المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملتزم بمن يقرأ الرسالة أن يتصدى لتفعيلها بجدارة ...



أهــل الحـديث
29-10-2013, 12:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم






ملتزم بمن يقرأ الرسالة أن يتصدى لتفعيلها بجدارة ...

عندما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم طريقه في الدعوة إلى الله تعالى والأمر والنهي ... قدّم نفسه إلى الناس وبالأخص إلى من بجواره أي قومه ، فعرض نفسه عليهم ، فأقبل من أقبل ورفض من رفض واعتدى من اعتدى ،
المهم أن الأفراد الذين أقبلوا لم يكونوا الملائكة بل الرجال والنساء والشباب ... ولكنهم حمل كل واحد منهم الهم نفسه الذي حمله محمد صلى الله عليه وسلم ، فخرجوا يمشون بين الناس ويختلطون بهم ويرجون هدايتهم ... حتى ما نراه من مليار مسلم ومسلمة اليوم على مستوى الأعمار واللغات والأطياف ... كل هؤلاء كانت بدايتهم محمد صلى الله عليه وسلم وأفراد قلائل يذكرهم التاريخ فردا فردا حتى أحصت الكتب أسماءهم ، وخلّد التاريخ ذكرهم لنفعل فعلهم ونطلب من الرحمن الرحيم في كل صلاة أن يهدينا صراطهم ....

ـ واليوم نريد أن نعيد الكرّة بعد أن اندرست القيم والمباديء والأخلاق ، وضاعت حدود الله تعالى ، وانتشر الفساد وعلا صوته ...
ـ نريد أن يحمل كل إنسان منا على اختلاف لغته وبلده ومكانه وعمله وسنه ... ما حمله الصحابة رضوان الله عليهم عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ...
ـ فبعد أن سمح لنا المجال في النزول إلى الناس لدعوتهم ، ولم نستغل ذلك وانشغلنا بالسياسة عن الدعوة ، ورجعنا إلى الزمن الأول من التضييق في هذه السعة ...
ـ لذا فنريد أن نؤسس ونفعل وندعم انخراط المسلم ـ والمسلمة ـ بين مجتمعه .. بيته ، وشارعه، ومكان عمله ، وكل من حوله ... يتقدم إليهم وينفق من ماله لدعوتهم ، يسلّم عليهم ، ويوزع عليهم المطويات والكتيبات الدعوية .. يختارها بعناية ، .. في الحياء ، وفي الصلاة ، والعبادة ، والقرآن ، والذكر ، وإعطاء الطريق لحقه ،... كما فعل محمد صلى الله عليه وسلم واقتدى به أصحابه رضوان الله عليهم ، وذكر فعله صلى الله عليه وسلم في القرآن المجيد : ((يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)) .
ـ بهذا التأسيس وهذا التفعيل ... لن تتدخل غالبا الأحداث السياسية والاضطرابات الحاصلة في تعويق المضي في هذا الطريق ... ذلك لأنها دعوة صافية ، لا هدف لها إلا النصح والإرشاد ، ولا حزب ضيق لها ، لا تأخذ مالا على ما تفعله ...
ـ ولو انخرط صاحب هذا الهم بين زملائه في العمل ... في المستشفى ، والمدرسة ، والجامعة ، والشرطة ، والجيش ، والمصالح الحكومية والخاصة ، لا خترق سريعا قلوب هؤلاء ... وفعل في وقت قصير وجهد بسيط ما لم تفعله الجماعات ولا الأحزاب ....

فإليك أخي وأختي الأمر فالبداية من الصفر كما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم ، أنفق وأنفقي المال لشراء المطويات والكتيبات ، وداوم وداومي على التوزيع ، وكن متصدرا للخير ... فلا عذر لك في تضييع وقتك أمام مشاهدة المباراة والفيلم والمسلسل .. فإخوانك ومن بجوارك يحتاجون لك ولكنك لا تعلم ، فإنهم يتمنون لمثلك في زمن الحساب وفي الآخرة ((وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102))) ...
ولا بد أن تفعل مادة دراسية بين المدارس العلمية (( يفعّل فيها العلم ويربى فيها طالب العلم على مواجهة المجتمع والاخراط فيها وأمره ونهيه ))....

حياكم الله .... د/ أبو مسلم خالد مصطفى الوكيل .