المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحق و الباطل



االزعيم الهلالي
30-10-2013, 11:40 PM
هناك حقيقة لا يختلف عليها المسلمون ألَاَ و هي الصراع بين الحق و الباطل , و كلّ له أعوان و مؤيدون منذ أن خلَق الله البشرية حتى يوم القيامة, و ذلك لاختلاف الأديان و عقول الناس, و يأبى الله إلاّ أن يتم نوره و لوكرِه الكافرون , و يأبى الله إلاّ أن يعزّ الإسلام و أهله , و ينصرهم نصرًا عظيمًا , و يذِل الشرك و الطغيان و أهله إذلالاً شديدًا, كما جاء في الوحيين عن الأمم السابقة و أسباب النصر والتمكين لبعضهم لأنهم آمنوا بالله تعالى , و اتبعوا الرسل، و أسباب الهزيمة والخسران للبعض الآخر لأنهم غفلوا عن الله ، وفرّطوا في الأخذ بأسباب النجاة، و أعرضوا عن هدى الأنبياء، الذين اتبعوا نهج الله ؛ لأنهم أعرف الناس بالله وأسمائه وصفاته،, قال تعالى :(وَقُلْ جَاءَ الْحَقّ وَزَهَقَ الْبَاطِل إِنَّ الْبَاطِل كَانَ زَهُوقًا) الإسراء . لذلك جاء الإسلام منقذًا البشرية من الجهل و الضلالات إلى الهدى و النور , و من كثرة المذاهب و عبادة العباد إلى نور الإسلام و عبادة رب العباد . و من حِكم الله أنْ أوجَد الخير و علِم أهله , و أوجَد الشر , و علِم الهالكين سبحانه , و علِم ما كان , و يعلم ما يكون و ما سوف يكون فهو علام الغيوب , و قد كان عدْلاً عادلاً بين خلقه ونعَت ذاته جل جلاله بصفات لا تليق إلا به تعالى , و خلَق كل شيء بمقدار, و من سنن الله تعالى إهلاك الكافرين بعد ما عصوا الرسل , و كفروا بالله بأنواع العذاب , و إن ربك لبا لمرصاد, و لكن من العجيب لذوي العقول من أهل الضلال الذين فكرّوا و تفكروا و عرَفوا الله بآياته و مخلوقاته و زادهم ذلك حبًّا في الله و إيمانًا .و من السنن الإلهية التي كتبها الله على خلْقه أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم: وهذه السّنة من السنن الخالدة التي يتحمل البشر في ضوئها مسؤوليتهم فيما يقع لهم من خير أو شر قد يكون السبب الرئيس أنفسهم لأن الله عز وجل قد منح الإنسان العقل و الحرية و التمييز و الاختيار، و دلّه على أسباب النجاة، وأسباب الهلاك، وأنزل عليهم الكتب ، وأرسل إليهم الرسل منذ آدم عليه السلام , حتى آخر الأنبياء و المرسلين عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم .
عبد العزيز السلامة / أوثال