المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطلاق يسبق الزواج ؟



سندهم
24-02-2007, 02:42 PM
السلام عليكم :مساء الخيرات والمسرات .

الطلاق يسبق الزواج

أعداد : عبدالله الجعيثن
===========

هو ::سوء الاختيار يعني - بالدرجة الأولى - (عدم التوافق)، فقد يكون الرجل لا غبار عليه، والمرأة لا غبار عليها أيضاً، ولكنهما لا يصلحان لبعض لأن بينهما عدم توافق، بل تنافر شديد..
مع أن كلا منهما لو تزوج من يناسبه لسارت رياح زواجهما على ما يرام بإذن الله.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الأرواحُ جنودٌ مُجنَّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" رواه البخاري ومسلم..

وتآلف الأرواح لا يكون بمجرد الجمال أو المال أو النسب وإنما يكون بالطباع، كل شيء ينسى أو يزول إلا الطبع فإنه صامد كالجبل..

والأرواح هنا تشبه العيون، فحين تحتاج العيون إلى نظارة طبية فيجب أن تكون على مقاسها فلا الأقوى تنفع ولا الأضعف.

هذا مجرد تشبيه أو تقريب وإلا فإن منال الروح بعيد بل مستحيل فهي من أمر ربي عزَّ وجلّ، وما أوتينا من العلم إلا قليلاً.

وأكثر ما تتجلى الروح في الوجوه والعيون والأصوات على قدر الإمكان المتاح لنا كبشر.

لهذا كانت رؤية المخطوبة قبل الزواج ضرورة لا غنى عنها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بلهجة الأمر: "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما".

أي أن تستمر علاقتكما الزوجية ولا تنتهي بالطلاق أو الحسرات.. كذلك رؤية المخطوبة للخاطب.. الرؤية والتحدُّث نافذة أولى لبصيص من النفاذ إلى الروح..

إن الشاب حين يرى وجه مخطوبته ويسمع حديثها يحس مبدئياً هل يستطيع العيش معها أم لا؟ وهي أيضاً كذلك..

ولا يعود هذا إلى الشكل، بل إلى أمر وراءه يحس ولا يوصف هو الروح التي هي سر من الأسرار..

ولا يوجد علاقة لازمة بين الوسامة والجمال وبين القبول..

فقد يرى الشاب فتاة جميلة ولكنه يحس أنه لا يستطيع الحياة معها.. وقد ترى الفتاة شاباً وسيماً ولكنها تحس أنها لا تستطيع العيش معه.. على أن (الرؤية) ليست كل شيء بطبيعة الحال..

ولكنها ضرورية جداً..

ويأتي معها أمور بدهية تسبقها أصلاً بدليل القناعة بالخطبة والتقدم، كالأخلاق والأسرة ونحو هذا.

إن الطلاق فجيعة فردية وأسرية ونفسية واجتماعية..

وإذا كان هناك أطفال زاد الطين بلة، لما ينالهم من أذى نفسي وتشرد اجتماعي نسبي وتضارب في التربية وفقدان للحنان الطبيعي في حضن الأم والأب معاً وهما متوائمان.

لهذا ينبغي التدقيق في الاختيار، وحُسن النية فيه، فلا يهدف الشاب لمجرد مال أو مرتب مخطوبته، ولا تهدف الفتاة لمجرد غنى الزوج أو مكانته، بل تكون هناك نية مخلصة طيبة لبناء بيت سعيد يظلله الحب والتفاهم والاحترام، فإنما الأعمال بالنيات، وإن الحياة الزوجية شراكة كاملة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن الشريكين في تجارة أو نحوها:

يقول الله عزَّ وجلّ: (أنا ثالث الشريكين ما لم يَخُنء أحدهما صاحبه، فإذا خان خرجتُ من بينهما).

والشراكة في الحياة الزوجية أهم وأعمق وأدوم من أي شراكة تجارية في عرض من أعراض الدنيا، لذا كان الإخلاص والأمانة والنية الطيبة ألزم لها.

ومن الأسباب التي تجعل الطلاق يسبق الزواج في معظم الأحيان، سوء التوقيت، ونعني به زواج الفتاة وهي صغيرة جداً، أو هي كبيرة جداً، فإن بعض الآباء يحرص كل الحرص على زواج ابنته بسرعة وكأنها (جمرة) يريد الخلاص منها، وقد يختار لها رجلاً صالحاً في ذاته ولكن حياتها الزوجية قد تنتهي بالطلاق لأنها صغيرة وغير ناضجة وغير مقدرة للحياة الزوجية ولا لعواقب الطلاق، فكأنما حملت مسؤولية أكبر من عمرها وقدرتها بكثير، فلا تُلام إذا عجزت عن النهوض بها..

ويكون هذا النوع من الآباء قد جنى على ابنته وعلى نفسه من حيث لا يشعر، بل من حيث يظن أنه أحسن صنعاً، فالفتاة تصبح مطلقة وفرصتها الطيبة في زواج آخر أقل، وهو يتحمل مسئوليتها التي كان يهرب منها بشكل مضاعف وطويل..

