المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ كِتَابٌ ] (( إِعادَةُ النَّظَرِ فِي قَوْلِ البُخَارِيّ فِيه نَظَرٌ ..)) دِرَاسَةُ نَظَرِيَّةُ تَطْبِيقِيَّةُ



أهــل الحـديث
30-10-2013, 06:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




______(بسم الله الرحمن الرحيم)______

[ كِتَابٌ ]
(( إِعادَةُ النَّظَرِ فِي قَوْلِ البُخَارِيّ فِيه نَظَرٌ ..))
دِرَاسَةُ نَظَرِيَّةُ تَطْبِيقِيَّةُ
[والكتاب نظر فيه شيحنا الغالي المحدث/ ماهر الفحل-حفظه الله- فجوده واثنى عليه]

تأليف الأخ الحبيب/
أبو الزهراء الغزي الأثري
----------

((مقدمة المؤلف))


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين محمد بن عبد الله
وعلى آله وصحبهِ الغر الميامين أفضل الصلاة وأتم التسليم أما بعد:

إن عِلمَ الجَرح والتَعديلِ والتَكلم في الرِجال مِن أعظمِ المسائلِ وأهمها إذ بها نَعرفُ دَرجةِ حَديثِ الراوي وقُبولِ مَروياتهِ ، والمُتكَلمون في الرجال خلق من نُجُوم الْهدى ومصابيح الظُّلم المستضاء بهم فِي دفع الردى لَا يتهيأ حصرهم من زمن الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم ، وهلم جرا سرد ابْن عدي فِي مُقَدّمَة كَامِله مِنْهُم خلقا إِلَى زَمَنه فعُني جماعةٌ مِن الأثبات الثقاتِ بالجَرحِ والتَعديل..
ويَطولُ بذكرهمُ المقام فكان مِنهم في آخرِ عصرٍ مِن التَابعين أن ضَعَّفَ الْأَعْمَشُ جَمَاعَةً وَوَثَّقَ آخَرِينَ ، وَنَظَرَ فِي الرِّجَالِ شُعْبَةُ وَكَانَ مثبتا لَا يَكَادُ يَرْوِي إِلَّا عَنْ ثِقَةٍ ، وَكَذَا كَانَ مَالِكٌ فكانت لهم عناية عظيمةٌ بالإسنادِ والرجال فلما كانت الفتنةُ قال مُحمد بن سيرين ط: (( سموا لنا رجالكم )) ،
وقال الإمام ابن المُبارك ط: (( الإسناد عندي من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء )) ، فكَان هذا العلم مِن أهمِ عُلوم الحديثِ وأدقها وكَان أئمةُ هذا الشأن يتحرون حال الرجال تَحرياً دقيقاً وتحقيقاً واسعاً لأن هذه أمانةٌ حملها هؤلاء الأجلاء على عاتقهم وجَعلوا مخافة الله تَبارك وتعالى أمام أعينهم ، فما كَان لأحدٍ أن يحابي أحداً فيهِ، فذلك عليٌ بن المديني ط لا يروى عَنه أنهُ وثقَ أباهُ ، ولأن السنة هي المبينة لمراد الله ـ من مجملات كتابه، والدالَّة على حدوده، والميسرة له، والهادية إلى الصراط المستقيم، صراط الله الذي مَن اتبعها اهتدى، ومن سلك غير سبيلها ضلَّ وغوى، وولاَّه الله ما تولَّى.

فعِلمُ الجَرح والتَعديل يَختصُ غالباً بنقدِ الرواةِ كما أسلفنا وهو مِن أدق العُلوم ولم يكن هذا القَبول أو الردُّ دون قواعدَ
ولا ضوابط؛ بل إنَّ علماء هذا الفنِّ قد تتبعوا تواريخَ الرجال، ووقفوا على أخبارهم بدقَّة، وكانوا متجرِّدين للحقّ، ولم تأخذهم في الله لومةُ لائم ، ولو لم يكن منها إلا التنبيهُ إلى المقصرين في علم السُّنة على ما لم يثبت؛ فضلاً على ما هو مكذوب على رسول الله ح ليجتنبوه، ويحذروا من العمل به، واعتقاد ما فيه، وإرشاد الناس إليه –
لكَفَى وشَفَى.

فلا تَعجبن مِن اكثار العُلماء الكَلام في الرواة والأحاديث والرجال وهتك أستار الكذابين ونفيهم عَن حديث النبي ح وانتحال المُبطلين فهم حقًّا كانوا عدولَ هذه الأمة في حَمْل العلم، وأدائه، وممن يُرجع إلى اجتهادهم في التوثيق والتضعيف، والتصحيح والتزييف ، وهؤلاء هم مصابيح الهدى في هذا العلم المبارك، كـ
((عبد الرحمن بن مهدي))، ((وشعبة))((والسفيانيين))، ((وابن المديني وابن معين))،
((وأبي حاتم وأبي زرعة الرازيين))، ((وأحمد)) ((البخاري))((ومسلم)) .. وغيرهم.



فهؤلاء الأئمة وغيرهم عرفوا الرجال، وعرفوا حديثهم، وعرفوا ما أصاب به ذاك الراوي وما أخطأ فيه، ومن يشتغل بهذا العلم
العظيم يعرف قدرهم ومنزلتهم، فاختلف قول الأئمةِ في الرجال ولم يكن لديهم مشاحةٌ في اصطلاحات الجرح والتعديل واجتهد الأئمة المتأخرون
في فهم مصطلحات الأئمةِ وطريقة إطلاقهم لها في الجرح والتعديل وفي الرواة وكم للحافظ الذهبي من جهودٍ والحافظ ابن حجر والحافظ العراقي والخطيب البغدادي فقد كانت لهم جهودٌ عظيمةٌ لا ينكرها إنسانٌ عاقلٌ عرف حق العلمِ وعرف قيمةَ أهلهِ أبداً ، ولا يجحدُ جهودهم إلا أعمى البصر والبصيرة ، فكما اتفقوا ن في مُصطلحاتٍ اختلفوا في مصطلحاتٍ آخرى وهذا أمر طبيعي، إذ وقع الخلاف في بعض تلك المصطلحات بناءً على قرائن توصل بها الإمام الفلاني إلى نتيجة خالفت ما توصل إليه.



ومِن هذه الاصطلاحات في الجَرح قول الإمام البخاري ط في الرواةِ: (( فيهِ نظر )) ، أو أن يقول: (( في إسناده نظر ))، أو أن يقول: (( في بعض حديثه نظر ))،
أو أن يقول: (( في حديثه نظر )) ، وقد وقع الخلاف في مراد الإمام البخاري : في مراده منها خُصوصاً قولهُ :
(( فيه نظر )) فأردنا أن ندرسَ هذه الاصطلاحات من كُتبه التاريخ الكبير والضعفاء الصغير مُقارناً قولهُ بأقوال الأئمةِ ن في كُتب الجرح والتعديل.

ونسأل الله التَوفيق والسداد فهذا العمل-بإذن الله وعونه- سيكونُ جامعاً مانعاً ماتعاً بقدر المستطاع ، وأرجوا أن أكون فيه
مُسدداً بإذن الله تبارك وتعالى إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو المُسدد ومفضي الفضل جل وعلا .
[رابط التحميل]

http://www.********************************************/?ptMPRu




وكتبه؛



أبو الزهراء الغزي الأثري