المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الممتن على القواعد الأربع الجزء الأول



أهــل الحـديث
26-10-2013, 04:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله علية وآله وصحبه أجمعين وبعد :
فهذا شرح لطيف مختصر مهذب ن جمتعه من شروح اهل العلم والفضل راعيت فيه الاختصار وعدم الأطناب ، حاولت إبراز الخلاصة واستلال الزبد ، وإظهار القواعد والأصول لرسالة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب " القواعد الأربع " وقد عرضته على جماعة من أهل العلم ومن ثم أخرجته على ماترون ، فآمل من إخوتي أهل العلم والفضل إبداء النصح والتوجيه وتصويب الخطا حتى يتم تلافيها وتصويبها وفقكم الله للسداد .


شرح القواعد الأربع
المتن " أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلك مباركا أينما كنت، وأن يجعلك ممن إذا أعطى شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذ أذنب استغفر، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفة ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين ، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}. فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته، فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة؛ فإذا دخل الشرك في 4 العبادة فسدت، كالحدث إذا دخل في الطهارة. فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار، عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك، لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة، وهي الشرك بالله، الذي قال الله تعالى فيه: {إِنَّ الله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} "
استهل الشيخ هذه الرسالة المباركة بمقدمة ، حوت ثلاث مسائل، وهي :
المسألة الأولى : المسائل الثلاث التي هي عنوان السعادة " الصبر والشكر والاستغفار " ، وذلك أن العبد لاينفك عنها بحال من الأحوال ، فهو إما في نعمة واصلة ،أو مصيبة حاصلة، أو سيئة مفعوله .
المسألة الثانية : بيان ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام :
وهي مله جميع الأنبياء ،وطريقتهم واتباعهم ، وإنما نسبت إلى إبراهيم، لأنه أكمل الخلق تحقيقا لها مع تقدمة في الأبوة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهي قائمة على أمرين هما :
- الكفر بالطاغوت . – الإيمان بالله . ولأهميتها أشير إليها إشارات سريعة في النقاط التالية :
أولا : أهمية الكفر بالطاغوت تظهر في مايلي :
- أنه لا يتم الإيمان بالله حتى يكفر الإنسان بالطاغوت ، قال تعالى " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى " فقدم الكفر بالطاغوت على الإيمان ، تنبيه على أنه لايتم الإيمان الإبعد الكفر بالطاغوت ، قال محمد بن عبدا لوهاب " إنه لا يستقيم للإنسان إسلام _ حتى ولو وحد الله وترك الشرك _ إلا بعداوة المشركين ، والتصريح لهم بالعداوة والبغض " 1 .
- أن عصمة الدم والمال موقوفة عليها ، كما جاء في مسلم من حديث طارق بن أشيم " من قال لاإله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله وحسابه على الله "
- وهي التطبيق العملي لتوحيد الله ، قال سليمان بن عبد الله : " فهل يتم الدين أو يقام علم الجهاد، أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله و البغض في الله، والمعاداة في الله و الموالاة في الله، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان..2"
ثانيا : تعريف الطاغوت : استل ابن القيم تعريفا جامعا من تعاريف السلف المنوعة للطاغوت، فقال :" ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله ، أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لايعلمون أنه طاعة لله فهذه طواغيت العالم ، إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها ، رأيت أكثرهم ممن أعرض عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت ، وعن طاعته و متابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى طاعة الطاغوت ومتابعته "، فهذه طواغيت العالم " 3 .وعلى فطاغويت العالم : ثلاث طواغيت أتباع وعبادة وحكم ذكره ابن سحمان رحمه الله 4.
- والكفر بالطاغوت يكون بأمور ثلاث :
بالقلب ببغضها ومنابذتها والإعراض عنها ، وباللسان : بإظهار البراءة منها والتصريح بعداوتها وضلالها وزيغ أهلها ، وبالجوارح : بترك عبادتها والإعراض عنها ، وإزالتها مع القدرة على ذلك ، كما في قوله تعالى " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده"
المسألة الثالثة : بيان الشرك وخطره وأثره على العمل الصالح :
تعريفه : أن تجعل لله ندا في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته .
