماً يخالف ما أظهره.
فكل من فعل أو قال قولاً مشروعاً واجباً أو مستحباً أو مباحاً ، وقد أبطن ضد ما أظهره فقد فعل خصلة من خصال النفاق الأصغر ، ويسميه بعض أهل العلم "النفاق العملي" لأنه يتعلق بالأعمال ، وليس في الاعتقاد ، وأطلق عليه بعض أهل العلم أيضاً "نفاقاً دون نفاق".
حكمه :
وحكم هذا النفاق أنه محرم ، وكبيرة من كبائر الذنوب ، ومن فعل خصلة من خصاله فقد تشبّه بالمنافقين ، ولكنه لا يخرج من ملة الإسلام بإجماع أهل العلم .
المطلب الثاني : خصاله وأمثلته:
للنفاق الأصغر خصال كثيرة ، أهمها ما يلي:
1- أن يكذب في كلامه متعمداً ، ومن يسمع كلامه مصدق له.
2- أن يخاصم غيره ، ويفجر في خصومته ، بأن يعدل عن الحق إلى الباطل متعمداً ، فيدّعي ويحتج بالباطل والكذب ، ليأخذ ما لا يجوز له أخذه.
3- أن يعدَ وفي نيته وقت الوعد أن لا يفي بما وعد به ، ثم لا يفي فعلاً بهذا الوعد.
فإن وعد ونوى عند الوعد الوفاء : فينبغي عليه أن يفي بوعده إذا كان بشيء ليس منهي عنه إلا إذا تعذر الوفاء ، واختلف العلماء في حكم هذا الوفاء هل هو واجب أم مستحب ؟
فذهب الجمهور : أنه مستحب .
ومن ثم فمن وفى بما وعد به فله الأجر ومن لم يوفي فقد ترك الفضل وارتكب مكروه ولا يأثم إلا إذا قصد به الآذى.
وذهب البعض: أنه واجب.
ومن ثم يأثم المرء إذا لم يوفي بما وعد به إلا إذا تعذر ذلك ولم يستطيع الوفاء.
4- أن يعاهد غيره بعهد ، وفي نيته وقت العهد أن لا يفي به ، ثم لا يفي فعلاً بهذا العهد.
والدليل على كون هذه الخصال الأربع من النفاق الأصغر: ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صصصقال( أربعٌ من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً ، وإن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر).
ولكن ما هو الفرق بين الوعد والعهد؟
فالعهد: الأصل في معناه: حفظ الشيء ومراعاته حالاً بعد حال ، ثم استعمل في الموثق الذي يلزم مراعاته.
تقول: عهد إليه بالأمر: أوصاه به وجعله في ذمته وضمانه ، قال الله تعالى:(أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ) يس:60.
أما الوعد: فهو الإخبار عن فعل المرء أمراً في المستقبل يتعلق بالغير.
والفرق بين الوعد والعهد ما يلي:
1- أن العهد: ما كان فيه التزام من الطرفين ، مثل أن تعاهد شخصا بعمل معين مقابل أجر معين.
أما الوعد: فيكون فيه الوعد من جانب واحد وهو جانب الواعد ، مثل أن تعد صاحبك إذا نجحت في الإمتحان أن تعد له وليمه.
2- أن الوفاء بالعهد واجب ونقض العهد كبيرة من كبائر الذنوب :
فقد أمر الله المؤمنين بالوفاء بالعهود ، وحرمَّ عليهم نقضها فقال تعالى:(وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)الإسراء: 34 ، وقال:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ)المائدة: 1، وتوجد الكثير من الأدلة في الكتاب والسنة التي تأمر بوجوبالوفاء بالعهد (http://dorar.net/enc/akhlaq/1579)وتحرم نقضه.
فالعهد فيلزم الوفاء به لأنه قائم على الالتزام ، ثم إنه قد يكون مع الله تعالى ، ومن ذلك النذر، وقد يكون مع البشر ومن ذلك سائر العقود التي يتعامل بها الناس .
أما الوفاء بالوعد فهو مستحب على الراجح من أقوال أهل العلم.
وأحيانا يستعمل العهد بمعنى الوعد فيكون مثله في الحكم.
وعن شداد بن أوس أن رسول الله صصصقال(سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ،وأناعلىعهدكووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . قال : ومن قالها من النهار موقنا بها ، فمات من يومه قبل أن يمسي ، فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها ، فمات قبل أن يصبح ، فهو من أهل الجنة)صحيح البخاري.
فقَوْلُهُ(وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ)يُرِيدُالْعَهْ� �َ الَّذِي أَخَذَهُ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِحَيْثُ أَخْرَجَهُمْ أَمْثَالَ الذَّرِّ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْأَلَسْتُ بِرَبِّكُمْفَأَقَرُّوا لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَأَذْعَنُوا لَهُبِالْوَحْدَانِيَّةِ ، وَبِالْوَعْدِ مَا قَالَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ إنَّمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا وَأَدَّى مَا افْتَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ .
5- الخيانة في الأمانة ، وذلك بأن يأخذ الأمانات من الآخرين وفي نيته وقت أخذها أن يجحدها ، ثم لا يؤدّيها إليهم ، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صصصقال( آية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان).
6- إعراض المسلم عن الجهاد ، وعدم تحديث نفسه به ، فقد روى مسلم عن النبي صصصأنه قال( من مات ولم يغز ولم يحدِّث به نفسه مات على شعبة من نفاق).
7- إظهار مودة الغير، والتقرب إليه بما يحب ، مع إضمار بغضه ، أو التكلّم فيه في غيبته بما لا يرضيه ، فقد روى البخاري عن محمد ابن زيد ابن عبد الله بن عمر، قال: (قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا ، فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم ، قال: كنا نَعُدُّ هذا نفاقاً).


الخــــــلاصـــــة


وبالجملة فإن من اجتمعت فيه أكثر خصال هذا النفاق ، واستمر عليها فهو على خطر عظيم ، ويُخشى أن يقع في النفاق الأكبر، ولذلك خاف أصحاب النبي كعمر وحنظلة ، وغيرهم ، وخاف السلف الصالح على أنفسهم من الوقوع في النفاق الأصغر.


1- النفاق الأصغر: هو أن يظهر الإنسان أمرا مشروعا ويبطن أمرا محرما يخالف ما أظهره وهو من كبائر الذنوب ولكنه لا يخرج من الملة .
2- ومن الأمثلة على النفاق الأصغر: الكذب متعمدا ، الفجر في الخصومة بإدعاء الباطل لأخذ حقوق غيره ، إخلاف الوعد مع تبييت النية بعدم الوفاء وقت الوعد ، الغدر بالعهد وعدم الوفاء به ، خيانة الأمانة مع نيته الخيانة وقت أخذها ، إعراض المسلم عن الجهاد وعدم تحديث نفسه به ، إظهار محبة الغير مع إضمار بغضه.


من كتاب السراج المنير في شرح العقيدة الإسلامية





لتحميل الكتاب أدخل على الرابط التالي - في الملتقى - المرفقات أسفل الموضوع


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=318807)