كذلك تأخُّر الفتاة في الزواج إلى الثلاثين وما بعدها، بسبب رفضها الخطاب في العشرين وما فوقها بحثاً عن الكمال.. مع أنها غير كاملة.. ولا يوجد أحد كامل.. الكمال لله عزَّ جلّ.. فهي ترفض هذا لأنه فقير.. وذاك لأنه قصير.. وذاك لأنه لا يعرف كيف يلبس.. وهكذا.. حتى يتحاشاها الخطاب.. وتقلُّ فرص الزواج.. ويكاد يذوي شبابها فتقع على رأسها..

المثل يقول:

"في العشرين تقول المرأة:

كيف هو؟

وفي الثلاثين تقول:

من هو؟

وفي الأربعين تقول:

أين هو؟.."

هذا مثل إنجليزي ومجتمعهم تبدأ العنوسة فيه من الأربعين، أما عندنا فمن الثلاثين تقريباً.. ومعنى هذا ألا تتشدَّد الفتاة في شروطها ومواصفاتها، وألاَّ تضر بنفسها وتظن أنها وحيدة زمانها (رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه) من رجل.. وامرأة.. الذي يعرف قدر نفسه - وحبذا التواضع أيضاً- يأخذ (على مقاسه) ويترك الأوهام والأحلام..

فإن المرأة إذا وصلت إلى مرحلة (أين هو) انتهت حياتها الزوجية - في الكثير من الأحوال - بطلاق كامل أو طلاق عاطفي مؤلم..

والطلاق العاطفي يشبه البطالة المقنعة.. كالموظف الذي يشغل وظيفة ويقبض راتباً ويداوم ولكنه لا يعمل ولا ينتج.. إنه وبال على المجتمع.. وعلى نفسه.. فهو يحس بالتفاهة والملل والضياع.. والطلاق العاطفي يشبه ذلك.. زوجان في الشكل وأمام الناس وفي بيت واحد ولكن بينهما طلاقاً في العاطفة والروح.. إما من الجانبين أو من جانب واحد.. وكلا الأمرين سيئ ومؤلم ويبشر بالشقاء..

إن الزواج إذا قام - من أوله - على نية طيبة وحسن اختيار، قدر الإمكان، واستخارة لله عزَّ وجلّ، ثم استشارة للمخلصين الناصحين من الأهل المجربين ناداً جداً ما يفشل، نادراً جداً ما ينتهي بطلاق حقيقي أو عاطفي.

أما الزواج الذي يقوم على ارتجال.. أو لغرض من الأغراض.. أو لمجرد نزوة أو شهوة.. فإنه ينتهي بنهايتها غالباً.

إن الحياة الزوجية - حتى بين أسعد الأزواج - لا بد أن تمر فيها مشاكل ومواقف متباينة وخلافات وتضحيات، ولكن الزواج المبني على أساس متين لا يزيده ذلك كله إلا قوة على قوة، أما الزواج المبني على جرف فإنه سرعان ما ينهار.

*نقلا عن جريدة "الرياض" السعودية

نور حياتي
12-03-2007, 07:52 AM
الله يعطيك الف عافيه,,


ربي يسعدك,,

ناصر الراشد
12-03-2007, 02:20 PM
عيله الصلاة والسلام

اخوي سندهم

الله يعطيك العافيه


ومشكووووور

دفء البوح
12-03-2007, 07:47 PM
بالنسبه لاختيار الزوجة الجميلة فهو مطلب للزوج
ولكن الجمال وحده لايكفي عن باقي الصفات الاخرى ومن اهمها الدين

اما بالنسبه لقضية التاخر في الزواج وخاصه لدى الفتيات

فاجد انه تربطه اسباب عده وعادات وتقاليد بالية وعقول متحجره

وربما راي الفتاه كان هو اخر الاسباب وليس هو السبب الرئيسي

سندهم

كلام جميل ومنطقي

بورك فيك اخي

سندهم
14-06-2007, 11:32 PM
مشكورين على المرور والله يعطيكم ألف عافية

لــيــل
17-06-2007, 04:35 AM
جزاكَ اللهُ خيراً اخي على النقل الرائع....

خاصةً وانَّ الطلاق في المملكة في تزايد وارتفاع.....

وهناكَ بعض العادات البالية والتي تمنع الشاب من رؤيةِ مخطوبته....

وهذا لازالَ موجوداً للأسف...

رغم انّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام امر بذلك....

وهناكَ العديد من قصص الطّلاق المؤسفة التي اعرفها وتحدث بسبب هذا الامر....

جزيل الشكر لكَ على هذا الطّرح....

دمتَ بحفظ الرّحمن....

تحيّتي وتقديري لك....

سندهم
17-06-2007, 08:40 AM
مشكورين على المرور والله يعطيكم ألف عافية .