المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا يضر الماءَ تشميسُه، والحديث الوارد فيه موضوع



أهــل الحـديث
31-10-2013, 04:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




لا يضر الماءَ تشميسُه، والحديث الوارد فيه موضوع


هذه المسألة يحتاجها كثير من الناس، الذين يستعملون السخانات الشمسية التي انتشرت بشكل كبير، نظرا لاقتصادها للطاقة، حيث تعتمد على الطاقة الشمسية في التسخين، وهنا يتردد السؤال حول جواز التطهر بالماء المسخن بواسطتها، وفيما يلي الجواب عن هذه المسألة تفصيلا :
أولا : مذاهب العلماء:
اختلف العلماء في حكم الماء المشمس، أي الذي تعرض لأشعة الشمس، هل هو مكروه أم غير مكروه، على قولين :
الاول :هو مكروه، وهو مذهب الجمهور من الأحناف والمالكية والشافعية، ووضعوا لكراهته شروطاً :
- أن يكون مشمساً عن قصد فإن لم يقصد تشميسه فلا كراهة.
- وأن يكون مشمسا في إناء معدني كالنحاس والحديد والرصاص لأنه يترك أثرا في الماء يسبب البرص.
- وأن يكون في بلد حار.
الثاني:هو غير مكروه، وهو مذهب الحنابلة والظاهرية.
ثانيا : الأدلة والمناقشات :
- أدلة القائلين بالكراهة:
- ما رواه الدارقطني من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سخنت ماء في الشمس، فقال لا تفعلي يا حميراء، فإنه يورث البرص.
- قال الذهبي : حديث موضوع.
- قال المزي : كل حديث فيه ذكر الحميراء باطل إلا حديثا واحدا في الصوم في سنن النسائي.
- وزاد ابن كثير حديث الحبشة الذين دخلوا المسجد يلعبون، فقال يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم.
- واستدلوا أيضا بما رواه الشافعي في الأم، عن جابر، أن عمر كان يكره الاغتسال بالماء المشمس، وقال إنه يورث البرص.
- وأُجيب بأن الأثر ضعيف جدا، ففي سنده إبراهيم بن محمد بن يحيى، قد وثقه الشافعي وضعفه الجمهور، بل قال فيه أحمد : كان قدريا معتزليا، جهميا، كل بلاء فيه.وقال عنه ابن معين : كان فيه ثلاث خصال : كان كذابا، وكان قدريا، وكان رافضيا.
- وكما هو معلوم فالجرح المفسر مقدم على التعديل.

ثالثا : القول المختار.
- من خلال ما سبق ذكره، يتبين أنه لم يصح في الماء المشمس دليل على كراهته، وعلى هذا يُستصحَب الأصل، وهو أن الأصل في الماء والأعيان الطهارة، ولا دليل طبي على أن الماء المشمس يورث البرص.

جمع وتلخيص : أ. عبد الجليل مبرور