أو هو المساواة بين الله وغيره فيما هو من خصائص الله

• يجب الخوف من الشرك لعدة أمور 5:
• أن النبي عليه الصلاة والسلام خافه على صحابته الكرام ؛" أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " ، فأمر خافه عليه الصلاة والسلام على أولئك القوم حري بالمسلم أن يخافه على نفسه .
• ولأن في بعض مسائلة من الخفا وعدم الوضوح ماقد يخفى على خيار الناس فكيف بمن دونهم ؛ كما في حديث أبي واقد الليثي وسيأتي قريبا .
• ولإخبار النبي بفشوه وانتشاره في آخر الزمان ، كما في البخاري وغيره من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تضطرب آليات نساء دوس على ذي الخلصة ".
• ولعظم جرمه وشدة عقوبته ،ذلك أن صاحبه خالدا مخلد في نار جهنم والعياذ بالله " إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار " .
مسالة : الشرك إذا خالط العبادة فلا يخلو من حالين :
1- إما أن يكون شركا أكبر،فهذا يحبط سائر العمل ؛ قال تعالى :" ولوا أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون " .
2- أو أن يكون شركا أصغر فهذا يحبط ما خالطه من العمل ؛" :لما جاء في مسلم من حديث أبي هريرة في الحديث القدسي :" من أشرك معي غيري تركته وشركه ".
فائدة : حتى لانقع في الشرك :
1- ملء القلب إيمانا وتوحيدا وحبا لله ورسوله " قد أفلح من زكاها "
2- تعلم التوحيد والقراءة في كتبه ورسائله ،وإثبات ذلك بالعمل .
3- الدعاء بما أرشد إليه عليه أفضل الصلاة والسلام " اللهم إني أعوذ أن أشرك بك فيما أعلم وأستغفرك لما أعلم "6
4- اجتناب الشرك بجميع أنواعه وعدم التساهل بشيء منه ولو قل .
فائدة : لعلي أن أتطرق للكلام على الشرك الأصغر نظرا لأهميته ولمسيس الحاجة إليه من خلال المحاور التالية :
أولا : تعريفه : " كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر، ووسيلة للوقوع فيه ، وجاء في النصوص تسمية شركاً " .
تبيه : قد يشق اختيار تعريف مانع جامع للشرك الأصغر نظرا لكثرة صورة وتنوع أمثلته وتجدد مظاهرة ، لذلك ذهب جماعة من أهل العلم إلى تعرفيه بالمثال فقط كما هو ظاهر صنيع ابن القيم وبعض أئمة الدعوة النجدية ، ولكن أثبت هذا التعريف لأن فيه تقريب له وتصويرا لبعض مظاهره وصورة ، ولأنه قول جماعة من علمائنا الكرام ،ومن ثم اتبعته ببعض الضوابط والدلائل المقربة له .
أضراره :
1- أنه كبيرة من كبائر الذنوب ، بل هو من أكبرها بعد نواقض التوحيد .
2- أن هذا الشرك قد يعظم حتى يؤول بصاحبه إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة .
3- أنه إذا صاحب العمل الصالح أبطل ثوابه وأزهقه .
ثالثا : ضوابط في معرفته وتميزه عن الأكبر :8
- منها : صريح النص عليه ، كقوله صلى الله عليه وسلم كقوله صلى الله عليه وسلم : " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " قالوا : يا رسول الله ، وما الشرك الأصغر ؟ قال : " الرياء " 9 .
- أن يأتي في النص منكراً غير معرّف ،بخلاف مالو أتى معرفا فإن الغالب أن يراد به الأكبر ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الرقى والتمائم والتولة شرك " " الطيرة شرك ، الطيرة شرك " " من علق تميمة فقد أشرك " ونحوها .
- فهم الصحابي من النص ، فالصحابة هم أعلم الأمة بمعاني نصوص الكتاب والسنة ومدلولاتها، ومثاله حديث :" الطيرةُ شركٌ ،" وما منا إلا ، ولكنّ الله يذهبه بالتوكل " ، فقوله ومامنا إلا .." هذا من كلام عبدالله مسعود يدل على أنه فهم منه أنه الشرك في الحديث المراد به الأصغر وإلا لم يقل "ومامنا إلا " .
- شرك الألفاظ الغالب أنه من الأصغر ،إلا إذا قصد القائل تعظيم غير الله ،التعظيم الذي لايكون إلا الله فهنا يكون من الشرك الأكبر .
- شرك الأسباب وهو أن يأتي بسب لم يدل عليه شرع من كتاب أو سنة أو تجربة ، كمن يعلق التمائم والحروز من أجل الشفاء ،أو يتطير ويتشائم بطير أو غيرة .
- التفات القلب إلى الأسباب ، والتعلق بها حال فعلها ،وضابط ذلك "الاعتماد والتوكل عليها ،والثقة بها ورجاؤها وخوفها . فهذا شرك يرق ويغلظ بحسب التعلق .
تبية : هذه ظوابط تقريبه للشرك وليست قواعد كليه وإنما هي أغلبية فقط .
رابعا : متى ينقلب الشرك الأصغر إلى أكبر :
- إذا صحبه اعتقاد قلبي ، وهو أن يقوم في قلبه تعظيم غير الله مثل تعظيم الله ، كمن يحلف بغير الله ويقوم في قلبه تعظيم المحلوف به كتعظيم الله .
- إذا اعتقد في الأسباب استقلالها بالنفع والضر والخلق والإيجاد ، كمن يعلق ويعتقد أنها تنفع وتضر بذاتها ، أو يتبرك بالبقعة ويعتقد بأنها الجالبة للنفع بذاتها فهذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة .
- إذا كان الشرك في أصل الإيمان أو كثر حتى غلب على أعمال العبد ، كالمراءاة بأصل الإيمان ، أو يغلب الرياء على أعماله الصالحة ،أو يغلب عليه إرادة الدنيا بأعماله الصالحة .
لطيفة : في قول الشيخ ( لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة ) ، تأمل كيف شبه الشرك بالشبكة، لأن الشبكة إذا علقت بها قدم الإنسان فإنه يسقط، ثم قد يتعلق بجميع بدنه إذا حاول فكها، فتعلق بها يده، ثم يحاول باليد الأخرى فتعلق، حتى لا يستطيع أن يتخلص، وهذا تمثيل بديع للشرك، فإن الإنسان إذا تساهل في يسير الشرك أوشك أن يقع في عظيمه، ولذلك قال رسول الله لأصحابه: " أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر "
قال السيخ رحمة الله " القاعدة الأولى: أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مُقِرُّون بأن الله تعالى هو الخالق المدبر، وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام.
والدليل قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}
الكلام على القاعدة الأولى :
أولا : مضمونها : "أن الإقرار بتوحيد الربوبية وحده، لايكفي للدخول في الإسلام ،بل لابد من الإقرار بتوحيد الألوهية " .
ثانيا :دليل هذه القاعدة :" أن المشركين أقروا بتوحيد الربوبية وحدة ومع ذلك لم يدخلهم في الإسلام ،قال تعالى :" قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت يخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون " " ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولون الله " ، لأن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية ، فمن أقر أن الله خلقه ورازقه ومالكه ، يلزمه أن يشكره وأن يعبده ولايشرك به .
ثالثا : من إشارات القاعدة وفوائدها :
1- أن الإقرار بتوحيد الربوبية وحده لايكفي للدخول في الإسلام، بل لابد من الإقرار بتوحيد الألوهية ، فهؤلاء المشركون أقروا بتوحيد الربوبية _ في الغالب وإلا فقد وجد عند بعضهم الشرك في الربوبية كما في قوله تعالى : " وقالوا ماهي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا 00" أفاده ابن تيمية _ومع ذلك لم يدخلهم في الإسلام .
قال السيخ رحمة الله "القاعدة الثانية: أنهم يقولون: ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة.
فدليل القربة قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} 3.
ودليل الشفاعة قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} 4. والشفاعة شفاعتان: شفاعة منفية، وشفاعة مثبتة. فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله.
والدليل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} والشفاعة المثبتة

هي التي تطلب من الله، والشافع مكرم بالشفاعة، والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن، كما قال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} "
الكلام على القاعدة الثانية :
أولا مضمونها " أن من دعا غير الله ، أوصرف له شيء شيئا من العبادة فإنه يعد مشركا ، سواء أعتقد فيه الربوبية واستقلاله النفع والضر أولم يعتقد "
ثانيا :دليل هذه القاعدة :
1- أن المشركين لما عبدوا الأصنام من دون الله كفرهم الله ، مع أنهم لم يعتقدوا استقلالها بالنفع والضر من دون الله ، بل أخبر الله عنهم أنهم إنما دعوها لكي تشفع لهم عند الله " مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " " ويعبدون من دون الله ما لايضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله " .
2- جاءت الأدلة من الكتاب والسنة بكفر من دعا غير الله ، سواء اعتقد فيه النفع والضر، أو من لم يعتقد " ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا من دون الله أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون " وقال تعالى " ولاتدع من دون الله من لايضرك ولا ينفعك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين " وفي البخاري من حديث ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من مات وهو يدعوا من دون الله ندا دخل النار " .
ثالثا : من إشارات القاعدة وفوائدها :
1- الشفاعة هي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة وهي على ضربين :
أولا : دنيويه وهي مشروعة بشرطين أن تكون في أمر مباح ،ولا يكون فيها مضرة على أحد بغير حق .
ثانيا : أخروية وهي قسمان :
1- مثبته وهي التي جاءا لشرع بإثباتها ، ولها شرطان، إذن الله للشافع أن يشفع ، ورضا الله عن المشفوع له ولا يرضى الله إلا عن أهل التوحيد .
2- منفيه : وهي التي جاءت الشرع بنفيها ،أو لم تأت الأدلة بإثباتها ، مثل طلب المشركون الشفاعة من معبود اتهم من دون الله . 10
-----------------------------------------------------------------------------------------------
1- - شرح ست مواضع من السيرة ضمن مجموعة التوجيد ص 25
2 - أوثق عرى الايمان سليمان بن عبدالله ص 15 .
3- -إعلام الموقعين ابن القيم ( 1-53) .
4- - الدرر السنية ( 502- 511 ) .
5- راجع كتاب التوحيد وشروحه ( باب الخوف من الشرك )
6- أخرجه أحمد وغيره من طريق عمرو عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن النبي عليه الصلاة والسلام . جوده ابن حجر والمنذري والأمر كما قالا .
7 -الحديث جاء من عدة طرق أقواها ، ماأخرجه احمد وغيره من طريق عبدا لملك بن سليمان العزرمي عن أبي علي رجل من بني كاهل قال خطبنا أبو موسى الأشعري فذكر الحديث ..وهذا إسناد لأبأس به وهو غريب ، وله شاهد من حديث ليث بن سليم عن رجل من أهل البصرة قال سمعت معقل بن يسار عن أبي بكر الصديق وفيه ضعف ولعله يقوى بسابقه ." أفاده السعد " .

8- استفدت كثير ا من كتاب الرياء والشرك الأصغر ص 18
9 - أخرجه أحمد وغيره من طريق عَنْ عَمْرٍو، عاصم بن عمر بن قتادة،عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، وجود اسنادة ابن حجر والمنذري ، وهو كما قال رحمة الله .
10- - راجع كتاب التوحيد وشروحه لكتاب الشفاعة